علم» أصولها ثابتة وفروعها نابتة» تولى غرسها الم المؤسس» وتعهدها
خيرهاء وانتفع بها الجميع .
وهذا الكتاب يُعنى بجانب من جوانب تاريخ هذه البلاد المباركة»
القويم» والاستمرار في تطبيقه؛ والدعوة إليه؛ والدفاع عنه .
ولما في نشر هذا الكتاب من تيسير للباحثين بتوفير المصادر التاريخية
الموثقةء؛ وربط للأجيال بماضي الآباء والأجداد » فقد أمر خادم الحرمين
الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -حفظه الله- بطبع هذا الكتاب ونشره
بجناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة.
اللهم إنا نشكرك؛ ونتحدث بعظيم نعمتك عليناء وقد وعدت
الشاكرين بالمزيد فأدمها نعمة؛ واحفظها من الزوال .
وصلى الله وسلم وبارك على نبيُنًا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أمير منطقة الرياض
رئيس اللجنة العليا ورئيس اللجنة التحضيرية
للاحتفال بمرور ماثة عام على تأسيس المملكة
سلمان ين عبدالمزيز
هذا الكتاب
هذا الكتاب سبق أن نشره الشيخ حمد الجاسر في سنة
5ه 1433م وصلّره بمقدمة عرف فيها بالكتاب » وبين المنهج
وذكر أنه أضاف تعليقات في الحواشي تتضمن تعريفٌ ببعض الأعلام أو
إضافة معلومات إلى ما ورد في متن الكتاب من حوادث وأخبار .
للاحتفال بمرور ماثة عام على تأسيس المملكة إعادة طباعتها » فقد رأت
اللجنة العلمية المنبشقة عن الأمانة العامة للاحتفال بمرور ماثة عام على
تأسيس المملكة الاكتفاء بطباعة كتاب ابن عيسى بما فيه من تعليقات قام
بها فضيلة الشيخ حمد الجاسر دون ما أضافه عليه من ملاحق في آخر
الكتاب » كما قامت اللجنة بإعداد ترجمة موجزة للمؤلف .
مُقَدمَة الناشر للطبعة الأولى
الباحث في أية ناحية من نواحي التاريخ تتعلق ببلاد نجد قبل ثلاثة
قرون من الزمن تُْوزَةٌ لمصادر .
إلا أن الله سبحانه وتعالى أنعم على هذه البلاد بظهور الدعوة
الإصلاحية التي قام بها الإمام المجدّد الشيخ محمد بن عبدالوهاب 5
عَم بركتهاء وشمل ينها الجزيرة وما جاورهاء بل بلغت أقصى أقطار
وكان من أثر تلك الحركة الإصلاحية المباركة انتشار العدل. والقضاء
على الجهل في مختلف صوره» فنشأ في البلاد علماء» كان همَّهم الأب
والقيام بتبليغها ونشرهاء ووُجد من بينهم من اتجه إلى تدوين تاريخ
وكان من أول من قام بذلك عالم جليل من بلاد الأحساء؛ قدم
الدرعية قاعدة تلك الحركة؛ لينهل من معين علم الداعية الأول الإمام
محمد هو الشيخ حسين بن غنَّامٍ (توفي 775١1ه) فألّف كتابه الذي
يعتبر المصدر الأول لبيان حقيقة تلك الدعوة» مما نشره من رسائل الشيخغ
وآراثه وكتبه» ولتصوير ما قام به حماتها من جهاد وكفاح» ضمن القسم
لمرتاد حال الإمام»» وأوضح الجانب الثاني في الجزء الثاني الذي سماه:
«كتاب الغزوات البيانية؛ والفتوحات الربانية». وانتهى في تدوين
الغزوات إلى أثناء سنة 7١17ه» أي : أنه سجل حوادث ما يزيد على
نصف قرن من الزمان» على ما في النسخة المطبوعة المتداولة بين الناس؛
وقد عاش بعد ذلك ثلاث عشرة سنة» من المستبعد أن يكون أهمل تدوين
وجاء بعده عالم جليل هو الشيخ عثمان بن بشر النجدي (١111ه-
)الذي ولد قبل وفاة الشيخ ابن غنام بيضع عشرة ستة» فبدأ بكتابة
التاريخ من حيث بدأ الشيخ ابن غنام حوالي سنة /ا16١ه؛ واسعم ر إل
أثناء سنة 71/8اه وقد يكون سجّل حوادث فترة ما بين هذا التاريخ إلى
وحسنا فعل» فطغيان الصياغة اللفظية في أسلوب الشيخ ابن غنام جعلت
-والله يغفر له- لم يذكر فضل السبق للشيخ ابن غنام» ولم يُشر إلى
تعويله على كتابه؛ بل لم يذكره في مؤلفاته حينما ذكر وفاته.
