الفصحاء الذين جاءوا للجلب والميرة ؛ يسمع منهم » ويأخذ عنهم » وبراقب
نوالاء فقد كان يكفيه من يم به أوده وأود عياله » ويغلق عليه
ثم وجتهت الدعوة الي" أن اكتب بحثا في أعمال الخليل وتاثيرها » قلم
اجتمع بها شتات التعليقا؛ واد"نى تباعدها ؛ وكنت بها اتوخى رضاه قبل
الدارسين » والا فقد بذات ما وسعني من جهد +
بغداد في هيب
بعث عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص بعد فتح المدائن وهزيية
الفرس : « أن حط قيروانك بالكوفة ؛ وا بعتبة بن غزوان الى أرض الهند
( بهذا الاسم كانت تعرف منطقة البصرة ) » فان له من الاسلام مكانا ؛ وقد
شهد بدرا» 00
نزل عتبة غزوان الخريبة في ثماني مئة » فكتب الى عمر بعد نزوله
إياها » يستاذنه في اختطاط البصرة » لأنه « لايد للمسلمين من منزل يشتون به
ذا اتصرفوا من غزوهم » ل" » فاذن له بذلك » ومصّر البصرة » بنى مسجدها
من قص ب » وبنى دار الامارة دون المسجد ؛ ثم خططت السكك ؛ وبنيت
ت مساجد الأحياء »؛ وشقّت الجداول فيها » وحفر زياد آيام
نهر الأبلتة » ونهر معقل +
ولنا ولي"أبو موسى الأشعري” البصرة نزع القصب ؛ وبتى المسجد
وأول دار بنيت بالبصرة دار نافع بن الحارث بن كتلتدة الثقفي” ©
دار معقل بن يسار المثر"ني" ؛ وامد"ت المدينة عتبة بن
الوافدون اليها ؛ وأخذت البصر زدعرء ومجعيا بكر و © ويثى حولها
في الزابوقة واحدة » وفي
بي تميم اثنان ؛ وتزل البصرة أربع بيوتات عربية ؛ بيت بني المماكب؛وبيتبني
مسلم بن عمرو الباهاتي ؛ ود آل الجارود +
وكان أول مولود بها هو عبدالرحمن بن أبي بعر: وكان أبو بكرة هذا
أول من غرس النخل بالبصرة « وقال : هذه أرض نخل + ثم غرمسن الناسن
بعده » © » ثم أخذت رقعة البصرة تتسع ؛ وسكانها يزيدون ؛ حتى قدّرت
+ ابن الفقيه مختصر كتاب البلدان 1/88 ليدن ) ١١
+ 188 ابن الفقيه مختصر كتاب البلدان 7 ١
+ 27/١ معجم البلدان توقاي ١
الات
مساحة رقعتها أيام زياد بأربعة فراسخ مربعة » وقدكر مقاتلة العرب بشانين
ألا » وعيالاتهم بعشرين ومئة آلف !© +
وقد نزلت القبائل العربية في ظاهر المصر الجديد » كما جرت عادتهم »
وأنشئت الأسواق بينهم ؛ وأنشئت سوق تعرف بسوق الابل » يدو أنها
البادية بالحضر المقيمين في المصر لتبادل السلم +
وكانت البصرة ملتقى الطرق التي كان يسلكها التجار القادمون من
الشرق الى الغرب » ومن الغرب الى الشرق » والصاعدون من الجنوب الى
الشمال والهابطون من الشمال الى الجنوب + كان موضع البصبرة كذلك من
قبل أن تمصّر ء وكان أعراب الجزيرة على اتصال بهذا الموضع ؛ يقصدونه
للجلب والميرة » وللتزود بما كانوا ب اليه » ولم يفقد الموضع مكائته
تمد" الجيش بالعدة والعدد » ولم ينقطع التوافد إليه بعد أن مصّرت البصرة»
فيها ؛ وسائر الأعمال المختلفة التي يحتاج إليها هذا المجتمع ؛ وكل مجتمع +
وكانت الأقوام التي تفد على البصرة من وسط الجزيرة تجد في
مشارف المصر وأطرافه مكانا صالحا للارناخة ؛ وكان سكان المصر يغرفون
الحياة ؛ وازدهر فيه الاتجار وتبادل السلع ؛ وصارت المواسم التي يقد
الأعراب فيها على هذه السوق أشبه ماتكون بالمهرجانات + وصارت هذه
السوق في هذه المواسم أشبه ماتكون بالأند. + يتناشد فيها الشعراء ؛ ويتتابها
الفصحاء من الأعراب وعلماء البادية + ورواة الأخبار والأيام © ويفيد منهم
الغريب واللغات +
(501) ياقوت ١/)؟) .
