و استمرت الحرب مع ايران دائرة في عهد السلطان الحديد في غير
صالح تركيا . وفي سنة ٠096 استطاع القائد الايراني علي فردي خحان
أن يتقدم بقواته حنى مكان قريب من بغداد ؛ لكن الشاه استدعاه لأنه
كان قد قرر أن يهزم الاتراك في الميدان + واستطاع بعد إ كمال
داثرة على أية حال دون ان تتخللها أحداث مهمة طوال فترة حكم
أحمد الأول . وفي سنة 1614 قيل إن ثمة اسطولا ايرانياً من ماثة فرقاطة
وسفينة صغيرة يرابط في بوشهر بهدف قطع الاتصال بين الميناء التركي
في البصرة والميناء البرتغالي في هرمز » وكان الايرانيون يعتبرون كلا
- سئة ١١6 «ه رحلات بيترو ديلا فالى ٠٠ » المطبوع سنة ٠3376 ,
تركيا الى ايران وجزر الهند الشرقية ٠٠ » سنة ١186 تأليف
٠ 17 ه تاريخ جديد للهند الشرقية ٠٠ » المطبوع سنة ١/78
استمرت من سنة 1388 الى 1777 ٠ ويمكن الرجوع الى كتاب
يتعلق بشئون تركيا في هذه الفترة بشكل عام ٠ كذلك يمكن
الرجوع الى كتاب سين ج»٠ مالكولم « تاريخ ايران ٠٠ » فيما يتعلق
بالعلاقات التركية الايرانية ٠ ٠
التاريخ الداخلى 1601 - ١١17
كتب الرحالة البرتغالي بيدرو تبكسيرا الذي زار العراق في سنة
الكتاب بصورة خاصة فيما يتعلق بالنتائج غير المباشرة الني نجمت في
المكانة الثانية بين الاقالم العثمانية فلا تتفوق عليها إلا القاهرة . وهو
رجل قوقازي الاصل عين باشا لبغداد قبل سنة 1606 بفترة قصبرة .
وكان لهذا الباشا سلطة مطلقة في معظم الأمور في السلم والحرب على السواء
لكنه كان عليه فيما يتعلق بأمور التجار والأجانب أن يستشير رجلا عينه
الايرانيون قد هددوا بغداد في هذه الفئرة ؛ فان مشكلة الموارد
والاستعدادات العسكرية كانت مشكلة ذات أهمية قصوى في تلك
الفترة الى زار فيها تيكسيرا العراق . وقد لاحظ هذا الرحالة أنه كان
رجل + قوة قوامها من 4008 إلى جندي في بغداد فقط معظمهم
من الانكشارية » وحوالي عشرة آلاف رجل في بقية الاقليم . وكان
السور الذي بحيط بالمديثة من ناحية ايران مبنياً في ذلك الوقت من الأجر
المحروق » وترتبط به عدة منشاآت إضافية بينها اربعة نحصينات في كل
منها عدد من المدافع البرونزية الثقيلة في حالة جيدة ؛ وخارج السور
كان ثمة خندق عميق ؛ وكان في بغداد بذلك الوقت دار تصك النقود
إحداهما للرماة والأخرى للحملة البنادق . وكانت التجارة تسير إلى الهند
عن طريق دجلة والبصرة » وإلل حلب عبر الصحراء » وفي أوقات
السلم كان ثمة طريق ثالث مباشر للتجارة مع ايران .
جبهة كربلاء والنجف في سنة ٠664 : |
وكانت كربلاء والنجف خاضعتين للامبراطورية العثمانية ؛
والحاميات التركية موجودة في كلتا المدينتين » وكانا كبر شيوخ الصحراء
نفوذاً ؛ وهو ناصر بن مهنا » يعترف بولائه للباب العالي » ولكن في سنة
الايرانية سحبت هذه الحاميات من المدينتين . وكانت كربلاء في حالة
تمرد ؛ وخلال إقامة تيكسيرا بها كانت خيول وثياب واسلحة + أو 66
جندياً تركباً قتلهم العرب موؤخراً تباع علناً في سوق المدينة . وفي كل من
كربلاء والنجف كان تعصب الشيعة ضد المسيحيين واليهود بالغاً
أقصى شدته .
