مقدمة التحقيق
ورسوله .
زوجها وث ينهم
اَم إن أله د ع ربب ©
أ أله وه
ال تاد نقذ كذ م عا
أما بعدء فَإنٌ أصدق الحديث كلام الله؛ وخير الهدي هدي محمد
أما بعدء فإنَ حاجة الأمة ماسّة إلى فهم القرآن الذي هو حبل الله
المتين» والذكر الحكيم» والصراط المستقيم
إليه هدي إلى صراط مستقيم +
ولقد منع العلماء أن يتعاطى التفسير أحد إلا لمن كان جامعاً للعلوم
التي يحتاج المفسر إليهاء وهي خمسة عشر علماً:
بحسب الوضع:
قال مجاهد: لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في
ولا يكفي في حقه معرفة اليسير منهاء فقد يكون اللفظ مشتركاًء وهو
يعلم أحد المعنيين والمراد الآخر-
الثالث: التصريف: لأن به تعرف الأبنية والصيّغٌ ٠
اختلف المعنى باختلافها: كالمسيح: هل هو من السياحة أو المسح؟
)١( رواه أبر عبيد في فضائل القرآن ص04 - 11٠١ وسنده صحيح إلى الحسن.
الخامس - والسادس - والسابع: المعاني والبيان والبديع: لأنه يعرف
بالأول خواصٌ تراكيب الكلام من جهة إفادتها المعنى.
وبالثالك: وجوه تحسين الكلام.
هذه العلوم الثلاثة هي علوم البلاغة؛ وهي من أعظم أركان المفسر؛
يترججح بعض الوجوه المحتملة على بعض.
العاشر: أصول الفقه: إذ به يعرف وجه الاستدلال على الأحكام
الحادي عشر: أسباب النزول والقصص: إذ بسبب النزول يعرف معنى
الآية المنزلة فيه بحسب ما أنزلت فيه.
الثاني عشر: الناسخ والمنسوخ: ليعلم المحكم من غيره.
الرابع عشر: الأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم
الخامس عشر : علم الموهبة : وهو علم يورثه الله تعالى من عمل بما علم.
وأنت ترى أن تحصيل هذه العلوم يحتاج إلى جهد وطول عناء؛ وقد
أغنانا الله بكثرة التفاسير المعتبرة للقرآن الكريم والتي يحتاج الأمر إلى قراءتها
والتمعن فيها وتمييز الأقاويل صحيحها من سقيمها؛ ومعرفة التفاسير المعتبرة
عن قرسا
57 - انظر الإنقان 448/8 - 461 بتحقيقي؛ وشروط المقسر وآدابه ص8؟ )١(
ومن أمثل ما ينصح به من التفاسير: تفسير الإمام الطبري؛ وتفسير ابن
أبي حاتم؛ وتفسير الحافظ ابن كثير؛ والتفسير الكبير لشيخ الإسلام ابن تيمية .
وسثل شيخ الإسلام عن أي التفاسير أقرب إلى الكتاب والسنة:
الزمخشري أو القرطبي؛ أم البغوي أم غير هؤلاء"؟
فأجاب تغمده الله برحمته ورضوانه:
الحمد لله.
أما التفاسير التي في أيدي الناس فأصحها تفسير محمد بن جرير
ينقل عن المتهمين كمقاتل بن بكير؛ والكلبي..
وأما التفاسير المسؤول عنها فأسلمها من البدعة والأحاديث الضعيفة:
البغوي. لكنه مختصر من تفسير الثعلبي» وحذف منه الأحاديث الموضوعة؛
وتفسيره» وتفسير الواحدي البسيط والوسيط والوجيز فيها فوائد جليلة؛
وفيها غث كثير من المنقولات الباطلة وغيرها
وأما الزمخشري: فتفسيره محشو بالبدعة؛ وعلى طريقة المعتزلة من
إنكار الصفات والرؤية؛ والقول بخلى القرآن. .
وتفسير القرطبي خير منه بكثير؛ وأقرب إلى طريقة أهل الكتاب
والسنة» وأبعد من البلخ. .
وتفسير ابن عطية خير من تفسير الزمخشري؛ وأصخ نقلًا وبحثاء
وأبعد عن البدع»؛ وإن اشتمل على بعضهاء بل هو خير منه بكثير. بل لعله
408/17 مجموع الفتارى )١(
أرجح هذه التفاسير» لكن تفسير ابن جرير أصح من هذه كلها اه.