لقد سجّل ابن بشر في كتابه «عنوان المجد في تاريخ نجد» أهم حوادث
أكثر من قرن كامل من الزمان» بطريق التسلسل من سنة /١١ه إلى سنة
وحاول أن يدو شيئاً من حوادث ما قبل قيام الدعوة الإصلاحية»
فكيف يفعل وقد خصص كتابه لتاريخها وبدأه بظهورها؟!
لقد عمد إلى إلحاق حوادث كل سنة من السنين التي سجّل حوادثها
متسلسلة بذكر شيء من الحوادث القديمة مسبوقة بكلمة (سابقة)» وبهذا
الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله .من منتصف القرن التاسع
الشيخ ابن عيسى لا يذكر المصدر الذي نقل عنه إلا نادراً.
وجاء الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى (انظر ترجمته فيما بعد) سائراً
على منوال المؤرخ ابن بشرء ومُتَمَماً لما بدأه التاريخ» ولكن بطريق
تخالف طريقة ابن بشر» لقد وضع لكتابه اعنوان المجده فيلا أكمل به
تدوين حوادثه منذ وقف إلى القرن الرابع عشر .
هذا الكتاب :
له بعد أن أضاف إليها أشياء لم يذكرها ابن بشرء وأتبعها بذكر أهم
الحوادث التي ذكرها ابن بشر في تاريخه مختصرة جداً» وعني بإيضاح ما
يتعلق بأنساب الأعيان الذين يد ذكرهم» وبتاريخ عمارة بعض المدن
والقرى» ووفيات العلماء . فجاء كتابه هذا يجمع خُلاصة ما في تاريخ
ابن بشر من (السوابق) والوفيات والحوادث التي لا تعلق بالفةن
والحروب إلا نادراً.
ولئن ذكر ابن عيسى رحمه الله في مقدمة كتابه هذا بعض المصادر
تاريخ محمد الفاخري (1187 - 107 7١ه) الذي استفاد منه بل نقل
جه كما فعل ابن بشر من قبله ولم يذكره» وقد ذكر اسم مؤلفه عرضاً
في تاريخ وقعة الذرعية (سنة ١773 ه) بإيراد بيتين مشهورين في تاريخ
تلك الوقعة له.
الكتاب» ورجع إليه في كثير من الحوادث» وهو يعرفه حق المعرفة وقد
أكمله ولكنه لم يذكره في كتابه هذاء لقد أغفل ابن بشر ذكر تاريخ الشيخ
ابن غنام؛ وهو أهم مصدر اعتمد عليه ؛ فجاء ابن عيسى فأهمل ذكر
وإذا أردنا أن نتلمس العذر مرحنا رحمه الله تعالى فلن نجد أكثر من
القول بأن النسخة التي وصلت إلينا من هذا الكتاب قد تكون هي
المسوّدة؛ ولعل المؤلف لم يكتبها لتكون أصلاً يعتمد» ولكن ليعيد النظر
فيها بالإصلاح والإضافة» فلم يتمكن من ذلك .
