معرفتها عوام النّاس» فضلاً عن طلبة العلم» مع ضبط ذيواء وأطرافها؛ ومرد
ولا شكٌ أنَّ الجهل بهذه الأحكام؛ كان من أعظم أسباب رواج البدع»
والخرافات التي أفسدت عقائد النّاس» وصرفتهم عن التوحيد الخالص» فضلاً عيًا
داخلهم من الفساد في الأحكام العمليّة وغيرهاء كما سيظهر لك في محاله.
وراعينا في ذلك ترتيب الأحكام على شكل مقدّماتٍء معنونين لكل مقدّمةٍ با
© المقدمة الأولى: أهمية علم التعبير» وعناية العلماء به
© المقدمة الثانية: تعريف الأحلام والتعبير لغةّ وشرعاً؛ والردّ على من أنكر
قررنا فيه بعد التعريف بالرؤيا والحلم» والفرق بينهما - أن الرؤى حق وهي من
عقيدة أهل السنّة والجماعة؛ خلافاً للملاحدة والعقلانيين من المعتزلة وأفراخهم»؛
وأوردنا النقولات التي تدلّك على ذلك.
© المقدّمة الثالثة: وهي -مهمّة جداً-: قواعد أهل العلم في تعبير الأحلام.
يرغبون بالاطلاع على هذا النّوع من العلوم الشرعيّة؛ على وفق تقرير أهل الحقّ
وليس المقصود كذلك ترك الأمور هنا بغير قيودٍ وضوابط وقواعد شرعيِفٍ
يُستأنس بها لمعرفة وجوه الدّلالات المعينة على استخراج المعاني المرادة في الأحلام
والمنامات» فإنّ علم تعبير الرؤى علمٌ كريمٌ جِدَا؛ وقد وضعت قواعده بالاعتماد
الأحلام» في سنة 14٠8 وفرويد هذا رجل يودي وضع النظرية الجنسيّة؛ ووضع
بآدمية الإنسان وكرامته »”
)١( « المنهاج في النفس والحياة » (ص؛ )٠٠ اشم محمد علي» وانظر كلام فرويد في « الأحلام يهنا
الدين وعلم النفس » (ص: :) لحمد رضا طلب الشيعي» وقد ساقه مساق المسليات!!
واتباع هذا الفكر حلا رموز الأحلام تفسيراتٍ جد الغا فها نكل ما هو مستديرفي لنام يمير
والسباحة. وهذه نظرةٌ ساقطةٌ هشةٌ حتى عند علماء النفس. وانظر ١ منهج أهل السئّة والجماعة في
الزَّؤى والأحلام *(ص: -17) للاخ خالد العنبري حفظه الله...
وذكرنا تحته (حكم القراءة في كتب تفسير الأحلام» والاعتماد عليها في
التعبير)؛ وبيان خطأ من يعتمد فقط على (قواميس الأحلام) المطبوعة » دون معرفة
بقواعد هذا العلم » ولا دراية بأحوال الراثين » مع فقدان الفراسة والفطنة بله
والتقوى !
ومن المباحث المهمة تحت هذه المقدّمة (أنواع الدلالات في التأويل عند
المعبّرين) ؛ وهذه الدلالات بمثابة المفتاح لعلم التعبير » يسترشد بها العابر »
© المقدمة الرابعة : من الذي يملك الح لتعبير المنامات .
أثبتنا تحتها أنّ هذا العلم » كسائر العلوم » بل يزيد عليها من حيث وجوب توفّر
شروط خاصة بها » وأنّ التسرّع في التأويل من باب الجهل وقد كثر في زماننا هذا +
ولاسيا في حق النساء » ولا قوّة إلا بالله .
© المقدمة الخامسة: أحكام رؤية الله تبارك وتعالى في المنام.
فصّلنا الكلام فيها على وجه جيد؛ لخلط وخبط وقع فيها قديباً وحديثاً؛ وقد
تعدّى بعض الأغمار بسببها على بعض الربانيين من العلماء الصادقين» والواقف على
© المقدمة السادسة: التنبيه على أخطاء تقع لبعض المعبّرين.
ردت تحته جملة من الأخطاء؛ عنون لها بالعناوين الاتية:
© تكلف المعبر لمعرفة وجه الرؤيا وتعبيرها.
© اعتبار المعبرين لسعود الأيام ونحوسها.
