مقدمة الكتاب
كائب هذه السطور مارس العملية التعليمية مدرماً أكثر من
ربع قرن . . ثم مارس العملية التعليمية موجهاً بالمراحل الثلاث سيع
سنوات .
أما هذه الكليات - موضوع هذا الكتاب - فعمرها فى عالم
التسجيل أربع سنوات ؛ أما عمرها فى عالم التجربة - قبل التسجيل --
فيتجاوز من السنوات الثلاثين .
وهذا الموضوع « الاختلاط فى التعلم » هو حلقة فى سلسلة
شاء الله أن تخطها يدى وأن أفرغ منها فى يوليو سنة 1488 أردت ها
أن تخرج كلها فى كتاب يعرض لمعظم مشكلات التعلم فى مدارسنا
للكتاب : « أجراس الخطر تدق يا وزير التعلم » ٠ ثم أحست أن
المدرس والتلميذ هما طرفا القضية وأنى أكتب من منظار الإسلام وهو
هكذا : « المعلمون وأجيالنا المسلمة . . إلى أن ؟! 6+
ثم شاء الله أن يتلكاً الكتاب وهو فى طريق الطباعة والنشر
فقلت : لماذا لا بخرج الكتاب فى حلقات بدلا من نشر الكتاب
كله دفعة واحدة : فلعل ذلك أيسر على القارئ الذى ألف فى عصر
السرعة أن يقرا الصفحات القليلة . . . ها عاد القارئ يصير على قراءة
كتاب كثر الصفحات ؟ ! :
واخترت أن تكون الحلقات كلها نحت عنوان كبير « مشكلاتنا
التعليمية والتربوية فى ضوء الإسلام » ؛ وآثرت أن تكون الحلقة
الأولى من السلسلة هى « الاختلاط فى التعلم » إذ رأيت أنها ألصق
بالتربية وأدخل فى باب القم » ثم هى تعكس بوضوح - ريبما أكثر
من غيرها - صورة الخلل الذى أصاب جهازنا التعليبى © وتصور
فى جلاء بعدنا عن روح الجد والالتزام الذى كان رائدنا فى حقل
التعلم حتى الستينات .
والقارئ السطور سيدرك أنى لم أنعرض لموضوع الاختلاط بين
والإعد ادية والثانوية . . أما الاختلاط بصوره المتعددة : فى الجامعة . .
والمكتب . . والمصنع . . و. . . و.. . فلم أتعرض له ولعل الله أن
فقنى لأتوفر على الكتابة فيه حنى بخرج فى كتاب .
قد فرغت من كتابته - ضمن الحلقات كلها - منذ أربع سنوات
وحن أعدت قراءته أحست بأن الموضوع قد أصبح أكثر خطراً
وأيقنت بأن المشكلة - وقد اتمع شرها وتطابر شررها - قد أصبحت
أكثر إلحاحاً من ذى قبل . . ومن يدرى لعل الله أراد أن ترى السطور
النور بعد سنوات ليكون صوت النذبر أقوى !!
ولعل من غريب المصادفة أن أمسك بالق اليوم الموافق الرايع
من شهر مارس سنة 1884 وقد احغلت الدولة بالأمس بعيد الع ! «
ولعله من المناسب أن أقتطف سطوراً أقدمها ين يدى الكتاب :
سطور من الخطاب القم ارئيس حسنى مبارك والذى ألقاه - نائباً
عند فى عيد العم السيد الوزبر مصطنى كمال حلمى « والأمل معقود
عليكم أيا الإخوة المعلمون فى بذل مزيد من الجهد ليكون التعلم
أكثر قدرة على تحمل مسئولياته + والمشاركة فى تطوبر الحياة على
أرضنا العززة وتأصيل قيمناالرفيعة وغرس المخل والأخلاقيات البيلة +
وتعميق الإعمان الصادق والسلوك الدينى 6 .
