الرحلة اليابانية إلى الجزيرة العربية
توافر الأصول الفوتوغرافية للصور. ولأهمية هذه الرحلة ونفاد طبعتها الأولى فقد تم إعادة
طبعها ضمن منشورات الدارة بمناسبة مرور ماثة عام على تأسيس المملكة مع تضمين هذه
الطبعة ملحوظات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وتعليقات علامة الجزيرة
الشيخ حمد الجاسر على الطبعة الأولى.
والله الموفق ...
مقدمة المترجمة
أول مرة - هذه الترجمة العربية لكتاب «كايسو نوارابيا كيكو»
باللغة اليابانية بعد عودته من المملكة العربية السعودية عام 308١ه/1474م؛ ونشر أولاً في
أضع بين يدي القارئ العربي
حلقات بدءًا من رمضان 708١ه/ نوفمبر474٠م؛ وحتى محرم 7160١ه/ فبراير ١154م في
مجلة كايكوسيكاي ([8»ا58 0ل4ا48ا) أي (مجلة العالم الإسلامي) . ثم صدر في كتاب في
شعبان ١1؟١ه/ اسبتمبر ١144م في طوكيو باليابان.
وكانت حكومة المملكة العربية السعودية قد قدمت دعوة إلى المسؤولين في الحكومة اليابانية
لزيارة الرياض. ونقل الدعوة الشيخ حافظ وهبة سقير جلالة الملك عبد العزيز - يرحمه الله
في بريطانيا؛ تقديرا لما قدمته الحكومة اليابانية من مساعدة في إنشاء مسجد طوكيو عام
وتلبية لهذه الدعوة أرسلت الحكومة اليابانية إلى الرياض الوزير الياباني المفوض في سفارة
اليابان بالقاهرة. على رأس وفد ضم مؤلف الكتاب «إيجيرو ناكانو »؛ وتعد هذه ول زيارة
إلى المملكة العربية السعودية.
رسمية يقوم بها مسؤولون في الخارجية اليابا
السعودية اليابانية من جهة. ودفعا للباحثين إلى المزيد من تقصي الحقائق عن تاريخ
العلاقات العر بية اليابانية من جهة أخرى.
تخرّج الكاتب في جامعة أوساكا للغات الأجنبية؛ قسم اللغة الألمانية, والتحق بالعمل في وزارة
225 الرحلة البايادية إل اجزيزة اتعرنية أ
ماقال - في الأزهر وفي جامعة فؤاد الأول ( جامعة القاهرة) ويقال: إنه عمل أستاذًا بجامعة
وفي أثناء ترجمتي للكتاب لاحظت أن علاقة الكاتب بالإسلام وثيقة, وهي أعمق من أن تكون
حين يطالع ماكتبه عن مشاعره عند سماع الأذان. ورغبته القوية في القيام بأداء الصلاة؛ فهو
يقول «ورحت أصلي من داخل فؤادي » وأيضًا حين تحدث عن الآيات القرآنية التي وردت على
خاطره.. وتفسيره الدقيق لمعناها .. فكل هذا لايصدر إلا عن رجل معجب بالإسلام. وهذه
نقطة مهمة تحتاج إلى بحث واستقصاء.
وفيما يتعلق بالترجمة التزمت الدقة في النقل, مع الحفاظ على روح النص الأصلي. وطريقة
البيان في اللغة الياباتية؛ واذا كانت إقامتي في الرياض تسع سنوات قد ساعدتني على فهم ما
ذكره المؤلف في رحلته. فإِنْ لفته اليابانية القديمة التي مضى عليها أكثر من نصف قرن؛
هذا بالإضافة إلى الاستفادة من بعض المصادر الإنجليزية والعربية التي ورد ذكر بعض منها
في الحواشي الواردة في الترجمة العربية.
وفي الختام أشكر الله عز وجل الذي وفقني إلى ترجمة هذا الكتاب القيم؛ كما أشكر سعادة
الدكتور/ فهد بن عبد الله السماري. أمين عام دارة الملك عبد العزيز؛ الذي شجّع على ترجمة
الكتاب. ووفر لي بعض المصادر المهمة التي ساعدتني آثناء الترجمة؛ وقام بمراجعته ومتابعة
إنجازه .. كما أشكر الدكتور سمير عبدالحميد إبراهيم. الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن
سعود الإسلامية, الذي قام بتحرير النص العربي المترجم؛ وشرح بعض ما استعصى علي
بحروف (الكاتاكانا ) اليابانية. وأشكر أيضًا الدكتور حمد بن ناصر الدخيل الذي قام
نيتيم لقعظز الترجمة
بمراجعة الترجمة من الناحية اللفوية. والشكر موصول إلى الأستاذ/ أمين توكوماس أحد
والله الموطق:..
