الإهداء
إلى الوالد العزيز
حسن أحمد علوي العيدروس
الذي كان له الفضل الأول في ظهور هذه المادة العلمية
فلولاه لم تخرج إلى الوجود
وله مني كل حب وتقدير
د . محمد حسن العيدررس
كان الحكم البرتغالي للخليج العربي بداية الاستعمار الأدروبي؛
وتدهور التجارة العربية؛ ولكن نهاية الحكم البرتغالي كانت بداية
ظهور القوة الاستعمارية الأدربية الجديدة والمتمثلة في «هولندا »
ولكن الذي يهمنا هو قيام دولة قوية في تاريخ الخليع العربي»
هي دولة اليعاربة التي كانت من عوامل سقوط الحكم البرتغالي
في الجانب العربي؛ بعدما سقط الحكم البرتغالي في الجانب
الشرقي من مدخل الخليع العربي.
ولم تحرر دولة اليعاربة عمان بما فيها الإمارات والبحرين
ومنطقة «كنج » في الساحل الفارسي فحسب: وإنما بدأت تلاحقه
إلى الهند وشرق أفريقيا؛ وحاولت معالجة هذا الموضوع بشكل
متكامل ومتوافق من أسبابها ونتائجها
وكان فشل السياسة البرتغالية في المنطقة قد أدى إلى سقوط
حكمهاء وكان من نتائجه تدهور النظام الاقتصادي القديم؛ وظهور
الشورة الصناعية والنظام الرأسمالي الجديد في أوروبا لتراكم
رؤدس الأموال. ونهاية الوجود السياسي والعسكري البرتغالي من
الخليج العربي, والذي بدأ من هرمز عام (؟117) وانتهى في مسقط
عام (.115).
بدأات عوامل سقوط الحكم البرتغالي مع قيامه في المنطقة.
لاتباع البرتغال سياسة فاشلة من البداية. ولكن نظراً للتفوق
العسكري؛ مقابل ضعف المقاومة العربية الوطنية, كان ذلك من
أسباب تاخر سقوط الحكم البرتغالي.
ولا ننسى التنافس الأوروبي, وخاصة الأنكلو -هولندي ضد
السادس عشر؛ بعد تحرر هولندا من الاسبان ومحاولة نهوض
فقد أدى تعارض المصالح الاقتصادية التجارية بين الأوروبيين
المسيحيين الكاثوليك البرتغال و«البنادقة» إلى الصراع والعداء
في شرق البحر المتوسط, في الوقت الذي أدى التقاء المصالح
الاقتصادية التجارية بين مسلمي «المماليك» ومسيميي
«البنادقة » إلى التحالف فيما بينهما.
ولهذا فإن العامل الديني قد لا يكون سبباً في بداية الصراع»
بقدر ماهو عامل اقتصاد:
لوم
دري ف
وتجارياً. والتمسك بالروح ١
كسب العالم المسيحي الأوروبي وبابا «الفاتيكان» ورفع معنويات
الجنود بالدافع والحماس الصليبي لكسب المعارك وتحقيق السيطرة
والهيمنة الاستعمارية
إنما كان القصد من ورائه هو
ومع هذا يصعب الفصل بين العامل الاقتصادي والديني, وقد
يكون في البداية صليبياً دينياً ثم تحول بعد السيطرة واستغلال
الشعوب في آسيا وأفريقيا إلى العامل الاقتصادي التجاري.
ونلاحظ أيضاً في الفترة المتاخرة قلة التعصب الديني.
أما بالنسبة للأعمال غير الإنسانية من البطش والتتكيل
والتعصب الديني ومحاولة الوصول إلى الأماكن المقدسة في
الحجاز لتدميرها في بداية الحكم البرتغالي للمنطقة فيرجع هذا
إلى حب الانتقام وهو امتداد لحروب الاسترداد ضد العرب حكام
شبه جزيرة «ايبريا » بالأمس.
