المحتويات
-١ عوالم جديدة وعوالم قديمة
*- العالم المترابظط
؟- العالم فوق القمري
؛- العالم تحت القمري
©- العالم الصغير والعالم الحي
3 بناء عالم من العلم 0
خاتمة
المراجع
شكر وتقدير
فولكيل. وأود أيضًا أن أشكر الأشخاص الذين زودوني بالصور الخاصة بهذا الكتاب؛
وزملاؤه بقسم المجموعات المخطوطة والنادرة بمكتبة كروش في جامعة كورئيل.
أوسير عن كتابة تاريخ العلم في الفترة الحديثة المبكرة. لقد ج
في أواخر عام 1174: ظهر مذَنَبِ لامع في السماء. وكان المراقبون الإسبان هم أول من لاحظ
قدومه, لكن على مدى الأسابيع التالية - مع تزايده في الحجم والسطوع - التفتت الأنظار
في جميع أنحاء أوروبا إلى هذا المشهد السماوي. وفي إيطالياء وفرنساء وألمانياء وإنجلتراء
وهولندا وأماكن أخرى - وحتى في المخافر الأمامية والمستعمرات الناشئة التابعة لأوروبا
والواقعة في الأمريكتين وآسيا - تحت المراقبون وسجّلوا تحركات المذنَّب وتغيراته. وأخذ
في السماء متحنيًا أم مستقيمًا. وقد راقبه البعض بالعين المجردة. واستخدم البعض الآخر
أدوات مثل التليسكوب. وهو اختراع كان قد خرج إلى الوجود منذ نحو ستين عامًا فقطء
وعلى صحة الإنسان. وعلى شئون البشر ومصائر الدول. رأى البعض فيه فرصة لاختبار
المراقبين البعيدين بعضهم عن بعض؛ مما نسج شبكات اتصال عبر الحدود السيا
والعقائدية. شاهدت أورويا كلها هذا المشهد الطبيعي واجتهدت في سبيل فهمه والتعلم
عن الوسائل التي أعطى من خلالها الأوروييون في القرن السابع عشر اهتمامًا كبيرًا
الثورة العلمية
التليسكوبات الخذة في التطور. تمكنوا من رؤية عوالم هائلة جديدة؛ أقمار لم يكونوا
يحلمون بها حول كوكب الشتري. وحلقات كوكب زحل. وعدد لا حصر له من النجوم
الجديدة. وباستخدام ميكروسكوبات جديدة أيضًاء تمكنوا من رؤية التفاصيل الدقيقة
لإبرة النحلة, وتكبير صورة البرغوث إلى ما يماثل حجم الكلب. واكتشفوا حشودًا لم يكونوا
أماطوا اللثام عن التراكيب الداخلية
تمكنوا من تحليل مواد طبيعية إلى مكوناتها الكيميائية, وتركيب مواد معروفة للحصول
العالم وتنظيمه. وأحيوا نظمًا قديمة مع استمرار الجدال بشأن مميزات كل منها. وبحثوا
عن الأسباب والمعاني والرسائل الكامنة في العالم؛ وعن آيات الله الخالق الباقي في الكون»
وعن وسائل للتحكم في العوالم التي اكتشفوها وتطويرها. والاستفادة منها باستخدام كلّْ
من التكنولوجيا الحديثة والمعرفة القديمة المستترة.
أهم حقبة في تاريخ العلم وأكثرها شهرةً بين الناس. سَلْ عشرة من التخصصين في
تاريخ العلم عز تلك الفترة ومدتها وتأثيرها؛ ومن المرجح أن تحصل على خمس
عشرة إجابة. يرى البعض تلك الثورة العلمية على أنها انطلاقة مقاجئة من عالم القرون
يعد ارجا المار عد ا باح عدم دنا ل
العلمية بأنها مخيبة للآمال. وأنها لا تعدو أن تكون نسجًا كاذيًا لأحداث الماضي. مع ذلك
يميز الدارسون الأكثر وعيًّا في أيامنا هذه أوجة الاستمرارية العديدة والمهمة بين العصور
الوسطى والثورة العلمية. لكن من دون إنكار أن القرنين السادس عشر والسابع عشر
أعادا العمل وارتكزا على تراث العصور الوسطى بطرق جوهرية ومذهلة. والحقيقة أن
جديدة للحصول عل الإجابات. ويشرح هذا الكتاب بعض الطرق التي تصوّرها مفكرى
الفترة المبكرة من العصر الحديث وانشغلوا بمقتضاها بالعوالم من حولهم. وماذا وجدوا
ا. وباستخدام التار»
لا تزال تشكل أساس المناهج والمعرفة العلمية. وجدّوا في حل الأسئلة التي لا تزال تشغل
بالناء بل وشكّلوا عوالم ثرية بالجمال والآمال كثيرًا ما غفلنا عن كيفية النظر إليها.
