تعريفات
<< تعقيب
فهرس موضوعات وفوا
ب الدكتور البوطي
العصر الكبرى
* الإسلام وأسئلة د. التيزيني
القسم الثاني
ب الدكتور
جد الإسلا
تعقيب
يات العصر
علا
المحرر : الوعي والأ
القدم الأول
الموضوع
مقدمة المحرر
الوعي والأيديولوجية
منذ ما يقارب عشر سنوات كان اللقاء الفكري الجاهيري الأول
بين الأستاذ الدكتور مد سعيد رمضان البوطي والأستاذ الدكتور
طيب تيزيي ؛ وذلك من خلال ندوة تلفزيونية استقطبت الملايين من
المشاهدين من مختلف الاتجاهات والمستويات الفكرية » فتابعوا باهقام
بالغ هذا اللقاء الفكري وهم يتوقعون سجالاً أشبه بالمعركة .. انتمى
متجددة ووقفة متأملة » ومهدت عدد الكثيرين الاستعداد الكاني
للإنصات لوجهة النظر الأخرى .
وما تميز به اللقاء من تواصل فكري هادئ ورصين ؛ بدد أوهام
الكثيرين ممن كان يتصورونه معركة حامية الوطيس .. فالرجلان
جاءا بلا وصفات جاهزة ؛ والتقيا وكل منهها يدرك أهمية الإنصات
له أثر نسي كبير ومبكر في أستيعاب التحولات العالية اللاحقة »
وتأثيراتها المحلية خاصة بعيد الهيار الأيديولوجية الماركسية في تطبيقاتها
مقدمة أنحرر م
الاجتاعية والسياسية ؛ وحرب الخليج وبروز النظام العالي الجديد »
وساحات الصدام المضطرمة داخل العالم الإسلامي من جية + وعلى
حدوده مع الآخرين من جهة ثانية . فكان ذلك الحوار فاتحة مبكرة
لأمر بات طرورياً وملحًاً » وهو الحوار بين أطراف الساحة الفكرية
ومع أن العالم ثقافياً وسياسياً كان يتجه نحو تدويل الحوار
طويلاً . فالحوار بين مهين ومستضعف ليس سوق تمرير رغيات
وإملاء قرارات وفرض إرادات وبذلك يخرج الحوار عن تعريفه
الساحة الفكرية الداخلية » الحوار الذي يدفع التيارات باتجاه هدف
مشترك بدلا من أن تتصادم وتتخامد واهنة . ولم تخل الساحة من
بالتفاعل المطلوب » إذ غلبت عليها اللساجلة والصادرة وعدم القدرة
على الإنصات للآخر ؛ فالاتجاهات الرئيسية الأربعة التمثلة في
مقدمة امحرر 9
حاولت ترقب الجانب الضيء في الآخر .. ومع أن بعض المحاولات
الأطراف الأخرى بشكل واف » بل هناك حوارات لم تع ولو بشكل
ومعتدلة ؛ كانت حالة العداء حاجزاً عصياً أمام فهم الآخر والتعرف
عليه .. حتى إن معظم النتاج النقدي كان يغلب عليه طايع الاتهام
والتجهيل والمروق . كان زم كل طرف بامتلاك الحقيقة مسوغاً لإغراق
الآخر في الباطل » وكانت فلسفة تأكيد أرجحية الذات تعقد على
الانتقاص من الآخرين » لابيان مسوغات التجربة الخاصة من خلال
موذج علي وسلوي ٠
ثم إن التحولات الكبيرة عالياً ؛ مع تقلبات الساحة الداخلية »
الاتجاه الديني والاتجاه العاساني . وأهم ملامح الصراع الجديد تبدو في
الاتهامات التي يكيلها كل طرف للآخر ؛ فالاتجاه الديني يتهم الاتجاه
العاماني بالعالة والتغريب » والتقمة على الدين والتراث ؛ والوقوف
إلخ بيما الاتجاه العاساني يتهم الاتجاه الديني بالتقوقع والجود والجهل
والماضوية » وعدم القدرة على استيعاب العصر وتحولاته .. إلخ ٠
مقدمة أنمحرر 3
وكل طرف يتهم الآخر بالظلامية ويدعوه إلى اتباع نموذجه
التتويري ضمن مقاييس خاصة أشبه بالمقصلة ! قلة قليلة استطاعت إلى
حدّ ماالتفاعل مع الآخر والتأكيد على أهمية فهم الآخر ووسائله
ومناهجه .. إلا أن هذه القلة لم تلق التجاوب المنظور والملحوظ في
الواقع .. لأن الواقع بحد ذاته فيه أنقسام حاد وقطيعة معرفية حادة بين
أتباع الموذجين . إذتم التضاعل مع هذين الاتجاهين بشكل
أيديولوجي . فكان للأيديولوجية الدينية في مواجهة الأيديولوجية
العامانية توغلات في الافتراق العرفي والاجتاعي والفكري .
