الحاجة في بيان عقيدة الرجل في تفسيرة.
أذكر المفسر وعنوان تقسيره ثم سئة الوفاة ثم أترجم له بترجمة
ثم أذكر الصفات كدليل لما فلته في الترجمة وقد أعلق في بعض
الأحيان تعليقا مختصرا وأحيل في الرد المفصل على تفسير القرطبي
هذا وقد قمت بتخريج الآيات والأحاديث تخريجا مختصرا سواء
في كلام المفسرين أو في الرد عليهم وإذا تقدم تخريج حديث فلا أكرره
وقد أنبه على أنه تقدم وقد أكتفي بما فعلت من التخريج السابق.
أعتبره جهد مقلء مقصر؛ ضعيف؛ في بداية الطلب يأخذ في بداية
الطريق إلى الجمع والتآليف.
فأرجو أن أكون قد استفدت وأفدت ونبهت الكثير من الغافلين
الذي حاد عن المنهج السلفي ورضي بالأدنى باتباع الخلف.
وأبى الله أن يتم كتاب إلا كتابه فإذا كان فحول العلماء الذين
المقدمة
كرسوا حياتهم في طلب العلم وطلبوا العلم من أجل أن العلم سبيل
الهدى فكرسوا كل أوقاتهم لهذه المهمة وأظهر الله على أيديهم عشرات
بالارتزاق والشهادات والسعي وراء الألقاب الفخمة والمناصب العالية.
وعلمهم ينتهي عند مقصودهم وربما حتى في طلب العلم يكونون
مكرهين لا هم أبطال شجعان كما قيل مكره أخاك لا بطلء فنحن أحق
لوجهه وأن يجعل هذا البحث فاتحة خير علي وأن يوفقني لخدمة
شر الأعداء إنه سميع مجيب»
القسم الأول:
« التعريف بالسلفية والسلق
* فض ل السلف
* أصولهم وقواعدهم في الأسماء والصفات
المبحث الأول:
تعريف السلف وما جاء في فخلهم:
“١ المبحث الاول: تعريف السلف
على دارس مذهب السلف والخلف أن يعرف مدلول الكلمة لغة
ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح"".
وأما في الاصطلاح فقد اختلف العلماء في تحديد الزمن الذي
قال القلشاني في شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني عند قوله:
(واتباع السلف الصالح): «السلف الصالح وهو الصدر الأول
الرإسخون في العلم المهتدون بهدي النبي صلى الله عليه وسلم
الحافظون لسنته اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه. وانتخبهم لإقامة
عليهم في كتابه بقوله: «محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار
رحماء بينهم»"' وقوله تعالى: «للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من
أولئك هم الصادقون»"" الآية, وذكر الله فيها المهاجرين والأنصار ثم
-)154/9( لسان العرب: )١(
8 (؟) سورة الحشر : الآية:
بالعذاب من خالفهم واتبع غير سبيلهم فقال: «ومن يشاقق الرسول من
بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله
بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل
وقال أبو الحسن في شرح الرسالة عند قول المصنف (واتباع
السلف الصالح): وهم الصحابة في أقوالهم وأفعالهم وقيما تأولوه
قال العدوي في الحاشية: قصره على الصحابة لما قال ابن
ناجي: السلف الصالح وصف لازم يختص عند الإطلاق بالصحابة ولا
قلت: فكلام أبي الحسن مثل سابقيه.
وقال الغزالي في إلجام العوام عن علم الكلام في تعريف السلف:
أعني مذهب الصحابة والتابعينا".
(7) من تحرير المقالة من شرح الرسالة ص: 71. «مخطوط بالجامعة الإسلامية» قسم المخطوطات رقم
(؛) الحاشية: ص ٠١6 رقم ١
قال الباجوري عند قول صاحب الجوهرة:
وكل خير في اتباع من سلف
ما لفظه: والمراد بمن سلف من تقدم من الأنبياء و الصحابة
والتابعين وتابعيهم خصوصا الأئمة الأربعة المجتهدين الذين انعقد
الإجماع على امتناع الخروج على مذاهبهم في الإفتاء والحكم. وأما
عمل الشخص في نفسه فيجوز تقليد غيرهم فيه".