البصرة في سنة 16856 :
وكانت مدينة البصرة في نفس السنة تضم حوالي عشرة آلاف بيت
كثير منها من البيوت الكبيرة لكنها فقيرة البناء وبجاورها مجرد
أكواخ ليس إلا . وكانت نحصينات المدينة في حالة سيئة من الحراب
بالماء. . وكان يحكم المدينة وما حولها باشا تركي نحت امرته قوات يبلغ
عددها حوالي ثلاثة آلاف رجل من الأتراك والأكراد والعرب » ودار
للعوائد كان ؛ بقى منها فائض كثير بعد كل النفقات الإدارية . وكان
بالمدينة ترسانة بها بعض المدافع الني لا بأس بها » لكن السفن ل المسلحة الني
كان يعدها الاتراك « لاستخدامها في النهر وما ل اب
النظام بين العرب المتمردين الذين كانت تحصل م: منهم الحزية .. كا
يزعم لنفسه الحق في البصرة . ودارت بينه وبين الاتراك حرب في سنة
4 » وقامت السلطات العثمانية » بهدف القضاء على مقاومة العرب
المتمردين » ببناء بعض القلاع والتحصينات في أماكن عديدة على ضفة
النهر . من بين هذه المواقع واحد على جانب عربستان من النهر في
مواجهة سراجى » على بعد ثلاثة أميال أسفل البعرة حيث كان مرمى
السفن الكبيرة التي تزور الميناء . وكانت التمور في ذاك الوقت كا
هي الآن أهم صادرات البصرة © وتهقل إلى بغداد وعدد من المواني
الايرانية وإلى هرمز . وكان معظم تجارتها مع بغداد وايران والقطيف
عن طريق هذا الميناء الاخير الذي كان البرتغاليون ما يزالوت ميسطرين
عليه ؛ بينما تصدر بعض المواد الغذائية من دورق في عرستان وبوشهر
على الساحل الايراني .
ل يكن لشركة الهند الشرقية أية منشآت في العراق التركي خلال هذه
' الفترة » لكن ارسال مستر كونوك باسم الشركة إلى ايران في سنة ١16
كما هو مذ كور في الفصل الخاص بالتاريخ العام للخليج قد أدى
إلى فتح طريق بربطائي للمواصلات بين ايران واوروبا عبر بغداد وحلب.
القنصل البريطائي في حلب أن يومن رجلين عربيين موثوق بهما لينقلا
رسائله من يغداد إلى حلب . وكان الخطر الرئيسى الذي يهدد هذه
بغداد . وفي أغسطس من نفس السئة نقل كونوك عن هذا الطريق نفسه
أخبار نجاحه في الحصول على فرمان للتجارة البربطانية من الشاه عباس .
مصطفى الاول ( فترة حكمه الاولى ) وعثمان الثاني
وبعد موت السلطان احمد الاول في 77 نوفمبر سنة 15619 ؛ تولى
العرش شقيقه الاصغر مصطفى ؛ لكنه عزل بعد أن ثبت أنه ضعيف
العقل عقب فثرة لم تتجاوز الثلاثة أشهر » وبعدها تولى العرش عثمان الثاني
ابن احمد الأول » وظل في الحكم حنى سنة 1677 حين قتله الانكشارية.
واثناء حكم عثمان الثاني عقد صلح مع ايران تنازلت تركيا بموجبه
حادثة ذات اهمية في العراق . وفي 119 ظل مجلس إدارة شركة الهند
الشرقية في لندن يتلقى الاخبار عن ايران وشئونها عن طريق حلب .
مصطفى الاول ( فترة حكمه الثانية ) ومراد الرابع
وبعد موت عثمان الثاني عاد مصطفى الأول سلطاناً لتر كيا » لكنه
عزل مرة أخرى قبل انقضاء سئة واحدة وخلفه مراد الرابع الشقيق
الاصغر لعثمان الثاني ؛ وكان عمره وقت توليه العرش في ٠١ سبتمبر
سنة 1677 لا يتجاوز ١١ عاماً . وظل مراد على العرش حنى موته
في 9 فبراير سنة 16660 .
