والتفسير -كما عرّفه أبو حيان التبحوي رحمه الله (المتوفى سنة
45لاه)- هو: (شرح اللفظ المستغلق عند السامع بما هو واضح عنده نما
وأحسن طرق التفسير وأصحهاء تفسير القرآن بالقرآن» ثم بالسنة
النبوية» ثم بكلام الصحابة؛ ثم بكلام التابعين» ثم الاجتهاد وبذل الوسع في
معرفة المراد من كلام الله سبحانه؛ مع التدين الصادق؛ وسلامة الوجهة؛
وإخلاص القصد لله رب العالمين. َ
وقد روي عن ابن عباس-رضي الله عنهما- أنه قال:
التفاسير على أربعة أوجه:
تفسير تعرفه العرب من كلامها.
وتفسير لا يعذر أحد مجهله.
وتفسير يعلمه العلماء.
وقد سلك الإمام ابن المنذر النيسابوري-رحمه الله- في تأليف كتابه
(كتاب تفسير القرآن) منهج السلف في تفسير القرآن بالقرآن وبالأحاديث
النبوية وبالآثار الثابتة المسندة من أقوال الصحابة رضي الله عنهم والتابعين»
ومن ثم فقد اكتسب تفسيره أهمية خاصة عند العلماء» فقد قال الحافظ
الذهبي: (ولابن المنذر تفسير كبير في بضعة عشر بجلداً يقضي له بالإمامة في
علم التأويل).
وللتفسير بالمأثور منزلة خاصة عند العلماء» ومن أشهر المفسرين
للقرآن بالمأثور الإمام العلامة الثبّت: محمد بن جرير الطبري (التوفى سنة
قال أبو حامد الإسفراييي إمام الشافعية: (لو سافر رجل إلى الصين
حتى يُحصل تفسير ابن جرير لم يكن كثيا).
وقال النووي: أجمعت الأمة على أنه لم يُصنف مثل تفسير الطبري.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما التفاسير الي في أيدي الداس
فأصحها تفسير ابن جرير الطبري؛ فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد
إن كتاب التفسير الذي أله الإمام محمد بن إبراهيم بن المنذر
النيسابوري لبنة من لبنات التفسير بالمأثور الذي يقدّره ويجلّه علماء التفسير
جميعاً؛ لأنه أفضل طرق التفسير والإمام النيسابوري ذو مؤلفات جمة تدُل
على مبلغ علم الرجل وجودة فهومه؛ فهو ثمن يستفاد منهم في الحلال
والحرام؛ مع الورّع والتقوى والدين. ذكر العلماء أن له كتباً معشبرة عند
أهل الإسلام لم يُولف مثلّها في الفقه وغيره؛ منها كتاب (البسوط)»
ومن نظر في تفسير الرجل الذي قام بتحقيقه والتعليق عليه أخونا
الدكتور سعد بن محمد الُعد؛ فإنه يرى مبلغ علم الرجل؛ ومدى ما يتمع
به من فهم ثاقب وعلم نافع» وناهيك بعالم يلتقي مع ابن جرير في كثير من
إما نقل مصدق؛ وإما استدلال محقق؛ والمتقول إما عن المعصوم أو غير
لقد أحسن الأخ الدكتور سعد بن محمد السعد صُنعاً حين شُدِي إلى
والتعليق على ما يحتاج إلى تعليق منها مع التوجيه والتؤجيح؛ لقد نسب كل
أثر إلى مصدره؛ وعزا كل قراءة إلى من قرأ بهاء وميزٌّ المتواتر من الشاذ
وق الباحث نقول ابن المنذر عن الفرَاء في (معاني القرآن) له؛ وعن أبي
عبيدة معمر بن المثنى في كتابه (بحاز القرآن)» ووثّق النصوص الشعرية
(كتاب التفسير) لابن المنذر قد حرج من غياهب المكتبات إلى النور
والضياء؛ لينتفع به طلاب العلم وراغبوه مما يبشر المحقق بثبوت الأجر له إن
شاء الله.
والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً .
وإني لأرجو أن بسر الله العثور على باقي التفسير حتى يكمل وأن
يكون ما صنعه أخي العزيز الدكتور سعد السَّعد نافعاً لطلاب العل؛ مسهماً
عبد الله بن عبد امحسن التركي
الأمين العام لرابطة العالو الإملامي
أمَّا بعد :
فإنه يسرّني أن أُقدّم إل أهلٍ العلم طبه جزءاً من تفسير إمام؛ جليل
لقَدر؛ عظيم المكانة؛ ألا وهو الإمام ابن المنذر المتوفى سنة 21/8 ه رمه الله
,غفر له .
« تاريخ الأدب العربيّ » 701/7 والأستاذً الدكتور فؤاد سركين في كتابه
لأجزاء المفقودة من تفسير هذا الإمام الجليل الذي فصر كتابّ الله كاملاً؛ كما
ندل على ذلك التَصوصُ الي سرد في الحديث عن الكتاب.
ولخروج هذا الجزء قصَةٌ من الوفاء إيرادها .
