الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد :
حينما نشرتُ كتابي « موسيقى الشعر بين الاتباع والابتداع 6 في
عام 1587 م ورتيتٌ أبحر الشعر فيه بطريقة غير ما شرع القدماء ؛
فقدّمت الأبحر الصافية أو التي تتكوّن من نغمة واحدة تتكرّر بعدد
معين في البيت؛ ثم أتبعّها بالأبحر المركبة. من أكثر من نغمة؛ غير
قريب أو بعيد.
والقافية» استعداداً لتحقيق مخطوط بعنوان ١ نهاية الراغب في شرح
عروض ابن الحاجب» للشيخ عبد الرحيم الإسناوي المتوفى اسنة 007لا اه
يشرح فيها منظومة ابن الحاجب « المقصد الجليل في علم الخليل »»
وقع نظري على مصنّف محمد بن علي المحلي « شفاء الغليل في
علم الخليل » ومنظومته « العفوان في معرفة الأوزان )© فتصفحت
المصتَيْن لأفاجاً بالرجل يرتب الدوائر بطريقة تخالف القدماءء ومن
ثم رتب البحور بصورة أذهلتني وجعلتني أندقع في ليد < حتى النهاية
نهاية الراغب جانباً» وقرّرت غيرٌ هيّاب تناوّلَ هذا المخطوط النادر
بالتحقيق والنشر. وقد سهّل الله لي مهمّة العشور على أصوله فوجدتها
جميعاً مصفّرة على أفلام في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية.
د. شعبان صلاح
مدينة الهفوف بالمملكة العربية السعودية
في السادس عشر من ذي الحجة اسنة 1466 ها
الموافق للأول من سبتمير اسنة. 485١م
هو محمد بن علي بن موسى بن عبد الرحمن» أبو بكر أمين الدين
الأنصاري الخزرجي المحلي» » ولد في رمضان سنة ستماكة هجرية. والظاهر
من وصفه بالمحلي أنه من أهل المحلة الكبرى» وهو ما ذهب إليه
الزركلي في الأعلام". بيد أن أحد تلاميذ» وهو القاضي الأشرف
صاحب المخطوطة د الذي قرأ عليه وأخذ إجازته على نسخته» علق
في أول النسخة على قزله : « يقول العبد الفقير إليه الي به محم
تحدّث عن مدينة المحلة الكبرى» وتعرض كعادته لذكر من اشتهر
وصاحب شذرات الذهب ذكر الكمال المحلي : أحمد بن علي
(ا) الأعلام / 177:1
الضرير شيخ القراء بالقاهرة المتوفى سنة 177 ه عن إحدى وخمسين
سنة»؛ وهذا يعني أنه ولد بعد أمين الدين المحلي بإحدى وعشرين
العام الثالث والسبعين.
بكر كنية لهم وزكٌّى هذا الرأي تلميذه الذي قال في أول نسخته :
« قال... العلامة الأوحد الأّمينٌ أمينٌ الدين أبو بكر محمد بن علي المحلي
اين موسى بن عبد الرحمن الأنصاري ثم الخزرجي» رضي الله عنه
أمّا بر وكلمان فقال : أمين الدين : محمد بن علي بن عبد الرحمن
ابن أبي بكر فجعل أيا بكر جده الثاني وهو رأي لا يثبت أمام
إجماع المصادر الأخرى» خاصة تلميذه الذي كان معاصراً له وكب
في العروض كانت أوضح منها في غيره من العلوم. يقول البغدادي في خزانة
لادب « والأمين المحلي من الفضلاء المصرية» له تأليفات في
)١( غذرات الذهب / مد
() تاريخ الأدب العربي / 741:5
() بغية الوعاة /ه والأعلام / 17/9:1-
(»؛) طبقات النحاة واللغوين / 709
(ه) الخزانة / ٠١:5
عناية الرجل وشغفه بالتأليف فيه نظماً وثراً.
توفى بإجماع المصادر في ذي القعدة من سنة ثلاث وسبعين وستمائة
ذكر بر وكلمان له المؤلفات الآتيتد» :
.] ١85 مفتاح الإعراب» [ الجزائر ١
" شفاء العليل ( الغليل » في علم الخليل» وهو في علم العروض»
؛ كتاب العنوان في معرفة الأوزان» منظومة [ القاهرة أول
/مدحد كحاء_ثان 7/9 _المدينة 747 ].
كما ذكر له الزركلي مختصر طبقات النحاة للزبيدي» وقال إنه
١ أمّا الكتاب الأول : مفتاح الإعراب فقد استطاع الزميل الدكتور
)١( تاريخ الأدب العربي / فت جوع
٠ وأمًا أرجوزة في العروض فيساورني شك في أنها مجموع
لمنظومتيه : العنوات في معرفة الأوزان» والجوهرة الفريدة في قافية
القصيدة. ويقوى هذا الشك أن المصادر التي ذكرت له أرجوزة في
العروض كالبغية وطبقات النحاة واللغويين والأعلام». لم تتعرّض لذكر
المنظومتين الأخريين» مما يعني أن هذه المصادر الثلاثة تعنى بأرجوزة
العروض العنوان والجوهرة. كما أن المنطق لا يقبل أن يؤلف الرجل
في علمّي العروض والقوافي. وإن كان صاحب إيضاح المكنون قد
ذكرها كما ذكر المنظومتين السابقتينة» :
ظنونٌ مجرّدة قد ترقى إلى ما يقارب اليقين. لكن الشلكّ لن يصبح
ذكرها بروكلمان» ونرجو أن نوفق في الحصول عليها.