© اعتبار كثير منهم لمسألة الزمن والوقت في صدق الرؤياء
منع النساء من تعبير الرؤيا.
© التعبير بمقاربة اللفظ.
© طريقة النوم وأثرها على الأحلام.
© ترميز الأحلام.
© المقدمة السابعة: حكم الاستناد إلى المنامات والأحلام في أخذ الأحكام
الصوفيّة؛ وغيرهم» فياتوا يأخذون دينهم من الأحلام والمنامات ويعتمدون عليها
وعلى الكشف. والإلحام لتقي أحكام الشرع» والفهم عن الله ورسوله وَل وذكرنا
فيها اتفاق أهل العلم قديباً وحديثاً عل أنَّ لزيا لا تقوم بها حجةٌ في دين الله وأنها
مقصورةٌ على التحذير والتبشير؛ وتصلح للاستكناس إذا ما وافقت الحكم الشرعيّ
الذي دلت عليه مصادر الشرع الأصليّة.
وبين إفراط المعتزلةٍ والقدريّة في إنكارهم للأحلام والمنامات أصلاً؛ وردّ دلالتها من
التحذير والتبشير والاستثناس» ونحوها من الآثار المترتبة عليها.
وذكرنا أثر الشياطين في هذا الباب» وتلاعبه بالزهاد والعبّاد» مع إبرازنا لكلام شيخ
الإسلام على وجه مستقصى» وفيه ما يعجب ويشفي بإذن الله تعالى.
© المقدمة الثامئة: أحكام رؤية النبيّ 8 في المنام +
فرعنا لهذه المقدمة سبع مسائل مهمات» أطلنا النفس في الأخيرة منهاء وذكرنا
أمثلة من تراجم العلماء قديباً وحديثاً على وجه يغني؛ وسبقه في غيرها علاج أخطاء
معالجتنا هذه معول لخدم الخرافة والباطل.
© المقدمة التاسعة: حكم الكذب في المنام.
وتحتها مسائل مهمّة؛ هي:
- المسألة الأول: تعريف الكذب في المنام والتحذير منه.
كيف يقع الكذب في أجزاء النبّة؟
©المقدمة العاشرة: الرؤيا الصالحة تتحقق ولا بُد.
وذكرنا نحتها فوائد فرائد من أحوال الراثين والمعبرينء مذكورة في
كتب التراجم.
©المقدمة الحادية عشرة: الرؤيا الصادقة تأني على صور وأشكال عدّة.
ابن عباس في دم الحسين» خبر حمدية الخشاب؛ منام الملك العادل نور الدين في نبش
الملاحدة لقبر رسول الله 8 وذكرت أثناء ذلك غيرهاء وختمتها بمزيد من
المنامات والأمثلة.
© المقدمة الثانية عشرة: الرؤيا الصادقة قد يراها غير المؤمن.
© المقدمة الثالثة عشرة: الرؤيا تقع على ما عبٌّ.
وهي تابعة في بعض أحكامها ومسائلها للمقدمة (الرابعة)» وأفردناها لمزيد
أهمية؛ ولمعنى جديد لم يسبق ذكره.
©المقدمة الرابعة عشرة: آداب الرؤيا المكروهة.
وتلمّسنا ذكر الحكم والأسرار من وراء بعض الآداب.
©المقدمة الخامسة عشرة: معنى كون الرؤيا الصادقة من أجزاء النبوّة.
ذكرنا النلصوص الواردة في هذا المعنى» مع تخريجهاء وكلام العلماء في التوفيق
بينهاء وحررنا معناه وبيّنا أنّ الكافر وإن صدقت رؤياه؛ فإنه لا يتحصل على جزء
©المقدمة السادسة عشرة وهي الأخيرة : آداب القاصٌ والمعبّر.
وركوب الهوى» وما لا يرتضى.
الأهل: أنها معت بين التأصيل والتمثيل
الثافي: أنها جمعت بين الأصالة والمعاصرة.
الثالث: أنها حوت جل النصوص الواردة في التأويل» من الأحاديث النبوية» والآثار
السلفية؛ على حسب ما بلغ به اطلاعناء وترامى إلى أساعناء معزوة
لدواوين السنّة والأثر.
والحديث والفقه والأدب والتأريخ والتراجم» مما يصعب حصره وذكره في
هذا الموضوع إلا بكثرة تتبع؛ وشدة نظر» وحرص عل التقييد أثناء الجرد
والبحث والمطالعة.
