: كتاب الل نا
بهما اب الله و .
فالحديث النبوي إذن شقيق القرآن الكريم؛ وكلاهما وحي من الله
بالتبليغ عنه ورغبهم ذ ال عليه الصلاة والسلام: «نضر الله امرءاً
بفقيه؛ ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه!*؛ وبشرهم باستمرار
سلسلة الرواية وبقاء الشريعة فقال عليه الصلاة والسلام: «تسمعون
نقلة الحديث والعلم والدين. يروي أبو سعيد الخدري رضي الله تعالى
عنه عن رسول الله فَِةِ أنه قال: «سيأتيكم أقوام يطلبون العلم. فإذا
رأيتموهم فقولوا لهم: مرحباً مرحباً بوصية رسول الله كيةِ واقنوهم» أي
ولكن الاشتغال بالحديث النبوي الشريف ليس بالأمر اليسير بحيث
)١( الحديث صحيح» أخرجه ابن ماجه في مقدمة سئنه برقم ١١ من حديث المقدام بن
معديكرب رضي الله تعالى عنه.
الحديث صحيح؛ أخرجه مالك في الموطأ برقم 844 من حديث جابر رضي الله عنه؛
والحاكم في المستدرك 48/١ من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه
رضي الله تعالى
() أخرجه ابن ماجه في سئنه برقم 747: والحديث بمجموع طرقه صحيح
خصها الله سبحانه وتعالى بمنه وفضله؛ ووهبها من المعرفة والحذر واليقظة
ما يصونها من الوقوع في الخطأ والزلل» إذ الخطأ فيه كبير الخطر والزلة فيه
جسيم الخطبء؛ لأن ذلك يعني نسبة ما لم يصدر عن رسول الله إليه +
أو التقصير في تبليغ أمر شرعي على وجه صحيح مطلوب؛ ولذلك كان
السلف الصالح رحمهم الله تعالى يتحرون في هذا الشأن أشد التحري؛
ويتوقون في هذا المجال غاية التوقي؛ وفيما يلي نماذج تبين توقيهم
وتحريهم ٠
يقول عمرو بن ميمون رحمه الله تعالى: ما أخطاني ابن مسعود
رضي الله تعالى عنه عشية خميس إلا أت : فما سمعته يقول بشيء
يقول محمد بن سيرين رحمه الله تعالى: كان أنس بن مالك رضي الله
رسول الله كلق .
يقول عبدالرحمن بن أبي ليلى رحمه الله تعالى قا لزيد بن أرقم
رضي الله تعالى عنه حديثاً عن رسول الله كه قال: «كبرنا ونسيناء
والحديث عن رسول الله كي شديد».
يقول عامر الشعبي رحمه الله تعالى: «جالست ابن عمر رضي الله
تعالى عنهما سنة فما سمعته يحدث عن رسول الله َيه شين" .
هذا وقد حذر النبي كلةٍ أمته من التساهل في هذا الباب» وبين
لها عواقب من فرّط في أمره وعدل عن الحتقى والصدق والصواب
15 018 16 أخرج هذه الآثار ابن ماجه في مقدمة سننه بأسانيد صحيحة بأرقام مي )١(
رسول الله كي يقول على هذا المنبر: «إياكم وكثرة الحديث عنيء فمن
ويقول سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنه: قال النبي كنة: «من
ويقول عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما: أن النبي كَيةٍ قال:
متعمداً فليتبوأ مقعده من الناره".
قال ابن حبان رحمه الله تعالى: في أمر النبي فَيةِ أمته بالتبليغ عنه
من بعدهم مع ذكره إيجاب النار للكاذب عليه دليل على أنه إنما أمر
بأسرهم بل لا يدخل في ظاهر هذا الخطاب إلا من أدى صحيح حديث
رسول الله كَةِ دون سقيمه؛ وإني خائف على من روى ما سمع من
الصحيح والسقيم أن يدخل في جملة الكذبة على رسول الله كَل إذا كان
فإذا استعرضنا - في ضوء هذه النصوص والآثار الواقع الذي نعيشه
نحن في مجالس الوعظ والإرشاد أو في خطب الجمعة والمناسبات
جريان كثير من الأحاديث الضعيفة والواهية بل الموضوعة على ألسنة كثير
)١( الحديث صحيح؛ أخرجه ابن ماجه في مقدمة سئئه يرقم 8؛ وأحمد في مسئدة
)١( أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه؛ باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين.
(© أخرجه البخاري في صحيحه برقم 451
(4) المجروحين ص 6
غير أي اكتراث أو مبالاة؛ وكأنهم بزعمهم
في الآونة الأخيرة - لبعد أفرادها عن الدين ومصادره؛ وانشغالهم عن
أكرمهم الله تعالى بالفقه في الدين» الدققيع لدراسة علوم الشرع المتين؛
وشرح صدورهم للاشتغال بالحديث النبوي الشريف؛ وأنعم عليهم
بمعرفة علوم الحديث ودراسة العلل ونقد الرجال. كان لزاماً عليهم
والمختلقة. ليعود المسلمون برمتهم إلى الجادة المستقيمة؛ وتصفو
معارفهم الدينية من الشوائب الدخيلة عليهاء ولتكون دراستهم للدين
وإلمامهم بأحكامه من منبعه الصافي النقيء فينتشر الخيرء ويتصلح
وقد قيض الله سبحانه وتعالى - بفضله وكرمه - جماعة من علماء الدين
الحنيف وطلاب علم الحديث النبوي الشريف» فقاموا لهذه المهمة الصعبة؛
يألوا جهداً في تنقيح الأحاديث وتمحيصها؛ وتمييز صحيحها عن سقيمهاء
وثابتها عن غيرها .