فالباجوري عرف السلف بالصحابة والتابعين وتابعيهم؛ وما ذكره
من الإجماع على امتناع الخروج على مذاهب الأئمة الأربعة ففيه نظر
والحق أنه لا عصمة في اتفاقهم هم الأربعة لأن اتفاقهم ليس إجماعا
بالاتفاق. قما لم ينعقد إجماع الأمة عليه. فعلى المرء أن يتبع الدليل
الذي صح عنده من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ونرجع إلى موضوعنا. فلعل مستند من عرف السلف بالصحابة
والتابعين وتابعي التابعين حديث عبد الله بن مسعود في الصحيحين
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم
ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه
قلت: وما أحسن ما قاله الشيخ محمود أحمد خفاجي في كتابه
"العقيدة الإسلامية بين السلفية والمعتزلة”: (وليس هذا التحديد الزمني
)١( شرح الجوهرة: ص: 11١
(") أخرجه: أحمد (274/1): البخاري (17151/7/1) مسلم (117[7277/1437/4])
0 المبحث الأول: تعريف السلف
كافيا في ذلك بل لابد أن يضاف إلى هذا السبق الزمني موافقة الرأي
وإن عاش بين أظهر الصحابة والتابعين وتابعي التابعين)"".
وجاء في لوامع الأنوار: وعلى ذلك فالمراد بمذهب السلف ما كان
عليه الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- والتابعون لهم بإحسان
إلى يوم الدين وأتباعهم وأئمة الدين ممن شهد له بالإمامة وعرف عظم
شأنه في الدين. وتلقى الناس كلامهم خلفا عن سلف. كالأئمة الأربعة
وسفيان الثوري والليث بن سعد وابن المبارك والنخعي والبخاري
ومسلم وسائر أصحاب السئن دون من رمي ببدعة أو شهر بلقب غير
مرضي: مثل الخوارج والروافض والمرجثة والجبرية والجهعية والمعتزلة:
قلت: وقد وفقني الله تبارك وتعالى أن كتبت كتابا بينت فيه
التعريف بالسلفية تعريفا مطولا وذكرت الأصول السلفية والتفصيل
له موقف من السلفيين ابتداء من الأنبياء والرسل وإلى وقتنا الحاضر»
وأما ما ورد في فضلهم فننقل للقراء فصلا نفيسا ذكره الحافظ
ابن حجر في مقدمة الإصابة قال رحمه الله:
الفصل الثالث: في بيان حال الصحابة من العدالة
اتفق أهل السنة على أن الجميع عدولء ولم يخالف في ذلك إلا
المبحث الأول: تعريف السلف
ذلك, فقال: عدالة الصحا معلومة بتعديل الله لهم» وإخباره عن
«والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان
كثيرة يطول ذكرهاء وأحاديث شهيرة يكثر تعدادهاً؛ وجميع ذلك
يقتضي القطع بتعديلهم» » ولا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله لهم إلى
تعديل أحد من الخلق؛ على أنه لو لم يرد من الله ورسوله فيهم شيء
مما ذكرنا لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهادء ونصرة
الإسلام, وبذل الهج والأموال. وقتل الآباء والأبناء». والناصحة في
الدين. وقوة الإيمان واليقين - القطع على تعديلهم. والاعتقاد لنزاهتهم»
ينتقص أحدا من أصحاب زسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أته
زنديق. وذلك أن الرسول حق والقرآن حق وما جاء به حق. وإنما أدى
الكتاب والسنة. والجرح بهم أولى وهم زنادقة. انتهى'".
)١( الكفاية في علم الرواية: باب ما جاء في تعديل الله ورسوله للصحابة وأنه لا يحتاج إلى سؤال عنهم»
وإنما يجب فيمن دونهم (ص: 17-17)-