4 المؤلف
إلى منزلة أخيك» فنظر فإذا هو في رأس جبل»؛ والوالد والراني يمشيان في أسفله».
ويورد أبو شامة في الترجمة التي كتبها لنفسه»؛ كثيراً من الرؤى التي رآها بنفسه
من المئذئة عند هلالها وهي تؤذن. فقصصت رؤياها على من يجيد التعبير عن الرؤيا
فقال: تلدين ذكراً ينتشر ذكره في الأرض بالعلم والخير.
ورأى أبو شامة» في صفر سنة 114ه كأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد
أقبل إلى الشام منجداً لأهله على الفرنج؛ وكان له به خصوصية من إفضاء أمره إليه
وفي هذه السنة أيضاًء أي سنة 174ه؛ رأى أيضاً كأنه والفقيه عبد العزيز بن
عبد السلام داخل باب الرحمة بالبيت المقدس وقد أراد فتحه؛ وثم من يمنع عن فتحه
مصراع إلى الحائط الذي خلفه. ورأى أيضاً في جمادى الآخرة من السنة نفسها كأن
المسلمين في صلاة الجمعة في حر شديد وهو خائف عليهم من العطش ولا ماء ثم
ويسكب في الحوض حتى يشرب منه الناس إذا انصرفوا من الصلاة. فاستقى شخص
قبله لا يعرفه دلواً ودلوين» ثم أخذ الدلو منه فاستقى دلاء كثيرة لم يعرف عددها
وسكب في الحوض.
أن جماعة صالحين اجتمعوا بمسجد قرية بيت سواء»
تنظ النبي في
كلام الله. ورأت امرأة كب
يُصلي بنا. قالت: فحضر يعني أبا شامة - فصلى بهم
وجاءه رجل يستفتيه وهو بالمجلس الكبير الذي للكتب» في صدر الإيوان
ورأى الصلاح الصوفي أول ليلة من جمادى الآخرة سئة 180ه كأن أبا شامة
متوجه إلى الحج ومعه من الزاد جميع ما يحتاج
ورأى حسن الحجازي في شهر رمضان سنة /151ه كأن قائلاً في عالم الغيب
ورأى أخاه الشيخ برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل؛ وهو أسنّ من
ً شامة بنحو تسع سنين» وكان من الصالحين» كأن أبا شامة متمسك بحبل قد دلي
المقدس والمسجد الأقصى. فقال له ذلك الإنسان: من بلى هذا المسجد؟ فقال:
شامة يخبرنا أنه سطرها في مذيّلة تحدثاً بنعم الله تعالى كما أمر سبحانه في قوله
حفظاً؛ فتعجب أبوه من ذلك؛ كما كان يتعجب من ولع أبي شامة بالتردد على
المكتب وسعيه في طلب العلم وحرصه على القراءة على خلاف المعروف من عادة
الدراسة التاريخية حتى يستكمل ثقافته الدينية وايحوز بذلك سنة العلم وفرضة».
وإذا تتبعنا حياة أبي شامة في مرحلة طلبه العلم» ثم فيما أعقب هذه المرحلة
بعد هذا إشارة إلى أنه أتم دراسة علم القراءات في السنة الثاليةء أي سئة 117ه؛
وقد يفهم من هذا أن صلته بهذه المدرسة انقطعت منذ نجح في إتمام دراسته لهذا
الفرع من العلوم»
القدس سنة 4 17ه بصحبة الفقيه عز الدين بن عبد السلام؛ وزار مصر سنة 118ه
بعد هذا شيئاً يذكر عن حياة أبي شامة إلا إشارة مقتضبة في سنة 174ه؛ وأخريات
المدرسة الركنية عندما عيّن مدرساً لها كما أنه من غير الممكن الجزم بتاريخ انتقاله
استقرارها بها سئة 4 17ه.
ويبدو أن إقامة أبي شامة بهذه المدرسة الأخيرة
حياته» شان نجده يشير إلى أن الاختيار وقع عليه؛ سنة 130ه ليكون أحد
مباشرة وردت في أثناء
لكآت تاي الملا بالمدرسة العادلية؛ الشيخ شمس الدين محمود
النابلسي+؛ توفي سنة 197ه""؛ وقد ناب الشيخ النابلسي عن أبي شامة في مناسبنين
متحرراً من قيودها .
»١( المعدّل أو العدّل: اصطلاح يلقب به
في أعماله ومنها تسجيل الأحكام» انظرة
© أبوشامة: الملل ص 114
تدي: صبح الأعشى في صناعة الإنشاء.
وعندما بلغ أبو شامة الستين من عمره تولى التدريس في المدرسة الر'
وظيفة الإقراء بالتربة الأشرفية. واستمر يشغل هاتين الوظيفتين حتى توفي سئة 176ه.