الخامس: أنها لم تهمل الأخطاء التي تمارس باسم هذا العلم» والمخالفات التي يقع
والله الموفق.
ولاسيا شراح الحديث» والأئمة المبرزين.
السابع : نينا عناية خاصة بشمول الموضوع» وتغطية جميع مباحئه النظرية» ول
الأول : إبراز جهود اليهود" '" والنصارى في تفسير الأحلام» ومظانٌ نقولات
علماء المسلمين عنهم» كالقادري في « التعبير » » وابن غنام في «المعلم »”"» وبيان نقل
متأخريهم عن المسلمين؛ كالحسن بن بهلول”* في « تعبير الرؤيا » » وبيان تأويلاتهم
النظرء وجرد المطولات» وحسن الربط بين المعلومات» مع سهولة العرض» واستيعاب الجهود
(1) لواحد معاصر منهم - وهو م.ج.كيستر عناية خاصة بهذاء ونشر باللغة الإنجليزية في « المجلة
الإفك والبهتان» انظر ومضة في الرد عليه في تقديمنا لكتاب « تعبير الرؤيا » لابن قتيية.
(©) اسم كتابه المعلم على حروف المعجم 4 » انتهيت من تحقيقه على ثلاث نسخ خطيّة» وسينشر قريباً
إن شاء الله تعال .
(4) نقل فيه كلام ابن قتيبة وأكثر من ذلك» وتكاد تكون عبارته مطابقة لعبارات ابن قتيبة؛ وفعل ذلك
والأشعار» وترك مادة الكتاب كما هي؛ حتى أنه م يكلف نفسه عناء تغيير شيءٍ من عناوين الكتاب
الكتاب مطبوعٌ ضمن مجلة « المورد » العراقية (ص: ١17-177 المجلد ١7 العدد الأوّل 04 14ه)
الباطلة؛ مع تعليلاتهم الدّخيلة؛ المخالف بعضها للفطرة؛ مع توضيح فقدانها
لمقومات عدّ التأويل من العلوم المعتبرة عندهم.
والآخر: استقصاء ذكر (طبقات المعبرين)؛ وبيان جهودهم: المطبوعة؛
والمخطوطة؛ مع العناية بأماكن المخطوطات وأوصافهاء وذكر حقائق تاريخية
ثغرة في المكتبة الإسلامية؛ وتقويم وتسديد المسيرة في هذا العلم المهم» الذي أصبح
عند جل طلبة العلم في عداد الإهمال» يجهلون أصوله؛ وليس عندهم فيه إلآ ما
يطرق سمعهم» من معلومات مبعثرة غير بمحصة ولا محققة؛ وقد تمٌ وله الحمد-
استقصاء مادته وجمعها من بطون الكتب» معتمدين في تقريره على الدليل» وفق
المقرر في الاستدلال عند أئمة النظر وأهل التحقيق» والذي نرجوه أن يقع به النفع
وكتب
أبو طلحة عمر بن إبراهي مآل عبد الرحمن
الأردن -عمان
المقدمة الأولى
أحمِيَدٌ علم التعبير وعناية العلماء به
يب المتأئل في نصوص الوحيين الشريفين» أنّ ليعلم التعبير في الشريعة
وغيرهاء من أخباره 8 وأخبار أصحابه رضي الله عنهم ب ما يدل على اهتمامهم
ففي ١ الصحيحين ) من حديث سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال:
« كان رسول الله و8 يعني مما يُكثر أن يقول لأصحابه: هل رأى أحدٌ منكم رؤيا؟
وفي لفظ مسلم رحمه الله (10/ 9" نووي) قال رضي الله عنه -: « كان النبيّ
وعند البخاري )١١9/8( أيضاً من حديث ابن عمر_ رضي الله عنهيا قال: «كانوا
)١( ذكر الدكتور إبراهيم الأدهم في كتابه 3 تفسير الأحلام » (ص: 17) أنّ الوم والتعبير» والرّؤياء
كتبه عبد الجبار محمود سامرائي في مقالته الطويلة « الرُّؤيا في القرآن الكريم » (ص: 8 ضمن مجلّة
« المورد » العراقية ج١٠ عدد .)١
(1) رواه البخاري - رحمه الله - (174/18 فتح) وبرّب عليه بقوله: « باب تعبير الرّزيا بعد صلاة