بسم الله الذي أقسم بالقلم رمز العلم-فقال جل شأنه (نْ . والقلم وما
باسم الله الذي اختار لكتابه الكريم أن تكون لغته عربية ( إنا أنزلناه قرآنً
عربياً ) فجعل لغته لا أفصح منها ولا أبلغ ولا أسلم » بل جعل لغته لغة أعجزت
العرب أمة الفصاحة والبلاغة أن تأت بمثله أو بسورة واحدة مثله .
والحمد لله الذي منّ على هذه الأمة بحفظ لغتها وصانها من كل تحريف أو
اللغة العربية من أي تحريف أو تغيير .
والصلاة والسلام على رسول الهدى أفصح من نطق الضاد - الذي بل
هذا الكتاب السماوي الكريم ؛ وجهد نفسه بحفظه مما قد يطرأ عليه من آثار
بذلك نفسه » فأنزل الله عز وجل عليه ( لا تحرك به لسانك لتعجل به )
رحم الله مؤلف هذا الكتاب الأستاذ محمود صافي الذي بذل السنوات
العربية ما يخدم لغتهم » ولطلبة العلم الشريف ما يوطىء لهم سبل الطلب
ويسهلها عليهم ؛ فقدم لهم هذا السفر الضخم من إعراب القرآن الكريم إعراباً
كاملا . واختار له الأسلوب المدسي الميسر » فخدم بذلك العلم والعلماء ؛ وسهل
الدرس على طلبة العلم » وأضاف جديداً على ما قدمه سلفنا الصالح من خدمات
جل للقرآن الكريم + ٍ
ويكفي مؤلف هذا الكتاب فخراً أن كتابه هذا هو أول كتاب كامل صدر في
اعراب القرآن ؛ بالاضافة الى ما تحلى به من دقة في البحث وتنسيق في السرد +
ودرس في أبحاث الصرف
ولئن كان بداية العمل على إصدار هذا المؤلف الضخم متوافقة مع ساعة
انتقال المؤلف إلى العالم الآخر ؛ ليتلقى هناك في عالم الخلود جزاء ما قدمت يداه
من خير وفير . . . فإننا نعلم حقيقة العلم أن المؤلف رحمه الله لو أمهله القدر حتى
مجالها المناسب ؛ لما تباطأ عن تلبية هذه الرغبة » ولسارع إلى امتشاق القلم +
ومكابدة الليالي الطوال » تحقيقاً لهذه الرغبة وإتماماً للفائدة المطلوبة لذلك .
ومشياً مع ما نتوقعه من رغبته - طيب الله ثراه - في تلبية طلب القراء »
وتتمييا للفائدة المتوخاة » عمدت دار الرشيد إلى تكليف بعض الأساتذة
الفائدة للقارىء ويوافق ما نتوقعه من رغبة كل مؤلف في تكميل ما قدمه .
لذلك وتحقيقا للأمانة العلمية لا بد من التأكيد في مطلع هذا الكتاب على
أن كل ماذكر فيه تحت عنوان ( البلاغة ) أو ( الفوائد ) إنيا قد أضيف على ما كان
خطه المؤلف رحمه الله .
آملين أن نكون بذلك العمل قد أتممنا الفائدة المرجوة من هذا الكتاب +
وحققنا عملا نرجو أن يكون في ميزان مؤلفه عند الله والله ولي التوفيق +
دمشق ٠/1/نكح1١ا
تقديم الطبعة السابقة والتي كانت بعنوان
الجدول في إعراب القران وصرفه .
بقلم الأستاذ نور الدين شمسي باشا
بسم الله الرحمن الرحيم
فما عرفت الإنسانية في تاريخها العريق كتاباً كان له من التكريم
والتعظيم ما كان لقرآن الله العظيم؛ فقد تنافس الناس في فهمه ودرسه
كان من أسباب نزوله. وأحصوا قراءاته» ووضعوا الأدلة والفهارس
والمعاجم لالفاظه وآياته؛ وقعّدوا القواعد لضبط قراءته وتجويد تلاوته. .