للمرة الأولى سئة 7736ه» وهذه الوظيفة كاذ تتيح لمتقلدها الإشراف على !:
المدرسة إشرافاً كاملاً يشمل الأوقاف المخصصة لهاء والمتتبع لحياة العلماء في
الفترة التي شهدت نهضة ميسرة يجد أن كثيراً منهم اعتمد اعتماداً كبيراً على
هذه الأوقاف والمدارس في تنظيم حياته؛ مستفيداً من مواردها في فترة طلب العلم»
ثم متقلداً وظيفة الأستا في هذه المدارس؛ أو قائماً بالإشراف على الأوقاف
المخصصة لها بعد اجتياز مرحلة الطلب. بل أننا نجد كثيراً من هؤلاء العلماء
يجمعون بين التدريس والإشراف على عدد كبير من الأوقاف يديرونها ويدبّرون
ونهاء ووسيلة بعضهم إلى هذا التقرب من الأمراء الواقفين» أو من السلاطين
كما يمكن القطع أن أبا شامة كان يشغل وظيفة صغيرة في شبابه؛ سنة 178ه
يقيم بها في دمشق مدة لا نستطيع تحديدها؛ كما لا نعرف تاريخ بدئها أو نهايتها؛
هذا الغموض الذي يحيط بالجانب المادي من حياة أبي شامة لا يعني في
نقص في كفاءته جعل رجال الدولة يصرفون النظر عن إسناد بعض المناصب الهامة
إليه؛ بل إننا نجد في حديث أبو شامة عن بعض أساتذته الذين أعرضرا عن التزلف
إلى ذوي السلطان ما يدل على أنه اتخذهم قدوة له ينهج نهجهم ويترسم خطاهم»
الله عنهم؛ إلى تحت قبة النسر لسماع الحديث»؛ إلى المدرسة التقوية”
الفقه؛ ويرى إقبال الناس عليه وترددهم إليه» مع حسن سمته واقتصاده في لباسه»
فيستحسن طر؛ في العلم ونشره له وانتفاع الناس بفتاويه.
" لإلقاء دروس
ويتمنى ر
بين سنتي 114- 147ه؛ وقد كان السخاوي هذا «زاهد في صحبة رجال السلطان؟
يزدحمون في الجا لأجل القراءة ولا يصح لواحد منهم نوبة إلا بعد زمان». ومما
نظر أبي شامة إلى بيت كتب على قبر الفقيه ابن الشاغوري يقول:
ما تقرب سلطاناً لتخدمه لكن غنيت بسلطان السلاطين
وتتلمذ أبو شامة كذلك على عز الدين بن عبد السلام الذي أخرج من دمشق
سنة 174ه لقوة شخصيته وخوف سلطانها منه» فذهب إلى مصر وأقام بها حتى توفي
سنة 135ه وكان عز الدين بن عبد السلام هذا «شيخ المسلمين والإسلام وسلطان
والسبب المباشر لإخراجه من دمشق أنه أسقط اسم الصالح إسماعيل» أميرها من
الخطبة عندما استعان بالفرنج وأعطاهم مدينة صيدا . وقد ساعد ابن عبد السلام في
هذه الخطوة الشيخ جمال الدين ابن الحاجب إمام المالكية؛ وعندما وصل إلى مصر
تنحى له العلماء عن أماكنهم» وتأدب معه ١| زكي الدين بن عبد العظيم المنذري
٠ه توفي ابن عبد السلام في مصر فخرج السلطان بيبرس في جنا
خاصته قا «اليوم استقر ملكي لي» فلو أمر عز الدين الناس في شأني بما أراد
طالت صحبة أبي شامة لهذين العالمين الجليلين» ولأمثالهما من أئمة
عن التكالب على أموال الأوقاف؛ وانصرف مدة؛ كما المحناء إلى بساتيئه الخاصة
يفلحها بنفسه ويعتمد عليها وحدها في حياته حتى أغنى بيته وتمكن من إسعاد أهله
والتفسير وعلوم فنون العربية وأنه صحبه من شعبان سئة 114ه. وقد توفي السخاوي سنة
جمة المولف
لا تلمني على الفلاحة واعلم
إلذيهاصار منزلي ذا غلال
قال خيراً ونال بالنصح أجرا
إنها من أحل أحب وأثرى
س جميعاً وعشت في القوم حرا
مع عيال من بعدما كان فقرا
وفي هذه القصيدة يوجه حديثه إلى طالب العلم مندداً بتكالب العلماء على
التزلف إلى ذوي السلطان؛ فيقول:
لا تهنه بالاتكال على الوق
إنماتحصلالوقوف ا لشرّ
فترى قاضي القضاة ومن يذ
قاصداً قربة فيصغي إليه
طالب العلمء؛ إن للعلم ذكرا
يد ونذل من العلوم تبرًا
وقد أطنب كتاب التراجم في مدح صفات أبي شامة الطيية؛ من تواضع وأخلاق
حميدة وإطراح للتكلف وحرص على الاجتهاد في الأحكام المختلف فيها + فلا يفتي
والانفراد؛ عزوف عن التردد إلى أبواب أهل الدنيا متجنباً المزاحمة على المناصب لا
الثوب واللقمةوالعافية لقانعمنعيشهكافيه
وله أي
