الحمد لله رب العالمين على نعمة العلم والدين » وهو القائل في محكم
والصلاة والسلام على النبي الخاتم المؤيد بالدليل المتقول والدليل المعقول
وبعد فإن الإسلام هو دين العلم والإيمان ؛ والعلم الصحيح طريق
ازداد تدلور العلم ازداد الإنسان معرفة أكثر بخالقه يك فسا نسمعه وذراء من
أخبار علمية من طريق وسائل الإعلام المختلفة وما تتشره التقازير العلمية
حول أسرار هذا العالم تثبت كلها بجلاء ووضوح عذلمة الخالق ودقة صنعه
() سورة لعلق (1 -5)
(2) سورةمحمد (19)
سياف الإسادين قملم ولزماة.
كما تثبت من جهة أخرى صدق رسالة النبي محسد 38 وأن القرآن الكريم
كتاب الله اللعجز الذي لا يدخله تحريف أو تزييف و صدق الله العقليم إذ
والإسلام كما نعلم يحترم العقل ويدمو إلى النار والتفكير ويبحث على
العلم والتعلم وينهى عن التقليد وينغر من يمان المقلد + هذا بخلاف ما شاع
في تاريخ الكنيسة في العصور الوسدلى بأن العقل ضد الوحي والعلم مدو
الدين وأن الفكر خصم للإمان فالمدنية السائدة الآن في العالم بلغت من
التعلور والتقدم ما لم تبلغه مدنية أخرى في جانبها المادي حتى مدت توصف
واأسبسك هال الانية حظرا عليه ريكاء يطبق علها لونعتمال ١ قثا
فكان عيب هذه المدنية أنها استغنت من الإيمان الصحيح و
برت الاهتمام بالعلم هو كل ما في الأمروظنت أنها بذلك تحقق
السعادة للإنسان وتبني حضارة تسعد البشرية . ولكنها نسيت أحد الأسس
تعالى وات
(1) سورة الحجر (9)
(2) سورة غافر (83)
سياقةالإساتين قعلم وازاة
ونا برقع
وهو الأمر الذي أقلق المخلصين من علماء الغرب وخشوا أن يجري
عليها القانون الإلمي ويصيبها ما أصاب الحضارات السابقة .كما قال
تعاني الإنسانية من ذلك الفراغ الكبير الذي أُحْدث بين العلم والدين
لتخلص في النهاية إلى النتيجة الحتمية وهي لا خيار للبشرية من الرجوع إلى
وازن والتكامل
باعتبارها رسالة ربانية
إنسانية أخلاقية تتميزبا
وكما يقول الدكتور يوسف القرطاوي 2 (إنا لا نريد أن نهدم
الحضارة المعاصرة الجميع وإنما نريد أن نحميها من
نفسها . وأن نقدم لبا طوق النجاة من غرق يهددها ويهدد البشرية جمعاء )
© أسياب اختيار الموضوع +
في اعتقادي أن قيمة البحث تقاس بمدى فائدته المعرفية والعملية وبقدر
أنها ستنهدم على رؤوس
ما يعالج مشاكل المجتمعات الآنية أو المستقبلية ويطرح نظرية أو فكرة تحد أو
تقضي على المشكلة أو تكون سببا في وضع حلول مناسبة تنهض بالمجتمع
(2) يوسف الفرضاوي > الإسلام ..حضارة الغد + ص : 07
سياف الإماتين لمم رازياة
وتوقض الأمة الإسلامية من سباتها أو تعطلي صورة واضحة حمن الإسلام
بعيدا بن التدلرف أو الغسوض الذي هو سائد الآن في وسائل الإملام
الغربية ؛ ولا
مني بهذه الرؤية اخترت هذا الموضوع لعلي أساهم في حل مشكلة أو أضع
ن بحث لا يستفيد منه مجتمع أو لا يحل مشكلة . فإ
بذرة صالحة تج الآن أو بعد حين
على موضوع الحياة الانسانية اثر فعال في كشف كثير من الأسرارء والحبايا
وكيف يجب
جنى علينا ؛ بالرنمم من أن العلوم الإنسانية أقدم بكثير جداً من تاريخ
البحث في العلوم المادية. فإننا لم نحرز أي نجاح يذكر في هذا المجال. إن كلاً
من الملحد والمتدين يتفقان على تحليل قدلعة الصوديوم كلورايد البح
ولكن شتان بين رأييهما حول الذات الإنسانية . فالحضارة الصناعية
والتكنولوجية الآن همي أضعف مما كانت من قبل ؛ إذلم تحقق للإنسان
والتحدي الا
شجعتي على م على دراسة موضوع صياغة الإنسان بين العلم
سياف الإماتين لمم يازا
© أهداف الموضوع +
