الفصل الأول : التعريف بالمؤلف
وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : عصر المؤلف
المبحث الثانى : سيرة المؤلف
المبحث الثالث : شيوخه وتلاميذه
المبحث الأول
عصر المؤلف
نقصد من التعريف على عصر المؤلف ؛ معرفة الزمن الذى عاش فيه لان
له تأثير؟ مباشرآ على شخصيته ؛ ومن هذا المنطلق لابد من الكلام عن
وقد عاش الخبرى حتى نهاية عام 477 ه وبالرجوع الى المصادر التى
تؤرغ لهذه الفتره وماسبقها بقليل » نجد أن الفتن قد عمت العالم الإسلامى
فى ذلك العصر » وبالاخص العراق وفرسان أو مايسمى بالمشرق الإسلامى
وهو مايمكن أن يتأثر به المؤلف عبدالله بن ١ براهيم الخبرى لآنه من
لم أستطع تحديد الفتره التى عاشها الخبرى ٠ حيث أن مراجع
التراجم التى كتبت عنه لم تذكر سنة مولده ٠ وكل ماعثرت عليه فى الكتب
المختصه فى علم الرجال هو أن وفاته فى ١7 ذى الحجه لعام 4776
وبالرجوع الى العصر السابق لهذه الفتره + نجد أن جميع المؤرخين
ذكروا فيها من الفتن ٠ وسوء الحال الشىء الكثير ٠ ومن أعظمها فتثة
البساسيرى ؛ حيث اجتاح بغداد وكثر النهب و القتل وانتشرت الامراض
و الجوع ونهبت دار الخلافه +
الفتنةل1 ٠ بغداد ليس بها أحد من المقاتله فعزم الخليفه على
الخروج منها وليته فعل ؛ ثم أحب داره والمقام مع أهله فمكث فيها
إغترارآ ودعه ؛ ولما خلى البلد من المقاتله قيل للناس من أراد الرحيل
من بغد اد فليذهب + فإنزعج الناس وبكى الرجال والنساء
والأطفال + وعبر كثير من الناس الى الجانب الغربى + وبلفت المعبرة
دينار ١ ودينارين لعدم الجسر +
أعلام مكتوب عليها اسم المستنصر بالله أبوتميم معد أمير المؤمنين +
شديد » ونزل بشر بن بدر ان فى نحو مائتى فارس على مشرعه باب البصره +
وكان البساسيرى قد جمع العيارين(') وأطمعهم من نهب دار
قاضى القضاه الد امغانى ؛ وتملك أكثر السجلات والكتب الحكميه وبيعت
للعطارين ونهبت دور المتعلقين بخدمه الخليفه +
واعادت الروافض الاذان يحى على خير العمل وأذن به فى سائر
وخطب ببغد اد للخليفه المستنصر العبيدى على منابرها وغيرها وضربت
له السكه على الذهب و الفضه +
وحوصرت دار الخلافه فجاحف الوزير أبوالقاسم ابن المسلمه
الملقب برئيس الرؤساء بمن معه من المستخدمين دونها ؛ فلم يفد ذلك شيئا
فركب الخليفه بالسواد والبرده وعلى رأسه اللواء وبيده سيف
مصلت ٠١ نهبت العامه دار الخلافه فلايحص ما أخذ متها من
وفى هذا العام توفى شيخ الخبرى - الحسن بن محمد بن عبد الله
الونى - وتأثر أكثر من وفاته فقال فى آخر المخطوطه عته مائصه 1 +
و أمور تتقلب فى احوالها وقدر ا دقت على بكل أثقالها من نوائب الزمان +
وفقد الشيوخ والاخوان وتكبات أزهبت تعاليقى فى هذا العلم وكتبى
التى حاز بها قصب السبق على من تقدمه ؛ ومهد فيها هذا ١
وختم الله له بالشهاده عند نهب دار الخلافه من سنة خمسين من ذى
لم أظفر منها مع شده الطلب والتتبع لمن أغار عليها وانتهب الا بمثل
تعريسة الفجر أو كالقطره فى البحر لاتشفى عليلا ولاتروى غليلا + فأورثنى
)١ العيارون : هم قطاع الطرق بالتهب والسلب
وقصور ا مع ضعف أمل وقلة نشاط وجدل ٠000 ]11
يتبين من الناحيه السياسيه مافى عصر المؤلف من الفتن ١ الأمر
