عبدالله المفلوث
أغنى طفل في العالم.
أغلى كوب قهوة في التاريخ
شكرًا للنسيان
كيف نصبح «شطارًاء؟
ورقة صغيرة!
كيف نتذوق السعادة؟
بائع عصير الليمون
المقدمة
وهي تنتحب: «أحمد يحترق..تمال..تعال بسرعة». المسافة بين مكتبة
الجامعة وشقتي في مانشستر سيرًا على الأقدام لا تتجاوز 6 دقائق.
الذي يزدحم بأسئلة كالمطارق في حجمها ودويّها: ماذا حدث لأحمد؟
مث قبل أن أصل إلى العمارة السكنية. المصعد؛ الذي يقل
سكان العمارة كان يأتي سريمًا. كنت أحسٌ دائمًا أنه يعلم بموعد
يستيقظ. أضغط على زر المصعد مائة مرة يائسًا ومعتقدًا أن كثرة
الضغط ستجلبه بسرعة؛ لكن دون جدوى. فكرت أن أتسلق السلالم
ان الت جيم اجات [1دت. . لكن خشيت أن أتأخر أكثر.
خلال لحظات انتظاري المميت. فلست على استعداد لتلقي نبأ أكثر
عبدالله المغلوث
أتخيل ماذا سينتظرني وأردد كل السور والأحاديث؛ التي أحفظها.
وصلت إلى الشقة. كان الباب مشرعًا. يسيل من داخل الشقة نحيب لا
ينقطع. دخلت فوجدت زوجتي في دورة المياه تبكي وهي تحمم أحمد ؛ء
اتصالها. لم أنبس ببنت شفة حتى وصل رجلا إسعاف مع أدواتهما إلى
وزوجتي في الطريق بالأدعية والسور والتمتمات...
فور وصولنا كشف عليه مباشرة أخصائي الحروق الذي كان في
الانتظار. أخبرنا أن بعض الحروق عميقة والأخرى سطحية. الخطورة
فهو لم يكمل 10 شهور بعد ويتطلب علاجًا مكثنًا وتنويمًا قد يستفرق
أسبوعًا أو أكثر ناهيك عن المتابعة الطبية المتواصلة بعد خروجه. إذا
لم يتعرض إلى التهاب أو مضاعفات ستكشفها الفحوصات المخبرية.
طلب منا الطبيب أن نفادر غرفة الطوارئٌ وننتقل إلى جناح الحروق
حتى يخضع أحمد إلى المزيد من الفحوصات للتأكد من طبيمة الحروق
أكثر ومدى خطورتها وتأثيرهاء
«الساعة 7:46 مساءٌ»
ظللنا ساعات طويلة نتضرع ونترقب وتفكر»
جملتني أعيد التفكير في أشياء كثيرة حولي. فقبل إصابة ابني كانت
لدي خطط عديدة أقوم بها ذلك الأسبوع. لكن بعضها تأجل أو ألفي
. كنت أستقل المصعد كل مساء وأنا وأحبتي ترفل
في ثياب الصحة غير مدركين للنعم التي نتمتع بها. غير شاكرين
لا ندرك ضآلة مشاكلنا الحالية إلا بعد ارتطامنا بمشاكل أكبر
إن هذا الكتاب مشروع نويت أن أقدمه في وقت لاحق لاسيما
أنتي أعكف على مشروع تأليفي آخر يتعلق بتخصصي الدّراسي؛
لا نعلم متى سيقبض الله أرواحنا . وهل ستكون ظروفنا المقبلة أفضل-
تعلمت أن القادم سيكون أكثر تعقيدًا وأقل مرونة. ليس بالضرورة لأننا
مقبلون على أيام عصيبة. بل لأننا نكير وتكبر مسؤولياتنا معنا. وإثر
تفاقم المسؤوليات قد نضحي بالكثير مما نحب ونهوى فتتغير الأولويات.
عبدالله المفلوث
والخطط وقد تحيا مشاريع وتموت أخرى.
الكتاب يشتمل على عدة مقالات دونتها ما بين عامي 2009-
لأسماء مقمورة وأخرى مشهورة. من مجتمماتنا العربية؛ ومن الشرق
التي تعرض لها أحمد؛ حتى أتذكر هذا الموقف كلما أشارت عقارب
«الساعة 7:46 مساءًٌ» مشروع للتسلح بأفكار !
أيامكم أملاً وسعادة؛ ودعوة للشروع في بلورة الأفكار, التي تسكن
من المشاريع. التي بوسعها أن تغير مجرى حياتنا.
عبدالله المغلوث
مانشستر
0 يناير 2013
حرائق لا ترى
اشترظ أسكاذ مادة علم الاجتماع في جامعة ماليزية على
طلابه إسعاد إنسان واحد طوال الأربعة أشهر؛ مدة الفصل الدراسي:
للحصول على الدرجة الكاملة في مادته؛ وفرض الأستاذ الماليزي على
الأستاذ بهذه المبادرة بل اتفق مع شركة ماليزية خاصة لرعايتها عبر
تكريم أفضل 10 مبادرات بما يعادل ألف دولار أميركي.