لتفسير القرآن أن يتعلمها: أسباب النزول
ولقد اعتنى علماؤنا ببيان أسباب نزول الآيات القرآنية عناية فائقة
تجلّت بإفراد مصنفات لذلك. ومن أهم هذه المصنفات على الإطلاق هو ما
سطرته براعة خاتمة الحفاظ والمحققين» شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر
ولكن الخسارة العظمى أن الحافظ ابن حجر توفي - رحمه الله - دون
جماعة من المتخصصين يدرسون منهج الحافظ ابن حجر في هذا الكتاب
سنوات - وقد استغرق مني العمل ما يزيد على ثلاث سنوات - ولم أآخر
فأرجو من الله القبول والرضى من عنده.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
اوكلية
ابو عبدالرحفن
مقدمة في بيان أسباب النزول
معناه وفوائده
وعناية العلماء به
أسباب نزول القرآن الكريم
من المعلوم أنْ الله أنزل القرآن الكريم هداية للناس إلى صراط العزيز
القسم الأول: قسمٌ نزل من الله ابتداء غير
الخاصة؛ إنما هو لمحض هداية الخلق للحق. وهذا القسم هو أكثر آيات
القرآن الكريم
القسم الثاني: قسم نزل مرتبطاً بسبب من الأسباب الخاصة. وهو ما
دفي هذا المعنى يقول الإمام الجعبري: "نزول القرآن على قسمين:
قسم نزل ابتداء: وقسم نزل عقب واقعة أو سؤال!".
بسبب من الأسباب
معنى سبب النزول:
فسبب النزول يكون قاصراً على أمرين:
فيتنزل القرآن الكريم بشأنها .
١ - أن تحدث حادثُ
177/9 مناهل العرفان 84/1» ودراسات في علوم القرآن ص181؛ وفي رحاب القرآن )١(
» - أن يُسأل رسول الله كه - فيتنزل القرآن ببيان الحكم فيه.
ولا يعتبر الإخبار عن المستقبل» ولا قصص الأنبياء والمرسلين من
أسباب النزول!".
والمراد بقولنا: وقت وقوعه: الظروف التي ينزل القرآن فيا متحدثاً عن
ذلك السبب» سواء أوقع هذا النزول عقب سببه مباشرة» أم تأخر عنه مدة
لحكمة من الحكم.
كما حدث ذلك حين سألت قريش رسول ١
الكهف وذي القرنين» فقال النبي - َك -
ويفيد قولنا: أيام وقوعه في تعريف سبب النزول+ الاحتراز عن الآيات
التي تنزل ابتداء من غير سبب؛ بينما هي تتحدّث عن بعض الوقائع
والأحوال الماضية أو المستقبلة؛ كبعض قصص الأنبياء السابقين وأممهم+
وكالحديث عن الساعة وما يتصل بهاء وهو كثير في القرآن الكريم”".
طريق معرفة سبب النزول:
لا طريق شر أسباب النزول إلا بالنقل الصحيح +
قال الواحدي”"» : لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إِلَّا بالرواية
)١( في رحاب القرآن ؟/3؛ ومشاهل العرفان 84/1 - 41؛ ودراسات في علوم القرآن
اص اها - 154 والإتقان 1197/1
() سيأتي ص9 إن شاء الله تعالى.
© مناهل العرفان 48/1 -41» ودراسات في علوم القرآن ص7١ - 194 والإتقان 179//1
(9) أسباب النزول للواحدي ص»*» وانظر البرهان 73/١ والإتقان 139/١ - /187» ومتاهل
العرفان 48/1.
وقال ابن دقيق العيد""": معرفة سبب النزول أمر يحصل للصحابة
قال الحاكم في علوم الحديث”": إذا أخبر الصحابي الذي شهد
الوحي والتنزيل عن آية من القرآن: أنها نزلت في كذاء؛ فإنه حديث مسند.
ومشى على هذا ابن الصلاح وغيره*"
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية*": قولهم: نزلت هذه الآية في كذا:
وقد تنازع العلماء في قول الصحابي: نزلت هذه الآية في كذا: هل
يجري مجرى المسند كما لو ذكر السبب الذي أنزلت لأجله - أو يجري
مجرى التفسير منه الذي ليس بمسند؟
)١( رواه أبو عبيد في الفضائل ص78 وابن أبي شيبة في المصثف برقم (0044*)ء
والطبري في تفسيره 87/1؛ والواحدي في أسباب النزول ص8؛ وسنده صحيح +
(9) الإحكام 167/4
(©) معرفة علوم الحديث ص*7.
(4) انظر التقييد والإيضاح ص*لاء وفتح المفيث 14/١ - 144» ونكت الحافظ ابن حجر
0 - 577 والجامع لأخلاق الراوي ١147/1
(ه) مقدمة في أصول التفسير ص4 - 38