حسنا.. لقد أردت التمهيد فحسب» والآن يا صديقي العزيز عليك أن تعلم أن الله تعالى
ل يذكر اسم الجبار إلا في موقع واحد ضمّن بجموعة من الأسماء الحسئ. استمع معي
لقوله سبحانه في سورة الحشر:
- وعليك أن تعلم أن اسم الجبار هنا في الآية تع أنه صاحب السطوة التي يخضع
و "المتكبر"؛ وهي دون أدن شك صفة مطلوبة لتهديد الطغاة المستكبرين في سائر
بقاع الدنيا بغير حق؛ وذلك كي يعلموا حجمهم في مقابلة قوة الخالق الذي لا يعجزه
شئ في بقاع الأرض أو في علياء السماء.
قال محدثي:
قصد يوسف عليه السلام أن يقارنا بين آلهتهم المزعومة وبين الله جل ثناؤه وتعالت
أسماؤه» كما أنك ترى في سورة (ص) حين يأمر الإله العظيم رسوله أن ينفي عن نفسه
باب مُحَفَرَ
أي صفة من صفات الإلية؛ وأن الإله الحق هو الله الواحد القهار» فقد ورد في
الأسماء قد وضعت في سياقها كي تحقق معن معيناً وتظهر هدفاً بذاته.
وردت هكذا "ذو انتقام" وذلك في سياق الوعيد للمشركين والكفرة والظالمين في
مواقفهم من الأنبياء والمرسلين» ولقد ورد في سورة إبراهيم:
5 ثم أنك لتجد أن خطوط المنهج القرآي الكريم في بناء الفرد والمجتمع لا يتصل أبداً
بأي معنى من معاني العدوان أو التشدد أو العنف أو الإرهاب حى تطلقون عليه
مصطلح "موفياً الإسلام"!! بل هو في كل خطوط مناهحه يفيض رحمة ولطفاً
وتأمل معي أيها المستشرق قوله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام:
قال ث#: "جعل الله الرحمة ماثة جزء فأمسك عنه تسعة وتسعين وأنزل في الأرض
جزءً واحداً فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حى ترفع الدابة حافرها عن ولدها
حشية أن تصيبه".
هذا هو إله المسلمين الذي يحمل صفات الرحمة والكمال والعلو والتتزيه في ديانة "
ذاكرتك إلى العهد القدم حيث تقراً: أن الإله يتعارك مع يعقوب فيكسر له يعقوب
قت (1. الاق الإسلا يا ضاح كمال ملق يمع الصنات؛ ف رالوس
وعليك أن تتذكر دوماً: "ليس كمثله شئ"؛ وأود أن أبين لك حقيقة على جانب
كبير من الأهمية؛ ألا وهي: أن المسلم يعتقد اعتقاداً راسخاً بأن الله موجود داخل نفسه...
-.ء. جمعى أن المسلم - المسلم الحق - يعتقد اعتقاداً راسخاً بأن الله جل شأنه موجود في
كل شئ حيّ فعال» بل هو موجود في كل شئ كائناً من كان.
إحساسه بوجود الخالق سبحانه وتعالل؛ وناهيك عن أثر ذلك الأمر عندما يستغرق وعيا
وذاكرة وإرادة وتنفيذا» سواء في شعونه الخاصة» أو في شئون غيره من سائر المخلوقات
ومن أصدق من الله قيلاً يا صاح؟!!! من؟!!
- ولقد جاء السلام يا صديقي عنواناً على "جنة الخلد" في الآخرة فأطلق عليها "دار
- ألا ترى معي أن السلام هو شعار الحياة الإسلامية..؟! وأن المسلمين كما ورد في
قَالُواً سلما وأخياً فليعلم من تعاطى مهاجمة الإسلام صناعة وغرّ به الغرور وظن
© أن قبول الثوبة ومغفرة الذنوب في الإسلام رحمة. أي رحمة!!
٠. وأن التيسيز في التشريع الإلهي في هذا الدين الحنيف رحمة. أي رحمة!!
© وأن النبوة رحمة لأن بها بيان الحق من الباطل والهدى من الضلال.
© وأن البعث في الآخرة رجمة؛ فقد جعل الله للمرء موعداً للقائه لن يخلف» فتنجلي
فيه الحقيقة الكبرى» ويقدم كل إنسان كتاب أقواله وأفعاله لا يغادر صغيرة أو
وفي اليوم التالي تساءل أستاذ اللغات الشرقية:
- ورسولكم محمد.. ألم يكن رجل عنف ورجل حرب»؛ نشر الإمان والإسلام عن طريق
لشخصه الكريم ما لا يليق تحت شعار حرية الرأي» واسمح لي أن أعزو ذلك لسبب
بسيط للغاية.
فقد استطاع ني الهدى أن يقوض الفكر الغربي من أساسه! فيما يتعلق بخصورص
مركزية الإنسان.
وتساءل على الفور أستاذ اللغات الشرقية.
