أعمالنا ونصلي ونسلم على سيدنا عبده ورسوله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه
ومن والاف -
أما بعد : فإن هذه ورقات تتحدث حديث رحلة في المنطقة الإستوائية من البرازيل
وهي لاتشمل المنطقة كلها لأنها تضم مجاهل غابات» وأماكن موحشة من الأدغال
ولو أراد شخص أن يجول فيها لما استطاع فكيف الذي اقتنص من وقته في رحلة
عمل إلى بلاد البرازيل الواسعة أو يقات شاهد فيها بين ماشاهد نهر الأمازون العظمء
بل ركب متنه وخاض عبابه مبتدأ من مدينة ماناوس عاصمة ولاية الأمازون وهي
في منطقة مرتفعة من القارة الأمريكية الجنوبية. ثم عاد إلى منطقة الأمازون ولكن
في جهة متخفعة من القارة غير بعيدة من ساحل البحر الحيط العظي. وذلك في
زيارة لمدينة بيلم؛ أي (بيت لحم) في ولاية باراء
وقد رأيت أن اشرك القاريء العربي في قراءة ما كتبته اعتماداً على ماعرفته
عنه من إقباله الكريم على ماسبق أن نشرته فن كنب في الرحلات كثيرة.
ورأى الدادي الأدبي في أبها ضم هذه الورقات إلى كتب عديدة كان قد
أصدرهاء ونشره ضمن مطبوعاته فله الشكر على حسن ظنه ولرئيسه الأديب الحصيف
الأستاد/ محمد بن عبد الله الحمّد فائى التقدير.
والله الموفق
المؤلف
تقع ولابة الأمازون وولابة بارا حيث الغابات الأمازونية في شمال البرازيل وتمتد من داخل القارة
إلى ساحل المحيط الأطلسي.
يوم الثلاثاء 38 محرم 406 اه 29 اكتوبر 4684م
مديئة (ماناوس) من المدن المهمة في البرازيل؛ ورمما يكفي في الدلالة على
أهيتها تب عاصمة منطقة الأمازون بما يعنيه نهر الأمازون العظيم من ضخامة ووفرة
في الياه عرفه بها أكثر الناس حتى تلاميذ المدارس ومما تدل عليه كلمة الأمازون من
غابات هاثلة المساحة مظلمة الأرجاء» حافلة بالمياه و بالاشجار بل الأسرار التي لايزال
أهل البلاد يتحدثون عنها ويكتشفون المزيد منها ومدينة (ماناوس) واقعة على نهر
الاوة المسلمين لم يقوموا حتى الآن ببناء مسجد أو مركز إسلامي يجمع فيه بين
عندما علم أخونا الكريم سفيرنا في البرازيل الأستاذ/ عبد الله الحبابي برغبتي
في السفر إلى (ماناوس) أخبر أحد وجهائها من العرب الأثرياء بل من ذوي المكانة
في العاصمة برازيليا فأخبر أخاه (حسن الهواش) بقدومي وبحث عن خالد بمدينة
برازيليا حتى وجده فأسرع (الهواش) إلى الحضور للسفارة لمقابلتنا وقد صحبني في
المطار مع السفير وبعض الموظفين والأخ حسن الزين وهو عربي صاحب وكالة
للسفر أحضر معه موظفة لديه إلى الطار من أجل إعداد تذكرة العودة لي إلى سان
زميلي الشيخ محمد بن قعود أثناء زيارتي لمدينة (ماناوس) على أن نلتقى بعد ذلك
كما كان عدد من الدعاة إلى الله المبتعثين من المملكة العربية السعودية للعمل
في البرازيل في الوداع في اللطار أيضاً وقد اتصل الأخ خالد الهواش بأهله في
(ماناوس) وأوصاهم باستقبالي وتسهيل ماأحتاج اليه في زيارتي.
وفي مطار برازيليا أدخلونا مايسمى بقاعة كبار الزوار أو (صالون الشرف)
وأكرمونا حتى إنهم ودعوني قرب الطائرة عدا حسن الزين الذي وصل معي إلى
داخل الطائرة لان لديه بطاقة تخوله ذلك على اعتبار انه يعمل في وكالة للسفر
بالطائرات. ومعه مضيفة أرضية حتى جلست في المقعد قبل صعود بقية الركاب
ولا كانت الطائرة قابعة الشركة (فاريخ: الكبيرة في البرازيل من طراز (دس ٠0
سياحية رغم سعة مقاعدها وإراحتهاء
مخارج الحروف البرتغالية والذين يفهمون الإنكليزية من ركابهم قليل.
