ومهما يكن من ذلك» فإنه من الواجب علينا أن نتجنب ذلك» وأن لا نتعرض
لأقوال العلماء بعضهم في بعض» وأن نتأدب مع العلماء؛ وأن نحفظ عليهم عرضهم
وأن ننزلهم المنزلة التي أنزلهم الله عز وجل .
عاصر السيوطي خمسة عشر سلطاناً من سلاطين المماليك؛ وكانت صلته
والمنكر معروفاً والحق مقموعاً والباطل مرفوعاً فاعتزم أن يعتزل الناس وأن ينقطع عن
الإفتاء والتدريس» فانزوى في مسكنه بالروضة متجرداً للعبادة ومتشغلاً بالتأليف» وظل
على عزلته هذه حتى لقي الله تعالى غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.
مرض السيوطي قبيل وفاته سبعة أيام بتورم في ذراعه» كذا قال الشعراني في ذيل
وذكر الشعراني أنه مات من سحر ليلة الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى سنة
إحدى عشر وتسعماثة» وذكر أنه استكمل من العمر إحدى وستين سنة وعشرة أشهر
وثمانية عشر يوما.
لمعرفة أسباب النزول مُوائدء وأخطأ من قال لا فائدة له لجريانه مجرىق
التاريخ . . ومن فوائده الوقوف على المعنى وإزالة الإشكال.
قال الواحديّ: لا يمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان
سبب نزولها.
وقال ابن دقيق العيد: بياذ سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن.
وقال ابن قيمية: معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإنٌ العلم بالسبب
يورث العلم بِالمُسبّبا.
أشكل على جماعة من السلف معاني آيات حتى وقفرا على أسباب
نزولها فزال عنهم الإشكال؛ وقد بسطت أمثلة ذلك في النوع التاسع من كتاب
الإتقان في علوم القرآن؛ وذكرت له فوائد أخر مع مباحث وتحقيقات لا يحتملها
قال الواحديّ: ولا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلأ بالرواية والسماع
ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن علمهاء
وقال غيره: معرفة سبب التزول أمر يحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا
قوله تعالى: تلا وري ألا بيت الا
وقال الحاكم في «علوم الحديث»: إذا أخبر الصحابي الذي شهد الوحي
والتنزيل عن آية من القرآن أنها نزلت في كذا فإنه حديث مُسْتَد
ومشى على هذا ابن الصلاح وغيره ومقلوه بما أخرجه مسلم عن جابر قال:
() سورة النساء: الآية (58).
كانت اليهود تقول من أتى امرأته مِنْ ذُبرها في كُبّْلها جاء الولد أحول. . قال:
وقد تنازع العلماء في قول الصحابي نزلت هذه الآية في كذا هل يجري
وقال الزركشي في «البرهان»: قد غُرِفَ من عادة الصحابة والتابعين أن
أن هذا كان السبب في نزولها فهو من جنس الإستدلال على الحكم بالآية لا من
جنس النقل لما وقع.
ذكره الواحدي في سورة الفيل من أن سببها قصة قدوم الحبشة” فإِنّ ذلك ليس
من أسباب النزول في شيء بل هو من باب الأخبار به عن الوقائع الماضية كذكر
قصة قوم نوح وعاد وثمود وبناء البيت ونحو ذلك . . وكذلك ذكره في قوله واتخذ
الله إبراهيم خليلاً فليس ذلك من أسباب نزول القرآن كما لا يخفى.
00 قلت: ما ذكره الواحدي هو: «نزلت في قصة أصحاب الفيل وقصدهم تخريب الكعبة وما فعل
لله تعالى بهم من إهلاكهم رصرفهم عن البيت وهي معروفة» انتهى من أسباب النزول
للواحدي (184).
الأول: ما جعلناه من قبل المُسْتّد من الصحابي إذا وقع من تابعي فهو مرفوع
الصحابة كمجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير واعتضد بِمُرْسَل آخر وتحو ذلك .
