وقد كرم الله في الإسلام الإنسان السوي
والمعاق؛ وأمر بالعدل والاحسان ومساعدة
العاجزين؛ ورفع الحرج عن الأعمى والأعرج
والمريض» وجعل الفرق بين الناس بالتقوى» إن
أَرَتَكُمْ عِنْدَ الله أنْقاكُمْ »014 وروي عن الرسول
وربما فقد الإنسان إحدى قدراته أو حواسة؛
ولكن هذا لا يقلل من قيمته الاجتماعية؛ وإذا حرم
الرخص والتسهيلات؛ إن الإسلام لا يطلب من
الأفراد نصيباً متساوياً من العطاء؛ كما لا يعطيهم
قدراً واحداً من الرعاية والاهتمام .
وقد اهتم العلماء المسلمون قديماً وحديثاً
بالأحكام والرخص المترتبة على الإعاقة. وبالقضايا
العلماء الذين تطرقوا للقضايا الاجتماعية والأحكام
الفقهية الخاصة بالمعاقين الإمام العلامة ابن قيم
وقد قمت في هذه الرسالة المتواضعة
ابن القيم حول الإعاقة بالاطلاع على كتب ابن القيم
الموضوع» ولم أحاول أن أتدخل في هذه الآراء»
ولكن قمت بالتعليق على بعض النقاط في الهامش؛
وقمت كذلك بتخريج الأحاديث الموجودة في هذه
النقول» وكذلك ترقيم الآيات.
ولكن قد يتساءل سائل: لماذا اخترت هذا
-١ إن الإسلام اعتنى بالمعاق. وإن الإسلام
سبق النظريات الحديثة في التطرق لهذا الموضوع+
شاء الله في هذا الموضوع بتوسع وعمق .
- إن العلماء المسلمين - ومنهم ابن القيم ١
سبقوا علماء الغرب في معالجة القضايا التي تعني
٠# جدة الموضوع؛ حيث لم يسبق أن كتب
؛ أهمية الموضوع الواقعية» وذلك لزيادة فثة
المعاقين داخل المجتمعات وزيادة الاهتمام بهذه
الفئة من قبل المختصين وأفراد المجتمع الآخرين
تعريف موجز بابن القيم(»:
هو محمد بن أبي بكر بن أيوبء أبوعبد الله
شمس الدين الزرعي الدمشقيّ؛ المشهور بابن قيم
الجوزية. ولد عام 141ه؛ وتوفي عام 01لاه. من
أبرز شيوخه شيخ الإسلام ابن تيمية. ألّف العديد
من الكتب القيمة:
ولقد اخترته لأنه من أفضل العلماء الذين ناقشوا
مثل هذه القضايا بعمق وتبحر.
وقد تميز ابن القيم بسعة علمه في التفسير
والحديث واللغة العربية والفقه والمذاهب
و«البداية والنهاية»؛ و«الوافي بالوفيات؛.
المذاهب الضالة؛ وعندما تقرأ مثل هذه الكتب
كانك تقرأ كتب أدبية لحسن أسلوب عرضه وغزارة
علمه وقدرته على ضرب الأمثلة المناسبة؛ والمطلع
على كتب ابن القيم يلحظ أنه ناقش قضايا تربوية
وختاماً أقول كما قال ابن القيم رحمه الله:
«فهذه مقدمة اعتذار بين يدي القصور والتقصير من
راكب هذا البحر الأعظم؛ والله عليم بمقاصد العباد
ونياتهم ؛ وهو أولى بالعذر والتجاوزه».
والله الموفق وحده. وهو المستعان» وعليه
عبد الإله عثمان الشايع
الرياض 5/ /١ 1416ه
)١( «مفتاح دار السعادة».
من يشاء من عباده.
إن عامة الناس يعتقدون أن المعاق هو
الشخص المعاق حركياً. ولكن هذه نظرة قاصرة؛
ث تتعدد الإعاقات: صمم» بكم ؛ كف البصر
تخلف عقلي ؛ إعاقة حركية وبدنية» اضطرابات
سلوكية وانفعالية؛ صعوبة تعلم. . .
إننا عندما نتعامل مع المعاق فيجب أن يكون
قدوتنا الرسول كَل ؛ قال تعالى : «ِلَقَدْ كا
رول الله" لِمَنْ كان
والمتامل لسيرة المصطفى كَلةِ يجد الكثير من
لقد كان الرسول يي أصدق الناس مع الناس
وأرحم الناس بالناس.
ومن النماذج في سيرته العطرة أنه َيه في العبادة
والعمل الصالح كان يوصي كل فرد حسب طاقته
وإمكانياته؛ لم يكن يأتي إلى إنسان عاجز أو مريض
الله تعالى .
وفي «سنن الترمذي» عن عبد الله بن بسر
رضي الله عنه - وهو شيخ كبير مسن -؛ قال: أتيت
رسول الله و فقلت: يا رسول الله! إن شرائع
الإسلام قد كثرت علي ؛ فأوصني . قال: ولا يزال
لسانك رطب من ذكر الله تعالى»
وهذا لأن الرجل يستطيع أن يذكر الله تعالى .
تغضب». قال: زدني . قال: «لا تغضب» . وتبين أن
ذلك الرجل كان يهلك عند الغضب؛ يشتم ويسب»
فوصايا الرسول ب تناسب الناس كال حسب
فليخفف؛ فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف
الكبير والضعيف وذا الحاجة والحاجز. . . وهكذا في
»١( رواء: البخاري؛ ومسلم. واللفظ لمسلم . البخاري
في (الأذافء 0001 ومسلم في (الصلاة؛ /457)-
في الذكر الذى تحفظ به النعم وما يقال عند
تجردها
قال الله سبحانه وتعالى في قصة الرجلين:
وعن أنس ؛ قال : قال رسول الله 8: «ما أنعم
الله على عبد نعمة في أهل ومال وولد» فقال: ما