فليكن هذا الكتيب جهداً متواضعاً - فى حقل التعلم ليكون
المعلم والمتعلم كلاهما أقدر على تحمل المسئوليات ومواجهة التبعات .
وليكن هذا الكتيب - فى حقل التربية - إسباماً بالكلمة +
ولب" الله لأمتنا أجيالا مستقيمة وجادة
أجيالا أشد حياء . . وأكثر نقشاء . . وأوفر عطاء .
وبالله التوفيق .
«المؤلف »+
الأحد غرة جادى الآخرة منة 4 14م
من بارس ةيمحم
الإختلاط والضرورة
الأمن إبماناً راسماً - من وجهة النظر الإسلامية -- بأن
المختلط فى كل مراحله خطأ تربوى وشر خلى !
والأمن -- بحكم التجربة الطويلة() - بأن الفصل بين الجنين
إغلاق لأبواب من الانحراف نحن فى غنى علها دغ كل دعاوى
الحرية والتطوور ! .
إن المتصفح بشىء من العنابة فى آيات الكتاب الكريم والسئة
المطهرة يدرك فى وضوح وبسر أن الإسلام لا يرحب بالاختلاط
إن رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول عن صفوف المسجد وهو
أطهر مكان وأقدسه : « خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها +
وخير صفوف النساء آخرها وشرها ولا » . : والحكة واضحة من
)١( كاتب هذه الور أمضى فى التدريس وحده ما يقرب من ريع قرن » تنقل
لافنا فى مراسل العلم الإعادى والثائوى + دبك أنواعه سواء فى التعلم السام
أو الزداعى والصناعى والتجارى » وتنقل خلاضا فى الوجهين البحرى والقبل + وتنقل
فى المدن والأرياف ؛ ثم أمفى سنوات قبلها بم طالب بكلية الآداب + فى جامعة
لل الرصهد تجربة الواقع الكبير والمرير فى الخ
يس فى مدارس الينات + ويضاف
كراهية الإسلام لهذا الاختلاط مالم تقض الضرورة الملحة أو الحاجة
شبوات النفس © وحيث تخف وساوس الشيطان : . وهو محبذ هذا
البعد بين الجنسين . : ولنستمع إلى معلم ١
« لا تمنعوا إماء الله مساجد الله © وبيولهن خبر هن 6
إن المجتمع كما أراده الإسلام مجتمع يضيق كثراً من دائرة
الاختلاط وهو يغلق كل الأبواب الى تؤدى إلى الرذيلة والفاحشة .
والإسلام - وهو دين الرحمة والحكمة - لا يقول للرجل : انظر
من الرجال ما دمت على ثقة من نفسك ! ! . ولو قال ذلك لفتح الباب
للضعف البشرى . . . وإنمما قال الحكبم العليم وهو أعلم بمن خلق :
الشيطان فإنه بأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته
مازكى منكم من أحد أبدا ...00002 -
والإسلام وهو دين الواقع الذى يشرع البشر لا للملائكة لا يقف
ل لم : تطهروا ولكنه
يجيب بهم أن يبتعدوا ما استطاعواعن مواطنالإغراء» ومواضع الزلل +
ونحن نتلو فى قرآننا قصة يوسف - عليه السلام - مضرب
المثل فى العفة والاستعلاء على الشهوات تتلو فى قرآنا قولة يوسف
فى حديث آخر :
بتابعيه أمام الإغراء .- ولهم عنه منادوحة -
عندما راودته امرأة العزيز : ومعها النساء الأخريات . . نتلو قولته :
لا بدا فى جو الإغراء ولا يستكين : . ولا يقول : إفى قوى متين
إلى امرأة ولو قال ذلك لفارقته حكمة الأنبياء وحاشاه . . ولكنه قال
بعدها -- وليننا نفهم هذا القرآن حين تتلوه - قال بعدها :
«. . . وإلا تصرف عنى كيدهن أصب إلبن(١) وأكن من الجاهلين +
فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العم 06) +
لبخاطب الفطرة ؛ ويلى احتياجانها ؛ وهو فى الوقت نفسه بحميها
من ضعفها فلا تسقط + وبشد من أزرها فلا تميد(») . إنه يأخذ بيد
الإنسان من كل جوانبه ليتحقق له التوازن الممكن فى كيان مزيج
من الروح والطين » ومحقق له العفة المقدورة والحياء الطهور فى عالم
يليق بإنسان . . إنه يأمر بغض البصر . . ويشرع ما يصون هذا الحياء
لسبع + واضربوهم علا لعشر ؛ وفرقوا بينهم فى المضاجع + .