وما تزال أقلام العلماء منهم تدفع إلى المطابع كل صباح بما ينمي هذا
الرصيد المبارك» وبما يكون له شرف الإسهام في جلاء المزيد من علو
وما كتاب «إعراب القرآن الكريم» بأجزائه الثلاثين لمؤلفه الأستاذ
المرحوم محمود عبد الرحيم صافي؛ طيب الله ثراه؛ إلا حلقة في هذه
السلسلة الخالدة؛ وخيط نور باهر الألق في حزمة الضياء المنبعثة أبداً من
كتاب اللهء والممتدة سرمداً بين السماء والأرض» تهدي السالكين إلى
جادة الحق. ضالة الراشدين وبغية المهديين» غير المغضوب عليهم ولا
لقد بذل الأستاذ محمود صافي رحمه الله في إعداد هذا الكتاب
الكريم من الجهد ما يتناصب مع جلال المهمة التي استعد لها وندب
واطلع على مختلف معاجم اللغة. وتناول أمهات كتب النحو بالدرس
والمقارنة والتحليل وصبر نفسه الليالي ذوات العدد. حتى اختلطت عليه
ناحية بعينها من كلماتها وجملهاء وهي ناحية الإعراب والنحو» حتى كان
له ما أراد فأنجز إعراب الكتاب الكريم في نحو سنواتٍ ست؛ وأسعد الله
لم تكن الخطة التي انتهجها الأستاذ محمود صافي عملا في
الإعراب لقصد الإعراب وحده وإن كان الإعراب واحدا من أبرز
مقاصده. بل لقد كان المقصد الأساس في عمله كله- وإنما كانت» وقبل
كل شيء سعياً دار الملاءمة بين التفسير والقاعدة النحوية. فالإعراب
لا يمكن أن ياتي دقيقاً صائباً في منأى عن الفهم الصحيح للعبار لقرآنية
فيه مذاهب المفسرين وتباينتُ مواقفهم من الكلمة ومدلولها وإيحائهاء في
كثير من الأحيان. كانت عملية الملاءمة هذه تبدو أمرأأ في يش
الصعوبة. . إضافةً إلى أن الفهم البلاغي وتوجيه التعبير نحو هذا المقصد
الأستاذ محمود. رحمه الله وأجزل له الأجرء يتخيّر من الأوجه المتعددة ما
يرى أنه أدناها إلى أصالة اللغة. مع حرص ظاهر في كثير من الأحيان
بج جلا
على إيراد الأوجه» الأخرى» محاولةً منه أن يترك لأولي البصر والتخصص
مجالاً لقول أو مندوحة لرأي...
لقد أضاف الأستاذ محمود رحمه الله تعالى إلى المكتبة الإسلامية
| سفراً سيكون لقارئيه نوراً يهديهم إلى مزيد من الفهم لكتاب الله العظيم»
اوبعل + فإنها ولا شك مشيئةٌ من الله تعالى أن يتوافق في هذا العمل
مفارقتان اثنتان: ففي أصيل يوم بارد من أيام شباط عام 1488 اختار الله
إلى جواره مؤلف الكتاب الأستاذ محمود صافي بعد ساعةٍ واحدة من
| تسليم مسودته إلى دار الرشيد للطباعة والنشر لتتولى, مشكورة طباعته
| وتوزيعه في العالم الإسلامي . . لقد مات الرجل الكبير في ذات الساعة
التي تمت فيها الولادة لعمل من أكثر الأعمال إرضاء لله تعالى!
رحم الله الأستاذ محمود صافي وأثابه على عمله المبرور رضواناً منه
وكرامة» وأجزل الله الأجر للأستاذ محمد حسن الحمصي الذي ما فتىء
بذ أسمرة دار الرشيد للطباعة والنشر يتخيّر نفائس الكتب للنشر والتوزيعٍ
مؤثراً دائماً ما يتعلق بكتاب الله الكريم وشرعه القويم رسا تلب
وفهرسة وطباعة» ومعطياً عمله من العناية والإتقان ما جعله موضع تقدير
أسأل الله أن يتقبل جهد العاملين المخلصين» وأن يجعله خالصاً
لوجهه الكريم؛ وأن ينفع به أمة الإسلام إن ربنا سميع مجيب. .