-الحديث من صياغة الإنسان هو الحديث من صياغة العقليات
الصحيح الذي رسمه القرآن للإنسان في فهم الأشياء والحكم عليها
خلال رؤية واضحة مبنية على أسس صحيحة ؛ بعيدا من اليدالاس
والتأثر بالآخر ؛ بحيث تنسخ الشخصية و تمسخ فيتحول الإنسان إلى ببغاء
يردد ما يقوله الآخرين : وهو الأمر الذي نلاحثله في طريقة تفكير أغلب
الناس اليوم بمختلف مستوياتهم الثقافية والعلمية مع الأسف ؛ فأزمة
ة اليوم هي أزمة فكرية بالدرجة الأولى , والتي تحتاج إلى
إعادة صياغتها بالوسائل المناسبة لها
2 -الدحوة إلى ضرورة التسلح بالعلم والإيمان لمواجهة التحدي القادم
3 -الرد على أصحاب المذاهب الضالة والمتحرفة من اليهود أو النصارى
أوالمجوس و من تبعهم من المغرر بهم من المسلمين المتبهرين بالمدنية الغربية
4 -المسلم صاحب رسالة عالمية وعقيدة مينية على الرؤية الواضحة
والعلم الصحيح والمنهلق السليم والتفكير القويم والإنسانية محتاجة إليها
لتوضح لا التاريق الصحيح وتنجيها من هول المادية القائلة في غياب الإيمان
سياف الإساةين قملم والزماة.
5 -محاولة إيصال هذا النداء الرباني قوله تعالى :ل قُلَ يَأْهْلَ الكتبٍ
6 -الحاجة ملحة لطرح الدراسات التي تعالج مو
الحديث بن حوار الحضارات وسقوط الحضارات أو الأنفلمة . ومسألة
العولة . والإحجاز العلمي .. وتلك الصورة المشوهة التي تجعل الإسلام في
قفص الاتهام ؛ وغير ذلك من المواضيع الحساسة الذي يحسن بنا أن نثيرها
بالدرجة الأولى وتقدم البديل المناسب
7 -تطلع البشرية إلى منقذ ينقذها من الحضارة المادية
8 -التحدي الصريح والخدلر الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من ديار
والتواكل لا ينفع إذا دخل العدو الديار فأحدث الدمار
ضوء القرآن والسنة والأفكار الإنسانية المستمدة من التجارب الإنسانية
(1) سورة آل عمران (54)
مفهوم العلم 8
- العلم في اللغة : ٠ العِلْمٌنقيض الجهل ٠ وقال ابن بري!': وجمع
والباء للمبالغة . وجاء في الصحاح :حَلِمّ الشيء بالكسر يعلمه علما حَرَقَةُ
٠ ويقال أيضا كَل بمعنى أعلم قال حمرو بن معد يكرب :
و في المصباح المنيرا"" : عَلِمَيعْلمُ إذا تيقن وجمل بمعنى المعرفة لأ كل
منهما مسبوق بالجهل وفي التنزيل : [ مما حَرَقُاْ مِنّ الْحَقٌ "أي علسوا
والله تعالى منزه من سابقة الجهل لأن علمه صفة قديمة . فيستحيل عليه
الجهل ٠ وإذا كان (حَلِم) بمعنى اليقين تعدى إلى مفحو
: (قإنا عَلِسُمُوهٌُ مُؤَْات) *' ؛ وإذا كان معنى حَرّفَ تعدى إلى مفحول
واحد , ثل فول تعال : إلا ملل الله لع"
ن ؛ مثل قوله تعالى
(1) عبد الله (ث:582 ه ) نحوي ولغوي مصري مفسى الأصل
(2) محمد بن أبى بكر الرازي . مختار الصحاح ٠ ص: 451
(3) أحمد الفبومى . معجم المصباح المنير . المكتية الحصرية ٠ ص: 221
(4) سورة المائدة (83)
(5) سورة الممتحنة (10)
(5) سورة الأتفل (60)
ع يقن
إذن فكلمة( العلم ) هي ضد الجهل وأنها تأني بمعنى اليقين والمعرفة +
وهناك من يغرق بين العلم والمعرفة ؛ كما سترى لاحقا
العلم في الاصطلاح +
وقع خلاف طويل في معنى العلم » حتى قال جماعة :إنه لا يُحَّد (
ومن هؤلاء الفخر الرازي"' والغزالي*' . ولكن الأكشرين رأوا إمكان
3 والباجي ""بأنه ٠: معرفة المعلوم على ما مو
يه) . وعرفه الأيجي "': صغة توجب محلها تمييزا بين المماني لا يتسل
اللقيض )'""ويقول الجرجاني ' في التعريقات : العلم © هو الاعتقاد الجازم
المطابق للواقع . وقال الحكماء : هو حصول صورة الشيء في العقل .وقيل
هو ادراك الشيء على ما هوبه .و ينقسم إلى قسمين : قديم » وحادث .