علاقته بايران ١١26 - 19١7١
احتلال الايرانين لبغداد 1567# :
وم يدم الصلح بين ايران وتركيبا وقتا طويلا . لأن الايرانين وقد
تزايد ادراكهم لتفوقهم على الاتراك من الناحية العسكرية » سرعان ما
هددوا بغداد . وكان يحكمها في ذلك الحين «طاغية» صغير يمسك بين
يديه كل امور الحكم ويبذل جهده كله للاستقلال عن الباب العالي ؛
غير أن ابنه المسمى درويش محمد غدر به في سنة 1677 وسلم المديئة إلى
الشاه عباس الذي احتلها مباشرة واعدم حاكها في ساحة عامة . كا
استولى الايرانيون على كر كوك والموصل ووضعوا فيها حاميات من
جندهم ؛ لكنهم لم يستطيعوا البقاء طويلا في عانه فقد طردهم منها مطلق
-الشهير بأبو الريش-- أعظم الشيوخ العرب في الصحراء وأقواهم نفوذاً :
عقب عودة الشاه عباس إلى ايران . ويبدو ان الحلة وكربلاء والنجف
قد خضت جميعاً للايرانيين بعد سقوط بغداد ؛ وسادت بعض مخاوف
لاا مرر لها بين الاتراك خشية .تهديد حلب نفسها . ولم يستطع
إمام قولي خان حاكم شيراز الذي أمره الشاه بالانضمام اليه لمواصلة
عملباته ضد بغداد اللحاق به إلا بعد أن انتهت تلك العمليات ؛ فقد
تأخر في الطريق بسبب بعض العقبات اي وضعها في سبيله شيخ حويزه
الذي كان بدوره بحب أن يلحق بالحملة على أساس انه وال تابع لايران .
هجوم الايرانين على البصرة وما حوفا 1674 - 518 :
في ايران » وبدأوا ينقلون بضائعهم إلى البصرة ؛ وقد الحق هذا الطريق
التجاري اضراراً بالغة بالايرانيين» وبالنظر إلى ضعف ايران البحري فلم
يكن الشاه يأمل في القضاء على هذا الطريق الا باستيلاثه على البصرة ؛
إيرانية » وأن يستبدل سلطان تركيا بشاه ايران في الدعاء على المنابر ؛
وأن يأمر أهل البصرة بأن يعقدوا عمائنمهم على الطريقة الايرانية ؛ ووعده
إذا أجاب هذه المطالب بأن يجعل حكم البصرة ورائياً له ولأبنائه
من بعده ؛ وان يعفيهم من دفع ابلحزية © ويترك لهم مطلق الحرية في
ادارة شثومهم الداخلية . ورفض باشا البصرة هذه الاقتراحات دون تردد؛
متفقة تماماً ومصالحه ؛ وهنا أصدر الشاه عباس امراً إلى خان شبراز
بالسير إلى البصرة . وقام جيش ايراني نزل في عربستان عن طريق
أعمال البصرة واستولل عليها » لكنها انقذت بمساعدة سفن البر تغاليين
المسلحة الى أطلقت النيران على معسكر الايرانيين من مواقعها في الهر
قارون وفي خليج كوبان جميعاً ؛ فارغمت الغزاة على التراجع . وكان
بعمليانهم في بغداد بطا ق عليهم أمم قيز يلباش .
وفي أوائل سنة 1678 شنت القوات الايرانية مرة أخرى بقيادة
إمام قولي خان هجوماً جديداً على إقليم البصرة ؛ فقامت اولا بطرد
شيخ حويزة لأنه رفض استدعاء الشاه له إلى بغداد » فلجأً إلى البصرة
في حوالي #86 رجل من أنصاره . وفي نفس الوقت كان افراسياب قد
خلفه ابنه علي في باشوية البصرة » ولكن لما كان كل من بغداد والحلة
فلم يستطع الاتراك ان يرساوا أية امدادات للباشا الحديد في البصرة .
