بين الشمائل الباهية؛ والمعارف
سنة أو أكثر» وذلك بواسطة صديقه الأستاذ العلاّمة نادرة عصره» الشيخ
فقد كان هذان الجهْذان فرقدين في سماء النَّام؛ يتشابهان كثيراً
في سجاحة الخُلق؛ ورجاحة العقل» ونبالة القصد» وغزارة العلى»
والجمع بين العقل والنقل» والرّواية والفهم .
في فهم المتون والنصوص؛ والتمييز بين العموم والخصوص .
الجامدة؛ التي هي وأمثالها صارت حجّةٌ على الإسلام في تدهوره
وقد كت لا أغشى دمشق مرة من المرار_والله يعلم كم كنت
الشيخ عبد الرزاق البيطارء والشيخ جمال القاسمي؛ رحمهما الله؛
وجزاهما عن الإسلام خيراً.
الساعاتٍ الطوال» في الأيام والليال» ولا نشعر بمرورهاء بسبب طرافة
وغزارة الشواهد» والنظم بين المعقول والمنقول» والجمع بين الفروع
غير الحياة التي أعهدها .
وقد كان للشيخ جمال رحمه الله عدا إحاطته العلمية معارفٌ
«هو قبل كل شيءٍ العالمُ بأحوال عصره ومصره».
وعندي منهما كتب أعدها من أنفس الذخائر» وأثمن ما َوَرَثةٌ
الول للآخرء وربما أنشر بعض كتابات الشيخ جمال في أول فرصة
وكنت أعلم أن ليخ < جمال تاليف مُنْبعة؛ وربما كان يُطلعني
على بعضهاء وربما طالعني ب ببعض آرائه فيهاء واستأنس برأيي القاصر»
)١( مقدمة «قواعد التحديث» لجمال الدّين القاسمي (صه ٠7 ط الأولى سنة
نشر المخلوقات.
فبين يديك أربع أعلاق من آثار علاّمة الشَّام؛ ومفخرة علمائها
الأعلام» الشيخ محمد جمال الذّين القاسمي الأمشقي .
وقد أحببت أن أعجل بهذه النوادر ليأنس بها محبو هذا العالم
١ رحلته إلى المدينة الوب
7 إجازته للشيخ محمد بن جعفر الكََّانِي صاحب «الرسالة
)؛- إجازته للشيخ أحمد محمد شاكر صاحب التحقيقات المشهورة.
وهي من لطائف العلم ومذاقته؛ تدخل في فن التراجم
والإجازات» يُعْرّفٌ بها أسلوب أهل القرن الماضي» ويظهر فيها مدى
حرصهم على هذا الفن المتعلق بالرواية والإجازات.
وقد وثقت كل ما له صلة بهذه الرحلة والإجازات من الأعلام
اعتنى العلاّمة القاسمي بالرحلة وعرف ما لها من فوائد عديدة؛
يقول العلاّمة ابن خلدون في «المقدمة»: لإن الرحلة في طلب العلم
ولقاء الأساتذ: مزيد كمال في التعلم». ثُمّ قال: «فالرحلة لا بد منها في
العلم لاكتساب الفوائد والكمال بلقاء المشايخ والتلقي عن اليّجال».
ومعلوم من حال العلّمة القاسمي أنه لا بُفوّت تسجيل كل ما يم
أنه رحل إلى وادي العجم سنة (1804) وهذا الوادي على مقربة
رحلته هذه رسالة بعنوان: «ابذل الهمم في موعظة أهل وادي العجم».
كما زار حمص وحماه.
وذلك في محرم سنة (1771)) والثانية في أواخر رجب من السنة نفسها
إلى مصرء والثالثة إلى المدينة ١ َه على ساكنها أفضل الصلاة وأتم
التسليم وذلك في عام (1374).
وقد ألحفْتُ بها ما نشره في مجلة «المقتبس»؛ حيث ذكر بعض
مختارات المخطوطات في مكاتب المدينة الوب وأحصى عدد ما فيها
وأعظم آلة تصوير عند الشيخ جمال الذّين في ذلك الوقت هو
أنامله الذَمَبية التي كانت لا تعرف الكلل أو الراحة في سبيل العلم؛ ؛ فمن
ذلك أنه نسخ مقدمة «المحلّى» لابن حزم» والمحلّى في ذاك العصر
يعتبر من الكتب المحظورة؛ فحينما طلب من قيم المكتبة المحمودية
بعض كتب ابن حزم قال له: ألا تعلم يا أستاذ أن كتب ابن حزم ممنوع
الاطلاع عليها؟ فقال له: لقد تجشمت السفر من الام إلى المدينة
للاطلاع على كتابه؛ وذلك بُغية فضحه ونشر ذلك في المجلات . فأخذ
القيم بظاهر هذا القول؛ وإنما قصد الشيخ جمال الدّين أن ينشر منها
١( أخبرني بقصته مع قيم المكتبة حفيده أستاذنا الكريم الشيخ الأديب محمد سعيد
القاسمي عن تلميذ جده الخاص وقريبه الشيخ حامد التقي عن شيخه العلامة
جمال الذّين القاسمي رحمهما الله تعالى.
وقد نشر الشيخ جمال الدّين مقدمة ابن حزم في أصول الفقه
ضمن مجموع في أصول التفسير وأصول الفقه» وقد كان انتهى من
نسخها في ثلاثة أيام؛ آخرها بعد ظهر يوم الخميس في 4 ربيع الثاني عام
كما نسخ من مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت رسالة في فن
الكتابة؛ وهي شرح منظومة لابن البواب البغدادي الكاتب الخطاط
وقد تمنَّى الشيخ جمال الّين لو يُاح له أن يقيم عاماً كاملا لينسخ
الهمة العليّة.
وإليك نص ما قاله الشيخ جمال الدّين عن تلك الرحلة بعد صورة
نموذج منها:
0 ارام 08
لم عرزا عار احا ىا مدني ا موق عم وص نا خليزإه'
ثر طاربنا القطا ربوب موا الى ان 201 ساق از
صورة بداية رحلة القاسمي إلى المدينة المنّرة بخطه