وإذا كانت الحاجة ملحة إلى هذا العلم» حتى عند الشعراء الأفذاذ» وأهمل
الذوق الموسيقي» فإنها أشد إلجاحآ عند غيرهم من الأفراد والجماعات» ممن لا
يتمتعون بالأذن الموسيقية. والحس المرهف بطبعهم» فيكون هذا العلم بمثابة مرشد
له ومعين على تمييز الصواب من الخطاء والصحيح من الغلط» أنه دليل إلى فن
النظم» وميزان لتقويم الوزن
ولسنا نزعم أن معرفة هذا العلم أمر سهل» فالصعوبة فيه واضحة للجميع»
يراها المعلم قبل الطالب» ويلمحها الأستاذ في عيون تلاميذه, أسئلة حيرى»
واستفسارات محكومة بالخوف والقلق .
فالعلم» حين يقوم بتدريس هذه المادة» يستشعر أجواء اليأس في ثُيَّا الغالبية
العظمى من الطلاب» فهم يكرهوناء ويحاولون الحرب منهاء لأنها في اعتقادهم»
مادة صعبة معقدة لا جدوى من دراستهاء ولا أمل في اكتسابها والفلاح فيها .
ما يتعلق بالمؤلفات التي عالجت هذا الموضوع. .
والمشطور والمنهبوك» ولأعاريضه شروط للصحة تختلف عن ضروبه ويدخل
7- وفرة المصطلحات والأسماء» وفرة تثقل على الذاكرة. وتعقد عملية
الحفظ»ء مما يتطلب كثيرآ من التمرس والمرانء والصينء للالمام بهاء
*- لاحظ أهل العروض» أن الأسماء والمصطلحات» التي تتوثق عادة صلنٌّها
العلاقة؛ فبين الاسم والمسمى بون واسع» وبين الاصطلاح وأصله فرق
شاسع حتى ليصعب على الدارس معرفة مدلولاتها من خلال الكشف عن
العلاقة بين الاسم الأصلي والمسمى الاصطلاحي ؛ وهذا مما يزيد في إعاقة
عمل الذاكرة؛ ويجعل عملية الحفظ والتذكر غاية في الصعوبة.
- التشابه الكبير بين بعض البحور» بسبب ما يلحقها من زحافات وعلل»
أو بسبب تجزئتهاء مما يتطلب مزيدآً من الحرص والانتاه.
لا نتكر أن الخليل بن أحمد الفراهيدي؛ وضع لنا هذا العلم مستوفياً الكثير من
وغرقت في الاصطلاحات والمفاهيم» وجاءت الشواهد والأمثلة قديمة جامدة. مما زاد
في صعوبة تعلم هذه المادة.
الكتاب الخديد +
لقد وضعت ذلك نصب عينيء وأنا أخوض تجربة التعليم الجامعي في حقل
صعوبة» يمكن تذليلهاء باعتماد المرونة والوضوح» في تعليم هذه المادة» وذلك بتيسير
قواعد هذا العلم» وتبسيط طرائقه» وتقريب وسائله» وتدعيم شواهده .
إذآء فقد صح العزم» ونشطت الحمة إلى تحقيق ذلك في مؤلف يكون مرجمآً
له يشحذ عزيمته» ويبعد عنه سيف الفشل المسلط عليه؛ ويعيته في التخلص مما
يعترضه من عقبات أو صعوبات. كتاب يمسح أمامه باب النجاح والفلاح؛ ويشعره
منهج العمل :
بصاحبه؛ الخليل بن أحمد الفراهيدي» وتوضح طبيعة العلاقة بين الشعر والعروض
من جهة والعروض والقافية من جهة أخرى.
ثم عرضت لبحور الشعرء وشرحت عملية التقطيع الشعري» وفصلت العناصر
التي تقوم عليهاء كالكتابة العروضية» ورموزهاء وتكوين المقاطع العروضية
والتفعيلات والبحور.
خصصت فصلل للمصطلحات العروضية التي سيتعامل الطالب معهاء
فوضحت مفاهيمهاء وشرحتها شرح وافيآ أغنيته بالأمثلة والشواهد الشعرية وجعلته
أنواع الأوزان. تختلف باختلاف العروض والضرب. ثم أشرت إلى تفعيلات
الحشوء وما يصيبها من تغيير مدعمآ كل قاعدة بالأمثلة المتنوعة. ثم أوردت في نهاية
كل فصل خلاصة تشتمل على صورة لأنواع الأوزان التي تجيء ضمن البحر
الواحد» تساعد الطالب على حفظ القواعد؛ وتَذْكَرِهاء وختمت الفصل ايراد
نصوص شعرية» قديمة وحديثة للتدريب والتمرين؛ مما يوفر عل الاستاد والطالب
على حد سواء؛ عناء البحث عن النصوص الناسبة.
وقد خصصت فصا للدوائر العروضية» مع الرسوم المناسة لتوصيحها والتيسير
للطلاب معرفة بحور الشعر من خلالهاء والتمييز بيباء وفهم نظامها فهمآ عميقا .
هذاالحقل .
وقد اتبعت هذه الدراسة؛ بملحق وفهرسين:
ملحق بخلاصة لجميع البحور تشتمل على جميع صور الأوزان التي ترد في كل
فهرس للمصادر والمراجع» وفهرس للموضوعات
أسبق إليه؛ إنه جهد متواضع» مؤسس على دراسة عطاء السابقين» وعلى خبرة
غبين في معرفتهاء مفهومة؛ واضحة ميسرة؛ تغنيهم عن الكشير من المصادر
والمراجع» إذ تحاول أن تجمع فوائدهاء بين دفتيه خالصة» جهد الطاقة. مما يعتري
المؤلفات عادة من تعقيد وشوائب.