وهذا الكتاب الذي بين يديك أيها القارىء - حلقة من هذه السلسلة
أراد المؤلف - وفقه الله تعالى أن يحذر به إخوانه المسلمين عامة؛
وردت في باب شهر رمضان المبارك» فأورد الأحاديث؛ وسهر على تتبع
طرقها وجمع متابعاتها وشواهاء ودراسة عللها ونقد رجالها ليكون حكمها
- وفقه الله تعالى - شمر عن ساق الجد والاجتهاد في دراسة هذه الأحاديث
- كما لا يخفى على القارىء - وحاول إتقانها وإحاطتها بجميع جوانبها
- والكمال لله وحده - أسأل الله تعالى أن يكون الصواب من نصيبه» وأن
يثقل به ميزان حسناته»؛ وأن يعم نفعه بين المسلمين؛ فإنه سميع قريب
مجيب دعوة الداعين.
العبد الفقير إلى رحمة مولاه
محمد ولي الله عبدالرحمن الندوي
برأس الخيمة في يوم السبت
إن الحمد لله؛ نحمده؛ ونستعينه؛ ونستغفره؛ ونعوذ بالله من شرور
فقد مررت مروراً سريعاً على كتاب أخينا الفاضل أ
عبد الله بن محمد بن عبد الله الحمادي - زاده الله بصيرا
يجعل هذا الكتاب قر ء
ومما لا يخفى على أحد أن الأحاديث الضعيفة - بجميع أقسامها - قد
عملت في الأمة عملاً سيثاًء فقد انحرفت عبادة كثير من المسلمين بسبب
تلكم الأحاديث؛ واشتعلت الفتن بين المصلين في المساجد - فضلاً عن
غيرها بسبب ذلك» وتجرآت الأقزام وتطاولت على جبال العلم» وكاد أن
يضيع الحقى بين ركام هذه الأحاديث والقصص التي ليس لها خطام ولا
وكان الواحد من هذه الطائفة المباركة - طائفة أهل الحديث إذا عرف علة
حديث واحد أسعد منه ما لو حفظ عدة أحاديث صحيحة؛ كل هذا
عين لصاحبه وللناظر فيه.
لإدراكهم - رحمهم الله - الأثر السيء للأحاديث الضعيفة والموضوعة على
عقيدة الأمة وعبادتها وأخلاقها .
نظرة الجهلة اليوم - بل كانوا يعدون ذلك وفاءً بواجب النصح للامة؛ فلله
ولذلك فقد سلك العلماء وطلبة العلم من أهل السنة في هذا الزمان سبيل
سلفهم في تمييز السنة وتحذير المسلمين من نسبة الحديث إلى النبي فق دون
التغبت من ثبوته؛ حذراً من الوعيد الشديد والتهديد الأكيد الوارد في قول
وأخونا أبو عمر عافاه الله -» من طلبة العلم الذين تقر بهم العين
قلتهم -؛ في دولة الإمارات العربية المتحدة حرسها الله وجميع بلاد
المسلمين من الفتن - وإني لأرجو الله عز وجل أن تصدق فيه فراستي+ وأن
يدفع عنه الفتن التي تحول بين طالب العلم وآماله الشريفة؛ وأن يرزقه
التوفيق والسدادء إنه جواد كريم بر رحيم وصلى الله على نبينا محمد وعلى
أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني
من دار الحديث بمأرب
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
بي ردم
فإن أصدق الحديث كتاب الله؛ وخير الهدي هدي محمد كي وشر
«قد كان جماهير أئمة السلف يعرفون صحيح المنقول من سقيمه
طريق البحث على من بعدهم فقلدوهم فيما نقلواء وأخذوا عنهم ما
معدنه؛ فالفقيه منهم يقلّد التعليق في خبر ما غبر خبره والمتعبد ينصب
لأجل حديث لا يدري من سطره؛ والقاصٌ يروي للعوامٌ الأحاديث المنكرة
ويذكر لهم ما لو شم ريح العلم ما ذكره؛ فخرج العوامٌ من عنده
يتدارسون الباطل» فإذا أنكر عليهم عالم قالوا: قد سمعنا هذا بأخبرنا
وحدّثنا فكم قد أفسد القصّاص من الخلق بالأحاديث الموضوعة؛ كم من
ما قد أبيح» وكم تارك رواية العلم زعماً منه مخالفة النفس في هواها .في
قال أبو بكر الخطيب البغدادي - رحمه الله -:
«أكثر طالبي الحديث في هذا الزمان يغلب على إرادتهم كَنْبُ الغريب
والخطأ من روايات المجروحين والضعفاء؛ حتى لقد صار الصحيح عند
بأحوال الرواة ومحلهم؛ ونقصان علمهم بالتمييز؛ وزهدهم في تعلمه وهذا
خلاف ما كان عليه الأئمة من المحدثين والأعلام من أسلافنا
هذا الزمان الذين يتقصدون الغرائب والمناكير فيقصونها على الناس عازفين
.)8/1( مقدمة الموضوعات لابن الجوزي )9(