١ الفصاحة » واكتسبت هذه السوق
شهرة عظيمة بين الأعراب » وسميت هذه السوق بلمي "بد » لأن الابل
لأنها الموضع الذي يباع فيه التمر « والمريد للتمر كالبيدر للحنطة » ؛أو لان
المربد مو الموضع الذ: يجفف فيه التمر لينشف 0( +
وأخذ الدارسون في البصرة من رواة الأشعار والأخبار » وطلاب اللغة
يختلفون إلى المربد ؛ يسبتكثرون عن فصحاء الأعراب ويستبعون الى
شعراء القبائل. يتوافدون الى المربد للتناشد والتكاثر » وقد بلغ ذلك القمة
بجرير والفرزدق وراعي الاب وغيرهم +
وكان كثير من أدباء البصرة يتلقفون الفصاحة من العرب شفاها بالمربد »
ومن بين أولئك » عبدالله بن القع ؛ وأبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ »
ولاشك أن للمربد عليهما يدآ فيما بلغاه من فصاحة منطق » وجزالة أسلوب +
ومقصدا لطلاب العلم من سائر الآفاق » ومفخرة من مفاخر العرب والمسلمين؛
ومركزا ثقافيا اقسع. مدى صيته حتى اجتاز البطاح والوديان » واجتاز الجبال
والبحار ؛ وعلا صوته حتى أصاخ له من فيما وراء النهر » ومن في المغرب
الأقصى +
وأدلتت البصرة على سائر الأمصار بالبيوتاتالتي نزلتهاء وبالرجالاتالذين
البصري” والأحنف بن قيس ؛ وطلحة بن عبدالله ؛ ومحمد بن سيرين » ومالك
بن دينار » والخليل بن أحند +
وكان الداخل الى البصرة يجد الرزق والمال ؛ ولا يطيب له الانصراف
عنها + وكان زياد بحب البصرة ؛ ويفضلها على غيرها » ويتغنى باسمها » وكان
ل : « لو ضلتت البصرة لجعلت الكوفة لمن يداني عليها » 99 +
+ لسان العرب 171/7 بيروت +
١م ابن الفقيه كتاب مختصر البلذان 186 +
ووصف ابن أبي عنم
ا جنة فاقت الجنان فسا
زوج حيثانها الشباب بها
فانظر وفكر لما نطقت به
من سفن كالنمام مقبلة
المهلبي” البصرة فقال :
يمدلماقيمةولاسن
إن" فؤادي لملماوطن
إن" الأديب المفكر الفطن
ومن نمام كأنما سفن ©
أن اجتمم عند عبدالملك بن مروان وفود الأمصار » فسئلوا عما
شاهدوه في الشام من حدائق وبساتين وكروم » وطلب إليهم أن يوازنوا بين
وفد أهل البصرة تكلم” خالد بن صفوان ال : « يغدو قانصنا فيجيء بالشبّوط
والشيم » ويجيء هذا بالظبي والظليم + ونحن أكثر الناس عاجاً وساجاء
العجب » أوله الرطب » وأوسطه العنب » وآخره القصب » فأما الرطب عندنا
وقال الأصمعي” » فيما يروي ياقوت » : « سمعت الرشيد يقول : نظرنا
فاذا كل ذهب وفضة على وجه الأرض لا يبل
واذا كانت الكوؤفة معسكر المسلمين » وقاعدة للكلافة فقد كانت البصرة
من مهن وحرف واشغال ؛ لأنها تمثل الطبقة الحاكمة .ها زمام ١
وقيادة الجيش ؛ وتصريف الأمور قان المناصر العربية لي البصرة كانت تشارك
وتتصل بهم او تحيا حياتهم» وقد اشتغل العرب بالزراعة فيالبصرة مِئذ تتصيرهاء
1/) معجم البلدان 2/8/١ .
)٠١( معجم البلدان 479/1 +
وكان أبو بكرة أخو ياد لأمه أول من غرس النخل بالبصرة » وبنوا الحمامات»
وكان أول حمام اتخذ في البصرة حمام عبدالله بن عثمان بن أبي العاص 9013
ويهجوهم » فهجاه معير"ا إياه بقوله :
ويوم فتحت سيفك من بعيد أضمت وكل أمرك للضياع
الى غير ذلك من الأمثلة التي لا مجال لسردها هنا +
كان لاختلاط العرب بغيرهم أثره في ضعف السلائق » وانحراف الألسنة
وظهور اللكنة ؛ وفشو” اللحن » ووجد ذلك طريقه الى القرآن الكريم ؛ فقد
أخذ الأجانب ؛ منذ الفتح » يدخلون في دين الله أفواجا » وكانت قراءة القرآن
وإقراؤه مما دعا إليه الإسلام » ودعت اليه الأحاديث من مثل : 3 خيركم من
وقد أنزل بلسان عربي” » وكان الرسم العربي مهمل الحروف لا يتميّز بعضها
والمنصوب والمجرور عن سليقة فلم يكن الفرس ولا غيرهم ليسهل عليهم ذلك+
واذ اتخذ اختلاط العرب بشيرهم فى البصرة طابع الاندماج كان رد”
الفعل عند العلماء البصريين قوبا قوة الخطر المحدق بلغة الفرآن » ولعة العرب؛