و ( الداخلية ) » تبدوأهمية الحوار في الخروج من الصراع الاخترالي
حيث كان يعمد كل طرف إلى اختزال الآخر .. فالاعتزاز بالأبعماد
الذاتية يستلزم الانفتاح على الآخر والتواصل معه وقراءته والتعرف
وفي هذه الحلقة من ( حوارات لقرن جديد ) أنموذج حواري متألق
هنا قد يوم التضاد » إلا أننا نجد أن التقابل هنا ينحو نحو التفاعل
والتكامل وليس التفاضل . فالدكتور البوطي يؤكد على أهمية الفرد
مقدمة المحرر ١
أهمية الوعي ويدعو إليه سبيلاً لمواجهة الحاضر بتحدياته الختلفة »
مؤكداً على دور العقل والتجربة والسلوك ؛ بيما ينتقد الدكتور
التيزيني الأيديولوجيا والأبعاد الأيديولوجية في التجربة الدينية »
الدكتور البوطي الأيديولوجيا وهو يؤكد على المسؤولية الفردية ٠
لاتدخل ساحة الخلاف .. ولعلنا لو تعمقنا في الدلالات والأفكار »
لوقع امزري والمستقبل الأفضل وهما في تواصلهها الفكري يقدمان »
بالإضافة إلى هذا الم من الأفكار » درساً بليفاً للعاملين في مجال الفكر
ومتابعيه » يتجلى هذا الدرس بأهمية الانفتاح على الآخر ب عن
الأشكال الاختزالية » وكأنها يقولان بصوت واحد : ( أضئ العم في
داخلك واقبس الضيء في الآخر ) ! ولأن محور الحوار هوالإسلام
نقد وتحليل الناذج الأيديولوجية لينتهي إلى تأكيد أهمية بناء الفرد
الواعي .. ولم يدخر الدكتور التيزيني جهداً في التواصل وقراءة الواقع
قراءة نقدية تؤكد من حيث النتيجة ما يذهب إليه الدكتور البوطي ٠
مقدمة الجر 7
دائرة الحوار وأهميته ء ومنها ما يصب في إطار الكشف عن التحديات
وآفاقها أمام واقع عالمي مضطرب .. خاصة أن الزمن الذي نعيشه ؟
( يبدو لي ) من أم المفاصل التاريخية والفكرية على صعيد العالم برمشه
في ظل الثورة الإعلامية والمعلوماتية .
للبشرية , عندما تغدى المعلومات مشاعة والعرفة كونية ومساحات
اللقاء أكثر اتساعاً .. يوماً بعد يوم سيتأكد الجميع أن معرفة الآخر
حصانة للذات ؛ وسماع الآخر تنقية من الشوائب والعلائق » وحرية
الآخر في التعبير ضمائة لرؤية أكثر امتداداً .
والله حي لاييوت مها دفع الغرور الناس إلى إعلان موته وسيادة
يشاء الله مها بالغ الناس في أدعاء موته وسيادة الآلة .. والتاريخ ماضٍ
والإسلام بتوصيفاته الختلفة ؛ الاجتاعية والسياسية والثقافية
والاقتصادية .. إلخ , يؤكد حضوره وعمقه وحاجة البشرية إلى
التفاعل معه ؛ وهذا ما يعلشه القاصي قبل الداني .. ولعل الكثير
مقدمة أمحرر 7
الإسلام قراءة جديدة ؛ قراءة خارجة عن التصورات التقليدية التي
ومؤسسات الدعاية والإعلام الكبرى التي كانت ترمي إلى تحقيق أهدافها
بتشويه صورة الإسلام عالمياً . ولعلنا ( لو تأملنا ) ندرك أن معظم
الاتجاهات المغالية والمتشددة ؛ التي تلقى دعماً غامضاً لتستر في تقديم
صورة دموية عنيفة للإسلام وهو منها براء ! إضافة إلى الصراعات
العنيفة بين المسامين أنفسهم والتي تلبس سعيها نحو السلطة لباساً دينياً
قد تبدو الأدلجة أكثر سهولة وتقبلاً على المستوى العام , وقد
تكون عملية تثوير الوعي ونشره عملية معقدة وبالغة الصعوبة ..
آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين
أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم
فاسقون + [ الحديد :11/50 ] ؛ وما تأكيد القرآن الكريم على العقل
والتأمل والتفكر والتدبر إلا دعوة إلى الوعي » والأمثلة أكثر من أن
مقدمة امحرر ن
والاجتهاد موقف إسلامي بالغ الأهمية إلى درجة أن صفة الإسلام
ترتبط بالاجتهاد » والمسلم بحد ذاته يقترب في تعريفه إلى المجتهد » وإن
كانت المسألة مرتبطة بشرط العلم وضوابط منهجية صارمة ؛ فهذا
الارتباط لا يحول بين المسلم والاجتهاد » بقدر ما يؤكد أن الاجتهاد أمر
دقيق ومسؤول ؛ لامجال للتلاعب فيه » ولا لغرض الأهواء والنزرعات
والأمزجة . والدعوة الصريحة إلى الاجتهاد والتجديد إنما تصب في إطار
الوعي ومقاومة الأدلجة .
هذا الحوار ماهو إلا خطوة على الطريق الطويل .. ولكنها
يبحثون عن الحقيقة » والذين يدركون أن الطريق إليها ممتد وطويل
وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر والتقدير للأستاذين
الدكتور البوطي والدكتور تيزيني على اهتامها آملين أن يكون هذا
الحوار فضاء لحوارات أكثر زخماً وامتداداً بين القراء ٠ فع حرص
اللفكرين على تقديم الصورة متكاملة والرؤية صافية وجاهزة
للاستقبال » آثراً في هذا الكتاب أن يتيحا الفرصة للقارئ كي يعمل