ببسيس سس ست
أخطاء في الترجمة نفسها ء
فادحة. إنه أكرم مسؤول.
القارئ ما أناقشه من الأفكار الاستشراقية من «دائرة المعارف الإسلامية
القرآن الكريم
في مادة «قرآن» يدعي بوهل أنه ليس هناك إجماع بين المسلمين على نطق هذأ
اللفظ (). وهو كلام لا أساس له من الصجة. وكل ما يقصده الكاتب بهذه العبارة
مهموزة أو بتسهيل الهمزة, وقد استقر الأمر على
وهذا؛ كما ترى؛ كلام لا ينهض على أساس, ويستطيع أي جاهل أو معاند أن
يقول مثله كثير . لكن السؤال في مجال العلم دائمًا هو: أين الدليل؟ وما السبب الذي
أيظن ذلك المستشرق أن هذا الكلام السخيف يجوز في عقل أحد؟ كيف .و
كان يدث ذلك لشنّع به الكفار على النبي صلى الله عليه وسلم وأبدى المسلمون
استغرابهم على الأقل وتساموا عن السبب الذي جعل الرسول يغيّرَ نصوص الوددي
(7) 1/175 (وقد وقع خطأ مطبعي فيما يبدو في ترجمة د. راشد البراوي؛ إذ كتب كدة
1/144 ؛ حيث يقول نفس الكاتب إن ما كان يسمعه الرسول عليه السلام ذن
بعد ذلك.
في الحال. وعندنا حادثة ارتداد عبد الله بن سعد بن أبي السرح, الذي كان من كتاب
الوحي في مكة, وادعى أنه كان يغيّر فواصل الآيات حين كتابتها فيجعلها «غفور
السماء ذا فواصل منذ البداية لا أنه كان مُرُسَلا ثم أعيدت صياغته في قالب من
السجع بعد ذلك. وإن اتهام الكفار له صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر وقولهم إن
القرآن شر لما يعضّد هذاء إذ إن الفواصل في النثر تقابل قوافي الشعر» وهو ما
استغلته قريش في دعواها وإيهامها الناس أن الوحي الذي جاعم به الرسول ما هو
بوهل نفسه. فهل يتصور بوهل إمكان تقسيم القرآن على هذا النحو لو لم تكن هناك
فيما يدّعون أنه وحي أَوُحيٌ إليهم دليل على أن القرآن قد نزل منذ البداية هكذا » وإلا
لأتى بعضهم على الأقل بكلام منثور مرسل قائلين إن هذا هو الأسلوب الذي كان
ينزل به الوحي على محمد قبل أن يغيّره ويعيد صوغه. ثم ما الذي يجعل محمد
للرسول عليه السلام أن قل ما يَكُون لي أن تلق نسي إن أن ما
يُوحَى لي 04. : يمر هذا الذي زعمه بوهل دون أن يثير سخرية الكفار ودهشة
أول مرة؛ إذ يصوغه من جديد بذلك الأسلوب المختلف تمامًا؟ وأخيرً. هل عثر وهل
«أسباب النزول» للسيوط ي/ سبب نزول الآية 4 من «الأنعام».
