بعد أن قص الله علينا قصة الخلق وكيف بدات بأدم ؛ وعداوة ابليس لآدم
وسبيها قص عليئا التجربة الأولى للمنبج فى إحدى الجنات ؛ وكيف أن آدم
تعرض للتجربة فأغواه الشيطان وعصى ثم نزل الى الأرض مسلحا بمنبج الله
ومحميا بالتوبة من أن يطفى بدات مهمة آدم على الأرض
ان الح سبحانه وتعالى أراد أن يعرض علينا موكب الرسالات وكيف استقبل بنو
آدم منبج الله بالكفر والعصيان فاختار جل جلاله قصة بنى اسرائيل لأنها أكثر
القصص معجزات ؛ وأنبياء بنى اسرائيل من أكثر الانبياء الذين ارسلوا لأمة واحدة
وليس معنى هذا أنهم مفضلون ولكن لانهم كانوا أكثر الأمم عصيانا وآثاما فكانوا
أكثرها أنبياء كائرا كلما خرجوا من معجزة انحرفوا فتأتيهم معجزة أخرى
فينحرفون وهكذا حكم الله عليهم لظلمهم أن يتفرقوا فى الأرض ثم يتجمعوا مرة
أخرى فى مكان واحد ليذوقوا العذاب والنكال جزاء لهم عل معصيئهم وكفرهم
ولذلك أخذت قصة بنى اسرائيل ذلك الحجم الضخم فى كتاب الله وفى تثبيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فموسى عليه السلام الذى ارسله الله الى بنى
جلاله حين يريد أن ينادثى البشر جميعا يقول : يابنى آدم » واقرأ قوله تعالى :
( من الأآية ١ سورة الأعراف)
ونحن أمة محمدية فوقية نعلن عبوديتنا وخضوعنا لله ونتبع منهج
السماء ولذلك فقد تميزنا عن البشر جميعا لأن كل انسان فى الدنيا لا يخضع لله
سبحانه وتعالى ولا يأخذ منهجه عنه فهو خاضع لمنبج بشرى وضعه مساو له من
يمكنها من أن تتميز به على الناس المنبج الذى تستفيد منه هى وحدها وقد
يكون المنبج من وضع مجموعة أفراد أوطبقة نقول أن مناهجهم لفائدتهم
العدل والخبر والعزة هى "منهج الساء فالله لا يأخذ منك ولكن يعطيك
سبحانه وتعالى يختار أمة أمية ليجعل فيها آخر صلة للسماء بالارض ويختار من
على الشرق أوعلى الغرب ولم يقرأ لفلان فيتأثر به او لفيلسوف فيتبعه ولكن
الذى علمه هو الله جل جلاله
هو من الله سبحانه وتعالى ولذلك فكل ما يأتى به معجزة لأنه من وحى الساء
فلو أن القرآن نزل على أمة متحضرة كالفرس أو الروم أوعل نبى غير أمى
قد قرأ كتب الفلاسفة والعلياء من الشرق والغرب لقيل أن « القرآن التقاء
حضارات وهبات عقل واصلاحات ليقود الناس حركة حياتهم » ولكن لا هى أمة
أمية - ورسول أمى تأكيدا لصلتها بالسماء وأن ما جاء به محمد عليه الصلاة
والسلام : لاادخل لبشر ولا ثقافة ولا حضارة به وهو ليس من معطيات عقول
البشر ولكنه من الحق تبارك وتعالى ليصبح محمدٌ صل الله عليه وسلم وهو
الرسول الأمى معلما للبشرية كلها وهكذا نعرف أن الشيطان لايستطيع أن يقترب
من مكان صعرد الصلاة وصالح الاعمال الى السماء ومن مكان الخضوع والعبودية لله
سبحانه وتعالى
وقد أصر الشيطان على غواية الانسان حتى لا يكون هو العاصى الوحيد ,
مزال
وقوله سبحائه
بم لبنتانتن
( من الآية ١١ سوزة الاعراف )
لماذا يخاطبنا الله تعالى بقوله : يابنى آدم ؟ لأنه يريد أن يذكرنا بنعمة عليئا منذ
وأمر الملائكة أن تسجد له وأعد له كونا مليئا بكل مايضمن استمرار حياته ليس
