لقد كرم الله المرأة المسلمة ورفع شأنها بالإسلام ؛ وأنزل فيها آيات كريمة
فالمرأة قسيمة الرجل في تكوين البشرية والنشأة الإنسانية ؛ قال الله عز
وجل : «ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل )
وأوجد الله بين الرجل والمرأة مودة ورحمة لتحصل الألفة بينهما .
وتكريم الله لبني آدم ليس مقصوراً على الرجال ؛ بل هو شامل للإنسان
سواء كان رجلا أو امرأة ؛ ولا فرق بينهما ؛ وذلك لقوله تعالى :* ولقد كرمنا
فلا شك أن الدواة الأولى للمجتمعات البشرية هي الرجل والمرأة سواء
| فأوجدهما معآ لإعمار الكون بعبادة الله الواحد الأحد , ثم بالعمل لما فيه إسعاد
١ البشرية
والمرأة لها أن تشارك في التعليم بمستوياته المختلفة حتى تكون مستنيرة
١ بالعلم والمعرفة ؛ ومدركة لأمور دينهاء ولكي تكون على جانب كبير من )
الصلاح والتقوى والإيمان » حتى تؤثر تأثيرآ إيجابيًا في أطفالها .
وقد كان الملك عبد العزيز آل سعود - طبب الله ثراه - حريصاً على
تعليم المرأة؛ وكان في حرصه هذا متبعا لتعاليم الإسلام ؛ وكان التعليم في
البداية مقصورا على الكتاتيب ؛ وبعض المدارس المتناثرة في أنحاء المملكة
الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - سلمه الله - عندما كان وزيراً
للمعارف ؛ وتأكد حق تعليم المرأة في عهده ؛ فشمل التعليم في المملكة
بعنايته , وظفر تعليم المرأة بنصيب كبير من الرعاية ؛ وقرر بثاقب فكره ؛ وسديد
رأيه ؛ أن ينظم التعليم بهذا القطاع؛ مؤسسة علمية تأخذ على عاتقها
تحقيق هذا المطلب المهم ؛ والارتفاع بشأنه ؛ فكان أن صدر الأمر السامي
الكريم في ٠ه الموافق 77م القاضي بفتح مدارس
لتعليم البنات بالمملكة ؛ وفق ضوابط معينة تحت إشراف جهاز سمي باسم ١
الرئاسة العامة لتعليم البنات »
وبهذا يعد خادم الحرمين الشريفين راند التعليم بالمملكة ؛ والذي
كان له الفضل بعد الله في إعلاء صرح تعليم النصف الآخر من المجتمع
وتعاقب على رناسة تعليم البنات نخبة ممتازة من خيار الرجال
وأكفاءهم ؛ وقد بذل كل منهم جهدا مشكورا في سبيل تحقيق الغاية المنوطة
به يده من فضيلة الشيخ عبد العزيز بن ناصر بن وشيد - رحمه الله - الذي
أسندت إليه الرئاسة فكان المؤسس تحت إشراف وتوجيهات سماحة مفتي
| المملكة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله - ؛ حيث تأسست ١
| مدارس البنات بمراحلها الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية في معظم مدن
| المملكة .
ا وجاء من بعده سماحة الشيخ ناصر بن حمد الراشد ؛ والذي وضحت في )
1 عهده المناهج ؛ وثبتت الأسس ؛ وبرزت ملامح الرئاسة وقسّماتها ؛ فازداد
الإقبال على الالتحاق بمدارس البنات عاماً بعد آخر .
النيابة
ثم تلاهما في رئاسة تعليم البنات كل من سماحة الشيخ راشد بن صالح )
بن خنين ؛ وسماحة الشيخ محمد بن عودة ؛ وفضيلة الشيخ عبد العزيز المسند .)
فسار هؤلاء بتعليم البنات وفق السياسة التي رسمتها الدولة العي رأت إتاحة )
| الفرصة كاملة أمام الفتاة السعودية لكي تنهل من ينابيع العلم والثقافة» وتعيش
| عيشة كريمة ؛ قوامها العلم والأخلاق ؛ والعمسك بمبادئ الدين الإسلامي ١
| الحنيف ؛ وكان عدد مدارس البدات بالمملكة في ذلك الوقت لا يتج
(8000) مدرسة في مراحل التعليم المختلفة .
