يسم الله الرحمن الرحيم
السلوكية عن أفضل الطرق لعمل الافراد مع بعضهم البعض.
ونعني هنا ب«أفضل» الطرق تلك التى يحقق من خلالها الافراد نتائج قيمة؛ وفى
الوقت نفسه يشعرون بالرضا عن انفسهم وعن المنظمة وعن الأفراد الذين يعملون معهم.
وهذه القصة الرمزية (المدير ذو أسلوب الدقيقة الواحدة) هى تجميع بسيط لما
تعلمناه من العديد من الحكماء وما اكتسبناه بخبرتنا . ونحن اذ نعترف بأهمية مصادر
الحكمة هذه فاننا ندرك ايضا ان الافراد العاملين معك بصفتك مديراً لهم سينظرون
اليك باعتبارك واحدا من مصادر المعرفة والحكمة لهم.
أعمالك الادارية اليومية؛ لأننا ننطلق فى ذلك من قول الحكيم القديم كونفوشيوس
«جوهر المعرفة هو استخدامها عند اكتسابها».
ونأمل ان تست متع باستخدام ما تتعلمه من هذه القصة ونأمل نتيجة لذلك ان
تستمتع انت والعاملون معك بحياة تتسم بمزيد من الصحة والسعادة والانتاجية.
د. كينيث بلااتشارد
د. سبنسر جونسون
البحث :
يحكى أنه كان هناك شاب ذكى يبحث عن مدير فعال.
فقد كان يريد أن يعمل فى معية مدير فعال» وكان يريد أن يصبح هونفسه مديراً
فعالا. وقد استغرق فى هذا البحث سنوات عديدة ووصل خلالها الى أبعد مناطق
العالم. وطاف بمدن صغيرة وبعواصم دول قوية.
وتحدث مع العديد من المديرين» مع مديرين فى الجهاز الحكومى وضباط ومشرق
انشاءات ومديرين تنفيذيين لشركات ورؤساء جامعات وملاحظى عمال الورش
ومشرف المرافق ومديرى المؤسسات ؛ ومع مديرى الحوانيت والمخازن التجارية والمطاعم
والبنوك والفنادق. . ومع الرجال والنساء.. الصغار متهم والكبار.
ودخل كل أنواع المكاتب كبيرها وصغيرها . . الفاخرة منها والمتواضعة . . وتلك التى
وبدأ يرى الصورة الكاملة لكيفية قيام الافراد بادارة الافراد.
الربح بينما العاملون فيها يخسرون.
وكان بعض رؤسائهم يعتقدون أنهم مدراء جيدون.
ولكن الكثير من مرءوسيهم كانوا يرون غير ذلك.
وكانت اجاباتهم تختلف اختلافا طفيفا» فكان معظمهم يجيب ..
وكبيرة» ؛ أو «عنيد» أو «واقعى» أو «أسعى لتحقيق الربح».
وقد سمع الفخر فى نبرات أصواتهم و فى أهتماماتهم بتحقيق أفضل النتائج.
كما قابل ايضا العديد من المديرين «اللطيفين» الذين كان يبدو أن موظفيهم
يحققون الربح بينما منظماتهم تخسر.
بعض الافراد التابعين لهم يظنون أنهم مديرون جيدون.
«أنا مدير ديمقراطى» ؛ «مشارك»» «مقدر للامور» , «انسانى».
وقد سمع الفخر فى نبرات أصواتهم» وفى اهتمامهم بالأشخاص.
وقد بدا له كما لوأن معظم المديرين فى العالم كانوا مهتمين بصورة رئيسية إما
وكان المديرون المهتمون بالنتائج يوصفون غالب بأنهم «أوتوقراطيون»؛ فى حين
كان المديرون المهتمون بالأفراد يوصفون غالباً بأنهم «ديموقراطيون».
وقد تبين للشاب أن كلاً من المدير الاوتوقراطى «الشديد» والمدير الدييتراطى
وكان من المفترض أن يستسلم لليأس؛ ولكنه كان يتحل بصفة الإصرار على
معرفة ما كان يبحث عنه.