ولهذا يمكن القول بأنه من الصعب جداً الفصل بين الداقع
الصليبي والدافع التجاري الاقتصادي. أو تفضيل أحدهما على
الآخر
كان الوصول إلى الشرق للسيطرة على التجارة؛ دون الحاجة إلى
الوسطاء العرب والبنادقة. من الأهداف الأساسية للسياسة
إلى الجزيرة العربية التي لا تحتوي أي موارد اقتصادية قد تغري
قد يرجع ذلك إلى قشل البرتغال في تحقيق السيطرة الكاملة
بتجارة إعادة التصدير المعروفة اليوم «بالترانزيت» مثل
«البحرين وقطر وشحر ومكلا وعدن ومخا » .. وغيرها.
واستمرت التجارة في التسرب إلى «القاهرة والبصرة»()
برغم الحصار الذي فرضه الأسطول البرتفالي القوي في المحيط
الهندي على الموانئ والسفن التجارية العربية؛ وكان هذا التسرب
عن طريق الخليج العربي بعامة والبحر الأحمر بخاصة. وبدات
التجارة تعود من جديد).
ويقول المؤرخ «عبد القادر عبد الله العيدروس » الذي عاصر تلك
الفترة في مخطوطته المعروفة « بالنور السافر »(0): «إن التجارة
استمرت برغم القمع البرتغالي بين سلطنة كجرات الإسلامية في
الهند ومدن حضرموت ومثها إلى مصر».
وهذا ما دفع السياسة البرتغالية إلى السماح لبعض قادتها
العسكريين بممارسة القرصنة البحرية ضد حركة التجارة العربية؛
وقاموا باحتلال المصادر الرئيسية لتجارة «التوابل» في «ملقاء
ب«مليزيا »80). وجزر «إندونيسياه لمنع عرب الحضارمة من
الوصول إلى تلك المصادر الرئيسية, إضافة إلى القضاء على
الإسلام والمسلمين(*).
وهذا ما دفع «الحضارمة» إلى التعاون مع السكان المحليين في
إيجاد مقاومة وطنية وإقامة حكم إسلامي قوي في جزيرتي
الاستعمار البرتغالي حتى مجيء الهولنديين. الذين جاءوا في
البداية كحلفاء ومساعدين ضد البرتغاليين؛ وسرعان ما تحولوا
إلى غزاة مستعمرين لإندونيسيا.
على حركة التجارة الرئيسية في هرمز وموانئ غرب الهند
ومسقط والبحرين في القرن السادس عشر . إلا أنهم فشلوا في
السيطرة على موانئ حضرموت مثل: «شحر ومكلا» ثم «عدن
وجدة ». وبالتالي في الحصار التجاري للبحر الأحمر. وبعدها
هذا الفشل جعل التجارة العربية في حضرموت وعدن وجدة
والسويس لا تتأثر بالعمليات البرتغالية إلا جزئياً؛ ونظر التجار
العرب إلى الوجود البرتغالي على أنه مجرد إزعاج عابر ولم
يعتبروه مرحلة تاريخية جديدة؛ وبذلك لم يكن تأثير البرتغال
مما جعل «سواريز » الذي خلف «البوكيرك » كنائب للملك في
السائدة قبل مجيء البرتغاليين؛ والتوقف عن السياسة السابقة
التي لجأت إلى أساليب العنف المسلع
ولتنفيذ هذه السياسة الجديدة؛ تم تعيين ضباط جدد لجمع
الضرائب من المناطق البرتغالية مثل « هر مز ». كما أدى إلى تحول
القادة العسكريين إلى تجار ؛ لأن السياسة الجديدة استهدفت إعطاء
الحرية للحركة التجارية التقليدية؛ ولكن تحت السيطرة
البرتغالية وإشرافها المباشر, للحصول على أكبر قدر من العوائد
استمرت السياسة البرتغالية تتبع فيها نفس الأساليب التي
ب استهدفت السياسة البرتغالية المتاجرة كمشروع خاص.
ج اتباع سياسة فرض السيطرة لضمان الاستغلال المالي