ومتفرعة عنها فمهما كانت درجة جودة الإلقاء فلن يكون له كبير فائدة واهمية اذا كان الموضوع الذي يتكلم عنه
غير مناسب للكلام عنه او كان موضوعا لاقيمة له .
ولكي يكون الموضوع مناسيا لابد من توفر امور فيه من اهمها :
-١ ان يكون الموضوع مناسبا للزمان الذي يلقى فيه
فالكلام عن رمضان في اشهر الحج غير مناسب والكلام عن الموت في مناسبة زواج غير مناسب بالمرة وهكذا
لابد من مراعاة الزمان الذي يلقى فيه الموضوع وكلما كان التوافق اكثر مع الزمان والاحداث الجارية كان اوقع
واكثر قبولاء
؟- ان يكون الموضوع مناسبا للمكان الذي يلقى فيه
وهذا شبيه بما قبله فالكلام عن فضل الزواج في المقبرة او العزاء مستهجن والكلام عن تلوث البيئة في المسجد
غير ملائم وهكذا.
- ان يكون الموضوع مناسبا للأشخاص الذي يلقى اليهم
فلابد من مراعاة حال المستمعين وسنهم واهتماماتهم وخلفياتهم المعرفية فما يناسب الشباب قد لايناسب كبار السن
©- ان يكون الموضوع مما يحتاج السامعون الى الكلام عنه
لايهمهم او يتعلق بهم فان الكلام في مثل ذلك مما يقل نفعه ويستثقل وما لايجدي ولا يلقى قبولا.
©- أن لايكرر الموضوع بأسلوب واحد
بعض الموضوعات المهمة لان تكرارها مهم ولايكفي في بعضها الكلام لمرة واحدة ؛ ولكن الذي نحذر منه هو
فيراعى في ذلك تغيير الاسلوب وطريقة العرض فيمكن ذكرها مرة مختصرة ومرة مفصلة ومرة تذكر بعض
الامور ومرة تترك وتذكر امور اخرى تتعلق بها كما هي طريقة القرآن في ذكر القصص مثلا.
+- ان يكون للكلمة او الخطبة أهداف يريد المتكلم وصول المستمعين اليها
وهذا من اهم الأمور بحيث يكون للكلمة هدف او اكثر يراد تحقيقها وافادة السامعين بها لا ان تكون الكلمة لمجرد
تفريغ العواطف والأحاسيس من غير ان يكون لها فائدة للمستمعين ولا ان يكون لهم يد في ايقاعها او منعها .
و تجب العناية بتحديد اهداف الكلمة والسعي لتحقيقها من خلال ما يلقى والا فقد الكلام امر اساسيا ان يكون لما
ثانيا : التحضير الجيّد الموضوع
يقرأ عنه ويحفظ ادلته او يكتبها وان يعرف معانيها وكذلك ان يتقن قراءة الآيات والأحاديث والأسماء
ومن الأخطاء الشائعة المستهجنة الكلام على بعض الآيات او الأحاديث من غير الرجوع الى الكتب المعتمدة في
بيان معانيها ودلالاتها بحيث يقتصر بعضهم على فهمه الشخصي المتبادر من لفظ النص الشرعي وقد يكون هذا
الفهم مغايرا لمدلول الآية او الحديث وفي هذا من الخطورة والقول على الله بلا علم ما لايخفى.
ثالثا : ممارسة الإلقاء تدريجيا
وهذه الخطوة تبر صلق أن كاير م المبتدئين في مجال الإلقاء حيث يشعر المبتدئ بالحرج والرهبة من مقابلة
الناس والحديث امامهم وهذا شيء معتاد بل هو حاصل في أي مهارة اخرى كقيادة السيارة مثلا لاول مرة .
ويمكن التغلب على الخوف والرهية بالعزيمة و التكرار مع التدرج في ذلك لئلا يقع الشخص في موقف حرج
يمكن ان يسبب له امتناعا وانصرافا عن الإلقاء بشكل كامل.
ويقتضي التدرج ان يبدا الشخص بعد تحضيره للموضوع بالقاءه بصوت مرتفع في مكان خال ويتخيل ان امامه
جمع من الناس ويكرر ذلك ؛ ثم يقوم بعد فترة من ذلك بالقاءه أمام جمع من الصغار مثلا او أمام اناس لايتحرج
منهم ثم يقوم بعد ذلك بفترة من الزمن بالقاء ذلك الموضوع في مسجد يرتاده بعض من لايشعر بالحرج امامهم
كبعض العمال او امام طلاب فصل في الابتدائي ؛ ثم بعد ذلك يقوم بالقاءه في مسجد أكبر وفيه من يشع
ويمكن ان تكون هذه الخطوة قبل وبعد اكتساب مهارة الالقاء لكنها لن تظهر بالمظهر المناسب واللائق الا بعد
اكتساب مهارة الالقاء حيث ستؤثر الرهبة المصاحبة لبدايات الالقاء في مستوى وجودة الاداء.
ولكي يكون العرض متميزا وقويا لابد من توفر أمور مهمة من أهمها :
)١ الأداء الصوتي الجيّد
يجلب الكسل والنوم ولا سريعا جدا لايكاد يفهم بل بينهما.
