النبوية الشريفة وآراء الفقهاء وأقوال أئمة البلاغة والفصاحة والحكم
والأمثلة العربية المناسبة واختيار المناسب من الأبيات الشعرية وسبب نزول
معظم الآيات وبيان أوجه البلاغة وضروبها - أنواعها - في بعض الآيات
وما أكثرها! من استعارة وكناية وتشبيه. . لكي يكون العمل جامعاً شاملاً
وبأسلوب سلس مبسط هادف مستعيئاً ببعض المصادر. . منها: الكشاف :
. للزمخشري المصحف المفسّر.. المصباح المنير: للفيّوميٌ. . مختار
الصحاح: للرازي. وقطر الندى وبل الصدى. . ومجمع الأمثال: للميداني
وكل ما تيسر لخدمة هذا الكتاب أرجو أن يكون مفيداً لكل محبٌ للغة أمته
وتاريخ حضارتها وقبل هذا وذاك لغة التنزيل الحكيم لغة كتاب الله العظيم
ومن الله جلت قدرته التوفيق والهداية.
المؤلف
سورة الفاتحة 7
البسملة
وردت في فاتحة الكتاب الكريم في مقدّمة السورة الشريفة واعتبرت ايتها
الأولى في حين لم تكن «البسملة» في بقية سور القرآن الكريم الأربعم عشرة
بعد المائة الآية الأولى فيها ما عدا سورة «الفاتحة» وقد اختلف حول كونها
آية من فاتحة الكتاب أو غيرها من سور القرآن الكريم. . قال الرّمخشريٌّ:
قرّاء المدينة والبصرة والشام وفقهاؤها قالوا: إنّ «البسملة» ليست بآية من
الفاتحة ولا من غيرها من السور وإنما كتبت للفصل والتبرك بالابتداء
من «البسملة» لافتتاح السورة الشريفة المذكورة ببراءة الله تعالى ورسوله
الكريم من المشركين والأمر بقتالهم وإخراجهم من جزيرة العرب ومن
إعجاز كتاب الله العظيم وقدرته سبحانه أنه عوّض عن هذه البسملة التي لم
مرّتين . . مرّة في بداية السورة الكريمة مثل بقية السور جميعها. . ومرّة في
الآية الكريمة الثلاثين من سورة «التمل» في" القول الكريم : ِنَم من سيم
تركها فقد ترك ماثة وأربعٌ عشرة آية من كتاب الله تعالى» وفي القول الكريم
اختصاراً من الخط وهى ألف وصل ساقطة لفظاً والسبب فى حذفها هو
كثرة استعمالها على ألسنة العرب عند الأكل والشرب والقيام والقعود
/ سورة الفاتحة
تحذف عند ذكر اسم من أسماء الله تعالى عند قولنا: باسم الرّب. . باسم
العزيز. . لاسم الله تعالى وقع كبير في نفوس المؤمنين. . باسم الرّحمن
فأسكنت الهمزة واللام الأولى وأدغمت وفحُم تعظيماً.
نزولها: أول سورة نزلت هي قوله تعالى على لسان جبريل: أقرأ بسم
أول سورة نزلت . . فكان الأمر بالقراءة أهمٌ في حين قدّر المحذوف متأخراً
في قولنا: بآسم الله أحل وأرتحل لأنهم كانوا يبدأون بأسماء آلهتهم
فيقولون: باسم اللات. . باسم العزى .
فضل قراءتها : قال الرسول الكريم محمّد - كي -: «كل أمر ذي بال
لم يبدا فيه بسم الله فهو أبتر - أي مقطوع - صدق رسول الله - كك -.
إعراب الآية
الاستعانة وعند سيبويه: هو باء الإلصاق في حين منع بعضهم وصفه بلفظ
الاستعانة على الله جلت قدرته و١أسم» اسم مجرور بالباء وعلامة جرّه الكسرة
الظاهرة على آخره وهو مضاف. . وشبه الجملة «بسم» في محل نصب بفعل
سورة الفاتحة 9
مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة جرّه الكسرة في آخره.
النَحْمنِ ألمي : صفتان للفظ الجلالة مجروران أيضاً وعلامة
جرّهما الكسرة في آخرهما والرحمُن أشدّ مبالغة من الرحيم واسم الله يطلق
على الذات والحقيقة والوجود وقيل: هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من
الحمدلة
وحذفت الألف بعد العين فى لفظة «العالمين» خطاً وثبنّت لفظاً. . كما
فضل قراءتها: قال رسول الله المصطفى محمّد كَيةٍ -: «الحمد رأس
الشكر ما شكر الله عبد لم يحمده». وأخرج البخاريّ في صحيحه عن أبي
سعيد بن المعلى قال: قال لى رسول الله كلل -: «ألا أعلمك أعظم سورة
قلت : يا رسول الله؛ إنك قلت: لأعلمنّك أعظم سورة في القرآن قال: الحمد
كل - في مَسير ونزل رجل إلى جانبه فالتفت النبيّ - كَليةِ - فقال: ألا
وأمًا الشكر فلا يكون إلأ في مقابلة الصنيع . . فلا يقال: شكرته على
شجاعته .
