وهكذا وجدت نفسى غارقا فى الموضوع الأوسع » موضوع
الوجود اليبودى فى الحجاز ؛ بل فى الجزيرة العربية كلها . ومضيت
استوطنوا ؟ وماذا فعلوا بأصحاب البلاد ؟ ليقودنى البحث إلى حقائق
غريبة وعجيبة فى آن واحد ؛ منها أن اليهود لم يكونوا فى المدينة وخيير
فقط ؛ بل كانوا فى مناطق أخرى كثيرة تربو على العشر ؛ ذلك لأنهم
كا هو شأنهم دائما ما إن اجتازوا حدود الجزيرة العربية مع
فلسطين تحتى اتتشروا قن الحنجاز بطريقة سرطالية 6 يتتعون
المستوطنات فى المواقع الاستراتيجية » وذات الأهمية الاقتصادية فى أن
واحد » ويقيمون الحصون القوية ويقتلون السكان العرب أو
يطردونهم أو يسخُرونهم لأداء الأعمال الشاقة نظير أجور تافهة .
ولم أجد فى كتب التاريخ ذؤكراً للطريقة التى دخل بها اليهود إلى
الحجاز » وهل دخلوه عنوة وبواسطة الحرب ؛ أو دخلوه متسللين
مهاجرين بعد أن أعمل الرومان فيهم سيوفهم فقتلوا منهم مكات
الألوف » فاستدروا عطف العرب بالدموع والتوسلات ؛ كا فعلوا فى
فلسطين بعد ذلك بألفى عام ؟.
أما الذى وجدته بشأن تصرفاتهم بعد أن استقروا واطمأنوا +
فيشبه إلى حد بعيد مافعله اليبود ويفعلونه فى فلسطين فى الأربعينيات
من هذا القرن وإلى الآن ؛ مما جعللى أقول : ما أشبه الليلة
العشرين قرنا استغل اليبود اختلاف العرب وتناحرهم وتفرقهم +
ففرضوا سيطرتهم عليهم وأخضعوهم لم واستغارم ب بل وأنلوم «
تتى © وندعو الله العلل القدير أن ينتهى اليوم كما انتبت البارحة .
وذلك ان يكون إلا إذا فعلنا 6 فعل الرسول صل الله عليه وسلم +
طريقه بإرادة قوية وعريمة لا تلين ؛ ليستأضل المستوطنات اليهودية
الواحدة بعد الأخرى دون أن يساوم أو يفاوض فيوقع نفسه فى حبائل
البهود ويتوه فى دروب الاعييم .
والواقع أن الجهد الذى بذلته فى هذا الكتاب اب لم يخرج عن حدود
جمع ماتنائر فى كتب التاريج والتفسير من معلومات تتعلق بموضوعنا »
والتنسيق ينها » وتحليل وتفسير ما وجدته منها بحاجة إلى تحليل أو إلى
تفسير ؛ وتمحيص ما غمض أو استبهم ؛ واستيفاء مانقص ؛ وبسط
مأل ؛ ونخاصة ماكانت له علاقة بالغزوات والمعارك التى لم يحظ
الجانب امام منهاء وهو النشاط العسكرى » باهتام المؤرخين
درجة معيبة جعلته يبدو كما لو كان نزهة أو هجمة عشوائية تسودها
الفوضى وينقصها التخطيط .
ليس ذلك وحسب ؛ بل إن كتب التاريخ الإسلامى تركز بشكل
واضح على المرحلة المكية من الدعوة بشكل يوحى للقارية أن معاناة
الرسول صل الله عليه وسلم قد انتبت أو كادت بهجرته إلى المدينة +
والغريب فى الأمر أن وسائل الإعلام وبالذات الإذاعة المسموعة
و تركز على هذه المرحلة » وتظهر المرحلة المدنية ا لو كانت
مرحلة استرخاء وراحة وطمأنينة؛ مما جعل الغالبية العظمى منا نحن
المسلمين نظن أنه بالهجرة إلى المدينة خفت متاعب المسلمين بدرجة
كبيرة وأحسوا بالطمأنينة والأمن بعد أن أصبحوا بين ظَهْرالى
الأنصار ؛ فى حين أن الحقيقة خلاف ذلك تماما : ففى المدينة واجه
الرسول صل الله عليه وسلم متاعب من نوع جديد ؛ م أن إحساسه
بالطمأنينة والأمن كان شبه متعدم لأسباب عديدة: منها أن الذين
أسلموا من الأوس والخزرج كان عددهم ضعلا للغاية بالقارنة مع
الأعداد الكبير: ن ؛ كذلك فإن الرسول صل الله عليه وسلم لم
يذهب كل مابذله من أجل القضاء على أسباب الخلاف يينهما سُدّى +
وأكبر دليل على صحة هذا حالنا الآن عرب القرن العشرين » فإننا
مانكاد نلتقى إلا وسرعان مانفترق » مما يجعل جمع الرسول لكلمة
العرب معجزة بحق ؛ ندعو الله أن تتكرر .