في نهاية الفصل الدراسي نجح الطلاب الثلاثون بالحصول
على الدرجة الكاملة؛ لكن اختار زملاؤهم بالتصويت أفضل 10
مبادرات بعد أن قدم الجميع عروضهم على مسرح الجامعة. وحضرها
آباء وأمهات الطلبة الموجودين في كوالالمبور.
نشرت هذه المبادرات الإنسانية أجواء مفعمة بالمفاجآت
والسعادة في ماليزيا قبل عامين. فالجميع كان يحاول أن يقدم عملاً
أن يكون هذا الإنسان خارج محيط أسرته وأن يقدم
ماليزي. وهو أحد الفائزين العشرة؛ بوضع هدية صغيرة يوميًا أمام
شعر بأنه لا يمتلك أصدقاء أو ابتسامة طوال مجاورته له لنحو عام
كان الطالب الهتدي لا يتحدث مع أحد ولا أحد يتحدث معه؛ يبدو
المناسب للعمل على إسعاده. أول هدية كانت رسالة صفيرة وضعها
تحت باب شقته كتبها على جهاز الكمبيوتر في الجامعة دون توقيع:
«كنت أتطلع صفيرًا إلى أن أصبح طبيبًا مثلك:
العلوم؛ إن الله رزقك ذكاء ستسهم عبره بإسعاد البشرية». في اليوم
التالي اشترى الطالب الماليزي قبعة تقليدية ماليزية ووضعها خلف
نني ضعيف في مواد
الباب ومعها رسالة: «أتمنى أن تنال قبولك هذه القبعة». في المساء
شاهد الطالب الماليزي زميله الهندي يعتمر القبعة ويرتدي ابتسامة
للقبعة؛ التي وضعها أمام باب منزله؛ وأجمل ما رأى هو تعليق والد
واستمره. دفع هذا التعليق الطالب الماليزي على الاستمرار في الكتابة
وتقديم الهدايا المينية الصغير
عن هويته. كانت ابتسامة الطالب الهندي تكبر كل يوم؛ وصفحته
حياة الطالب الهندي تمامًا. تحول من انطوائي وحزين إلى مبتسم
واجتماعي بفضل زميله الماليزي. بعد شهرين من الهدايا والرسائل
أصبح الطالب الهندي حديث الجامعة؛ التي طلبت منه أن يروي تجربته
مع هذه الهدايا في لقاء اجتماعي مع الطلبة؛ تحدث الطالب الهندي
أمام زملائه عن هذه الهدية وكانت المفاجأة عندما أخبر الحضور
عن دراسة الطب ويتجاوز الصعوبات والتحديات الأكاديمية والثقافية
التي كان يتعرض لها.
لعب الطالب الماليزي. محمد شريف؛ دورًا محوريًا في حياة
هذا الطالب بفضل عمل صغفير قام به. سيصبح الطالب الهندي طبيبًا
يومًا ما وسينقذ حياة العشرات والفضل بعد الله لمن ربت على كتفه
برسالة حانية.
اجتاز الطالب الماليزي مادة علم الاجتماع, ولكن ما زال مرتبطًا
بإسماد شخص كل فصل دراسيّ: بعد أن لمس الأثر الذي تركه؛ اعتاد
قبل أن يخلد إلى الفراش أن يكتب رسالة أو يغلف هدية. اتفق محمد
مع شركة أجهزة إلكترونية لتحول مشروعه اليومي إلى عمل مؤسسي
يسهم في استدامة المشروع واستقطاب متطوعين يرسمون السعادة
في أرجاء ماليزيا.
عبدالله المقلوث
إن هذه المبادرة التي ننتظر من مدارسنا وجامعاتنا أن تقوم
ويؤثر على محيطناء
حولنا الكثير ممن يحتاجون إلى رسالة لطيفة أو لمسة حا
هذا العالم المزدحم بالأحزان. لكن القليل منا من يقوم بذلك.
لو قامت مدارسنا وجامماتنا باستثمار التجربة الماليزية
للغاية. لكننا نتجاهل حجم تأثيرنا وأثرنا. لنبدأ من اليوم مشروع
إسعاد شخص كل أسبوع؛ الموضوع لا يحتاج إلى مجهود خارق؛ ريما
تكون رسالة نبعثها إلى غريب أو قريب؛ أو هدية صغيرة نضعها على
طاولة زميل أو موظف. تذكروا أن هناك الكثير من الحرائق التي تنشب
في صدور من حولنا. وتتطلب إلى إطفائيٌ يخمدها بابتسامة أومبادرة
إيجابية صغيرة. أصفر مما نتخيل.