رسالة القائد
+ القائد - على سبيل الاشتقاق - هو الكائن في المقدمة أو بالأحرى هو الرأس المفكر.
فهو الرأس الذي ينظر ويفكّر ويحسن التصرف لصالح سائر الجسم ( أي مرؤوسيه»).
* فالقائد مع علمه بما يريد؛ يعرف كيف ينسق الجهد مع الهدف الذي يرغضب
فهو المثل الأعلى الذي تعيشه لإيصالها إلى تحقيق الهدف رغم الصعوبات والعراقيل.
القيادة بإعطاء الأوامر فقط» بل بتحديد الأشخاص الذين يتوجب عليهم التنفيذ؛ بعد
المعالجة - والتحرك - والمساندة وفي النهاية مراقبة هذا التنفيذ.
+ (من أقوال الجثرال فومش) - يبرز القائد عندما تحين الساعة لاتخاذ القرار -
ولتحمل المسؤولية وتكريس التضحيات المستوجبة. وإيجاد العاملين لتلك المشاريع
المزمع تنفيذها لا سيما اذا كانت من المستويات العليا المشبعة بإرادة الفوز والتي تشجع
على اقتحام كل خطر : (0080 .
الاحترام وليس الذي يفرض الاحترام. ولقيادة الرجال لا بد من بذل النفس .
بات
وتوحيدهم وأن تحبهم وأن تكون محبوباً لديهم .
+» يختلف القائد عن الرئيس. فالرئيس بالتحديد هو الرجل المنتصب؛ ولكئه الجالس
الذي يفصل في آراء مرؤوسيه ويستخلص منها الأغلبية المرجحة. فقد يكون ماهراً وذو
نفوذ ولكنه عندما لا يحسن الأمر لا يستطيع تماماً اتخاذ موقف القائد .
* هل ترغب أن تعرف من هو القائد في أي مشروع ؟ عليك أن تتساءل عند الضرورة
من الذي يتجشم أعباء المسؤولية .
+ أن تكون قائداً لا يعني أن تبرهن عن حيوية وفصاحة وجرأة وسهارة فقط ولا
يعني أن تجمع حولك الانخراطات العاطفية أو المصالح الذاتية. بل أن تعرف كيف
يشغل الرجال بشكل جماعي وأن تُحسن استثمار طاقة كل منهم وان تعين بكل دقة
المحل المناسب لكل منهم. وخاصة أن يعرف الجميع معنى التضامن فيما بينهم
والمساواة في الجهد الواجب تأديته من قبل كل زمرة في المواقع المختلفة .
+ لا يُعرّف القائد بحسب نظرته البراقة؛ وبروز فكيه أو رقة شفتيه أوحدة صوته
بل هو صاحب النظرات"الهادثة والصوت المعتدل والوجه المطمئن» الذي يمقت
التباهي فلا يوصف القائد بالشعارات الخارجية؛ بل بالمهام الموكولة اليه؛ لأنه قبل
كل شيء هو الذي يجب عليه تحمل أعباء الآخرين .
* على القائد أن يعرف بشكل علمي صفات الرجل؛ وخاصة الرجال التابعين له
بهاء وأن يتذكر ويعيد انتباهه جيداً للعمل المطلوب بارادة واعية وليس بشكل روتيني.
وان يفتح المجال الواسع لبداهاتهم للحصول على المرونة والرغية والحماس المطلوب
عن العنف. وان لا يتمسك برعاية الفوائد الخاصة على حساب الفوائد العامة. وان
تتحول القوة النابذة باستمرار الى تعاون مثمر» تلك هي المهمة الرئيسية للقائد كونها
ملزمة وغير قابلة للاستبدال.
+ إن الرجل بطبيعته اجتماعي لذلك يجب أن تنتظم وتنساب حريته الفردية ضمن
الصالح العام. ومن غير الفطئة ترك كل عضو في المجتمع يحدد الصالح العام وفقاً
للمجتمع حوله او للفرد .
+ يعرف القائد الحقيقي بهذه الإيماءة : ويُعتبر حضور القائد على رأس الرجال
الذين يقودهم حافز ومنشط لهم للتغلب على الصعوبات التي تعترض الصالح العام
+ فإذا ما استبدلنا كلمة "حضورٌ بكلمة "تذكارٌ نجد أنفسنا أمام كبار القادة .
كالجسد بدون رأس» وكالقطيع التائه على غير هدى عرضة للذعر.
والقيادة: حتى ولا أن تدير وجبة غذاء ( حديث موروا حول القيادة ).