فقد أشار علي محدّث المدينة النبوية فضيلةٌ الشيخ حمّاد بن محمّد الأنصاري
نوي أن أجمع في كناب مستقلٌ سا اتحب
رمه الل أثناء إقاميي في المدينة
من تفسير ابن المنذر وعُلّق على حواشي تفسير ابن أبي حاتم في النّسخة
ما أشار به الشتيخ -رحمه الله- وجمعتُ كل ما ورد من تفسير لابن المدذر في
حواشي « تفسير ابن أبي حامٍ عه وأيئه: « المنتخب من تفسير ابن المدذر »»
ولم أكن متيقناً من تيس حصولي على نسخةٍ من الأصل الموجود قطعة منه في
مكتبة جوتا بألمانيا لصعوبة ذلك» ولكن تحقق لي بعد مدّة -بفضل الله تعالى-
وبهذه المناسبة أرى من الواحب عليّ أن أشيد بفضل شيخنا العلامة اد
موجودةً في مكتبة « كارل ماركس » في برلين الشّرقيّة قبل توحيد شطري
ألمانياء ثمّ قلت إلى مكتبة « برلين » بعد توحيدهما.
وقد أدركّت الشي ان وهو لم يقطع الأمل في خروج هذه الكتب في يوم
175 رهي في مكتبة أيا صوفيا بإستانبول برقم: )١(
البحث سوال الاكم عن أهات الكتب -مع كبر سن وضعف بدنه-؛ فقفر الله له
ثم إني أتوجّه بوافر التشكر والتقدير والعرفان إلى والدي وأستاذي
الكريم معالي التتيخ الجليل الدكتور/ عبد الله بن عبد المحسن التركي»
عضو هيعة كبار العلماء, الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي؛ فقد كان له
الفضل بعد الله تعالى في سرعة خروج هذا الكتاب إلى عالم المطبوعات»
سرعة إخراج هذا الكتاب باستمرار منذ أن عرف أني بدأت العمل فيه؛
ويتعاهدني -مع كثرة مشاغله- بتوجيهاته وإرشاداته القيّمة؛ ثم تفضل
معاليه -مشكوراً- بالتقديم لهذا التفسير النيم» فجزاه الله عنّي وعن طلآب
العلم خير الجزاء» وأعظم المولى مثوية*
ولا أنسى جهود الإخوة الكرام الذين أفدت كثيراً من تبيهاتهم
جهوده الي
وقد كانت الهمة تتطلع إلى خدمة هذا السفر بأكثر ما بذل فيه لكن
ما لايدرك كله لايترك جله؛ وبخاصة مع تعطش طلبة العلم لخروج الكتاب؛
والاستفادة منه.
لا يخلو من نقص وقصور؛ فإ البضاعة قليلة والصوارف جدّ كثيرة.
ولذلك فإني أرجو ممن له ملحوظة أو رأي معين أن يتفضل مشكوراً
إلَّ على العنوان الموضح أدناه.
أشكر دار المآثر بالمدينة النبوية على ساكنها
أفضل الصلاة وأتم التسليم» فقد تولت الدار مشكورة صف هذا الكتاب
وتولت نشره. فللقائمين عليها جزيل الشكر والتقدير على ذلك.
وي الختام فإِنّيِ أسألُ الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا له
مأجوراً إن شاء الله بالكتابة
وأجدها مناسبة
المحقق
المدينة النبوية في 1671/7/1١ ه
عنوان المحقق :
ص.ب 88778 - الرياض ١١56487
هاتف 1704044 - فاكس 779744١
#اتلصام
هو الإمامٌ الحاف العلامة؛ شيخ الإسلام» أبوبكر محمّد بن إبراهيم بن
المنذر بن الجارود اليِسابوريٌ الفقيه نزيل مكة.
لم أقف على تاريخ ولادة ابن المنذر على التحديد إلاّ ما قاله الحافظ
لهي من أنّه: وؤلد في حدود موت أحمد بن حتبل”" والإسام أحمد كما
هو معروف” توفي سنة 41 1ه فمولد الإمام ابن المنذر قريب من هذا
ِ مصادر ترجمته: )١(
لأجقاء ١47/1 تهذيب الأسماء واللغات »٠٠١8 طبقات العبادي 117 طبقات الشيرازي
وفيات الأعيان 101/4 تذكرة الحفاظ 787/7 87لا ميزان الاعتدال 4660/7 سير
أعلام النبلاء 4 490/1: الوافي بالوفيات 37301/1؛ مرآة الجنان 771/7» طبقات الشافعية
4؛ لسان الميزان 71//8» طبقات المفسرين للسيوطي 01/١ العقد الثمين ٠١/3 للسبكي
180/1 طبقات الحفاظ 77/8؛ طبقات المفسرين للداودي 0/7 5؛ شذرات الذهب 8
7170/8 الأعلام 797/5؛ معجم المؤلفين »١18/١ طبقات الأصوليين
(1) سير أعلام النبلاء 4490/16
(©) الأعلام 46/5