ول يزد عدد الركاب في هذه الطائرة الكبيرة على نصف المقاعد الا قليلاً وكلهم
من اللون اللاتيني الشائع في أمريكا الجنوبية ماعدا قلة منهم من السمر على خلاف
العادة ولكن ذلك لايستغرب اذا تذكرنا أننا ذاهبون إلى مدينة إستواثية الموقع بل
عاصمة ولاية إستوائية هي ولاية الأمازون.
الشمس اليه من أشعة تسقط عليه عمودياً فلا يمتصها الغلاف الجوي للأرض كلهاء
جلت رؤية البحيرة الاصطناعية التي تقوم في المنظر في
العاصمة برازيليا مقام النهر أو البحيرة الطبيعية. ومعنى وصفها بالصناعية أنها لم تكن
غاب
موجودة بهذا الشكل من قبل وإنما وجهوا اليها طائفة من الينابيع والأود التي
فإن العاصمة البرازيلية ليست على نهر كما أنها بطبيعة الخال ليست بقرب البحر لأنها
واقعة في داخل القارة الأمريكية الجنوبية.
وبدت هذه البحيرة كأنها الخور االصغير من النهر تتوسط العأصمة وتخترق جزءاً
بدت بيوت الضواحي في الدينة تحيط بها الحدائق وهي منثورة بانتظام بسقوفها الحمر
وسط الخضرة الغامرة.
ولايرى امرء أثراً لتراب الأرض من الطائرة بسبب شمول الخضرة في هذا الفصل
من السئة؛ ولكن إذا كان هناك موضع محفور فإن الأرض تبدو حراء كالإستوائية
المعتادة في إفريقية وبعض الأقطار الإستوائية الآ.
ضاحية في مدينة برازيليا كما تبدو من الجو.
ثم تجاوزت الطاشرة سماء العاصمة برازيليا إلى منطقة من التلال الخضر تتخللها
متطفلون علها من رؤية الأرض إلى أن تظافرت مع أخوات لها كثيرات فألفت
الأض تحتدا أكثرها غير معمور مع صلاحيته لذلك بسبب وفرة الأراضي الزراعية
واستثمار الأموال في غير الزراعة.
البيض إلى منطقة الأمازون الإستوائية فن شما البلاد تذكرت توجه الأسترالين
الذين أصلهم من البيض ولايزالون بيضاً إلى المنطقة الأستوا في شمال القارة
وبخاصة في مديئة (دار وين) عاصمة الشمال الأسترالي فاستغربت كوم بيضا
وهم يعيشون في مناطق انطيع في ذهني أن أمثالها لايعيش فيه إلا السود أو السمر
الشديدو السمرة ورسخ ذلك الاعتقاد مناظر الأشجار والأعشاب الإستوائية مثل أشجار
التارجيل والموز والباباي.
لم تعد نافذة الطائرة تمد العين بما يشغل النظر فلا ترى إلا الشمس الساطعة
والقبة الزرقاء قبة السماء أو كما قال بعض الأسلاف من أدباء العرب عندما لجج في
البحر (ماثم الا السماء والماء) ونحن هنا نقول : مانم الا السحاب والساء؛ فانصرف
الصفرة من شعورهن قد بدأن بتقديم وجبة الطعام وكان اوها صحن البداءة بالوجبة
أو مايسمى في بعض البلدان بالمقبلات والأشربة وهم قد اعتادوا على ان يقدموا
الشراب بامجاذ في الدرجة السياحية مثليا يقدمه غيرهم لركاب الدرجة الأولى.
وكانت رائحة الطعام تحدم في الأنوف الا انهم كدروا ذلك بل كدروا الطعام
فحرمتني من تذوقه بل من مجرد النظر إليه لأنهها مراوان تلمعان يذكر منظرهها بمنظر
الجرح الذي لم يلتثم؛ وبخاصة أنه كانت توجد فيا نقط بيض كأنها الأذى الذي
يكون في الجروح وقد اكسب الشريحتين منظر رئة الخروف المسلول. فطلبت منهم أن
بح لات
الرئيسي في الغداء فكان شواء من لحم البقر الجيد مع قطع من الفطائر وحبات من
اللوبيا وقد أكثروا فيه من الفلفل غير الخار والبصل.