على شيء من نصوص الوحي الأصلية (حسب زعمه) جعله يقول ما قال؟ أم على
وإلا فما الذي يمكن قوله في رجل يأتي بعد أربعة عشر قرنًا فيدعي حدوث أشياء
الأنحاء» إن العجيب أن يقول بوهل إن القرآن حين نزل لم يكن ذا فواصلء مع أن
المستشرقين يتهمونه صلى الله عليه وسلم بأنه كان يسجع في القرآن (أي أول نزوله)
ويظن بوهل أنه قد عثر على مشكلة مستعصية الحل حين يقول إنه لا يمكن
التوفيق بين فكرة وجود أصل للقرآن محفوظ في السماء وما وقع في القرآن من
نسخا, مع أنه لا مشكلة في الأمر البتة إذ إن الله سبحانه يعلم كل شيء قبل
وقوعه, وعلى هذا فالأصل المحفوظ للقرآن في السماء يتضمن الناسخ والمنسوخ قبل
البشر ويتصوره لا يعلم شيئًا إلا بعد حدوثه؟ أهذا هو مبلغ تصور الله عند من
يتصدى لمعالجة هذه القضايا الخطيرة؟
الكاتب أنه قد عشر على مشكلة أخرى يحرج بها المسلمين حين
الأنبياء السابقين أساسها جميعًا الكتّاب المحفوظ في السماء يدل على أنه لم تكن
لديه فكرة عما في هذه الكتبا). يريد أن يقول إن كثيرا مما جاء في الكتاب المقدس
(1) نفس الصفحة والذ
الواضح أن بوهل يتجاهل ما قرره القرآن من أن أهل الكتاب قد عبشوا بكتابهم
العهدين القديم والجديد هما وحي إلهي؟
تصارع هو ويعقوب وأن يعقوب قد تفوق عليه. أو أن نوا قد سكر وتعرت عورته
وتقديم القرابين لهاء أو أن داود قد زنى بزوجة قائد جيوشه وجاره ثم لم يكتف بذلك
فتآمر على التخلص منه حتى يخلو له وجه امرأته وتم له ما آراد؛ أو أن الله (الذي هو
الملسيح) قد ظهر لبولس في السماء قبل أن يتنصر وعاتيه على اضطهاده له؟ أم هل
للخليقة ولأمتهم بالتفصيل الذي نراه في كتابهم المقدس وبالأخطاء الكثيرة والشنيعة
التي يعرفها من له إلمام بذلك الكتاب هو وحي إلهي؟ أم ترى استحال الله مؤرخًا لبني
.©١ أم هل يريدنا بوهل أن نعتقدب أن
سليمان قد عصاه فتزوج من الأمم الآ.
الخاصان بالتوراة والا: في «الفصل في الممل والنحل» لابن حزم. والبابان الأول والثاني
من الجزء الأول من كتاب «إظهار الحق» لرحمة الله بن خليل الرحمن الهندي؛ الذي ساق
كثيراً من أقوال العلماء الغربيين وأشار إلى عدد كبير من دراساتهم في هذا السبيل. وق
إن ما يقوله القرآن هو أن دعوة محمد عليه السلام لا تختلف عن دعوة إخوانه
من الأنبياء والمرسلين, فكلهم يَدْعون إلى الإيمان بالله ووحدانيته وقدرته وعلمه
الشامل المحيط وياليوم الآخر بما فيه من حساب وثواب وعقاب, ويحضون العباد
على الفضائل والأخلاق الكريمة من صدق وعدل وتعاون وتراحم وجد وعمله
ويعلمونهم أن كل نفس بما كسبت رهينة. وينهونهم عن القتل والزنا والظلم والكذب.
أما إذا قرأنا في الكتاب المقدس عن أنب
بني إسرائيل أنهم كاتوا كذابين وزناة
وقتلة وغدارين وأن منهم من صنع الأوثان وعبدهاء أو أن ذنوب الآباء يرثها الأولاد
وادَعَوَا أنه من عند الله كما ذكر القرآن الكريم!). إذ لا يعقل أن يكون هذا وحيًا
المسلمين في كمال أسلوب القرآن لا يوافق عليها كل من له بعض الإلمام بالأساليب
وشيء من الذوق الأدبيء وأن ما فيه من أخطاء تعبيرية مرجعها إلى أن الرسول عليه
السلام هو أول من حاول التعبير عن الأفكار التي في القرآن!').
أورد ابن حزم رحمه الله عشرات الأخطاء التي لا يمكن تأويلها بحال أو المماراة فيهاء
ويجد القارئ في كتابي «موقف القرآن الكريم والكتاب المقدس من العلم» (١؟- 40) أمظة
مما أظهره ابن حزم وعدد من الدارسين الغربيين من أخطاء وتناقضات في الكتاب المقدس
انتهت بعلماء دينهم إلى القول بأن الوحى فى ذلك الكتاب إنما ينحصر فى الفكرة العامة؛
وكنا نحب أن يدلنا ذلك المستشرق على شيء من هذه الأخطاء حتى يمكن
مناقشة كلامه هذا . أما إلقاء الدعوى هكذا والإسراع بالانصراف فإنه يغل أيدينا عن
ذلك" وهل يظن من له مسكة من عقل وتفكير أن الكفار كانوا سيسكتون لو كان
في القرآن أخطاء أسلوبية, وهو الذي قد تحداهم إلى الإتيان ولو بسورة (أيّ سورة)
المنافسة والتقليد لا أنه كان ف
أخطاء كما يزعم هذا الأعجمي الذي قد تجاوز قدره
تجاوزا مزريا. إن أسلوب القرآن هو المدرسة التي تخرج فيها أصحاب الأساليب
الفحلة في الأدب العربي من مسلمين, وغير مسلمين أيضًا كالصابي وم زيادة
ومكرم عبيد. فكيف فقد بوهل عقله على هذا النحو وادعى هذه الدعوى السمجة؟
يقول الكاتب النصراني نصري سلهب عن القرآن: «الواقع أن هذا الكتاب
لسحر حلالء بل إنه دنيا من سحر. وإنه من المستحيل على غير العربي أو على غير
كان القرآن قمتهاء فهو قمة القمم... وليس القرآن بلاغة كلمة وجمال لغة فحسب.
