وكذاك عرض بلمتصوفة وسخر من مزاعنهم » وندد بما يتخذونه من طقوس كالغناء
وارقص فى حلقات الذكر . كا أنه ندد يمن محتجب عن الناس و ينطوى على نفسه ممشكفا
فى مسجد أورباط . قال « ومن كيده وخداعه _ يعنى الشيطان أنه يأ الرجل بانقطاعه
فى مسجد أورباط أوزاوية أوتربة » وبحبسه هناك وينهاه عن الخروج . ويقول له : متى
واحتقار الناس . . . وهو بريد أن يار ولا يزور ويقصده الناس ولا يقصد .22 »6
وبعد أن صوراين القع أحوال تلك الطائفة تصويرا دقيقا ؛ أخذ يدال من أخبار
روح الإسلام لخالفنها للسنة النبوية +
وقد صور ابن اليم أحوال فريق من السلمين اشتبرت عنهم الوسوسة . فهم يفعاون
فى طاعة إبليس وقبول وسوسته » ٠
فلا غنى عنه للمؤرخ الذى يتم بدراسة لمجتمم الإسلاى في القرنين السابع والثامن الحجريين»
هذا بجانب مافيه من فوائد دينية فى التفسير وآزاء فقهية +
وقد طبع لأول صرة بالطبعة ليمنية بالقاهرة سنة 16360 م . ثم طبعته شركة مكتبة
ومطيعة مصطنى الحلى سنة 1617 م14 م ١
وفى هذه الأيام كلفتى الشركة المذكورة بإعداده للطبع . فراجمت نصوضه +
راحِضها على ماورد فىكتب الحديث . كا ضبطت الأبيات والقصائد » فسى أن ينتفع به
لأساتذة والطلاب » والله الموفق للصواب ,© ا
الحمد لله الذى ظهر لأوليائه بنعوت جلاله وأنار قلوبهم بمشاهدة صفات كاله +
وتعرف الهم بما أسداه إليهم من إنعامه وإفضاله » فعلموا أنه الواحد الأحد » الفرد
عنه تستره بسرباله . الحى القيوم ؛ الواحد الأحد » الفرد الصمد » المنفرد بالبقاء +
وكل مخلوق منتهى إلى زواله السميع الذى يسمع ضجيج الأصوات باختلاف الامات
على تفن الحاجات » فلا يشغله سمع عن سمع » ولا تغلطه المسائل » ولا يتبرم بإلحاح
الملحين فى سؤاله » البصير الذى يرى دبيب الغلة السوداء على الصخرة الصياء فى اليلة
ومشاهدته لاختلاف أحوله . فإن أقبل إليه تلقاه . وإنما إقبال العيد عليه من إقباله
لموته وانقطاع(») أوصاله » وإن أصر على الإعراض ولم يتعرض لأسباب الرحمة بل
+ الدوية والدارية بالتشديد وتخقف : الصحراء الموحثة )١(
ى الكلام إشارة إلى مادرى عن الثبى صل الله عليه وملام وهو و الله أفرح إ< )*(
أصر م على العصيان فى إدباره وإقياله؛ وصالح عدو الله وقاطع سيده » فقداستحق الاك
وحده لاشريك له إلا واحدا أحدا فردا صمدا جل عن الأشباه والأمثال ؛ ونقدس
عن الأضداد والأنداد والشركاء والأشكال + لامائع لما أعط أعطى ولا معطى لما مئع +
أرسله رحمة العالين + وإماما للمثقين » وحسرة على الكافرين » سه على العباد
أجمعين + بعثه على حين فترة من الرسل » فهدى به إلى أقوم الارق وأوضح المبل +
جميع الطرق فم يفتح لأحد إلامن طريقه . فشرح له صادره ؛ ووضيع عنه وزرة »
ورفع له ذكره » وجعل الذل والصغار على من خالف أمره » وأقسم بحياته فى كتابه
المبين وقرن اسمه باسمه » فلا يذكر إلا ذكر معه ؛ كا فى التشهد والحطب والتأذين»؛