ويلاحظ هنا أنهم يعاودون عرض الشراب على الركاب اثناء الطعام مع
مايقدمونه قبله. وقد طلبت عصير البرتقال بيها انتبز كثير من الركاب هذه الفرصة
فشربوا أشربة غالية.
كما أنهم وضعوا في صحن الوجبة (استمارة) فيها عدة حقول مكتوبة القصد منها
أن يبين الراكب رأيه في خدمات الشركة وكفاءة موظفيها والشكاوى التي يريد أن
يتقدم بها والإقتراحات التي يراها مناسبة لتحسين الخدمة.
و يشمل ذلك حسبا أوضحوه في الاستمارة مراحل الخدمة في الطاثرة كلها ابتداء
من الوقوف أمام مكتب الترحيل حتى وصول الراكب إلى هدفه المنشود. حتى إنهم
خصصا حقولا يسألون فها عن مدى مجحاملة موظفي الشركة للركاب اي انهم لم
من الطيران بدا نهر الأمازون واسع المساحة
رائع المنظر وبخاصة إذا تذكر الرء في ذهنه وهو يراه أنه يرى أكبر نهر في العالم
من البعد ولكنها انزاحت بظلها الثقيل أو الخفيف لاأدري فافسحت للنظر أن يستجلي
من محيا هذا النهر العملاق من ارتفاع الطائرة ما جعلني أرى أن بعض شعابه أو
روافده لاأدري تبدو في اتساعها وكثرة مياهها كالأنهار الكبيرة. وذلك في منطقة
خضراء كثيفة الإخضرار وكثافة خضرتها من كونها خضرة طبيعية لم تمسها يد الانسان
بغاباتها الكثيفة ومياهها الغزيرة» فهى بهذا تخالف الخضرة الموجودة في مدينة برازيليا
العاصمة التي اكثرها خضرة زراعية أو طبيعية مهذبة. وحتى الطرق في هذه المنطقة
تبدو ترابية.
ثم مرت الطاثرة فوق منطقة واسعة من النهر ذات شاطيء ملي أحر ١
وكأنه الشاطيء من البحر تتلاطم عليه الامواج مع انه لابجر هنا بطبيعة الخال لأننا
في وسط القارة.
ثم حامت الطائرة فوق المنطقة الواقعة بالقرب من المدينة فكان اكثر المنظر غابات
كشيفة حول مياه نهرية. وأقل مايرى المرء في هذه المنطقة الحقول المستوية فهى
لاتكاد تظهر والتربة حمراء اللون كالتربة الإستوائية المعتادة في المنطقه الإستوائية
وسطمدينة ماناوس
ثم هبطت الطائرة في مطار ضيق المدرج إلاأنه طويل. وأعلنت مضيفة الطائرة أن
الوقت في هذه المدينة متأخر عن وقت برازيليا بساعة واحدة.
وبناء المطار ليس بالكبير ولكنه مستطيل فيه عدد قليل من الدهاليز التحركة التي
وعندما فتح باب الطائرة رأيت فيه رجلاً أسمر اللون جداً فحياني بتحية الإسلام
ولا أدري يم تعرف علي مع أنتي ألبس الملابس العالمية المعتادة ولوني في مثل لون
الأغلب من سكان البرازيل .
وقدم نفسه إل إنتي أخ مسلم أعمل في مطار ماناوس اسمي : حاج
حسين ديلايون أصلي من غيانا ثم صحبني من الطاثرة إلى غرفة كبار الزوار التي
وجدنا على بابها فتاة من أصل أبيض كما هي عادتهم في المضيفات والعاملات في
الاستقبال ف امة واسعة وفتحت الباب وكان مغلقاً من قبل.
بالبرتغالية فكان الأخ المستقبل يترجم ثم قال: إن عدداً من الاخوة المسلمين من
العرب ينتظرون وسوف أدعوهم الآن للسلام عليك بيها آتى بحقييتك.
وجاء عدد من الإخوة المستقبلين منهم الأخ (بدوي فقوسه) الذي أصبح ملازماً
لي بعد ذلك في زيارتي لهذه المدينة وهو فلسطيني يعمل في التجارة.
مطار (ماناوس) الدولي كما يبدو من جهة المدينة.