وي مارس سنة 16785 ) حين كان الرحالة الايطالي بيترو دي لافال
موجوداً بالبصرة » كان الفزع يسود المدينة كلها وكان جل اعتماد الباشا
مقابل خدمامها وهي راسية في النهر لحماية المدينة. ٠ وي يوم ١“ مارس خرج
المناهون إلى شوارع البصرة يطلبون أن يقدم كل بيت رجلا مسلحاً
على مقربة من المدينة . وفى يوم ٠4 جاءت لاخبار بأ الابرانين قد
أصبحوا فعلا إل جوار القرنه ؛ وان هدفهم كان العبور دون مقاومة
إلى الساحل العرني من شط العرب » وسار الباشا بقواته البرية كلها ؛
وبثلاث من السفن البرتغالية للقانهم . وفي يوم 16 مارس تردد أن
الحيشين قد اشتبكا في القتال » وفي نفس اليوم ارسل جونسالفودي سليفيرا
قائد الاسطول البرتغالي السفينتين الباقيتين وأخرى صغيرة لكي تعترض
سبع قطع من المدفعية قيل ان الإبرانيين ارسلوا في طلبها من دورق
لاستخدامها ضد البصرة . وفي يوم ١4 خرج مواطن مشهور في البصرة
هو الشيخ عبدالسلام على رأس عدد كبير من الرجال المسلحين لنصرة
الباشا وكانت قواته تضم أكثر من مائي رجل بحماون الأسلحة النارية
وغيرها » ولكن لم يكن تبدو عليهم سيماء المحاربين .
وفي صبيحة يوم 77 جاءت الأخبار بأن الايرانيين قد اسرعوا في
حى المؤن الي كانت مطبروخة ومعدة للطعام خلفوها وراءهم أيضاً َ
وقيل إن ذلك ثم بناء على استدعاء عاجل . ولم تكن قوات الباشا قد
المتان كانتا قد خرجتا يوم 1١6 من البصرة وقد فشلتا في تأدية المهمة الي
إيرانية صغيرة » وأمر البرتغاليون جرياً على مألوف طريقتهم في
الهمجية والتوحش باعدام المسلمين الذين كانوا على ظهرها جميعاً حى
الأطفال » ولم يستبقوا على قيد الحياة الا رجلا غنياً طامعين منه في فدية
ضخمة . وحين أصبح الايرانيون على مسافة بعيدة » أمن الباشا على نفسه
فعاد ودخل البصرة بقواته كلها وسط مظاهر الانتصار .
الحالة من ١١76 إلى فا؟1 :0
وبعد هذه الاحداث ظلت الحالة كما هي لعدة سنين . ويبدو ان
الأتراك قد بذلوا خلال هذه المدة أكثر من محاولة لطرد الايرانيين من
يغداد ؛ واستطاع دولاء شيادة صافي قولي خان ) وهو رجل ارمي
الاصل كان يحكم بغداد باسم الشاه أن يصدهم عن بغداد مرتين قرب
نهاية هذه الفمرة . وي سنة 1578 امتد نفوذ الايرانيين. هابطاً في الفرات
حى عرجة 6 وهي مكان يقارب مكان الناصرية الآن ؛ وكان شيخ
المحيطين بها ؛ وكان يظن أنه في حقيقة الأمر مخلص المصالح الايرانية
رغم تكرار اعترافه بالولاء للباب العالي . ض
الاتراك يستعيدون بغداد م١ ؛
وفي سنة سار السلطان التركي مراد الرايع الذي كان قد
استخلص إريفان من أيدي الايرانيين في سنة ١805 بنفسه وسط
مايو ؛ ووصلت امام بغداد يوم 15 نوفمبر أي بعد ماثة يوم وعشرة من
السير المتواصل » وقد وجد أن حامية المدينة تيم حوالي © الف رجل
من بينهم حوالي ٠٠ فارس مذدرب . وفي دسمبر سنة 8م١١
سويت استحكامات بغداه ؛ على طول جبهة قدرها 850 باردة
بالأرض حنى أصبحت ؛ عل حد تعبير كاتب عثماني © ١ بوسع الاعمى
أن يجوس فيها على ظهر حصان لالحام له دون ان يعبر مرة واحدة ) ؛
واخيراً استطاءوا اقتحامها يوم 4 ديسمبر بعد أن خسروا محمد باشا
الصدر الاعظم الذي كان يقود الهجوم وسقط قتيلا . وقد منح الأمان
أولا لرجال الحامية ؛ غير ان الاتراك آخر الامر ذبحوا أكثر من ٠١
الف رجل من الايرانيين سواء عن طريق الغدر © أو نتيجة لانتهاك
هولاء بعض الشروط » وبعدها بعدة أيام وقعت مذبحة شاملة بين المدنين
في بغداد بأمر من السلطان مراد » وكان سبب ذلك انشجار حزن بارود
أدى إلى خسائر جسيمة بين قواته » وظل السلطان في العراق حي فبر اير