عن ذلك صاد » إلى أن أشرقت الدنيا رسالته ضياء وابتهاجا ؛ ودخل الناس فى دين
الله أفواجا أفواجا » وسارت دعوته مسير الشمس فى الأقطار + وبلغ ديه القم ما بلغ
اليل والنهار ؛ ثم استأثر لله به لينجز له ماوعده به فىكتابه المبين » بعد أن بلغ الرسالة
وأدى الأمانة » ونصح الأمة ؛ وجاهد فى الله حى الجهاد + وأقام الدين » وترك أمته
على البيضاء الواضحة البيئة للسالكين , وقال :
سبيل أَدْعُوا إلى الله عل بدو أ وس اتن 1
أما بعاد + فإن الله سبحانه لم يخلق خلقه سدى هملا » بل جعلهم موردا للتكليف +
وسعيد » وجعل لكل واحد من الفريقين مزلا ؛ وأعطام مواد العلم والعمل : من
(هز لقا آي
)١( الرعد كيه د (0) يرس آية حي
القلب » والسمع ؛ والبصر © والجوارح » نعمة منه وتفضيلا + فن استعمل ذلك فى
طاعته » وسلك به طريق معرفته على ماأرشد إليه وم يبغ عنه عدولا » فقد قام بشكر
على حق هذه الأعضاء لقوله تعالى :
ولماكان القلب لهذه الأعضاءكالملك المتصرف فى الجنود » الذى تصد ركلها عن
والنظر فى أمراضه وعلاجها أهم ماتنمك به الناسكون .
ناعم عدو الله إبليس أن المدار على القلب والاعبّاد عليه ؛ أجلب عليه
بالوساوس » وأقبل بوجوه الشهوات إليه ؛ وزين له من الأحوال والأعمال مايصده به
عن الطريق » وأمده من أسباب الفى بما بقطعه عن أسباب التوفيق ؛ ونصب له من
المصايد والحبائل ما إن سلم من الوقوع يهالم يسلم من أن يحصل له بها التعويق ؛ فلا نجاة
من مصايده ومكايده إلا بدوام الاستعانة بالله تعالل ؛ والتعرض لأسباب مرضيائه
والتجاء القلب إليه وإقباله عليه فى حركاته وسكناته » والتحقق بذل العبودية الذى هو
أولى ماتلبس به الإنسان ليحصل له الدخول فى ضمان :
تلان
فهذه الإضافة هى القاطعة بين العبد وبين الشياطين ؛ وحصوها سبب تحقيق مقام
47 الإسراءآية د (©) الحجر آية )١(
العبودية لرب العالين » وإشعار القلب إخلاص العمل ودوام اليقين » فإذا أشرب القلب
العبودية والإخلاص صار عند اللدمن المقربين ؛ وشمله استثناء :
ولمسا من الله الكريم بلطافه بالاطلاع على ما اطلع عليه من أمراض القلوب وأدوائها
يكتسب القلب بعدها من الأحوال . فإن العمل السبىء مصدره عن فساد قصد القاب +
ثم يعرض القلب من فساد العمل 3 زداد مرضا على مرضيه حتى بوت ؛ ويبقى
لاحياة فيه ولا نور له . وكل ذلك من انفعاله بوسوسة الشيطان ؛ وركوثه إل عدوه
الذى لا يفلح إلا من جاهره بالعصيان . أردت أن أقيد ذاك فى هذا الكتاب »
لأستذكره معترفا فيه لله بالفضل والنعمة » ولينتفع به من نظر فيه داعيا مؤلفه بالمغفرة
والرحمة وسميته :
إغاثة للهفانمن مصايد الشيطان
الباب الأول : فى انقسام القلوب إلى صحيح وسقم وميت +
الباب الثانى : فى ذكر حقيقة مرض القلب +
الباب الثالث
الباب الرايع :
انقسام أدوية أمراض القلب إلى طبيعية وشرعية :
الباب الحامس: فى أن حياة القلب وصحته لا تحصل إلا بأن يكون مدركا للحق؛
مريدا له » مؤثرا لدعلى غيره .