10/1/7١ -ه نور الدين شمسي باشا
17 - الموجه الفني للتربية الإسلامية
في دولة الكويت
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المصنف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد يه وعلى آله
فهذا (الجدول في إعراب القرآن وصرفه) قد جعلته جدولاً في إعراب
القرآن بعد أن أخرج محمد بن يوسف بن علي (أبو حيّان) الاندلسي كتابه
الأشهر (البحر المحيط) في تفسير القرآن الكريم وإعرابه» فهذا الكتاب
جدول صغير في إعراب القرآن وصرفه؛ اقتصرت فيه على قراءة واحدة من
القراءات السبع» وهي قراءة حفص بن سليمان الذي أخذ عن عاصم بن
الإعراب المتعلقة بالقراءات الأخرى. ولأنٌ القارىء العادي لآيات القرآن
الكريم لا يقرأ إلا هذه القراءة التي أثرت عن حفص. ولكن قد يكون
للكلمة المعربة بحسب هذه القراءة أكثر من وجه للإعراب فأختار» والحالة
هذه الإعراب المتعلق بالمعنى الأوضح والأظهرء ثم أحيل القارىء إلى
أوجه الإعراب الأخرى في الحاشية إن كان ثمّة ضرورة لذلك.
دجلا ب
وقد توخيت أن يكون الإعراب مدرسياً من حيث الشكل؛ معتمداً على
الاصطلاحات الإعرابية الحديثة المألوة في مدارسنا وجامعاتناء لم أترك آي
كلمة؛ اسماً كانت أم فعلا أم حرفاً من غير إعراب. ثم أعقّب بعد إعراب
الكلمة بإعراب الجمل» حتى ما كان منها خبراً لمبتدا أو لأحد النواسخ»
وذلك كي أبتعد عن التكرار غير المفيد. . فإذا جاء خبر الكلمة جملة
فليطلبه القارىء في إعراب الجمل آخر الآية.
كما أنني اقتصرت في الإعراب على القواعد العامة حين يتقدم الجار
والمجرور أو الظرف في الجملة؛ وقد اعتمدا على النفي أو الاستفهام. . .
فهذا الجار والمجرور أو الظرف هو خبر مقدّم والاسم الذي يتلوه مبتدأ
مؤخر. ولم أعتمد الوجه الثاني الصحيح في الإعراب وهو أن يكون الاسم
بعدهما معمولا لهما أو لفعل الاستقرار المحذوف». بأن يكون هذا الاسم
فاعل أو نائب فاعل للظرف أو الجار والمجرور.
وحين يتعارض الإعراب القرآنيّ مع القواعد النحوية أوثر تخاريج
الإعراب على المعنى القرآني وإن خالف الصناعة النحوية لأننا كما يقول
الدكتور صبحي الصالح': «نجعل القرآن حكما على قواعد اللغة
قواعدهم إلا من القرآن بالدرجة الأولى ...20
للكلمات الواردة فيها حتى تكون هذه الدراسة عوناً لكل طالب علم أومتعلم
يبغي تعرف علم الصرف» وادراك أسالييه في الإعلال والإبدال والحذف
والوزن» والإلمام بقواعده.. ثم أحيل القارىء إلى الآية ورقمها حين
يتكرر ورود الكلمات المدروسة مثنى وثلاث ورباع.
1573 مباحث في علوم القرآن. ص )١(
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه
ولله الموفق إلى كل خير؛ نعم المولى ونعم النصير
حمص في 8 شوال سنة 1344
و١ آب سنة 147/4 المصنف
محمود صافي
كلمة المراجع
بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على سيدثا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين وبعد.
لقد كلفتني دار الرشيد بإلقاء نظرة تصحيحية أخيرة على كتاب
(الجدول في إعراب القرآن وصرفه)؛ فتقبلت العمل بكل سرور» لما
رأيت فيه من خدمة لكتاب الله عز وجل .
غير أنني ما كدت أسير شوطأً في المراجعة؛ حتى تبدى لي وجود
بعض ملاحظات تقتضي العودة إلى المراجع» ذلك أن الأصل المخطوط
لم يسلم من بعض هفوات وقع فيها المؤلف.
لذلك وبعد العودة الى الدار الناشرة (دار الرشيد) قمت بمراجعة كل
ما قد يلاحظ على المخطوط» فوجدت أن معظم هذه الملاحظات أقرب
إلى أن تكون هفوات قلم. سها عنها المؤلف رحمه اللهء لأنه - والحق
يقال - كان مشغول الفكر دائماً بالأمور القي قتلها بحثاً وتمحيصاً. فاختار
الأفصح والأكثر تساوقاً مع المعنى .
- في كل مرة أميل فيها إلى رأي مخالف للرأي الذي تبناه المؤلف أجد
بعد البحث والتمحيص أن الرأي رأيه والموقف موققه.