سورة الفاتحة ١
إعراب آياتها
الحَمَدُ لله : آسم مرفوع على الابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في
آخره. . وشبه الجملة الله» في محل رفع متعلق بخبر المبتداً. . التقدير:
عزّ وجل .
رب الْعتلَمِيتَ: صفة للفظ الجلالة أو بدل منه مجرور مثله للتعظيم
وعلامة الجرّ الكسرة الظاهرة في آخره لأنّ الصفة تتبع الموصوف والبدل
يتبع المبدل منه وهو مضاف. و(«العالمين» مضاف إليه مجرور بالإضافة
اللام ولو كان بكسر الام لكان اسم فاعل وجمع جمع مذكر سالماً. .
وإنّما جاءت الياء علامة للجرٌ لأنها من جنس الكسرة أمّا النون وهي التي
تلحق جمع . المذكر السالم وغيره فهي عوض عن التنوين والحركة في .
المفرد . :
لحن التحيير : صفتان - نعتان - أخريان للموصوف لفظ الجلالة
مجروران مثله للتعظيم وعلامة جرّهما كسر آخرهما. . وجاءت الصفتان
مدلكٍ بوم أل : صفة ثالثة للموصوف لفظ الجلالة وهذا النعت
مجرور أيضاً وهو مضاف واللفظ: اسم فاعل أضيف إلى المفعول يوم"
تنوينه للإضافة ولو ثبّت التنوين «الكسرتان في آخره» لنصبت كلمة ١يوم»
الكسرة الظاهرة فى آخره.
١ سورة الفاتحة
يالك نعَبدٌ: ضمير متفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به
مقدّم للفعل «نعبد» ويجوز أن تكون «إيًا» الضمير المنفصل والكاف حرف
جرّ بالإضافة أو هو خرف خطاب لا عمل له شأنه في ذلك شأن الضمائر
مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره لتجرّده عن الناصب والجازم والفاعل
على متكلمين فالضمير المستتر يكون استتاره وجوباً مع المتكلم «أعبد»
ومع المتكلمين - الجمع - «نعبد» ومع المفرد المخاطب المذكر اتعبد»
الغائب المؤنث «تعبد».
حرا ا
نعيد» وتعرب مثل إعرابها.
أهدنا: فعل تضرع ودعاء بلفظ الطلب مبني على حذف آخره الياء
متصل - ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل نصب مفعول به
أول لأن الفعل الثلاثئئ «هدئ» يتعدى إلى مفعولين أو يتعدّى إلى
َْلَ لمَُقَ : مفعول به ثانٍ منصوب بالفعل «هدئ» وعلامة
نصبه الفتحة الظاهرة في آخره وهو موصوف و١المستقيم» صفة - نعت -
للموصوف - «الصراط» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على
آخره. . أي أرشدنا الطريق القويم .
صكدُ الب : بدل من «الصراط» الأولى منصوب مثله وعلامة
سورة الفاتحة ل
نعمت عليّهم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع
المتحرك - ضمير المخاطب - سبحانه والتاء ضمير متصل مبني على الفتح
في محل رفع فاعل وجملة «أنعمت عليهم» صلة الموصول «الذين» لا
أمَا عند مجيئها مع الاسم الظاهر فتكتب ألفاً نحو : أثنيت على هذا الرجل
ضمير متصل - ضمير الغاثبين - مبني على السكون في محل جرّ بعلى
والجارٌ والمجرور «عليهم» صلة الفعل أو متعلق بالفعل «أنعم» وأصل الهاء
غير : صفة - نعت - للاسم الموصول الموصوف «الذين» مجرورة
بالكسرة الظاهرة في آخرها أو تكون الكلمة «غير» بدلا من المبدل منه
ضمير الغائبين «هم» في «عليهم» الأولى وقد وصف الاسم الموصول
بإضافتها إلى المعرفة - المغضوب - فعوملت معاملتها. . وقيل: الإضافة
هنا لت للتعريف بل للتخصص مثل اسوى» واحَنب» فإنها تضاف
وإنما أعرب للزوم الإضافة. وقيل كذلك: غير: هنا صفة إلى معرفة قريبة
من النكرة لأنه لم يقصد به أي بالذين قوم بأعيانهم وكلمة «غير المغضوب»
قريبة من المعرفة بالتخصيص الحاصل لها بالإضافة. . فكل واحد منهما
السكون. . وكذلك الأمر هنا لأنّ المنعم عليه والمغضوب عليه متضادان.
ً سورة الفاتحة
الَْعْضُوبٍ عَليهِمْ : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جرّه الكسرة
الظاهرة في اخره. و«على» حرف جرّ و«هم» ضمير الغائبين مبني على
السكون في محل جرّ بعلى . . وشبه الجملة من الجارّ والمجرور «عليهم»
في محل : رفع نائب فاعل لاسم المفعول «المغضوب» أو لفعله لأنّ
التقدير : غضب عليهم .
بتقدير: والضالين.. ويجوز أن تكون تأكيداً للنفي أو بمعنى: اغير»
والضّالين: معطوفة على كلمة «المغضوب عليهم» أو في محل جرّ
بالإضافة وعلامة جرّه: الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من
التنوين والحركة في الاسم المفرد «الضَالٌَ».