* رغم جميع نظريات العدالة والمساواة: فهناك العديد من الرجال الذين يمانون
جلياً من حاجتهم للاعتماد على من يتفوقون عليهم» لأنهم يشعرون بالارتباك والستردد
عندما لا يجدون حولهم من يشجعهم ويساعدهم. لذلك فان حضور القائد الجدير بلقبه
هو بالئسبة لكل فرد بمثابة السند والقوة والطمأنيئة .
* بدون قائد يأمر وينسق - يفكر ويحول إلى مرؤوسيه رأيه وفكرته؛ كالرأس الذي
يرسل إلى سائر أعضاء الجسم سائل العصبي» تصبح مجموعته البشرية منهوكة بسبب
جهدها غير المترابط وتنتهي دوما إلى صدمة مخيبة للآمال مثلما أصاب بابل وبلاط
الملك ليتول !180 ). ِ
+ عند غياب القائد تسود الفوضى التي لا تخلف سوى الدمار بعيداً عن أي بثاء
حير
+ كما هو القائد عنوان محسوس للسلطة؛ فهو أيضاً عنوان للتوحيد» فأوامره بمثابة التنظيم
والتنسيق تمنع المجموعة من التفتت والانحلال والتلاشي.
الطيبة لمجموع عناصرها؛ تسترخي افضل الطاقات لديها وبعد الخلاف يقع التشتت حتقاً.
+ وفي سبيل توحيد أهداف الرجال لتنفيذ مهمة دقيقة؛ يحتاج الأمر إلى قائد يعتبر
كعنوان للوحدة والتماسك يكون قادرا على أن يشرح للجميع ويرسّخ في الأذهان ماهية
الفائدة الجماعية فيقودهم بعد أن يشجعهم على المتابعة لتحقيق الفائدة المرجوة.
+ يوجد في كل مجتمع مقدار من بذور الاختلافات تساوي تقريباً عدد الأعضاء فيه»
والحماقات والتهاونات أيضاً تجعل من كل أمر قابلاً للتفكك والخسارة إذا لم يؤخذ
بيد قائد مسؤول يمسك زمام الأمور أو المهمات الواجب تنفيذها وفقاً للصالح المشترك
+ وعلى كل مجموعة بشرية لها صفة القيادة» أو كل قائد مطاع أن ينسق جميع
الفعاليات في سبيل الحد الأقصى من النقع. وكل جهد غير منسق ولو كان مخلصاً
+ للقيام بعمل ذي شأن يتوجب حشد الجهود التي اذا كانت مبعثرة تبقى عقيمة»
ليس لكون الطريق الذي أوصى به القائد هو المفضل بحد ذاته والواجب الأخذ به»
رغم وجود العديد من الطرق الأخرى التي يمكن الأخذ بها أيضاًء بل لأنها تمثل
القيادة والقائد وتعزز وحدة الرأي والإرادة المثمرة واتحاد القلوب أيضاً.
+ يمكن لزمرة متوسطة أن تنشط وتتغلب على أية عاصفة صادرة عن قائد ذي شأن.
كما يمكن بالمقابل لكل زمرة ممتازة أن تتفكك وتذوب باقتفاء قائد وسط سبّبٍ بتصرفه
إطفاء الحماس وإضعاف الإرادات الحسئة.
* لاحاجة أبدأ للتذرع بعقد اجتماعي بدائي أو باتفاق رضائي مع أشخاص في سبيل
تحقيق مبدأ السلطة؛ فتلك هي نظرات سطحية»؛ لأن الواجب أن تكون أعمال الرجال
منسقة وموحدة لتصل إلى جهد موحد غير مبعثر» ولأن السلطة هي إحدى الأعمدة في
الأشياء» لأن الله تعالى هو مصدر الطبيعة والكون.
+ وكون الباري تعالى هو الكائن الأعلى وسلطته مطلقة على جميع الكائئات؛ لذلك
أراد اشراك الإنسان في جميع صنائعه في هذا العالم. وتتمثل عظمة القائد بسلطته التي
هي جزء من السلطة الإلهية.
+ بالحقيقة قد يكون رأي الجماعة هو المفضل؛ لأن القائد مهما كانت أهليته
مختلف الأعمال» لا تصبح متكافئة ومنتجة الا بعد عمق احساسهم بالسؤولية تجاه
العمل الواجب إنجازه. أما إذا لجأت الجماعة إلى المفهوم الخاطئ فإنها تجمل من
* وفي هذا المضمار قرأنا في مجلة الأطفال خلال شهر تشرين أول عام 15*85 بأن
طبيعة العمل هي التي تقود؛ ومهمة القائد هي اعطاء الأوامر. للك تجد الجترال في
باب ( تيل 580 ) ومفوض سكوث في فرنسا يقول ؛
+ ليس القائد إلا بحسب قدرته على القيادة. والقائد الذي يتصرف بكبرياء وعجرفة
لايكون بالضرورة هو الأقوى والأذكى. ومن جهة أخرى؛ هل يمكن وزن جميع
الصفات في نفس القادة على اختلاف طبائعهم وخصائص مهامهم ؟؟
+ وفي نتائج محصلاته السلبية» لايبقى القائد هو الحكم الفاصل في طريقة العمل» بل
العمل نفسه» فالجهد المادي هو الذي يحكم. وبقدر ما يكون الحكم غير متوازن وغير
مدروس يكون مناف للحكمة؛ وهذا المفهوم الذي يجعل من العمل حجة كما يريد قوله
كبناء أساس على رمل .