كذلك فإنه كان يوجد بين الذين أسلموا من أفراد القبيلتين كثير
من المنافقين الذين تظاهروا بالإسلام لسبب أو لآخر ء فى حين أنهم
رأس هؤلاء عبد الله بن أَتَيّ بن سلول . ومن الأسباب أيضا » بل
على رآسها ؛ اليهود الذين أقاموا فى « يغرب » منذ زمن بعيد وكانت
لهم بها ثلاث قبائل كبرى هى بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة +
والتى كان عدد أفرادها يتجاوز الخمسة عشر ألف فرد » منهم حوال
الألفين والخمسماثة من المقاتلين الأشداء » ولهم حصون منيعة
وسلاح وعتاد جيدان » فضلا عن الفروة الطائلة والتأثير الشديد فى
العرب » وماكان لهم من تحالفات مع الأوس والخزرج على السواء +
وفضلا عن كل ذلك فقد كانت قريش ومعها القبائل العرية
الأخرى لاتكف عن مهاجمة المدينة ؛ فكان الرسول صل الله عليه
وعادة فإن التهديد الخارجى يكون أهون من التهديد الداخلى ؛ حيث
إنه يمكن رصد الأول وتوقعه قبل وقوعه واتخاذ مايلزم لمواجهته + فى
أن الثانى أى الداخل يأ بغتة » ويكون أخطر لأنه يؤدى إل
تزامن التهديدان» الخارجى والداخل؛ فأحدق الأول من الخارج+
وتفجر الثانى من الداخل » إنها الكارثة التى لايعلم مداها إلا الله .
ومع ذلك يزعم بعض من لاعقل هم أن الرسول صل الله عليه وسلم
كان يتزوج ليستمتع بالنساء !! وكأن كل ماذكرتاه من أخطار
لاوجود لما » وكأن الرجل ليس رسولا يتلقى الوحى فيحفظ عنه ثم
يُعلّم أنباعه » ويدعو من لم يتبعوه بعد » وينظم شعون الجماعة +
ويشرف على مصالحها . ويتعهدها بالنصح والتوجيه والإرشاد . ولو
أنه كان كا يقولون مااستطاع أن ينجح فى أى عمل قام به ؛ ولعجز
وهكذا نرى أن أحداث الماضى ليست مُنْبئّةٌ الصلة بالحاضر الذى
نعيشه » وإنما هى مرتبطة به أشد الارتباط » فهاهم اليبود أعداء الله
وأعداء الإسلام يعاودون الكرة ؛ فيعيدون إقامة مستوطناتهم فى
فلسطين بمساعدة الغرب الصليبى ؛ ويسعون إلى إقامة دولة كبرى
تمتد من النيل إلى الفرات » يكون المسلمون فيها عبيدا لحم وأتباعا
أذلاء ؛ وتساعدهم الدول الصليبية نكاية فى الإسلام وأهله ١ ١ فى
ذلك اليوم قطع الرب مع أبرام ميثاقا قائلا : لتسلك أعطى هذه
الأرض من نهر مصر إلى النبر الكبير نهر الفرات» !"©
الصليبى لن يهداً لهم بال أو يطمكن خاطر إلا بعد أن يقضوا على
يتكون من التوراة والإنجيل معا ؟
() تكوين » الإصحاح 1١ © فقرة ١8
وليس بخافٍ على أحد أن القضاء على الإسلام يقتضى القضاء على
مقدساته » وفى مقدمتها الكعبة ؛ ومسجد الرسول صل الله عليه
وسلم فى المدينة ؛ والمسجد الأقصى فى القدس . ولقد بدأ الببود
بالأخير فاستولوا عليه عام 1937 نحت بصر المسلمين وسمعهم .
وأخذوا منذ ذلك الحين يقومون بأعمال تخريبية ضد المسجد
الاعتبارات سوف تضعف ثم تزول فى وقت قريب ؛ وبالتالى يقدمون
على هدم المسجد الأقصى دون أن يواجهوا مقاومة يعتد بها من جانب
المسلمين الذين ستكون جماهيرهم مشغولة بمتابعة إحدى مباريات
كرة القدم » أو منصرفة إلى متابعة أخبار إحدى الراقصات .
بيانات تشجب فيها ماحدث ؛ وتستنجد بالحكومات الصذيقة فى
الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا ولمانيا والاتحاد
السوفيتى ؛ لكى تتدخل وتمنع إسرائيل الكبرى من هدم المسجد »
ليفتضح أمرهم أمام شعوبهم ؛ وسوف تحتج بدورها وتشجب فى
حين أن أيديها ممندة من تحت الطاولة تصافح أيدى اليهود ؛ وتشد
عليها » تأبيدا وتشجيعا ؛ بل وتبنة بتحقق النبوءة وقيام الهيكل .
