لست أرغب في أن أكتب بعد الآن، فقد خلا رأسي في الأفكار، ومن العقد القصصية، ومن القصص عامة، لقد صببت على الورق منذ زمن الكلمات التي كانت في أعماقي، وفرغت منها، وألقيت قلمي من يدي. لهذا سوف يقول الناس عندما يظهر نعيي آخر الأمر في جريدة التايميز : عجباً!... لقد حسبناه مات منذ سنين !. بهذه البساطة، وبتواضع أديب يعي مسؤوليته، أعلن سومرست موم نبأ وفاته الذي تم منذ أعوام بعيدة، منذ توقف عن الكتابة! وحينما أذكر أن الأديب الذي يقول هذه الكلمات قد باع (80 مليون) نسخة من كتبه مترجمة إلى مختلف لغات العالم، تساور في رغبة أكاديمية شريرة، لإعدااد قائمة كبيرة بأسماء بعض أدبائنا المعاصرين الذين ناموا على أمجاد مؤلفاتهم الماضية، واكتفوا من الحركة بوسام يكاد الصدأ يأكله، ولقب يعتبرونه (وفقاً) يكرس مواهبهم، وربما يرثه أبناؤهم من بعدهم!... غادة السمان في لمحاتها هذه بالنواحي الأدبية الإبداعية، ناقدة، متحدثة بأسلوبها المتميز البعيد عن التحقيق والتذويق، المتماهي في البساطة والمتمرس بالدقة والمفعم بالحيوية والتلقائية، والمكتنز بالفكر الخلاق.