كثيراً ما يذكر المفسرون لنزول الآية أسباباً متعددة وطريق الاعتماة
في كذا وذكر أمراً آخر فقد تقدم أن هذا يُراد به التفسير لا ذكر سبب النزول فلا
مثل هذا أن لا يورد في تصاء أسباب النزول وإنما يذكر في تصانيف أحكام
رخصة في وطء النساء في أدبارهن» وصَرّح جابر بذكر سبب خلافه فاعتمد حديث
وإِن ذكر واحد سبباً وآخر سبباً غيره فقد تكون نزلت تلك الأسباب
ان 4 آية اللعانت» وقد تكون نزلت مرتين كما سيأتي في آية الروح دفي
يُختمد في الترجيح النظر إلى الإسناد وكون راوي د السببين حاضر القصة أو من
علماء التفسير كاين عباس وابن مسعود وربما كان في إحدى القضيتين فتلافوهم
الراوي فقال نزلت» كما سيأتي في سورة الزُمُر
ثانيها: الجمع الكثير فقد حوى زيادات كثيرة على ما ذكر الواحدي وقد
الستة والمُستدرك وصحيح ابن حبان وسنن البيهقي والدارقطني ومسانيد أحمد
والبزار وأبي يعلى ومعاجم الطبراني وتفاسير ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه
وأبي الشيخ وابن حبان والفريابي وعبد الرزاق وابن المنذر وغيرهم» وأما الواحدي
ارة يورد الحديث بإسناده وفيه مع التطويل عدم العلم بمخرج الحديث فلا شك
أن عزوه إلى أحد الكتب المذكورة أؤلى من عزوه إلى تخريج الواحدي لشهرتها
واعتمادها وركون الأنفس إليهاء و: رده مقطوعاً فلا يدري هل له إسناد أو لاء
رابعها: تمييز الصحيح من غيره والمقبول من الح المردود.
خامسها: الجمع بين الروايات المتعارضة.
سادسها ما ليس من أسباب التزول.
وهذا آخر المقدمة» ومن هنا نشرع في المقصود بعون الملك المعبود.
سورة البقرة
]١[ أخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد قال:
ا البقرة
1 . . وأخرج ابن جرير من طريق
عكرمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: #إَّ
أنهما نزلتا في يهود المدينة.
1 . . وأخرج عن الربيع بن أنس قال
قوله تم
[] أخرج الواحدي والثعلبي من طريق محمد بن مروان والسدي الصغير
عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: : نزلت هذه الآية في عبدالله بن أبيْ
وأصحابه وذلك أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله [45]
فقال عبدالله بن أبيّ: انظروا كيف أرد عنكم هؤلاء السفهاء فذهب فأخذ بيد أبي
بكرء فقال: مرحباً بالصذيق سيد بني تميم؛ وشيخ الإسلام وثاني رسول الله في
الغار الباذل نفسه وماله لرسول الله كيال" ثم أخذ بيد عمر فقال: مرحباً يسيد
بني عدي بن كعب الفاروق القوي في دين الله الباذل نفسه وماله لرسول الله
)١( 1 الآيات المنزلة في المؤمنين من الآية 111 +]» وفي الكافرين الآيتان 1 1و 1] والآيات
المنزلة في المنافقين بدءاً من قوله تعالى #ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم
الآخر». . . . إلى قوله تعالى ولو شاء الله لذهب يسممهم وابصارهم إن الله على كل
1 10 ما بين للممقوفين غير موجود بالاضلء
الي ثم أخذ بيد علي فقال: مرحباً بابن عم رسول الله [ثلة]!" وجتئه»
سيد بني هاشم ما خلا رسول الله [ثية]!"+ ثم افترقواء فقال عبدالله لأصحابه:
[] ك. .أخرج ابن جرير من طريق السدي الكبير عن أبي مالك وأبي صالح
معن ابن عباس» وعن مُرَّة عن ابن مسعود وناس من الصحابة قالوا: كان رجلان
من المثافقين من أهل المديئة هربا من رسول الل[كلة]ل"؟ إلى المشركين فأصابهما
هذا المطر الذي ذكر الله فيه رعد شديد وصواعق وبرق؛ فجعلا كلما أصابهما
الصواعق جعلا أصابعهما في آذائهما من الفرق أن تدخل الصواعق في مسامعهما
1 نا جعلوا أصابعهم في آذانهم فرقاً من كلام النبي [كَلة] أن ينزل فيهم
() ما بين المعقوفين غير موجود بالأصل
(؟) ما بين المعقوفين غير موجود بالأصل.