وعدم الإستقرار ؛ وبهذا نجد إجماع المؤرخين بأن هذا العصر ظهر فيه
الفتن وإنتشار الامراض + ولم يأمن الناس على أنفسهم وأموالهم
و أهليهم من عبث العابثين وقطاع الطرق ؛ وبهذا تتأثر التاحيه الإجتماعيه
تؤثر ا عظيما لإرتباطها الوثيق بالأمن والإستقرار )71) +
لايتطور علميا ولايبدع فى فنون العلوم المختلفه ٠ لكن ماحصل فى عصر
المؤلف كان ثمره جهد سابق ؛ فكانت هذه الفتره من أزهى العصور العلميه
فى الثقافه الإسلاميه ؛ حيث ألف العلماء فى أكثر العلوم وترجمت بعض
العلوم الاخرى من الفرس والروم ء وفى مقدمة ذلك تدوين السُنَة
المطهره + وجمعها على يد أئمة الست ؛ وظهر علم الجرح والتعديل +
وكذلك الأمر بالنسبه الى علوم القرآن الكريم ؛ فقد فسر القرآن تفسيرا
الدقيقه ؛ وورث الناس عنهم هذا العلم ١ وبرز الأدباء وكثر التأليف فى
مجالات شتى ٠ وخلاصة مايمكن وصفه فى هذه الفتره ؛ ماذكره أحمد أمين
فى قوله : 0001 أخذ علماء هذا العصر مائقله المترجمون فشرحوه
كل فرع من فروع العلم فاستقلوها ]1
)١ ينظر - آخر هذا الكتاب المسمى بالتلفيص للخبرى
؟) ينظر - البدليه والنهايه 24/17 ظهر الإسلام لاحمد أمين 40/1
؟) ينظر - كتاب ظهر الإسلام لاحمد أمين 197/1
المبحث الثانى
سيرة المؤلف
هو : عبد الله بن ابر اهيم بن عبد الله أبوحكيم الخبرى *
و الخبرى : نسبه الى خبر بفتح الخاء المعجمه وسكون الباء الموحدة
لم أقف على سنة مولد أبى حكيم الخبرى ؛ وكلما يذكر عنه أنه ينسب
الى خبر ؛ وهى ناحيه من نواحى شير از كما تقدم ولعله ولد بها ؛ ثم سكن
درب الشاكرين بيغد اد *
مكار
كان عبدالله الخبرى بارعا فى علم الفرائض والحساباء والادب +
و اللغه وكان يكتب الخط الحسن ؛ ويضبط الضبط الصحيح ؛ وكان مرضى
الطريقه ؛ سمع الكثير وحدث باليسير » يأكل من كد يده ؛ حيث روى أنه
يكتب المصاحف بالأجر » ولم يرد أنه أخذ أعطيات من الدوله ؛ وسمع
الكثير من مشايخ زمانهر ؟) +
)١ ينظر - طبقات السبكى 35/0 معجم البلدان 344/9 معجم الإدياء 17/17التجوم الزاهرة
40 شذرات الذهب 307/7 روضات الجنات 414 أنياه الرواه 44/7 الانسان هذ١ سير أعلام
النيلاء 084/168 الإستدراك 168 المنتظم 49/4 طبقات ابن هداية الله 177-1773 طبقان الاسنوى.
1١ اللباب 313/1 هدية العارفين 107/١ كشف الظنون 174-777 تلخيص ابن مكتوم ع
) ينظر - الاتساب 318/9 أتياة الزواة 44/9
الفرائض ؛ وهو هذا الكتاب ؟- شرح الحماسه لابى تمام ٠ وشرح عدة
دواوين *- كديوان البحترى 4- وديوان المتنبى ه- وديوان الرضا
الموسوى ؛ وغير ذلك)ر١) +
أجمع المؤرخون عنه أنه كان يكتب بالمصحف ذات يوم ؛ فوضع القلم
من يده و استند » وقال : و الله ان هذا موت طيب هنىء ثم مات +
وقيل أن وفاته عام 484 ه (1) +
وقيل عام 4١ ه (؟) +
الشقاق ؛ وهما أوثق من غيرهم للقرب منه (1) +
)١ ينظر - طبقات السيكى 19/8 والمصادر السابقه
؟) ينظر - شترات الذهب 307/9
) ينظر - طبقات السيكى 35/8
المبحث الثالث
من المعلوم أن الإنسان يستفيد من كل من قرأ عليهم واستفاد من
مصنفاتهم ؛ وقد يتأثر المتعلم بكتب أحد العلماء وان لم يكن فى عصرة +
ولكن المشهور عند الاكثر ان المقصود بكلمة ( الشيوخ و التلاميذ) هم من