بالضروريات فقط ولكن بالكياليات ثم دربه الحق على ما سيتعرض له من اغواء
فالله سبحانه وتعال يريد أن يذكرنا بكل ذلك حتى نخجل من أن نرتكب معصية
بعد كل هذا التكريم للانسان فاذا تذكرنا نعم الله علينا فاننا نخجل أن نقابل
يجب أن نظل شاكرين عابدين طوال حياتنا فى هذه الدنيا
لكننا نلاحظ ان الحق سبحانه وتعالى بدأ هذه الآية الكريمة بقوله : ديا بنى
ختار ( وإيل ) معناها الله فى العبرانية فيكون معنى الكلمة صفوة الله
الله تعالى قوم موسى بقوله : يا بنى اسرائيل فانه يريد أن يذكرهم ممنزلة اسرائيل
حضرته الوفاة واقرأ قوله تبارك وتعالى :
عرس ا ,ِ
( صورة البقرة »
ثم يأ بعد ذلك قول يعقوب واقرأ قوله تعالى :
( من الآية 177 صورة البقرة)
الله اله واحد لاشريك له وأن الدين هو الاسلام , وعظة وتذكير بأن الله أختار
ولقد جاءت هذه الوصية حين حضر يعقوب الموت وساعة الموت يكون الانسان
إن الله سبحانه وتعالى يذكر الأبناء بفضله عل الآباء علهم يتعظون أو يخجلون
من المعصية تماما كما يكون هناك عبد صالح اسرف أبنازه على أنفسهم
فيقال لهم :
ألا تخجلون ؟ أنتم أبناء فلان الرجل الصالح لا يصح أن ترتكيوا ما يغضب
بعد ذلك وتروى بتفاصيل أخرى لأنها أبلغت كيا وقعت إذن لا نسخ فى العقائد
والإخبار عن الله ولكن النسخ يكون فى التكليف مثل قول الحق تبارك
وتعالي :
( سورة الأتفال )
كأن المقياس ساعة نزول هذه الآية أن الواحد من المزؤمنين يقابل عشرة من الكفار
3 المزمنين فيهم ضعف لذلك لن يستطيع الواحد
منهم أن يقاتل عشرة ويغلبهم فنقلها إلى خير يسير يقدر عليه المؤمنون بحيث
يغلب المؤمن الواحد اثنين من الكفار وهذا حكم لا يدخل فى العقيدة ولا فى
الإخبار وق أولد رول القرآن كانت امرك إذا زنت وشهد عليها أريمة مكيبا
فى البيت لا تخرج منه حتى تموت واقرأ قوله تعالى :
راي أ ردي © لآ« مال ان يٍ
قا و شًَ فى آلبيوت تع يتوفهن الموت أو عل الله من يلاي *
( سورة النساء»
وبعد أن شاع الإسلام وامتلات النفوس بالإيمان نزل تشريع جديد هو الرجم
أو الجلد ساعة تزل المكم الأول بحيسهن كان الحكم الث فى علم الله وهذا
مانفهمه من قوله تعالى : «أو يجعل الله لهن سبلا » وقوله سبحانه :
( من الآية ٠١ صورة البقرة )
ليعدل الحكم الموجود إذن الله حين أبلغنا بالحكم الأول أعطانا فكرة ان هذا
الحكم ليس نبائيا وأن حكيا جديدا سينزل بعد أن تتدرب النفوس على مراد الله
من الحكم الأول ومن عظمة الله أن مشيئته اقتضت فى الميراث أن يعطى الوالدين
اللذين بلغا أرذل العمر فقال جل جلاله :
م حرسم لامداسم
ِ ب بكر حضر احد ثر الموت إن ترك خيرا الوصية ودين وَالْأفْرَبِينٌ
( سورة البقرة»
ل رقيات عل يلاما أعريه قا جعل سبحانه المسألة فرضا :+ فيستشول
الحكم ويقول جل جلاله :
1 خوة قلاسه الندس من بعد وصية يوصمى مآ ودين
فعل من البشر ء والمطر ينزل من السماء دون ان يكون لك جهد فيه أو قدرة على
إنزاله والهواء موجود حولك فى كل مكان تتنفس منه دون جهد منك ولا قدرة
والأرض تعطيك الثمر بمجرد أن تبذر فيها الحب وتسقيه فالزرع ينبت بقدرة