وبعد ذلك سيأق الدور على المسجد النبوى بالمدينة ؛ التى يزعم
والعراق ومصر . فقد أقاموا فيها زمنا طويلا قبل الإسلام ؛ وكانت
لهم فيها مساكن ومزارع وحصون وأموال استولى عليها المسلمون +
ولا نستبعد أن يخرجوا علينا ؛ فى الوقت المناسب بادعاءات تقول
بعض معابدهم » أو مقدساتهم التى غطتها الرمال » ويكزّروا
مايفعلونه الآن فى القدس من التنقيب تحت المسجد الأقصى توطفة
لخدمه . وسوف يفعلون ذلك بسهولة أكبر ؛ حيث لن يكون للعرب
الأشاوس أى وزن أو قيمة بعد نزع سلاحهم والقضاء على قوتهم
بتفتيتهم وإضرام نار العداء بينهم وجعلهم يخافون من بعضهم البعض +
ويطمنون للغرب ولإسرائيل .
الذين يظنون أن اليهود قد تركوا سيناء نهائيا » فأقول لهم أفيقوا من
وهمكم قبل أن تتتبهوا فجأة على قعقعة المدرعات وأزيز ا
بلاهة وتزعمون أنكم خدعم فيما قبل لكم ومالمعتموة ؛ وهو
ماقلتموه من قبل ؛ لأنكم لاتقرءون التاريخ ولاتعملون عقولكم »
وإنما ترددون فى ثقة الجهال مايصل إلى أسماعكم من كلام المنافقين
مصلحة لكم.. إن سيناء ياسادة لاتقل أهمية وقداسة بالنسبة لليهود
عن هيكل سليمان والقدس » إن لم تكن تزيد » فعل جبلها قابل
موسى الرب حيث أعطاه العهد لبنى إسرائيل ( شعبه المختار )+ كا
نزل الرب على الجبل أمام عيون بنى إسرائيل « لأنه فى اليوم الثالث
ينزل الرب أمام عيون جميع الشعب على جبل سيناء 6 09
وتصور التوراة ماحدث فى اليوم الثالث فتقول ١ وحدث فى اليوم
الثالث لما كان الصباح أنه صار رعود وبروق وسحاب ثقيل على
الجبل وصوت بوق شديد جدا فارتعد كل الشعب الذى ف المحلة +
وأخرج مومى الشعب من المحلة لملاقاة الله » فوقفوا فى أسفل الجبل +
وكان جبل سيناء كله يدخحن من أجل أن الرب نزل عليه بالنار »
وصعد دخان كدخان الأتون وارتجف كل الجبل جدا ؛ فكان صوت
البوق يزداد اشتدادا جدا ومومى يتكلم والله يجيبه بصوت ؛ ونزل
الجبل فصعد مومى .
كذلك فقد ظل موسى عليه السلام يُكّر ايهود » إلى آخر لحظة
التى بارك بها موسى رجل الله بتى إسرائيل قبل موته . فقال ؛ جاء
الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلا من جبل فاران » 0©.
فهل يمكن لعاقل أن يقول إنهم سيتركونها ؟
+14 خروج + إصحاح )١(
١ ثثنية ؛ إصحاح 73 » فقرة )4(
تعترف لهم ببعض الحقوق التى تضمن لم عدم انقطاع صلتهم
بسيناء . وهم يحرصون أشد الحرص على زيارتها فى كل عام ؛ لكى
وحسب » بل إنهم يروجون أكاذيب أخرى بشأن أماكن أخرى
الآخر يقع فى الوجه القبلى . من ذلك وعلى سبيل المثال لا الحصر
فوهم : إنه كانت لهم مستوطنة دائمة ومستقرة فى جزيرة
« الفنتين » عند أسوان » وهو ماذكرته دائرة المعارف الأمريكية أو
بالأحرى كاتبها اليهودى الثم الذى أرجع تاريخ إنشاء هذه المستوطنة
إلى زمن الملك البابلى و نبوئذ نصر » الذى كان قد نفى اليهود من
فلسطين فرحل بعضهم إلى مصر ؛ وكان بصحبتهم نى لهم يدعى
١ جيريميا » . وأنهم ظلوا يقيمون بهذه المستوطنة من القرن السادس
قبل الميلاد إلى أن حدث مأسماه الكاتب بالخروج الأخير من مصر فى
الفترة مابين عام 1447م وعام 4970م . وأن نيهم د جيريميا +
مدفون بالجزيرة أى أنها » هى الأخرى ؛ مكان مقدس عندهم !!
وهكذا لن تفلت دولة من إدعاءات اليبود بوجود حقوق هم فى
جانب إسرائيل ضذ العرب والمسلمين لن تفلت هى الأخرى » كل
ويوم تقوم إسرائيل الكبرى التى تمتد من النيل إل القرات » بفضل
تخاذل العرب وتبالكهم على الدنيا» ويعهم للآخرة ؛ وتخليهم عن
التمل اسلا 16