إنما هو لحن أزلي بل أنشودة خالدة فيها من الموسيقى ما يطرب ويدني من السماء.
)١١( لمن شاء أن يرجع إلى الفصل الشالث من الباب الأول من كتابي «المستشرقون
والقرآن» حيث يجد دعاوي لبلاشير حول أخطاء أسلوبية في القرآن وردودي على هذه
الدعاوى بما يكشف جهل صاحبها ومجازفاته. وهناك أخطاء أخرى تشبه هذه في الدلالة
عبد الجليل شلبي ١19( وما بعدها). وقد ادعاها على القرآن بعض الأقباط وأدحضها وبين
جهل مدعيها الدكتور ث
صوره. وهدهدة كلماته, ورائع سجعه. وإذا قُدّر له صوت شجي جميل يتلو بعضًا من
آياته فلا أعتقد أن عربيًّا. مهما بلغ من الوقار, بوسعه أن يتمالك عن إطلاق تعابير
الإعجاب عالية. معبْرا بها عن طربه بل عن نشوته... وهذه التاحية عن عظمة القرآن
ليعجز غير العربي أو غير مالك ناصية العربية عن تقديرها واستيعابها 1196
هذا ما يقوله كاتب عربي غير مسلم يتذوق الأساليب ويستطيع التفرقة بين
ويرى بوهل فيما جاء في القرآن من أن عدم مشاهدة النبي بعض الحوادث
التاريخية القديمة, كحادثة إلقاء زكريا ورجال المعبد أقلامهم اقتراعًا لمعرفة من منهم
يكفل مريما"'!؛ هو دليل على أن ما رواه عن هذا الأمر وحي إلهيء يرى يوهل في ذلك
والحقيقة أنه لا سذاجة في هذاء إذ إنه إما أ
السلام بدعوته حتى الآن لم نسمع أن أحدا من معاصريه قد انبرى يذكر أنه هو
بالتعلم منهم؟ فأي فشل وخسران أفدح مما باء به أولئك المتهمون ومن جرى وراءهم
وعلى رأسهم المستشرقونا هذا هو وضع القضية ببساطة شديدة, فأين السذاجة في
البرهان الذي أتى به القرآن؟)
سنجل فإن المسلمين في أوائل الدعوة لم يكونوا متنبهين لاهمية ما يتلوه عليهم
أما على أي أساس قال بوهل ذلك فلا أساس البتة, وإنما هو كلام مجرد
كلام. ترى أيمكن أن نتصور أن ينشق أوائل من آمن بالرسول على قومهم ودينهم
وأسلوب حياتهم معرضين أنفسهم للهلاك بسبب القرآن ثم هم مع ذلك لا يتنبهون
فرض أن الرسول لم يكن يأمر بكتابة كل وحي يتلقاه. أما وقد كان الرسول يفعل
ذلك فإن كل ما قاله ذلك المستشرق يصبح مجرد فقاعات صابونية لا قيمة لها. وقد
كان حول الرسول وهو في مكة عدد من الصحابة القارئين الكاتبين كأبي بكر وعثمان
وعلي والزبير بن العوام والأرقم بن أبي الأرقم وعبد الله بن أبي بكر الصديق وطلجة
بن عبيد الله وأبي عبيدة بن الجراح وأبي سلمة وعبد الله بن سعد بن أبي السرح!0“)
ولعل هذا هو السبب في تكرر تسمية الوحي المحمدي في القرآن الكريم «بالكتَّاب»
)١7( سبق أن عالجت هذه المسالة بشيء من التفصيل في كتابي «مصدر القرآن- دراسة
ات المستشرقين والمبشرين حول الوحى المحمدى» ١١١ وما بعدهاء
)١( انظر اين حديدة الأنصاري/ المصباح المضيٌ في كتاب النبي الأمي ورسله إلى ملوك
الأرض من عربي وعجمي/ :14//١ 33 04 41 114 0134 144 ود. محمد مصطفى