الرياض ١٠11ه
ة إلى الجزيرة العربية أ
في مايو 438١م ( السنة الثالثة عشرة من التقويم الياباني شرا ) زار الشيخ حافظ وهبة (سفير
المملكة العربية السعودية في بريطانيا ) اليابان لحضور حفل افتتاح مسجد طوكيو الذي بني في
منطقة (يويوغي)'''. وحث الشيخ حافظ وهبة وزارة الخارجية اليابانية على إرسال وقد
ياباني إلى المملكة العربية السعودية. لدعم الروابط بين البلدين. هَلبتٌ وزارة الخارجية
الياباتية الدعوة؛ وأرسلت وفذدًا يتكون من السيد «ماسويوكي يوكوياماء الوزير المفوض في
شيء وكان مهندسًا بوزارة شؤون الصناعة
ارة اليابان في . والسيد تومويوشي ميت
والتجارة الدولية. وكاتب هذه السطور إيجيرو ناكانو. وكنت أعمل آنذاك في السفارة اليايانية
وصلنا إلى مدينة جدة في الرابع من صفر عام 1ه ( السادس والعشرين من مارس سنة
88م ). وفي الواحد والثلاثين من مارس بلغنا مدينة الرياض؛ حيث قطعنا الطريق وسط
الجزيرة العربية بالسيارة؛ وب
قلب الجزيرة العرب
في الرياض عشرة أيام؛ ويتحدث هذا الكتاب عن
ومعظمهم من المقامرين البريطانيين. أو المسكري
مرة يزور فيها ياباني هذه المنطقة؛ وقد عوملنا معاملة المسؤولين المهمين والضيوف الرسميين:
وتمتعنا بكرم الضيافة العربي. فوضعت الحكومة السعودية تحت تصرفنا خمس سيارات:
)١( يدل هذا على عمق اهتمام المملكة وقيادتها بأمور المسلمين ونيوت الله في أنضاء الأرض. منذ ذلك الزمن؛ رغم ضألة
الموارد والإمكانات في تلك الفترة وبداية عهد الملك عبد المزيز - يرحمة الله.-.
في تلك الأيام كانت أوربا تتحول إلى ميدان معركة كبي
وشك المماناة أيضاً. ومن هنا وجب علينا أن نأخذ الحيطة والحذر. فالمنطقة مثلها مثل بقية
بلدان آسيا. وكان علينا أن نفهم هذه المنطقة جيدًا. وأن ندرك - يصفة خاصة - الروج
وأتمنى أن يسهم هذا الكتاب في دعم وابط الصداقة بين بلدان جنوب غربي آسيا واليابان-
وأخيرًا أشكر الحكومة السعودية. وجميع من رافقونا في رحلتنا على مديد المساعدة الكريمة
لنا خلال رحلتنا ؛ وأدعو الله أن يرعى جلالة الملك عبد العزيز وولي عهده ويحفظهما.
طوكيو - اليابان
عبر الجزيرة العربية
اليوم الأول
كار وسيم
جدة وقبر حواء
هذه السطور (ناكانو) إلى مديئة جدة؛ صباح يوم 37 مارس 1474م كانت الحرارة ؟.7؟
درجة متوية, وعند نقطة تقع على بعد ميل من الشاطئ كان علينا آن ننتقل إلى «يخت» صغير
تاركين السفينة التي أقلتنا إلى الميناء. نظراً لوجود شعب مرجانية كثيرة تكونت في البحر
الأحمر منذ القدم؛ ودفعني الفضول إلى أن أسأل الرجل الذي كان يقود «اليخت «الصغير عن
سبب ترك هذه الشعب المرجانية في البحر هكذاء سألته: لماذا لا تنظفون المنطقة؛ وتقيمون
الحفاظ على البلاد من خطر السفن المعادية التي لا يمكنها أن تمر من فوق هذه الشعب
المرجانية؛ لأن العمق لا يتجاوز المتر وربع المتر تقريبًا....
واقتربنا من مبنى الجمرك؛ وكان » اليخت ٠ الذي نركبه يديره رجل عربي يرتدي «العقال» و
الحديث معا. ولم دكن نشعر بأية ضوضاء بل هدوء. وهدوء. وتعجبت: أهذه هي الشخصية
الرحلة اليابانية إلى الجزيرة العربية ل لي
الصورة رقم (3) ميناء جدة
عبر الجزيرة العربية
استقبلنا قائمقام مدينة جدة. ورئيس الشرطة. ومدير شركة (للملاحة). واستعرضنا
حرس الشرف ورحب بنا الجنود . ولأتني عشت في مصر حوالي سبع سنوات فقد كان انطباعي
بعد انتهاء موسم الحج. وفيها شاهدنا مكتب
واصطفت على جنبات الطريق الذي كتا ثمر به.
الأول عن مدينة جدة
. كانت المدينة هاد؛
رأينا في مكتب الجمارك ما يقرب من خمسين أو ستين موظفًا وعاملاً. يحملون الملابس
شعرنا بارتفاع نسبة الرطوبة في الجو؛ وسمعنا آن آمراضا عديدةٌ مثل الملاريا والدوسنتارياء
والكوليرا قد تفشت في موسم الحج. وقد خضعنا قبل ذلك لفحص دقيق جدًا؛ لإثبات خلونا
من هذه الأمراش. وذلك في الحجر الصحي في جبل الطور في شبه جزيرة سيناء
أوربيًا وأمريكيًا. وخمس أو ست من النساء. بينما يكثر وجود الأآجانب المسلمين من الشام
وتركيا وتتاريا. وجدذ هي المكان الوحيد في هذه المنطقة الذي يُسْمَح فيه يوجود الأجانب»
وقيل لنا: إن قبر «حواء» يقع هنا بالقرب من منزل فيلبي؛ لكن لم نعثر له على أثر يذكرء
وشعرنا أن المكان قد تعرض لتقلبات الزمان. وتغير فيه كل شيء وسط هذه المنطقة
الصحراوية. وكان من الحسعب الاعتقاد بأن هذه المنطقة كانت من أكثر مناطق العالم تقدما