فالعلم القديم هو القائم بذائه تعالى . ولا يشب بالعلوم المحدثة للعباد
(1) فشر الدين (ت:606 - 1210 م) إمام مفسر . من مؤلفاقه :* مشائيح الغبب " معالم
أصول الدين " .ولد في الري وتوفي بهراة . الأعلام + مج : ١6 ص : 313
(2) أبو حامد محمد (ت:505 ه- 111 1م) فبلسوف متكلم منصوف من أهل خراسان , لقب
بحجة الإسلام . تلميذ الجويني . مؤافئه كثيرة أشهرها" إحياء علوم الدين "
(3) أبو بكر محمد (ت:403*- 1013م) قاض من كبار علماء الكلام . ولد فى البصرة +
وسكن بغداد . من كتبه : " إعجاز القرآن " . الأعلام ٠ مج: 6 ١ ص : 176
(4) أبو الوليد سليمان بن خلف (ت:474 + 1081م ) نيه أندلسي مالكي ٠ من رجال
الحديث . من كتبه " المُنتفى" في شرح مُوطأ مالك .. الأعلام . مج: ١3 ص : 135
(5) عضد الدين (ت:756 -٠ 1355م ) عبد الرحمان بن أحمد . من علماء الكلام . مات
سجينا فى كرمان . من كتبه : "الموافف" في علم الكلام . الأعلام + مج :63 صن : 395
(6) عبد الرحمان الزيدي . مصادر المعرفة فى الفكرالديني والطسقي ٠ ص :47
(7) أنو الحسن على (1339 - 1413) متكلم أشحري وفبلسوف ,عرف بالسيد الشريف . له
شروح فى الأصول والطسفة والمنطق من كتيه " التحريغات " و " شرح موافف الإيجى"
والعلم الْمْسْدَث ينقسم إلى ثلاثة أقسام : بديمي + وضروري واستدلالي
فاليسديهي : ما لا يحتاج إلى تقديم مقدمة؛ كالعلم بوجود نفسه
والضروري : ما لاليحتاج فيه إلى تقديم مقدمة : كالعلم بثبوت الصانع
والاستدلالي : هو الذي يحصل بدون نظر وفكر ء وقيل :هو الذي لا يكون
تحصيله مقدورا للعبد '!" ؛ وكل هذه التعريفات للعلم وخيرها + لم تسلم
من النقد من قبل الباحثين » لأنها لم تعدلي تعريفا شاملا , و لقد أورد
دوال العلماء في العلم . ولق عليها مبينا مواطن
النقص فيها وانتهى بقول الشوكاني الذي عرف العلم بأنه : ( صفة نكشف
بها المطلوب انكشافا قاما ) وقال : وهذا لا يرد عليه شيء مما تقدم ©
ربما يرجع ذلك لتغير العلم بتغير الأزمئة والأحوال كما
موم)ل"": ( إن العلم كائن متغلب فهو ينفي اليوم ماأئته بالأمسء وهو
صاحب أبجد العل
قلق مستمر) ١ ومن جهة أخرى محدودية الدلاقة البشرية لأن ذلك يقتضخي
معرفة لأعيان الأشياء الممللوب علمها في الخارج لإجراء المملابقة بين الحكم
العقلي وما هو موجود في الخارج ؛ ولا يتيسر ذلك في كل المعلومات ٠ بل
(1) الشريف الجرجاني , التعريفات . ص: 110
(2) صديق العنوجي . أيجد العلوم ٠ صن: 26
(4) عبد الرحمان الزئبدي ٠ مصادر المعرفة في الفكر الديني والفلسفي ٠ ص: 47