واستنتج بأن «المديرين الفعالين» هم الذين يديرون أنفسهم والأفراد العاملين
معهم بحيث تستفيد المنظمة والأفراد من وجودهم».
بحث الشاب فى كل مكان عن مديرين فعالين» ولكنه لم يجد الا القليل جدا.
حقيقة المدير الفعال.
بعدئذ بدأ يستمع الى قصص رائعة عن مدير متميز عاش في بلدة مجاورة؛ وسمع بأن
الداس أحبوا العمل مع هذا الشخص وبأنهم حققوا معا نتائج كبيرة. وتساءل الشاب
وبدافع من حب الاستطلاع أتصل هاتفيا بسكرتيرة المدير المتميز لتحديد موعد
سأل الشاب هذا المدير المتميز عن الوقت الذى يستطيع فيه مقابلته» وسمعه يقول:
«ي أى وقت فى خلال هذا الأسبوع ما عدا صباح الأ ربعاء» ولك أن تختار الوقت» .
ضحك الشاب بينه وبين نفسه بهدوء لأن هذا المدير الذى يفترض أنه رائع بدا
كأنه «مضحك» بالنسبة له! أى نوع من المديرين هذا الذى لديه مثل هذا الوقت؟!
ولكن الشاب كان مفتوناً ما سمع؛ وذهب لرؤيته.
عندما وصل الشاب الى مكتب المدير وجده واقفا ينظر من نافذة مكتبه. وحينما
تنحنح الشاب (ليعلن عن وجوده)؛ أدار المدير وجهه اليه وابتسم . وطلب من الشاب
أن يجلس وسأله:
ماذا أستطيع أن أقدم لك؟
- أود أن أطرح عليك بعض الاسئلة بشأن كيفية إدارتك للافراد.
ِ- ابدأ بطرح أسثلتك.
- نعم أقوم بذلك مرة فى الاسبوع وذلك فى يوم الاربعاء من الساعة 1١-4 هذا
أصفى فى أثناء قيام الموظفين ببمراجعة وتحليل : ما انجزوه فى الاسبوع الماضى »
بوضع خطط واستراتيجيات للاسبوع القادم.
يتخذها الافراد العاملون معى.
اخبرتك بذلك.. أرجو أيها الشاب أن لا تطلب منى تكرار الكلام نفسه؛ لأن
هذا اهدار لوقتى ووقتك.
وتابع المدير قوله:
نحن هنا من أجل تحقيق نتائج .. ان هدف هذه المنظمة هوتحقيق الكفاية؛
وعندما نكون منظمين فان انتاجيتنا تكون أعلى بدرجة كبيرة.
آ, فأنتم تدركون الحاجة للإنتاجية وتهتمون بالنتائج أكثر من اهتمامكم
قال المدير بصوت مجلجل أرعب زائره: كلا.. أسمع ذلك كثيراً .. (ووقف على
إننى أهتم بالأفراد وبالنتائج . . انهما متلازمان معا.
ناول المدير زائره لوحة منقوشاً عليها شعار «من يشعر بالرضا عن نفسه يحقق نتائج
وحينما نظر الشاب الى الشعار» قال له المدير:
فكر بنفسك؛ متى تعمل على أفضل وجه ؟ هل يتم ذلك حينما تشع با لرضا عن
أومأ الشاب برأسه حينما بدأ يدرك ما هوجل وواضح . وأجاب:
أحقق أداء أكثر عندما اشعربالرضا عن نفسى.
ورد المدير موافقا بقوله:
ورفع الشاب سبابته ليعبر عن فكرة جديدة بقوله:
ولذلك؛ فان مساعدة الأفراد وجعلهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم هما المفتاح
للحصول على نتائج أكثر.
وافقه المدير بقوله :
- نعم.. وعلى أية حال تذكر بأن الانتاجية لا تعنى كمية العمل المنجز فحسب..