الله والليل والنهار يتعاقبان حتى تستطيع أن تنام لترتاح » وأن تسعى لحياتك
لا أنت أتيت بضوء النهار ولا أنت الذى صنعت ظلمة الليل ؛ ولكتك تاغذ
الراحة فى الليل والعمل فى النهار بقدرة الله دون ان تفعل شيئا
مقابل ولا جهد منه ألا تستحق أن نقول الحمد لله على نعمة تسخير الكون
تخدمة الانسان ؟ إنها تقتضى وجوب الحمد :
وآيات الله سبحانه وتعالى فى كونه تستوجب الحمد فالحياة التى وهبها الله
خلق الشمس أو أوجد النجوم أو وضع الأرض أو وضع قوانين الكون أو أعطى
هذه الآيات كلها أعطتنا الدليل على وجود قوة عظمى ٠ هى التى أوجدت وهى
متحركة لتلفتنا الى خالق هذا الكون العظيم
فالشمس تشرق فى الصباح فتذكرنا باعجاز الخلق ؛ وتغيب فى المساء لتذكرنا
بعظمة الخالق وتعاقب الليل والنهار يحدث أمامنا كل يوم علنا نلتفت ونفيق
والمطر ينزل من السماء ليذكرنا بالوهية من أنزله والزيع يخي من الأرض
يسقى بماء واحد ومع ذلك فإن كل نوع له لون وله شكل وأ مذاق وله رائحة ٠٠
وله تكوين يختلف عن الآخر ؛ ويأتى الحصاد فيختفى الثمر والزرع ويأتى
موسم الزراعة فيعود من جديد :
تتاب
( صورة النساء»
وإن شاء لم يوص أصبحت فرضا وقوله تعالى : « ألم تعلم آن الله على كل شىء
اللبحكم لعصر فهذا هو قمة الخير لأنه إذا غدل الحكم بعد أن أدى مهمته فى
عصره » فإن الحكم الجديد الذى يق هو قمة الخير أيضا لآن الله على كل شىء
قدير » يواجه كل عصر بقمة الخير للموجودين فيه ولذلك فمن عظمة الله انه لم
يات بالحكم خبرا من عنده ولكنه أشرك فيه المخاطب فلم يقل سبحانه « إن الله
على كل شىء قدير » ولكنه قال : « ألم تعلم آن الله على كل شىء قدير » لأنه
واثئق أن كل من يسمع سيقول نعم وهذا ما يعرف بالاستفهام الإنكارى أو
وبعد أن بين الله سبحانه وتعالى لنا أن هناك آيات نسخت فى القرآن أراد أن
يوضح لنا أنه سبحانه له طلاقة القدرة فى كونه يفعل ما يشاء ولذلك بدأ الآية
الكريمة : ألم تعلم: وهذا التعبير يسمى الاستفهام الاستنكارى أو
قوله تعالى : « ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرس ؛ الملك يقتغى
مالكا ويقتغى مملوكا ويقتضى قدرة على استمرار هذا الملك وعدم زواله فكأن
الحق سبحانه وتعالى يريد أن يبين لنا أنه يقدر ويملك المقدرة والإنسان ليست له
قدرة التملك ولا المقدرة على استبقاء مايملكه والإنسان لا يملك الفعل فى
الكون إن أراد مثلا أن يبنى عبارة قد لا يجد الأرض فإن وجد الأرض قد
قد تاق الحكومة أو الدولة وتمنع البناء على هذه الأرض أو أن تكون الأرض ملكا
لإنسان آخر فتقام القضايا ولا يتم البناء
والحق سبحانه وتعالى يقول : « ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض »
أى أن كل شىء فى الوجود هو ملك لله وهو يتصرف بقدرته فيا يملك ولذلك
عندما هاجر رسول الله صل الله عليه وصلم إلى المدينة كان اليهود يملكون المال
ولهم معرفة ببعض العلم الدنيوى لذلك سادوا المدينة وبدأوا يمكرون برسول الله
صل الله عليه وسلم والمسلمين والله تبارك وتعال طمأن رسوله بأن طلاقة القدرة