- لقد كانت نظرية الغرب عامة تقوم أساساً على مركزية الإنسان والي بدأت سلفاً في
التشكل في عصر النهضة ورسخت مبادئها إيان الحروب الصليبية الي كانت يمثابة رد
فهل جماعي تقوم به أوروبا الجديدة» ولقد نقل ني الحهدى هذه المركزية لمحبة الله
- لقد اتفقنا على أن الخلاف لن يفسد ما بينناء سأشير عليك بالرجوع إلى الكاتبة
البريطانية كارين أرمسترونج فعندها المزيد في ذلك» وكذلك مارجلوت 1004ع:18
- وما الرأي في غزوات رسولكم وسراياه؟!!
- حمناً سأحدثك عنها لترى العجب العاحب ولكن لتعلم مقدماً أن الرسول كان
طول عمره يكره سفك الدماء ولو بالحق..!! قال:
- وإني لمتشوق لذلك.
- إن بجموع الغزوات الب غزاها الرسول سبعاً وعشرين غزوة حارب في تسع منهاء
- ولعلك تعجب إذا علمت أن الرسول لم يسمّ هذه الحروب باسم يدل على تعطشه
للدماء كما يقول المستشرقون» كأن يقول على سبيل المثال: "سفك دماء" أو "قطع
رقاب" أو ما شابه ذلك» وإنما أسماهاء المشقة. ولم يجعل ذلك ركنا من أركان الإسلام
أما عن السرايا فقد كانت مهمتها رصد أخبار العدو واستجلاء أمره؛ وهي تقدر
بثمان وثلاثين سرية , وهنا قال حدثي:
- ولكن دعي أقول أن المسلمين بعد استقرارهم بالمدينة قاموا بعدة حروب هجومية على
مخالفيهم من أجل نشر الإسلام بالقوة الجبرية المطلقة. فما رأيك؟! . وأجبته بقولي:
- دعي أولاً أن أوضح لك حقيقة على جانب كبير من الأهمية فلقد وردت في كتاب الله
آيات تزيد على مائة وعشرون آية تفيد كلها أن نشر الإسلام أساسه الإقناع
الخيار المطلق فإما أن يقبلوها أو يردوها. ولا شك أنك يا أستاذ اللغات الشرقية تعلم
تماماً أن رسول الإسلام قد اعترف بوجود اليهود في المدينة وعقد معهنم عقود الصلح
والمهادنة» واسمح لي أن أذكرك هنا بأن تقرأ كتاب القائد العسكري الكندي المدعو
ولسيم غاي كار والذي أطلق عليه: "اليهود وراء كل ركة"؛ كي تعرف من الذي
خان عهود الرسول بل وغير الرسول عبر التاريخ كله.
- نعود للغزوات.. ألا ترى معي أنما كانت من أجل المال وتحقيق مغانم مادية؟!
- لو كان الأمر كذلك لاعترض المسلمون جميع القوافل الي تمر على يثرب وهي تربو
كفار قريش على كافة ممتلكاتهم» وبهذا أصبح من حق المهاجرين المسلمين استردادهاء
مواقع تمهيدية لاسترداد الحقوق. هذه المواقع هي:
© بدر الأولى.
لذا فهم ليسوا قطاع طرق كما يدعي بعض المستشرقين؛ وحسبي أن أرد بالقول: إذ
كانت غزوات الرسول من أجل جمع الغنائم والأموال» فأين هي هذه الأموال يوم أن توق
ولم يترك لأهل بيته - وهو حاكم أكبر دولة في الجزيرة العربية:. لم يرك ديتاراً واحداً
أرضه فقد تركها صدقة لابن السبيل والمحتاج.... لم يكن يملك رسول المسلمين سوى
وإنه يمكنك أن تقول عن تلك الغزوات أنها وقائع حربية خاضها رسول الإسلام من
أجل الدفاع عن الإسلام وأرض الإسلام وأعراض المسلمين,» ولقد نصر الله المؤمنين
في كافة هذه المعارك وفق النص القرآن من سورة الروم: وكار حَقَا علا
) فالسلم في الإسلام أصل من أصول والحرب في طبيعتها شئ طارئ.
المدينة؟!... تلك المدينة الفاضلة الي أسسها المصطفى والي حقق فيها أحلام وخواطر
الحكماء والمفكرين واللصلحين؛ حيث تكامل التشريع مع التقنية؛ ثم التقنية مع
دعني أقول لك إذا كان الأمر كذلك فلماذا لم يدخلها الكفار وقد كانت دون
دفاع يذكر» ولو كان الأمر كذلك فلماذا تعقب المسلمون "الكفار" في اليوم التالي حىق
موقع حمراء الأسدء ثم سؤال جوهري: هل يثبت المغلوب في أرض القتال في حين يولي
المنتصر الأدبار والفرار؟!! وهل عادا المشركون بأسير مسلم» أو أية غنائم أخرى؟!