؛ - أن منظومته « العنوان في معرفة الأوزان » فتقع في ثلاثمائة
وأربعة وأربعين بيتاً» وقد صرّح في بدايتها بأنّه يوجز فيه ما فصّله
في كتابه « شفاء الغليل 6 ؛ ليسهل حفظها على من يمل" الإطتاب
يقولٌ راجي رحمة الله لعن | محمد نجل المحلّيّ عَلِيْ
الحمثُ الله المبين الحقٌ منزَّلٍ الميزان بين الخلق
)١( ليضاح المكنون في الذيل على كشف الظتوث م ١ اص كت اكيم ك1 اص م1ء
وكاث انون العروض ينزلٌ | عنزلة الميزاد حين يُجْهَلَ
ليسهل الحفظ على الملول | فإت ترد معرفة الأصولٍ
فأول العروض في المعحتادم . القولٌ. في الأسباب والأوتادر
وقد ضْتَئًا حواشي الكتاب بعض أبيات هذه المنظومة في مواضعها
ويُلاحظ أنه لم يسر على الرجز في المنظومة كلّهاء فقد جاءت
يعض الاأشطر على السريع» مثل قوله فى كيفية الوزن :
وقوله عند الحديث عن الضرب الأول للعروض الأولى في
شاهْدُةٌُ : إن ابن زيد لا زالٌ . غير الخليل بعد هذا قد قال
الثالث بتركياء وهي بخط المؤلف نسخها في رمضان من عام ستمائة
يمعهد المخطوطات بجامعة الدول العربية تحت رقم 0 عروض.
والأخرى في دار الكتب المصرية تحت رقم ٠١ عروض؛» تت
كتابتها في ١١ شعبان اسنة 8097 هه وتقع في مجموع مع الجوهرة
عشر بيتاً رجزياً» وترتيبها بعد « العنوان » في مخطوط دار الكتب
اسنة سبع وثمانماثة من الهجرة؛ ومنها أيضاً نسخة بمكتبة أحمد الثالث
مع المنظومة السابقة بخط المؤلف. وأولها في مخطوط دار الكتب :
يقول عبد الله راجي رده
الحمث الله الكريم الماح
في كل فن من فنون النشر
ثم الصلاة بعد هذا الحمدر
محمد وآله وصحبوهة
فصل الخطاب ولبيانٍ الواضح
وكل نوع من قوافي الشعر
على النبي ذي العُلى والمجاد
هذا وإن بعض أصحابي اقتضى نظم_القوافي فأجبت المقتضى
ثم ابتدأتُ نظم حدّ القافية . واخترثُ قولة الخليل الشافية
يصلح روبّاء وحركات القافية وعيوبهاء وفي النهاية يتحدّث عن ألقاب
القافية فيقول :
والمتدارك اثتاث لم ترد ولمتواتر بحرفو منفرةد
والمترادف لمي لا فصل ييهما خم هذا الفصل
ثم صلاته على المخقار محمد وآله لأخيار
وفي ختام هذه النسخة : « تمت الجوهرة الفريدة في قافية القصيدة
بحمد الله وعونه وحسن توفيقه على يد العبد الفقير المعترف بالفاقة
والتقصير الراجي عفو ربّه اللطيف الخبير محمد بن يوسف المنزلي
الشافعي» غفر الله له ولوالديه» ولمّن طالع فيها أو نظر ودعا له بالتوبة
والمغفرة» ولجميع المسلمين. ووافق الفراغ من ذلك في ١١ شعبان
سنة سبع وثمانمائثة من الهجرة النبوية ». ولعل” الجوهرة هي ما يُقصد
بقول حاجي خليفة « الأبياتٌُ الوافية في القافية : أرجوزة المحلي ©.
له ومنها نسخة بخطّه في مكتبة أحمد الثالث بتركيا تحت رقم 4774
في ثلاث قطع من الحجم المتوسطء ومنها مصوّرة بمعهد المخطوطات
بجامعة الدول العربية تحت رقم 8 علم لغة. وقد حمّقها الدكتور :
محمد عامر ضمن بحثه لنيل درجة الدكتوراه من كلية دار العلوم بجامعة
القاهرة» بعنوان « المصنّفات في حروف المعاني : دراسة تاريخية موازنة؛
مع تحقيق ذخيرة الثلاّ في أحكام كلا للمحلي 6.
7" أمّا ١ مختصر طبقات النحاة » للزبيدي» فقد أفاد محقّق « ذخيرة
التلا »© و « مفتاح الإعراب »© أنه رأى اله نسخة . بمكتبة ا تيمو
)١( كشف الظنوث ج ١ اص 1172