والله ولي التوفيق
بيروت في 1184/7/71
غازي يموت
علم العروض هو علم أوزان الشعرء أو «ميزان الشعر» يشتمل على القواعد
والأصول التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي -1٠( 170 ه) أحد أئمة اللغة
والأدب في القرن الثاني المهجريء صاحب كتاب العين وهو أول معجم باللغة
العربية رتب ايتداء من حرف العين.
للعروض استقرأه مما وقع عليه من الشعر العربي.
تعددت الآراء حول أسباب تسمية الخليل» علم أوزان الشعر» علم العروض.
فذهب بعضهم إلى أن «هذه الكلمة تطلق في اللغة على أكثر من معنى . ومن معانيها
وذهب آخرون إلى أنه سمي باسم الجملء الذي يصعب قياده وترويضة»
)١( أنيس» ادراهيم؛ موسيقى الشعر ص 44 راجع أيصآء عتيق. عد العرير» علم العروض
في الخيمة؛ فسمي باسمها من باب التشبيه أيضاء وقد اقتبست أكثر الاصطلاحات
و «العروض» و«المصراع» و«الركن» وكذلك أساء بعض الزحافات من نحو
وذهب البعض" إلى أن العروض اسم لعيان التي كان يقيم فيها الخليل بن
أحمدء مؤيدآ رأيه بنص قديم اقتبسه ابن أبي الحديد من «كتاب صفين» لنصر بن
مزاحم المنقري؛ جاء فيه
العروض عمان» وأهل البحرين والييامة فلم يبق إلا هذه الحصون التي أنت
الشعر والعروض:
اعتبر النقاد «علم العروض» المقياس الفني الذي تعرض عليه الآبيات الشعرية
للتأكد من صحة وزنها. ورأوا أن الشاعر الموهوب يستطيع قول الشعر دون علم
مرهف» وذوق رفيع + ومقدرة على الادداع طيبة». ولكنهم» رغم دلك» لم يجدوا
77-36 حلوصي؛ صفاءء مض التقطيع الشعريء ص )١(
() المرجم ننسهء ص 15 (الحاشية)
إليهها لسهولة وحودهما في طاع أكثر الناس من غير علم؛ وتمما يدل على دلك أن جميع الشعر الحيد
المستشهد به. انما هو لمن كان قبل واصعي الكتاب في العروض والقوافي. ولو كانت الصرورة إلى
ويوقعه في أخطاء وعيوب»؛ تغفل عنها أذنه» فيكون علم العروض هو المعين الأول
على تصحيح الخطاء وتلافي المعايبة".
العروض والقافية :
التزمت القصيدة العربية القديمة وحدتي الوزن والقافية فأبيات القصيدة؛ مهما
بلغ عددها يجب أن تكون على وزد واحد» أي أن تلتزم بحراً واحداً. فإذا كان
البحر من ثلاث تفعيلات في كل شطرء أو أكثر س ذلك. أو أقل. كان على الشاعر
أن يلتم عدد التفعيلات نفسه في سائر أبيات القصيدة.
وكذلك القافية. تكون موحدة في سائر الآنبيات» فإذا كان آخر البيت الأول على
ومثال ذلك قول الشاعر أحمد شوقي :
ارفعي الستروحَيٌٍ بالجبين وأرينا فلق الصبح المبين
مقدم قد قرن الخير به رب خير في وجوه القادمين
فأبيات القصيدة موحدة الوزن. على بحر واحد هو «الرمل» وتفعيلاته السليمة:
ونون) فالقافية. عنصر موسيقي مهم في الشعر.
وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي» خمسة عشر وزنآ «سُمّيَ كل منها بحرآ»
يتناهى من الشعرء». ثم جاء تلميذه الأخفش» فاستدرك على أستاذه الخليل بحرا
سُمَّي «المحدث» أو «المتدارك» فأصبح مجموع البحور ستة عشر.
ويتألف كل بحر من عدد من التفعيلات. والتفعيلة فيه وحدة صوتية. لا
تدخل في حسابها بداية الكلمات ونهايتهاء فمرة تنتهي التفعيلة في آخر الكلمة» ومرة
في وسطهاء وقد تبداً من نهاية الكلمة وتنتهي ببدء الكلمة التي تليها ء
كقول المتنبي :
لوجدنا ما يأي:
فالتفعيلة الثانية تبدأ من بداية الضمير المتصل «هم» وتنتهي وسط كلمة أخرى
التقطيع الشعر
هو وزن كلمات البيت بما يقابلها من تفعيلات مبنية على نظام للحركات
والتسكين. للتوصل إلى معرفة البحر الذي جاء البيت عليه. وللوصول إلى ذلك
يقتضي معرفة الأمور الآتية:
-١ الكتابة العروضية.
7- المقاطع العروضية.
- أوزان البحور.
١ - الكتابة العروضية:
يقصد بالكتابة العروضية» كتابة حروف البيت حسب ما ينطق من الكلام؛ لا
]| - ما ينطق يُكْبٌّ
ويترتب على ذلك عمليآً» زيادة بعض أحرف لم تكن مكتوبة إملاثيا. وحذف
بعض حروف كانت مكتوبة إملائياً .
أ ما ينطق يكتب:
يترتب على هذه القاعدة عملياً زيادة بعض الحروف. والحروف التي تزاد هي :
-١ تزاد ألف في بعض أساء الإشارة: هذاء هذه هؤلاء فتكتب: هاذاء
7- تزاد واو في بعض الأسماء كما في : داود. طاوس فتكتب: داوود» طاووس .