ولا نجد في مؤلفي التراجم من يشذ عن هذا الإجماع في تقدير شخصية أبي
أبا شامة كان كثير البغض من العلماء والأكابر والصلحاء والطعن عليهم والتنقيص
وصدور هذا الطعن من معاصر لأبي شامة يحملنا على الوقوف عند قوله لنتبين
وجه الصحة فيه؛ وهذا ما يقتضينا أ تحاول معرفة نوع الصلة التي كانت بين
قادة الحنابلة وابناً لإمام من أثمتهم في بعلبك وهو الشيخ محمد الحنبلي اليونيني
الذي توفي سنة /ا16ه. وقد ذكر أبو شامة نيأ وفاته في المذيّل ضمن حوادث هذه
الفاحش»؛ فحمل هذا أبا شامة على تأليف كتاب خاص يفند به مزاعم اليونيني
يكن الحنابلة عندئذ على علاقة طيبة بأئمة الذاهب الأعرى في الشام عامة ودمشق
قرب صفوف الحنابلة حتى لا يأثموا بسبهم له» ويعلل هذا صراحة بالبغض العنيف
الذي يكنه الحتابلة للشافعية ذلك البغض الذي يكفينا للتدليل عليه أن نذكر أن زكي
ن رواحة أنشا مدرستين في دمشق وحلب»؛ وجعل من شروطه للدراسة فيهما
«ألا يدخلهما مسيحي ولا حنبلي» وهكذا نجد أن من المحتمل أن اليونيني تأثر في
العبارات التي تحدث بها عن أبي شامة بعاملين أحدهما البغض التقليدي الذي شاع
بين الحتابلة والشافعية؛ وكلاهما إمام من أئمة مذهبه؛ وثانيهما البغض الشخصي
من الصعوبات ما يعكر صفوها أو يخرج بها عن هدوثها واستقرارها باستثناء حادثتين
يذكر أبو شامة أن اليونيني صثف أوراقاً فيما يتعلق بإسراء النبي 8 ليلة المعراج وأخطأ فيه ©
ترجمة المولف
شامة أن يوقع له ب
حتى يطلق سراحة وقد هزم التتار بعد هذه الحادثة
أيام في موقعة عين جالوت؛ واعتبر أهل دمشق الهزيمة كرامة لأبي شامة» وقيل في
تفرق جمع الكفر لما تعرضوا
فحاشى لمفتي الشام يهمل أمره
له أسوة بالأنبياء وصالحي ال
أباشامة ظلماً وكدر ورده
فغار له الرحمن إذهوعيده
لدى رمضانغيرعشر نعل
ومين لزعل مال رقع ع
وحادثة أخرى كان لها على ما يظهر أثر هام في صحة أبي شامة؛ تلك هي أنه
تعرض لهجوم اثنين عليه وهو في منزله» في جمادى الآخرة من سنة 738ه متظاهرين
وتركاه بعد ذلك مريضاً مجهداً؛ وقد عرض عليه بعض أصحابه أن يتقدم بالشكوى
قللننتادالاتفمعي ماقدجرى فهو عظيم جليل
يفيض اللهتعاليلنا من يأخذ الحق ويشفي الغليل
إنا توكلتاعليهكفى فحسبنا الله ونمم الوكيل
وقد توفي
من شهر رمضان سنة 118ه الموافق ١7 حزيران سنة 1718© ودفن في مقبرته
| مؤلفات أبي شامة
أورد له بروكلما
أبو شامة بعد شهرين ونصف من هذا الحادث وذلك في التاسع عشر
كتابه «تاريخ الأدب العربي» 7/ ١17-14 المؤلفات التالية:
161-180 /17 السبكي: طبقات الشافعية 5/ *لا: ابن كثير : البداية والنهاية
ي الدين
اريخ السلطان نور الدين والسلطان
١ كتاب الروضتين في أخبار الدولتين
صلاح الدين.
- الذيل على الروضتين؛ عن السنوات +04 ف11ه/ 1444 1117م
*- المقاصد أو المنائح السنية في شرح القصائد النبوية: شرح القصيدة اللامية
الشقراطسية لأبي محمد عبد الله بن أبي زكرياء يحيى بن علي الشقراطسي والقصائد
السبع لشيخه علي بن محمد السخاوي المتوفى سئة 1748/147. «شرح سبع قصائد
؟- شرح لبزدة:
© - قصيدة في أربعين بيتاً يشكو فيها مزاجه الحزين الحاد العكر؛ ويطلب
١ المرشد الوجيز إلى علوم تعلق بالكتاب العزيز.
مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر
٠ الباعث إلى إنكار البدع والحوادث.
١١ الممتع المقتضب في سيرة خير العجم والعرب.
١١ كتاب البسملة.
١“ كتاب السواك وما أشبه ذلك.
نورد ما ذكره أبو شامة عن أسماء هذه المصنفات!:
وجمع وألف وهذّب وصثف في فنون العلوم النافعة كتباً جلي
مختصرة ومطوّلة تم أكثرها وسمعها ووقفها وكثرت النسخ بها. فأول ما أظهر من
الذي سماه إبراز المعاني من حرز الأماني؛ وهما شرحان أصغر وأكبرء؛ والأكبر إلى
الآن لم يتم؛ والأصغر مجلدان.