الفصل الأول
عوالم جديدة وعوالم قديمة
العصور الوسطى. والكثير من الأسئلة التي اجتهد المعاصرون الأوائل من أجل الإجابة
عنها قد طُرحت في العصور الوسطى. فضلًا عن أن الكثير من الوسائل المستخدمة في
الإجابة عنها هي نتاج عمل الباحثين في العصور الوسطى. إلا أن الدارسين المعاصرين
الحقيقة القائلة إن ما احتفظوا به وما اعتمدوا عليه من الأعمال القديمة لا يقل عما
استبعدوة أو أعادوا توفيقه ليناسب العصور المتغيرة. ولم تحدث التغيرات الميزة بين
العصور الوسطى وبين الفترة الحديثة المبكرة -- سواء أكانت فكرية أو تكنولوجية أو
«الحديثة» في مجالات مثل الطب والهندسة والأدب والفن والشئون الاقتصادية والمدنية قد
ترسخت تمامًا في إيطاليا قبل وقت طويل من ظهورها في الأجزاء الأكثر تطرفًا من أورويا
مثل إنجلترا. بالمثل. حدثت فترات التطور في أزمان مختلفة وبسرعات مختلفة في القروع
يجا غنيًا بالأفكار والتيارات المتشابكة. وسوقًا صاخبة من الأنظمة والمفاهيم
المتنافسة. ومعملًا مزدحمًا بالتجارب في جميع مجالات الفكر والممارسة. وتشهد التصوص
يكفي عنوانٌ أو كتاب أو باحث أو جيل واحد لفهم هذه الفترة في المجمل. ولكي تبدأ في
فهمها وفهم أهميتها. يلزمنا أن نلقي نظرة عن كثب على ما حدث بالفعل حينئذ
الثورة العلمية
ويتطلب فهم الثورة العلمية أولًا فهم خلفيتها في العصور الوسطى وعصر النهضة
الأوروبية. فقد شهد القرن الخامس عشر على وجه التحديد تغيرات جوهرية في المجتمع
الأوروبي. واتسامًا هائلًا في آفاق أوروبا بالمعنيين الحرفي واللجازي. وعملت أربعة أحداث
أو حركات رئيسة بشكل أساسي على إعادة تشكيل العالم للشعوب التي عاشت في القرنين
السادس عشر والسابع عشر؛ وهي: ظهور الحركة الإنسانية. وظهور الطباعة بالحروف
المتحركة, واكتشاف «العالم الجديده. ومحاولات الإصلاح في الديانة اللسيحية. ومع أن
النهضة الأوروبية وأصولها من العصور الوسطى
إن لفظ «عصر النهضة الإيطالية» غالبًا ما يعيد إلى الأذهان روائع الفن والعمارة التي
والشئون المدنية. واللاهوت. والطب ومجالات أخرى. ويجب ألا نبخس بريق عصر النهضة
رغم ذلك؛ يجب أن نتذكر أيضًا أن تلك التهضة الإيطالية لم تكن أول ازدهار مهم للثقافة
الأوروبية بعدما حدث في القرن الخامس من اتهيار للحضارة الكلاسيكية عقب سقوط
الإمبراطورية الرومانية؛ فقد سبقها على الأقل اثنان من عصور النهضة (بمعنى «الولادة
الأول - ويسمى عصر النهضة الكاروليتجية - أعقبّ حملات الإمبراطور شارلان
العسكرية في أواخر القرن الثامن. والتي حققت استقرارًا أكبر لأوروبا الوسطى خلال
فترة طويلة من القرن التاسع. أصبح بلاط شارلمان بمدينة آخن (اللعروفة أ
«إيكس لا شابيل») مركزًا للمعرفة والثقافة. وتعود أصول المدارس الكاتدرا
شارلان على يد البابا ليو الثالث عام 4٠٠ «إمبراطورًا للرومان» فكرة أساسية فيما يتعلق
بالإصلاحات الكاروليتجية؛ وهي محاولة العودة إلى مجد روما القديمة. نهضت فنون
العمارة. وسك النقود. والأشغال العامة. بل وابتّكرت أنماط للكتابة في محاولة لاستعادة
عوالم جديدة وعوالم قديمة
الناس في القرن التاسع أن الرومان كانوا يسيرون عليهاء لكن هذا الازدهار كان قصير
