لقد استطاع احمد المتوكل من خلال مشروعه الوظيفي تجسيد الموقف الاستمراري – الطفري بصدد علاقة الفكر اللغوي واللسانيات الوظيفية الحديثة بوجه عام،. فقد استطاع قراءة الفكر اللغوي العربي القديم بغية استثمار كنوزه وما يزخر به من أفكار تعيد للسانيات العربية قوتها ومناعتها الداخلية نحو ما نجد في( المتوكل 1981 )وتساهم أيضا في تطوير النماذج الوظيفية الحديثة باقتراحاتها مما سيمكن حسب المتوكل من عقد حوار بينهما حوار يكون من ورائه استثمار ما يزخر به التراث اللغوي العربي وتطويره مع الانفتاح أيضا على اقتراحات اللسانيات الوظيفية الحديثة في إطار نوع من التلاقح مما سيساهم في فهم أعمق لقواعد اللغة العربية وهذا ما نلمسه من خلال مؤلفات المتوكل (1981،1985 ،1986 ،1993 ،2001،2006،2008،2010 )ولقد أدرجنا موقفه من الإشكالية (علاقة لسانيات التراث باللسانيات الحديثة )التي نحن بصدد معالجتها باعتباره موقفا تطوريا امتداديا ،فهو يعتقد أن علاقة لسانيات التراث باللسانيات الحديثة هي علاقة امتداد وتطور؛ فهو يؤمن بأهمية اقتراحات الفكر اللغوي القديم ويعطيها قيمتها نحو ما نجد في اقتراحات من الفكر اللغوي لوصف ظاهرة الاستلزام التخاطبي ومن قضايا الرابط في اللغة العربية... كما أنه لا يبقى في حدود اقتراحات القدماء بل يساير اللسانيات الوظيفية الحديثة نحو ما نجد في (المتوكل 1985) و(المتوكل 1986) و(المتوكل 2006) و(المتوكل 2010 ) مما يجعل كتابات احمد المتوكل الوظيفية "تعكس روحا علمية تقوم على المناقشة والنقل البناء والأخذ بأورد الافتراضات والاقتراحات"بحسب مصطفى غلفان:2000 :276 غني عن البيان أن سر نجاح مشروع أحمد المتوكل الوظيفي في الثقافة العربية ،أنه أخذ على عاتقه معالجة قضايا وظواهر اللغة العربية صرفا وتركيبا ودلالة ومعجما،فأسدى للدرس اللغوي العربي الحديث خدمات جليلة مكنت العديد من المدرسين من استثمار ذلك النتاج في "ديداكتيك اللغة العربية "لا سيما ما يتعلق بظواهر اللغة، ونحو القوالب والاستلزام التخاطبي،والعطف والاستفهام وغيرها.