إن حوادث الكتاب تقف فجأة عند سنة ١٠77١ه؛ ولا تذكر بعدها
وقد حدثت حوادث بعد سنة ١177ه في نجدء كانت على جانب
كبير من الأهمية؛ كالغزوات التي قام بها الإمام المغفور له عبدالعزيز بن
مئات الآلاف من أهلهاء وحوادث أخرى عظيمة؛ » ليس من المعقول أن
يهمل تدوينها مؤرخ تصدّى لكتابة التاريخ» وعني بتسجيل حوداث أقل
ما نجده من لحن في الكلام» واستعمال كلمات عاميّة؛ مع الغلط في
الإملاء مثل كتابة اسم (سلطان) بالصاد (صلطان)» مما تركناه على حالته
محافظة على النص» وهي أمور لا تقلّل من قيمة هذا الكتاب الذي يصح
بأن يقال عنه: : إنه خلاصة ما وصل إلينا من تاريخ بلاد نجد في العصور
المتأخرة» باستثاء الحوادث السياسية» وذكر المعارك والحروب ما تكقّل
تاريخ ابن بشر بتفصيله .
طريقة نشر الكتاب :
-١ المحافظة على ما ورد في الأصل الذي هو بخط المؤلف ولوكات
؟- إضا تاريخ بعض الحوادث المتعلقة بوفيات الأعيان» نقلاً عن ابن
بشرء منتهية بكلمة (بش) في الحاشية .
-٠ إضافة بعض كلمات تتمّم المعنى في الأصل بين هاتين الحاصرتين
[. .] نقلاً عن ابن بشرء الذي هو مصدر المؤلف. ووَضْع عناوين
لكل قرن من القرون ؛ تسهيلاً للباحث .
- إلحاق معلومات تتعلق بالأنساب» للمؤلف نفسه؛ مما وجدناه ملحقاً
بالمجموع الذي سيأتي وصفه» أو وجدناه في غيره!*'.
*- إضافة معلومات تعلق بتاريخ مدينة عنيزة لا يصح أن يخلو منها
كتاب يضم تاريخ أهم حوادث بلاد نجدء كتبها العلامة الشيخ محمد
ابن عبدالعزيز بن مانع المتوفى في شهر رجب سنة 1780ه في
بيروت . اطلعنا عليها ملحقة بكتاب «المنتخب» في ذكر نسب قبائل
- ضبطنا بعض الكلمات بالشكل الكامل لوقف نطقها على الوجه
وصف النسخة:
تقع النسخة الأصلية التي طبع عنها الكتاب ضمن مجموع يحوي :
صفحة 1١ سطراًء مقاس الصفحة 778 ٠٠ سم . تقع الكتابة في 17 *
(*) رأت اللجنة العلمية في الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية
السعودية الاقتصار على إعادة طبع أصل الكتاب دون الملاحق .
اسم والخط واضح» وبعض الكلمات مضبوطة بالشكل (انظر
نموذج الكتابة في الصفحات المصورة).
47 «أيام العرب في الجاهلية» غير منسوب إلى مؤلف» ويقع في ٠“
. صفحة» وهو مماثل في كتابته للكتاب قبله
4- أربع ورقات تتضمن معلومات عن أنساب بعض الأسر النجدية؛
ان نسب الشيخ أحمد بن بسَّام) ومنتهية ب (بيان نسب آل ابن
إبراهيم) في الكويت» والمكتوب فيه من الورقات الأربع ست صفحات»
وكاتبها هو كاتب «أيام العرب» و انبذة من تاريخ نجد» .
هذا المجموع باستثناء كتاب «بلاد العرب» كله بخط الشيخ إبراهيم بن
صالح بن عيسى» كما صرح بذلك في بيان نسب الشيخ أحمد بن بسام .
ولا نعرف نسخة أخرى لهذا الكتاب غيرها ء
أما كتاب «بلاد العرب» فهو مخطوط سنة ١7١7 ه بخط رقعي» بخط
مغاير لخط الشيخ ابن عيسى .
والمجموع يملكه الآن الشيخ محمد بن حمد بن فارس» الذي كان
والده الشيخ حمد رحمه الله صاحب بيت المال في أول عهد الإمبام
عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله . ويظهر أن ذلك المجموع