كانت «الولادة» الثانية لأوروبا اللاتينية أكثر اتساعًا وأطول أمدًا. واستمر زخم
«الولادة الثانية» هي «نهضة القرن الثاني عشره. وهي ثورة إبداع كبرى في العلوم»
دافئ ومواتٍ أكثر للقارة الأوروبية بدءًا من القرن الحادي عشر (فيما يعرف باسم «الحقبة
من الطعام والرفاهية لسكان أوروبا؛ مما جعل أعدادهم تزداد مرتين. وربما ثلاث مرات
في فترة قصيرة نسبيً. وظهور المراكز الحضرية؛ ومزيد من الاستقرار للنظم الاجتماعية
والسياسية. والمزيد من الطعام؛ ومن ثم المزيد من الوقت للتفكير والدراسة, كلها عوامل
في العالم الإسلامي؛ فحينما بدأت أوروبا السيحية تتحرك نحو حدود الإسلام في إسبانيا
وصقلية وبلاد الشام صادفتها كنوز اللعرفة العربية. كان العالم الإسلامي قد أصبح وريث
الأوروبيون في الإقرار بهذه الحقيقة؛ ولا في بذل جهودهم لتحصيل المعرفة العربية
عشرات المترجمين - من الرهبان غالبًا-- الطريق إلى المكتبات العربية؛ لا سيما في الأندلس+
اختاروها للترجمة كادت تكون كلها في العلوم, والرياضيات. والطب. والفلسفة. ٠
لم تَرِث العصور الوسطى اللاتينية من العالم الكلاسيكي سوى النصوص التي كان
يمتلكها الرومان. وعند أفول نجم إمبراطوريتهم لم يكن هناك إلا عدد قليل من الباحثين
الرومان يستطيع القراءة باللغة اليونانية. ومن ثم كانت التصوص الوحيدة فعليًا التي كان
على الرومان نقلها هي تبسيطات وتلخيصات. وإعادة صياغة لاتينية للمعارف اليونانية.
الثورة العلمية
الأمر أشبه بحصول خلفائنا على التقارير الصحفية وتبسيطات للعلوم الحديثة فحسب
دون أي مجلات أو كتب علمية. وهكذا وكّر باحثو العصور الوسطى اللا:
كبار المؤلفين القدماء؛ وكانت لديهم أوصاف لأفكارهم. لكنهم كادوا لا يملكون شيئًا من
العربية للأعمال اليونانيا
بطليموس. ومجموعة أرسطو الكاملة التي لدينا اليوم. ناهيك عن الأعمال الأكثر تقد:
المعرفية إلى متاهج دراسية ريما تكون التركة الأكثر ثيانًا من فترة العصور الوسطى
للعلوم والدراسة؛ وهي الجامعة. وقد شكَّلت كتابات أرسطو عن الفلسفة الطبيعية جوهر
المنهج الدراسي» وأدت أعماله المذ إلى ظهور السكولائية (أو الفلسفة المدرسية)؛ وهي
منهجية صارمة, رسمية الصبغة من النقاش والتحقيق المنطقي تطبّق على أي موضوع؛
كتب الباحث البارز إدوارد جرانت؛ فإن الجامعة في العصور الوسطى «شكّلت الحياة
وسع المرء أن يصبح عالم لاهوت دون أن يتقن أولًا علوم المنطق والرياضيات والفلسفة
الطبيعية آنذاك؛ إذ كانت تلك الموضوعات تدخل بصفة منتظمة ضمن دراسة اللاهوت
السيحي في العصور الوسطى. والواقع أن أغلب الفلاسفة الطبيعيين العظام في تلك
الحقبة كانوا أساتذة في اللاهوت؛ مثل: القديس ألبرت الكبير (الذي يُعرف حاليًا بأنه
راعي العلماء الطبيعيين)؛ وثيودوريك من فرايبورج. ونيكول أوريسم؛ وهتريش ب
أعيقت الحياة الثقافية النشطة في القرن الثالث عشر بفعل ل
ففي مطلع القرن - ريما نتيجة لانتهاء الحقبة القروسطية الدافئة - تعرضت أوروبا
المأمولة بالسكان آنذاك لخسائر متكررة في الحاصيل ومجاغات. وفي منتصف القرن
اكتسح الطاعون الأسود أورويا بسرعة مذهلة ليقضي على ضحاياه في غضون أسبوع
من انتشار العدوى. وليس لدينا اليوم أية تجربة لفقدان أرواح. أو اضطراب مجتمعي