استفاد المترجم له منهم مباشره بالتلقى عنهم و الاستفاده منهم + وكذلك
انمونجا من شيوخ وتلاميذ الخبرى حسب ماذكرته مصادر التراجم مع
١ - ابراهيم بن على بن يوسف » المكنى أبا إسحاق » و الملقب بجمال
الدين ولد عام 3483 ه فى بلدته فيروزباد(١) ؛ وهى مدينه جور الواقعه على
بعد (5١١كم) جنوب شيراز وفيها نش وبدأ تحصيله العلمى ؛ ثم رحل الى
شيراز +
ذكر أنه من شيوخ الخبرى كما ذكر : ناسخ المخطوطه وفى سير أعلام
النبلاء؟) » توفى أبر اهيم بن على عام 2 ه » له مصنفات عده منها ؛-
نبيه + و المهذب فى الفقه ؛ والنكت فى الخلاف ؛ واللمع وشرحه +
و التبصره فى أصول الفقه ؛ و المُتخص والمعونه فى الجدل ؛ وطبقات
الفقهاء » وتُصح أهل العلم ؛ وغير ذلك(؟)
3 - أبوعبد الله الحسين بن محمد الونى الفرضى الحاسب ٠ ذكر أثه
كان إماما فى الفرائض + وله فيها تصانيف كبيره أجاد فيها ؛ قال
؟) ينظر - سير اعلام النبلاء 004/18
شترات الذهب ٠14/9
؟) يتظر - سير أعلام التبلاء 004/18
0) ينظر - وفيات الأعيان 194/7
701/4 ينظر - السيكى ١
كان يمليه على من مصنفاته الكثيره التى حاز بها قصب السبق على من
بالمكنه والفراغ ؛ وماإجتمع عنده من كتب الفرائض القديمه والمحدثه +
البساسيرى عام ته ه(ا) +
© - أبومحمد الحسن بن على بن محمد بن الحسن الشيرازى ؛ ثم
البغدادى الجوهرى المقنعى ؛ ولد فى شعبان 368 ه وتوفى فى ذى القعده
؛ - أبوعبد الله الحسين بن احمد بن محمد بن حبيب القادسى ١ ثم
١ - أبوالفضل محمد بن ناصر بن محمد بن على بن عمر السلامى
البغدادى الحافظ الأديب المعروف بالسلامى + ذكر الذهبى أنه تربى
يتيما فى كفالة جده لامه الفقيه أبرحكيم الخبرى ؛ ولد فى شعبان سنة
0 ه وتوفى ٠8 شعبان توه ه(ء) +
؟ - آبوالعز احمد بن عبيدالله بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن
احمد بن حمدان بن عمر بن عيسى بن ابراهيم ابن صاحب النبى عَلِله
عتبه بن فرقد السلمى العكبرى ؛ المعروف بابن كادش أخو المحدث أبى
ياسر محمد +
ولد فى صفر سنه 7©؛ ه وتوفى فى جمادى الأولى اسثه ١ه هاء ذكر
)١ ينظر - خاتمة كتاب التلخيص طبقات السبكى 314/4 البدايه والنهايه 40/17 وسير أعلام
الثبلاء 44/18
؟) ينظر - سير أعلام النبلاء 14/14 ؛ 084 اليدليه والنهايه 48/18 شدرات الذهب 348/9
؟) ينظر - سير أعلام النبلاء 11/18 2 008 بيزان الإعتدال 014/1 الاتساب 10/1١ العير
؟/ وشترات الذهب 118/7
ينظر - سير أعلام الثبلاء 374/7١ وفيات الاعيان 143/1 البدايه والنهايه 317/17 والمنتظم
لصحا
ه) ينظر - سير أعلام النبلاء 084/18 004/19 المنتظم 34/1١ وميزان الإعتدال118/1 البدايهة
© - أبوعبد الله الحسين بن احمد بن شقاق البغد ادى ؛ ويذكر البعض
الشقاف ؛ و الصحيعح الشقاق كما فى أول المخطوطلل أ) وهى من روايته +
؛ - عبد الملك بن ابر اهيم الهمذانى ؛ ولد سنه نيف وعشره و أربعماثه
ومات فى رمضان سنة 444 ه » قال السبكى (وعليه تفقه أبرحكيم الخبرى)
ويظهر لى أنه من أقر اثلر) +
771/1١ ينظر - طبقات السبكى 177/7 والمنتظم 148/9 والكامل )١
167/17 ؟) ينظر - طبقات السبكى 19/7 117/8 وسير أعلام التبلاء 31/19 والبدايه والقهايه