نتف من حوار مع رهبان هنود بمدينة بينارس رم
الكلمة التي كان ينبغي أن تسمعها
كل شيء حدث في السكون
والظلمة
ولكن في جوف السكون
تكمن الكلمة البذرة
وفي قلب هذه الظلمة
يسطع الور المنير
ما هي الحقيقة ؟ أين تكمن الحقيقة ؟
ما هو الزمن الذي عشناه ؟
ان الحكمة الغالية تختفي
في جوف الارض
بيناريس أغسطس 1976
معزوفة الاسكندر رى على المقام الكبير بقلم مترجمه أزياد ري
اليكوميدي
توني الاسكندر في الحقبة الرباعية الاولمبية الرابعة
ن وثلاثين سنة و«منح حسب قول ارسطوبولوس
وكان رائع الحسن عظم التشاط ذا ورع ٠ شديد وشجاعة نادرة. وكان ترقّعه
يضاهيه فيها أحد وهي القدرة على تمبيز العمل الصائب من بين الاعمال الممكنة
وفي الساعة الحاسمة التي يحل فيها الخطر كان يستطيع بفضل اقدامه أن يقري
عزائم جنوده ويرفع معنوياتهم ويزرع في نفوسهم الامل. وكان يخطط لاعماله في,
صمت وبجسارة فائقة فيبعث الرعب في قلوب أعدائه عندما يشنّ عليهم هجومات
ولكن كان يعرف كيف يبرز مروءته باسعاف من هم في حاجة الى التجدة.
مقتطف من الكتاب السابع لأرّيان
كتبت هذا الكتاب لمتعتي الشخصية ولهوى في نفسي. وان جميع ما يؤلّف
الموؤلّفُون صادر عن نفس الوازع وهو وازع المتعة التي يرجوها الكاتب من تأليف
تهدف الى جلب عناية قرّاء الكتاب واهتام التقاد واختّصين سواء أكانوا أكفاء
للكاتب أو مفّدة له. فالغالب على ذهن الكاتب اذا كتب ومرجعه الاساسي ما
لانّه يتساءل دائما عن معاملة تلك الأجيال لكتابه وهل يسمح رجال الغد لبعض
صفحاته أن تبقى حل اهتانهم.
اني أخاطيكم بصدق وبوضوح لم بحماني على التفكير في وضع هذا الكتاب
في نفسي وكان يعود بي الى حدث مثير من أحداث طفولتي هزّ مشاعري.
كان عمري ست سنوات واذا بأبي يكشف لي عن شخصية الاسكندر العظيم
بأعمال جليلة حتى بخوارق البطولات.
اكتشفت فيه أثناء زيارة .3 يي «الاسكندر الآخر» في صورة تمثال نصفي
للاسكندر معروض في المتحب الآثري للمدينة يعود نحته الى القرن الثاني قبل الميلاد.
وقد صوّره بشعره الكثيف المجمّد وعنقه المستوي الذي يعلوه رأس رائع الحسن
ومائل دائما الى اليسار. ولكن رغم السكون الذي كان يوحي به المرمر الذي نحت
فيه اتمثال فا نظرته تكشف عن حيرة عميقة أو بالاحرى عن جزع دفين. وان
كان يدو على وجهه ذلك الانقباض الذي طغى عليه منذ عهد بعيد لاسباب فائقة
ما كنت أعلم أن هذه الرؤية للتمثال المرمري الذي مكل الاسكندر العظيم كانت
فتوحات الاسكندر وزرت من جديد متحف القسطنطينية وجمعت مرّة أخرى
واقتفيت خطى الاسكندر باصرار تجاوز ارادتي وقواي وطفت في أقطار عديدة
بحا عن آثار تنير لي حياته واستطعت بلوغ قرى في آسيا لا يصل اليها المسافر
الا بعد عناء شديد لامتناعها ووعورة المسالك المؤدية اليها. فأيقنت اني أقترب شيا
على مّ الأيام.
قد يكون هذا الشعور وليد الحيال وفاقدا لكل أساس علمي ولكن لا يهمني
حكم الناس له أو عليه مادام يشبع نفسي ويرضهاء
ان الكتب العديدة التي كتبها مؤرخون وأشباه الموؤرخين عن الاسكندر العظيم
والتي طالعتها أثناء تلك المسيرة الفردية المتواضعة التي قمت بها للعثور على الشخصية
الكتب التاريخية تساعدني على تحديد الأمكنة وتثبيت تواريخ الأحداث بصورة
سطحية (ولو أني أعتقد أن هذا الموضوع لم تتناوله كتب تارينية بِأَتمّ معنى
لقد استرعى اهتامي من بين كتَاب سيرته أريان وربّما يعود سبب
اهتامي بهذا المؤرخ دون غيره الى أنه حاول أن يقوم بتحليل نفسي للاسكندر
العهد بالاحداث بروايات مازالت حيَّة نابضة لاسطورة المقدوني القلق. ولكن الأهمّ
في نظري هو أن أرّيان بحث عن الاسكندر لا بالطريقة الموضوعية المجزّدة
من كل عاطفة التي يتوئّاها الباحث عندما يقوم بدراسة تأريخية ولكن بحث عنه
الخشوع ويسمو به عمق الانمان.