(©) ما بين المعقوفين غير موجود بالأصل.
(4) كذا ذكره الواحدتي في أسباب النزول (اص 13).
(8) هو محمد بن مروان السذي الكوفي يروى عن هشام بن عروة والأعمش - تركوه واتهمّه
يُكتب حديثه البتة. وقال ابن معين ليس
ابن عدي: الضعف على
)0 هو محمد بن السائب بن بشر الكلبي أبو النضر الكوفي النسابة المفسر متهم بالكذب
ودمى بالرفض روى له الترمذي» التقريب 177/90)
() لم أدر من
[8] (4) ما بين المعقوفين غير موجود بالأصل.
كان ذانك المنافقان يمشيان إذا أضاء لهما طم
إذا ملكت أموالهم (وولدهم)") ل البلاء قالوا هذا من أجل دين محمد
وارتدوا كفاراً كما قام ذانك المنافقان حين أظلم البرق عليهما .
[] أخرج ابن جرير عن السدّي بأسانيدء!”» لما ضرب الله هذين المثلين
»ل قال المنافقون: الله أعلى وأجل من أن يضرب هذه الأمثال» فأنزل الله
[0] وأخرج الواحدي من طريق عبد الغني"'؟ بن سعيد الثقفي عن
موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: إن الله ذكر
آلهة المشركين فقال: إن بهم الاب 0 وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت
العنكبوت» فقالوا: أرأيت حيث ذكر الله الذباب والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على
محمد أي شيء كان يصنع بهذا؟ فأنزل الله هذه الآية. عبد الغني!"' واوٍ جداً.
() كذا بالأصل ولعلها (وأولادهم).
() سورة الا
(4) كذا بالأصل ولعلها (وأولادهم).
0 (0) كذا وقد ذكره الواحدي فقال قال ابن عباس في رواية أبي صالح: «لما ضرب الله
سبحانه وتعالى. .8.0 الخبر. أسباب التزول ص (13).
)٠١( 1 الذي في أسباب النزول للواحدي «عبد العزيز بن سعيد» وهو تصحيف تنبه له الإمام
السيوطي فهو عبد الغني بن سعيد الثقفي حدث عنه بكر بن سهل الدمياطي وغيره ضعفه
ابن يونس؛ كذا في لسان الميزان (741/48)» المغني 801/90
)١7( راجع تعليق رقم )١( نفس الفقرة.
1 وقال عبد الرزاق في تفسيره أخبرثا معمر عن قتادة: لما ذكر الله
العنكبوت والذباب» قال المشركون: ما بال العنكبوت والذباب يُذكران؛ فأنزل الله
ل قال المشركون: ما هذا من الأمثال - أو ما يشبه ها الأمثال
قلت: القول الأول امم إسناداً وأنسب بما تقدم أول السورة» وذكر
]٠[ أخرج الواحدي والثعلبي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن
عباس قال: نزلت هذه الآية في يهود أهل المدينة كان الرجل منهم يقول لصهره
ولذوي قرابته ولمن بينه وبينهم رضاع من المسلمين: أثبت على الدين الذي أنت
1 . . أخرج ابن أبي حاتم والعدني في مسنده من طريق ابن أبي نجيح
عن مجاهد قال: قال سلمان سألت النبي [كنا عن أهل دين كنت معهم ذا
[] وأخرج الواحدي من طريق عبدالله بن كثير عن مجاهد قال: لما قصٌ
1 () سوى
1 () ما بين المعقوفين غير موجود بالأصل.