البابالمادس: فى أنه لاسعادة للقلب ولا لذة ولا نعم ولا صلاح إلا بأن يكون
الباب السابع : فى أن القرآن الكريم متضمن لأدوية القلب وعلاجه من جميع
. الباب الثشامن : فى زكاة القلب
» الباب التامع : فى طهارة القلب من أدرانه وأنجاسه
+ الباب العاشر : فى علامات مرض القلب وصحتثه
+ البابالحادى عشر : فى علاج مرض القلب من استيلاء النفس عليه
+ الباب الثانى عشر : فى علاج مرض القلب بالشيطان
الباب الثالث عشر : فى مكايد الشيطان التى يكيد بها ابن آدم . وهو الباب الذى
لأجله وضيع الكتاب . وفيه فصو لجمة الفوائد» حسنة المقاصاء.
والله تعال يجعله خالصا لوجهه » مؤْمّنا من الكرة الخامرة © وينقع به مصنفه
وكانبه » والناظر فيه فى الدنيا والآخرة » إنه سميع عل © ولا حول ولا قوة إلا بالله
العل العظيم +
البإلبالأون
فى انقسام القلوب إلى صحيح وسقي وعيت
لما كان القلب يوصف بالحياة وضدها » انقمم بحسب ذلك إلى هذه الأحوال
الثلاثة :
فالقلب الصحيح : هو القلب السلم الذى لاينجو يوم القيامة إلا من أتى الله يه +
كا قال تعالى :
فالسايم القاب الذى قد صارت السلامة صغة ثابئة له » كالعليم والقدير » وأيضا فإنه ضاء
المريض » والسقم » والعليل +
وقد اختلفت عبارات الناس فى معنى القاب السليع + والأمر الجامع لذلك : أنه الذى
قدسلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونبيه ؛ وم نكل شببة تعارض_ خبره + فسلم من
عبودية ماسواه + وسلم من تحكيم غير رسوله . فسلم فى محبة الله مع تحكيمه الرسولة ©
والتهاعد من سخطه بكل طريق . وهذا هو حقيقة العبودية الى لا تصلح إلا لله وحلده +
فالقلب ١|
خلصات عبوا
: هو الذى سام من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه 1١ 6 بل قاد
ته لله تعالى : إرادة ومحبة » وتوكلا + وإنابة » وإخباتا © وخشية +
)١( القعراء آية حم حي
أعلى أعطى لله » وإن منع منع لله ولا يكفيه هذا حتى يسام من الانقياد والتحكم لكل
من عدا رصوله صل الله تعالى عليه وآله وسلم » فيعقد قلبه معه عقدا محكما على الاثمام
والاقتداء به وحده » دو نكل أحد فى الأقوال والأحمال » من أقوال القاب © وهى
العقائد » وأقوال اللسان » وهى الحبر عما فى القاب . وأعمال القلب . وهى الإرادة.
والمحبة والكراهة وتوابعها وأعمال الجوارح ؛ فيكون الحا كم عليه فى ذلك كله دق وجله
هو ماجاء به الرسول صل الله تعالى عليه وآ له وسلم» فلا يتقدم بين يديه بعقيدة ولاقول
ولاعمل ١ كما قال تعالى :
أى لا تقولوا حتى يقول » ولا تفعلوا حتى يأمر . قال بعض السلف : ما من فعلة
فالأول سؤال عن علة الفعل وباعثه وداعيه : هل هو حظ عاجل من حظوظ العامل +
وغرض من أغراض الدنيا فى محبة المدح من الناس أو خوف ذمهم + أو أستجلاب
محبوب عاجل ؛ أو دفع سكروه عاجل ؟ أم الباعث على الفعل القيام بحق العبودية +
وطالب التودد والتقرب إلى الرب سبحانه وتعالى ؛ وابتفاء الوسيلة إليه ؟
والثانى : سؤال عن متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام فى ذلك التعبد » أى هل
فالأول سؤال عن الإخلاص ؛ والثانى عن المتابعة » فإن الله سبحانه لا يقبل عملا
فطريق التخلص من السؤال الأول : بتجريد الإخلاص ؛ وطريق التخلص من
السؤال الثانى : بتحة, م » وسلامة القلب من إرادة تعارض الإخلاص » وهوى
يعارض الاتباع , فهذه حقيقة سلامة القلب الذى ضمنت له النجاة والسعادة .
+01 الحجرات آية )١(