لا شك أن أرّيان يصدر أحكاما قاسية وقاسية جدا عندما يتناول بعض أعمال
الاسكندر الكبير وبعض ردود الفعل التي يواجه بها الاحداث أو يلها على العباد
مكانها التعبير الصريح عن اعجابه العميق بالرجل. ويتجلّى ذلك في ملاحظات
« لم يكن الاسكندر العظيم مدفوعا بأ وازع حقير أو تافه بل أنه ما كان
ليقنع بكل الاقطار التي احتلها... 6.
« لو لم يجد أحدا يتبارى معه لتبارى مع نفسه...»
« لم تكن أآيّة أمة في ذلك الزمان ولا أي دولة تجهل اسم الاسكندر العظيم
ولو أنه حدث لي أني انتقدت بعض أعمال الاسكندر فانّي أعترف بدوث
أي تردّد أني معجب به....
عن الملك كورس رن وعنونها «غزاة كورس» لا يعلّله اعتاد المؤلف مقايس
ة دقيقة وإنما أنا مغرم بذلك الكتاب الجميل الذي ألفه أرّيان بسبب ما يحويه
من دفاء انساني.
لقد برهن صاحب الكتاب عندما كان واليا على اقلم كبّدوكيا روغث
كفاءته العالية في تحمّل مسؤوليتيه المدنية والعسكرية معا وكان في الاساس من أتباع
على شخصية البطل الذي لعب دوره في التأريخ بل تجاوز ذلك الحدٌ للتعرّف على
الرجل الفرد الذي «كانت تلتهم نفسه رغبة ملتجة؟ رن وعارمة لالتقاط الاخبار
ونيل المعرفة واخحضاع الشعوب لقوّته ونزوات ضعفه وتسخير الافكار والاصقاع
والعباد والشهوات والخصال الحميدة والخير والشرٌ لارادته. لا يفرق بين جميعها
بل كانت تبدو له مجمّعة رغم تنافرها في كتلة واحدة لا يكسرها كاسر لان جوهرها
أريان. وذلك التعلق به كان لي سندا عندما عرمت
علي بطولات من استطاع أحسن من أن امرىء قبله أو بعده أن يصبح «سيّد
ولكن حانت ساعة نسيان المطالعات والرحلات وساعة مفارقة كاتب السيرة
أنّه اصطفاه من بين الضباط الآخرين اليونانين والرومان على حدّ سواء الذين
والذي دفن في «مكان مجهول» فلم يعثر على قبره.
بابل ,و في يوم من أيام العيف
الحارس تزيلال ولمخطوط السري
بابل في يوم لقيل من أيام الصيف. الشمس تحرق الارض العارية. بدأ الزفت
يذوب في الطرق التي تخترق الاطلال الحزينة التي تثير في النفس ذكرى الملوك
و دهي احدى عجائب الدنيا كانت موجودة في المكان الذي انتهيت اليه. لم
ييق من تلك الحدائق أي أثر وما كان يظل أي نبات ذلك الفضاء الرحب الذي
لا يبت شفاء
وكان حارس الموقع الاثركي نائما غير بعيد على أطلال الدرج الملكني وقد
اضطجع منطويا.
كنت أجتهد لتركيز انطباعاتي وتنظيم الصور التي كانت تزدحم في ميتي
ولكن بدون جدوى لانّه عندما يشتدّ الحر في الهجيرة يفقد المرء جميع قرّاه. وكان
الاعياء الشديد يغمض جفولي وييفّف حلقي.
التي تعلن بفخار عن موقع «الحدائق المعلّقة».
ينتاب المرء عند الظهيرة.
كانت الشمس قد غربت منذ حين لما استيقظت وبدا الظلام يغمر المدينة الميتة.
كنت وحدي في بابل العتيقة. أنبكني الحرٌ وأضواني فتور عجيب ولكن كنت
ومطلق بالوحدة»شعور أسيطر عليه ويسيطر علي في آن واحده شعور بملأني أسى
ويمل عقالي في نفس الوقت طوال حياتي الى ساعة الممات. وعندما عم الظلام
أثاني تزيلان وقال لي :
- أنا حارس الليل بيابل.
قال :
- أي خطر يريدون ابعاده.
بقي الشيخ صامتا ثم أخرج من جلبابه علبة من عظم ومدّها لي وهو يقول :
كان يعرض علي أوراقا مفتتّة من الحشيش قائلا :
يتحدث بطريقة خاصة وبصوت هادىء صاعد من الاعماق ملء باتمرّجات مفعم
وبقينا معا الى الفجر. وعندما برغت الشمس من وراء التخيل وبدأت تلمس
أشمّتها الاولى مياه الفرات قام يستعدّ للانصراف وقال لي :
- هذه الاوراق لك. كنت أعلم أنّك ستأتي يوما فاحتفظت لك بها فقلت :