+ فلكل مجتمع قاعدة متسلسلة. وكل سلطة شرعية هي من ارادة الله في الأصل.
لأنها تنيثق من مفهوم روح التعاون الذي يربط القائد باتباعه ومرؤوسيه. ولكنه يترك
القائد بشكل خاص ومن خلال توليته المنصب الذي تبوأه؛ حق التصرف واستخدام
+ فإذا تصورنا مثلاً؛ قائدا لايتعاون مع مرؤوسيه فلا يمكن بالمقابل ان نتصور وجود
كانت مكوّنة من أناس ذات قيمة عالية.
لتوجيه فعالياتيم وإرشادهم نحو الأهداف الواضحة» المعتمدة من قبل الجميع؛ وأيضضا
لمساعدتهم في تزامن 1500 «#»«ر8) أعمالهم؛ وإلا سيصبحون تحت خطر تبعثر
القوى» وتفرقة الجهود والتعدي على حقوق الغير؛ وخاصة في حال الصعود السريع
الذي يمكن أن يفسد إيقاع وتوازن هذه الجماعة دون الإساءة إلى ما حولها.
والمتبسطة بسخاء نحو إعداد ومعالجة المثل الأعلى. فجميع تلك الارادات المنفردة
لاتقلح إلا فيما يشبه حراثة الأرض» لأن الحبوب هي نتيجة الحصاد أي بمثابة القادة
ذوي القلوب الثيرة والارادة المثمرة من اقوال (بودان «نده»8 ) مجلة الفتيات
حلا
+ يجب أن لا نتصور بأن القيادة سهلة وبأنه يمكن لعب الدور اللطلوب بوجه غير
معبر ولهجة قهرية. أن تكون قائدا عليك أن تمتلك حب القريب»؛ وأيضا الثقافة التي
تمكن من معرفة الرجال؛ ومن التمحص لخبايا النفس. لذلك يجب ان يكون القائد
متقمصا مثل تلك الارستقراطية الروحية التي شعارها (خدمة الآخرين ). ولكن بخدمة
نزيهة دائبة - شجاعة- التي تتطلب الذمة واليقين» الحماسة» والأخلاق .
“*-مهمة القائد الكبرى هي : خدمة الآخرين :
+ للتمكن من العيش» تحتاج كل بلاد إلى عناصر تعتمد على عقيدة أو مذهب تتمسك
بها وتضع لها القواعد والفرائض» وحينما أنتقي أكون قد التزيت نظاما وهو الخدمة.
+ إن الله هو مصدر كل سلطة حقيقية. وهي معطأة منه لصالح الآخرين وليس
+ يمكن تعريف السلطة بما يلي: الحق في قيادة ما هو الأثبت والأفضل لفائدة
المجتمع العامة.
+ لا يعتبر القائد ممارساً لدوره القيادي إذا نادى بما يعود للنفع العام بأقل من
* لا يسعى القائد الحقيقي إلى السلطة لمجرد السلطة؛ فهو لايستخدم الأشخاص
بمعنى العمالة بل عليه أن يساعدهم على تحقيق الهدف الذي يحظى بتواجدهم ثم
يتوجب عليه تنفيذه.
+ ان تقود معناه أن تخدم الغير: أي أن تحدم الباري تعالى باسم الذين تقودهم؛ لأن
أي سلطة لاتركز بالنهاية على الله تعالى هي وهم واغتصاب» وتشبه خدمة الذين
الرضى والطاعة وتمجيد التضحية بالنفس.
+ كم هي عظيمة مهمة القائد؛ فهي أبلغ مهنة بل هي نزعة ونداء وقدر؛ لأن كل
سلطة هي منحدرة من الله. (السيد بنسون).