وأشار له الى حركة المرورق الشارع وسأله:
ونظر الشاب خارج النافذة الى العالم الواقعى وقال:
- أراها تزداد كل يوم؛ وأظن أن ذلك يرجع الى انها إقتصادية أكثر وتعمر مدة
أومأ المدير برأسه قائلا على مضض:
بالضبط.. ما السبب الذى تظن أنه يدفع الناس لشراء السيارات الاجنبية؟ أهو
وأجاب الشاب : إنها مسألة نوعية وكمية.
أضاف المدير قائلا:
بالطبع» فالنوعية هى التى توفر للناس السلعة أو الخدمة التى يريدونها ويحتاجونها
وقف المدير بجانب النافذة وهو مستغرق بأفكاره فقد تذكر كيف وفرت بلاده
أن أمريكا قد تخلفت عنهما فى الانتاجية.
وقطع الشاب على المدير حبل أفكاره بقوله:
خطر عل بالى اعلان رأيته فى التلفزيون أظهر اسم السيارة الاجنبية وكلمات فوقها
تقول «إذا أردت أن تحصل على قرض طويل الأجل لشراء سيارة ينبغى الا
أدار المدير ظهره وقال بهدوء:
والنوعية معاء
- بصراحة؛ أفضل سبيل لتحقيق هاتين النتيجتين هومن خلال الأفراد.
أجاب المدير بدون تردد:
- هذا أمر سهل؛ أنا المدير ذو أسلوب الدقيقة الواحدة.
بدا على وجه الشاب الدهشة والاستغراب» نظراً لانه لم يسبق له ان سمع من قبل
بمدير ذى «أسلوب الدقيقة الواحدة»» وقال:
ضحك المدير وقال:
أنا المدير ذو «أسلوب الدقيقة الواحدة»» وأصف نفسئ بذلك لأننى أحقق نتائج
كبيرة من الافراد فى وقت قليل جداً.
وعلى الرغم من أن الشاب تكلم مع كثير من المديرين» الا أنه لم يسبق له أن سمع
«اسلوب الدقيقة الواحدة» أو الشخص الذى يحصل على نتائج طيبة دون أن يستغرق
وحينما رأى المدير أن الشك يساور الشاب؛ قال له:
انت لا تصدقنى؛ أليس كذلك؟ أنت لا تصدق اننى مدير ذو «أسلوب الدقيقة
ينبغى أن أعترف بأنه من الصعب على أن أصدق, بل أن اتخيل ذلك.
ضحك المدير وقال:
اسمع؛ من الأفضل ان تتكلم مع الافراد العاملين معى اذا كنت تريد حقاً أن
تعرف اى نوع من المديرين أناء
أنحتى المدير وتكلم بالهاتف الداخلى للمكتب» وبعد لحظات جاءت سكرتيرته
قال له المدير مفساً:
تلك هى الاسماء والوظائف وأرقام الهواتف لستة أشخاص يعملون تحت إدارتى
أيهم ينبغى أتكلم معه؟
هذا قرارك» أختر أى أسم؛ وتكلم مع أى منهم أومعهم جيعاً.
حسناء مع من ينبغى أن أبدأ؟
قال المدير بحزم :
ثم نهض وسار مصطحاً زائره نحوالباب قاثلاً:
إسماً من بين الاسماء وتبدأ به أو تبحث لنفسك عن ادارة فعالة فى مكان آخر.
ثم نظر المدير ذو «أسلوب الدقيقة الواحدة» فى عينى الشاب وقال:
وصافح الضيف مودعاً وقال له بحرارة :
إذا كانت لديك أية اسئلة بعد التحدث مع بعض الموظفين ارجع الى» فأنا أقدر
اهتمامك ورغبتك فى تعلم كيفية ادارة الآخرين . والواقع اننى أود أن أقدم لك
مفهوم «المدير ذو أسلوب الدقيقة الواحدة» كهدية.. لقد قدمه لي شخص ما ذات
تصبح مديراً من هذا النوع فى يوم ما».
أجاب الغاب
غادر الشاب مكتب المدير وهو منزعج الى حد ما . وعند مروره بالسكرتيرة» قالت
- أستطيع أن أعرف من نظرتك المنبهرة أنك قد خبرت مديرنا ذا أسلوب الدقيقة