ومن المفيد والنافع تنويع الاداء الصوتي فلا يكون على وتيرة صوتية واحدة بل يخلط في اداءه بين رفع الصوت
وخفظه وبين السرعة والبطء جاعلا ذلك يأتي بشكل متجانس وسلس ومن غير رفع مزعج ولاخفض لا يسمع .
*) استخدام التعبيرات المرئية أثناء الإلقاء
وذلك عن طريق استخدام العينين واليدين وتعبيرات الوجه والالتفات ييمنا وشمالا
وقد ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منثر
جيش يقول صبحكم ومساكم ) رواه مسلم وفي رواية البيهقي (وكان إذا ذكر الساعة علا صوته واحمرت وجنتاه
اشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول صبحكم مساكم).
فالعينان من أهم وسائل الاتصال مع الآخرين وهما اداتان لايصال المشاعر والاحاسيس والمعاني التي ريما
تعجز عنها الكلمات ولذا فان النظر الى المستمعين امر مهم اثناء الالقاء .
ويستعين بالالتفات يمينا وشمالا لكي يشمل المكان وحاضريه بنظره المعبر عن الاهتمام والعناية
واليدان يستخدمهما للدلالة والتأكيد على المعاني التي يتحدث عنها
ويستخدم ايضا تعبيرات الوجه بما يناسب الكلام الذي يقوله فلها دلالاتها المعروفة
وينبغي أن يتدرج في استخدام هذه التعبيرات حتى يتقنها وتكون امرا عاديا يأتي بلا تكلف لان التكلف في اداء اي
آمر غير مرغوب,
) ان يكون عرض الموضوع بطريقة الإلقاء لا القراءة
لان ذلك يؤثر تاثيرا اكبر ويجذب السامعين الى الملقي ؛ ولأن في ذلك استخدام لجوارح مهمة اثناء الإلقاء وهي
العينان واليدان والتي لا يتيسر استخدامها اثناء القراءة.
واكتساب هذه المهارة يأتي بالتدرج كما سبق.
؟) عرض الموضوع بتسلسل منأسب
وذلك بان يبدأ بمقدمة مناسبة ثم ينتقل الى عناصر الموضوع حتى يستوفيها ثم يختم بالخاتمة كما سيأتي تفصيل
ن الخطأ ان يتكلم في موضوع ثم يتخبط في التنقل بين عناصره بطريقة غير جيدة كأن يتحدث عن الهجرة مثلا
ثم يتكلم عن آخرها ثم اولها ثم وسطها ثم اولها ؛ فالمطلوب ترتيب الافكار وتسلسلها حسب وقوعها أوحسب
ارتباط كل عنصر بما يليه.
*) الاقتصار على موضوع واحد ما أمكن
وذلك لكي يستوفي الموضوع ولئلا يشتت
وهذا هو الأصل الذي ينبغي انتهاجه الا ان كانت هناك حاجة لتعدد الموضوعات كأن تكون مناسبة تتعدد فيها
الأحداث او ما شابه ذلك.
واذا كان المتكلم سيتكلم عن أكثر من موضوع فالافضل أن يجعل بين تلك الموضوعات رابطا او اكثر يتقل بينها
) الحرص على الاختصار
فالاختصار غير المخل مطلب مهم ومنهج ينبغي ان يسير عليه كل خطيب وداعية وهو الأصل الذي يجدر بكل
متكلم أن ينهجه الا ان تكون هناك حاجة ماسة الى الاطالة في احيان قليلة فلا بأس ومعلوم حديث النبي صلى الله
واسباب تفضيل الاختصار كثيرة منها : عدم الاملال والاثقال لان الكلام الطويل يمل غالبا ؛ ولئلا ينسي الكلام
بعضه بعضا جراء الاالة ؛ ولان في الناس من هو منشغل او مريض أو متعب ويشق عليه طول الخطبة ولغير
) العناية بالمقدمة.
وهناك مقولة مفادها ان اهم ما في الكلمة او الخطبة الكلم
ر بالحرج
منهم ولكن عددهم قليل وهكذا يتدرج في المساجد والاماكن ويكثر من تكرار ذلك الى ان تتكون لديه ملكة يزول
معها أي حرج من الالقاء ؛ وهذا يحصل عادة بعد زمن ليس بالطويل ؛ وكلما ازداد الشخص ممارسة ازدادت
وهي خطوة الإخراج الفعلي للموضوع الذي تم اختياره بعناية وفي وقت ومكان مناسيين
ات العشر الاولى منها لأن كثيرا من الناس في عجلة من
امرهم وخاصة فيما يتعلق بالكلمات التي يمكن لسامعها ان يبقى او ينصرف او يستمع او يغلق فالواحد منهم يريد
أن يعرف بسرعة ما اذا كان الكلام الذي سيلقى يستحق انتباهه واهتمامه ام لا وهنا تبرز مقدرة وموهبة المتكلم
ومن وسائل الجذب الفعالة :
يشتت انتباه السامعين ومشاعرهم بتعدد الموضوعات ولكي لا ينسي بعضها