+ فالسلطة هي مهمة سامية ليست لاطراء النزوات بل لحمل كل مجموعة بشرية
على تحقيق رسالتها وأهدافها المقررة. ورغم مقاومة القائد للرأي وضغطه على الجماعمة
لتحمل التضحيات الجسيمة التي لا مفر منهاء فهو ليس بالمستبد بل بالخالدم الشجاع
المخلص والأمين» فالتضامن الجماعي لا يقوم على الاحتجاج وكثرة الطلبات» بل على
تتبع الأمور بعزم وثبات نحو مرحلة يجب أن يرى خلالها أن القائد رضم قسوته
لايتوخى إعطاء الأوامر بحسب رغباته» بل بحسب ما يتطلبه مجتمعه بعيداً عن أي
الخاصة واجب الطاعة التي بالمقابل له الحق أن يطلبها من الآخرين لما فيه خير
+ لا يبت القائد في الأمور متعسفا بل من واجبه أن يفتش عن الكنه العميق
+ ولنمو السلطة يكتفي القائد بممارسة أعماله وفقاً رلعلة الوجود 0/608 8001800 ).
وبالنسبة للغير عليه ان يتشفف الأمور أولاً قبل الطمس في المهام؛ لأن هذا الاستشفاف
يكسبه خطوة ونفوذا وتأثيراً قد لا يتوفر في أية رتبة اخرى. فيصيح امام جمهوره حاد
الشخصية يرتفع فوق الفردية الضيقة فيدوي صوته يسبب التنفيذ الحكيم والجريء
للخدفات ويصبح الشمير المناقبي الذي يتوخى دوماً المصلحة العليا للجماعة .
+ من أقوال (00246ع56 عن :006 ) :
+ ترتبط السلطة بشكل خاص بكنه المهمة العليا للكلف بها القائد؛ وبالطبع ليس
لمصلحته الشخصية بل لفائدة الذين يقودهم فعليه أن يتحمل عثهم المسؤولية.
تحقيق هدفهم المشترك بمهارة وحسن تصرف. لأنه ينفرد وحده بتنفيذ رسائله كدعوة
ربانية. لذلك عليه ان يتشبع في فهمها وان يتمسك بندائها مقرأ بقدسيتها
+ ليس القائد هو الذي يحرك»؛ يقنع ويدرب» بل هو الذي يأمر ويقود باسم السلطة
+ بالحقيقة ان القيادة خدمة والقائد هو الخادم لمجتمعه؛ وهذا لايمني أن تنصاع
تتنوع مشاعرها وفقاً لنفسية جماهيرها المتمددة؛ بعيدة عن الصالح العام الحقيقي
للمجموع .
+ ليس القائد بمفوض بسيط للجماعة؛ ولكنه الدليل لتحقيق غاياتها السامية؛ ورغم
كل مرة دون أن يستخدم وسائل الإقناع والحجج للحصول على الطاعة .
+ على القائد أن يمتلك قبل كل شي+ الشعور بالسؤولية؛ وهذا الامتلاك لايمني
احتمال توقع العقاب في حال عدم القيام بالواجب. وعلى القائد الحقيقي أن لايتحسس
كثيراً بالعقوبات التي يتعرض لها من قبل القادة الآخرين الذين يعلوه بالقدم بل عليه
أن يستمد من مثل هذه العقوبة؛ إذا وجدت الحلم والحكمة وحسن التصرف عند
تعرض الرجال الذين يرأسهم للأذى والعقاب غير العادل؛ وأن لا يحرمهم من رد
العيش الذي قد يكون في متناولهم وأن لايجعلهم يتحملون اجتياز متاهات الموقع الذين
يقتضيه مرؤوسيه. وهذا الشعور الذي يكنه نحو الآخرين يجعله أهلا للقيام بأعمال
تبدو معجزة تفوق الطاقة البشرية ( من أقوال القائد فليمانت ).
+ ليست القدرة هي التي تعطي حق القيادة للقائد» بل هو التوكيل الشرعي الذي
تلقاه. ولكن في المستقبل لا يتمكن من تعبئة مهمة القائد الموكولة إليه بكل دقة وكفاءة
+ إن ممارسة القيادة هي فرصة الحكم والبرهان للذين لا يملكون صفات القيادة؛ بأن
يجدوا أنفسهم على درجة من خفة الوزن مما يعطي الذين يمارسون مهمة مراقبة
القيادة الحق باعتبارهم مثل هذا النوع من القادة بأنه مغتصب .
+ لذلك يمكن التعرف على القائد الحقيقي عندما تشعر وأنت بقربه بامارات القوة
والأمان وباليل الطوعي لإتباعه حينما يتوجه أو يطلب السير معه حتى نهاية العالم
+ على القائد أن يكون قريباً من رجاله؛ أن يحييهم ويقدر حبهم لنفوسهم كونهم من
اكتسب هذا الضابط الفتي سنة بعد سنة دراية بشرية قوامها القوة والرفق والادراك
والحكمة والصلابة والحصانة. وزغم ذلك لم يعد قائد بالمعنى الحقيقي.
+ تكون الثقة بالقائد نتائج مباشرة من الإعجاب والإذعان اللذان في سبيل دوامهما