(1) أميل إلى ما يردن يكيدعن وأكن من السفهاء » وكلامه تضرع أن ينجيمسن
كيدهن + ودعاء إلى الله أن يبعده عن مواطن الإغراء .!
(7) سودة يونت الآي و و (*) تميد : تميل تفطرباء
الاختلاط فى التعليم الإبتدانى
كان النظام الغالب والسائد فى التعلم الابتدائى ما قبل ثورة يوليو
حتى نباية الحمسينات تقريباً هو استقلال المدارس الخاصة بالبنات +
والمدارس الخاصة وكان تعيين المدرسين فى المرحلة الابتدائية
أكثره فى مدارس البنين © وكا تعين المدرسات أكثره فى منارس
البنات : وكانت المدارس المختلطة أكثر ما تكون فى الريف لقلة
المدارس وقلة التلا؛ ثم شاع الاختلاط فى عهد الثورة وزحف -
على تفاوت - إلى كل المراحل وأصبح الاختلاط فى المرحلة -
الابتداثية على وجه الحصوص هو الشائع والمعروف . وقد رتب
نتمسك به أو ندعو إليه : ّ ِ ّ
جيل فقد القدوة
من المسلم به أن الإ ن يتأثر بمن حوله » وأن النشء بحاول أن
أجيال من الرجال فإنه من الخير أن يكون الفوذج الذى أمام الطقل
الشباب يعوزه الكثير من الرجولة والحشونة . إن جيلا من الشباب
الذى يسير فى مبوعة وهو مض العلك أو د البان » ؛ ويتدل من
صدره سلسلة . : ومن حزامه « ميدالية » . . هذه الصورة الشائهة
لشبابنا كان من أسبامها فقدان المثل فى السن المبكرة . . فى أخطر مرحلة
من مراحل التشكيل +
السن المبكرة للبنت مدوسة لا مدرساً. . ولسنا فى حاجة إلى أن
نقرر أن أكثر فرة يقفسها التلميذ فى السن المبكرة ما بن السادسة
والثانية عشرة هى أطول فئزة وأخطرها معاً » وأنا أخص بالذكر
المرحلة الابتدائية لسيين :
السبب الأول : أن هذه المرحلة نجد فها الطفل أو الطفلة أشيه
ما تكون بالعجينة الغضة الى يسبل تشكيلها والتأشر فها © وبث
ما يراد من قم فى نفوسهم : 0
السبب الدانى : أن الطفل فى المرحلة الابتدائية يلازم مدرسين
قلائل أطول فيّرة ممكنة » هذا إذا علمنا أن هناك مدرسين أو مدرسات
فى المرحلة الابتدائية بلازمون الفصل الواحد من الصف الأول أو الثاق
حتى الصف الخامس أو السادس + بلى وما يسند المدوس أو المدرسة
أن تدرس لان ل اوماد معظمها . . وتظل التلميذة أو التلميذ
أسلوبه فى التفكبر والناقشة : . فى الغضب والرضا . . ومخرج الطالب
شخصية مدرسة أو مدرسثئة : وبقدر ما تكو المعايشة الى قد تمتد
سنوات مع مدرس أو مدرسة واحدة يكون الأثر بكل سلبياته