ولذلك كانت المبادرة الى العمل اللغوي في البصرة قبل غيرها ؛ وكان ظهور
الدرس اللغوي” والنحو في البصرة قبل غيرها ؛ والتاريخ يحدثنا أن أيا
+ 199 كتاب مختصر البلدان ١9
* _الببان والتبيين ؟/17؟ ١١
الأسود الدؤلي” البصري” كان أول من بادر الى الخطوة الأولى في العمل ٠
الفزاني ع فهو الذي نقط المصحف نقط إعراب ؛ وهو الذي رمز لمضموم
ولكوره نقطة توضع تحت العرفا +
تقط إعجام +
والوضل والأشمام والروم وغيرها +
فالعمل القرآني” الذي تطور الى عمل لفوي” انما كان بصريا » قام به
علماء بصريون » بدنوا بأبي الأسود الدؤلي » وختيوا بأبي عبدال رحمن الخليل
ابن أحمد الفراهيدي” +
مراكز الثقافة في البصرة
في البصرة مركزان :
كان من أهم مراكز الثقافة
أولهما : المسجد الجامع :
وثاتيهنا : المربداء
وقد تعاون هذان المركزان على نشر الثقافة والدعوة لها » وفي المركزين
تلاقت الأفكار وتفاعلت الحضارات » وصيغت العقلية البصرية بصيغة مركبة +
المسجد الجامع :
المسجد واسطة المصر ء لأنه يتوسط المصر ؛ ولأنه أول ما يبنى فيه +
حوله تخطط الأحياء والسسكك ؛ والمسجد الجامع هو المكان الذي يجتمع
.عليفة أو عماله في الأمصار » لاعلان الجهاد والنغير العام ؛ ثم تطورت الحال
3 المساجد الجامعة » فحالت الى منتديات للعلماء والفقهاء والمحدثين والمقرئين
والقصاص ؛ تنعقد فيها مجالس الدرس وحلقات القراءة والوعظ واللغة والنحو
«الففقه والكلام +
ومن أشهر المجالس التي شهدها مسجد البصرة الجامع :
١ مجلس الحسن البصري” ٠ والحسن البصري” أحد التابعين ) ومن
الفقهاء والمحد”ثين ؛ ومن الفصحاء » كان أبو عمرو بن العلاء يفضل الحسن
البصري” ف المساحة على الحجاج وكا خول +( ما رايت أفصح من الحسن
الحبب » 0١ .
مجلسة ثابر نيرون » يختلفون في نزعاتهم وأهوائهم » وكان الجاحظ يعد"ه
من الخطباء »ويقول : « أخطب الناس صاحب العمامة السوداء بين أخصاص
البصرة » إذا شاء خطب + واذا شاء سكت » 04 م
. 7/١ البيان والنبيين 1
وكان واصل بن عطاء يجلس الىمجلسه؛ ووافقأنطرح في مجلسه يوما
مسالة مرتكب الكبائر » فاختلف المجتمعون حوله » فقالت الخوارج : مرتكيها
كافر » وقال الآخرون : مرتكبها مؤمن وإن فسق بالكبائر ؛ وخرج واصل بن
عطاء عليهم برأي ثالث » وقال : الفاسق من هذه الأمة لا مؤمن ولا كافر +
منزله بين منزلتين » فثار بين الدارسين في هذه المسألة جدل عنيف ؛ فطرده
الحسن عن مجلسه » فاتخذ واصل له مجلسا جلس إليه ناس منهم : عمرو بن
عبيد » فقيل لهم : الممنزلة 000 +
ومجلس واصل بن عطاء ( 86 ب 13١ ه ) » فقد اتخذ واصل
وكان منهم عمرو بن عبيد المتوفى سنة 14 ه الذي كان قد صحب الحسن
أيضا ء ثم اعتزل مجلسه ؛ ولازم مجلس واصل بن عطاء » وكان عمرو بن عبيد
معروفا بالزهد والعبادة والاعتزال +
واكبر الظن أن واصل بن عطاء كان بعد اعتزاله مجلس الحسن إثير
تلك المسألة التي أثيرت في مجلس الحسن » ويثير مسائل أخرى تتصل بها +
وأخذ الاعتزال يظهر على هيئة فرقة + واتسعت دائرته ؛ وكثر أتباعه » وكان
هذا الجدل يعمد على جميع الوسائل العقلية والنقلية في الدفاع عن العقيدة
والمذهب +
وظهر من ذلك علم الكلام ؛ وسمي أصحابه بالتكلمين أو النظارين +
وكان النظارون من أفصح الناس وأخطبهم » وأقدرهم على الجدل » وكان
تحرئي الفصاحة » وقوة العبارة » وبلاغة الكلام من سمات المتكلمينو النظارين»
وكان واصل بن عطاء معدودا في رؤساء البلغاء والخطباء » وكان*
من فصاحته وسعة علمه باللغة يتجنب حرف الراء في كلامه ؛ لأنه كان يلثغ بهاء
وكان لواصل تصانيف في عام الكلام وغيره !17 + ومن مصتفاته : كتاب
ن المنزلتين + وكتاب التوجيد 010
١١ مرآة الجنان 74/١ .+
(7ا) مرآة الجنان 7/١ .
ا مصطفى عبدالرازق تمهيد لتاريخ الفلسفة الاسلامية 8م +