ٌ ثم كان لي شرف التكليف من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله برئاسة
١ هذا الصرح الكبير منذ عام ١٠6١1ه؛ فقفز عدد المدارس في ست سدوات
| قضيتها بالرئاسة إلى ٠0( 411,0 ؛ كما طورت كليات ومعاهد البنات لرفع |
معاهد المعلمات النسوية؛ ففي نفس العام بلغ عدد هذه المعاهد (1168) معهدً
وتم رفع كفاءة شاغلات الوظائف التعليمية خلال عام 1616/16ه
حتى وصل إلى 0١ 64) معلمة ؛ إضافة إلى تدريب (4055) معلمة ودارسة من
اللواتي على رأس العمل في برامج متدوعة تربوية وتأهيلية ؛ وفي نهاية العام
المذكور بلغ عدد الكليات (647) كلية ؛ منها (78) كلية متوسطة ؛ و(١؟)
كلية جامعية ومطورة؛ كما بلغ عدد الدارسات في مرحلة الماجستير في تسع
كليات مخصصة للدراسات العليا في نفس العام 9٠١١ طالبة » وفي مرحلة
الدكتوراه (175) طالبة ؛ وسوف أوضح ذلك بالتفصيل من خلال الإحصاءات
المعدة في هذا البحث ٠ كل ذلك بفضل من الله ؛ ثم بتوجيهات ودعم ومساندة
خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده
الأمين الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس
الحرس الوطني ؛ وسمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود وزير
الدفاع والطيران والمفتش العام - يحفظهم الله - الذين لم يألوا جهدا في سبيل
تثقيف الفتاة السعودية والارتقاء بها ؛ بما لا يخرجها عن الإطار الديني الذي
رسمه لها الإسلام ا
ولكون المرأة نصف المجتمع. فقد رأيت أن أشارك ببحث عن (تعليم
البنات بالمملكة العربية السعودية : بداياته . مسيرته . حاضره) في
مناسبة كريمة وعزيزة على نفوسنا جميعا ؛ وهي مؤتمر ؛ المملكة العربية
السعودية في مائةعام +
وأرجو أن تحقق مشاركتي بهذا البحث المتواضع الهدف الذي من أجله |
ويشتمل هذا البحث على تمهيد وأربعة فصول رئيسية ؛ يليها الخاتمة |
| وقائمة المصادر والمراجع ؛ ثم الفهارس : ا
ا الفصل الأول ٠: مكانة المرأة في الإسلام وأهمية تعليمها » ا
ا ويشتمل على ثلاثة مباحث ؛ هي :
ا * المبحث الأول : فضل العلم والتعلم -
إِ * المبحث الثاني : مكانة المرأة في الإسلام
ا * المبحث اثالث : أهمية تعليم المرأة ٠
| الفصل الثاني: «بدايات التعليم في عهد المغفور له جلالة الملك |
ٌ عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه: ا
ا * المبحث الأول : بدايات التعليم الأهلى بالمملكة في عهد جلالة |
1 له الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - .
ا * المبحث الثاني : نشأة التعليم الرسمي بالمملكة في عهد المغفور له
ا الملك سعود -
١ الفصل الثالث : «التعليم العام المنظم للبنات بالمملكة العربية
ا السعودية » ؛ ويشتمل على ثلاثة مباحث هي :
ا * المبحث الأول : بداية تعليم البنات بالمملكة العربية السعودية + ا
ا # المبحث الثاني : مسيرة تعليم البنات ٠ ا
ا # المبحث الثالث : خا لجليم الات في جه حاتم اليتوين
1 الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أيده الله
الفصل الرابع : «التعليم العاني للبنات بالمملكة العربية السعودية؛
وقد اشتمل على تلاثة «باحث هي
* المبحث لأول: بداية التعليم العالي
لينات بالمملكة العربية السعودية
الدراسات العليا بكليات ال
نم الخاتمة
فيها استعراض لأهم نتائج ال
وأخير قائمة بالمصادر والمراجع +اقم مم
ن الفهارس
وقد اعتمدت في إعداد هذا البحث على مادة علمية اشتملت على
مجموعة مختارة من الوائق. والتقارير الرسمية؛ وعدد كبيم من المصادر
اجع الهامة. والدوريات المتعلقة بالتعليم العام بصورة عامة؛ وتعليم
الببات بالمملكة بنصررة خاصة منذ بداياته؛ وحتى عام (417 ١ه) ؛ وقد
في نهايته بقائمة بها.» المصادر والمراجع التي تمت الاستفادة منها في هذا
البحث
والله من وراء القصد ؛ وعليه التكلان ؛ وصلى الله على خير خلقه
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
إن الإسلام دين العلم , رفع من قدر العلم وعظم منزلة من اتصف
به: وكفى دليلأعلى ذلك أن أول ما نزل به الروح الأمين جبريل عليه
السلام على سيد الأنام محمد عليه الصلاة والسلام هو قوله تعالى: * أقرأ
باسم ربك الذي خلق؛ خلق الإنسان من علق أقرأ وربك الأكرم ؛ الذي
والقراءة من مسببات العلم ؛ ثم ثنّى في سورة القلم بالقسم بأداة
أخرى من أدوات العلم فقال عز من قائل : * ن والقلم وما يسطرون +"
وكفى فخر للعلم وأهله أن الله حصر الخشية منه على العلماء فقال
مشي عليهم: * إنما يخشى الله من عباده العلماء 4 '”' وزاد من قدرهم
ومنزلتهم أن الله تعالى قرن ذكر العلماء باسمه الجليل وبملائكته الكرام
في مقام الشهادة *«شهد الله أنه لاإله إلا هو والملائكة؛ وأولوا العلم قائما
بالقسط 994"
18: سورة فاطر : آية )©١
18: سورة آل عمران آية ١
وجاءت الأحاديث النبوية عمن أوتي جوامع الكلم والمبعوث لإتمام
١ المكارم صلى الله عليه وسلم في تعظيم منزلة العلم
فقد بشرهم الرسولى ته بأن الله قد أراد الخير بهم حين وفقهم للتفقه
وترغب فيه وتشوق إليه
فالرسول # يقول ١ إن الله وملانكته وأهل السموات والأرضين حتى
الدملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير» "'.
وأما الآثار عن السلف فأكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر »
ونكتفي منه بما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ٠١: كفى بالعلم شرفاً
أن يدعيه من لا يحسنه ويفرح إذا نسب إليه وكفى بالجهل ذمآ أن يتبرأ منه
مع أن العلم نعمة من الله , إلا أن الله جعل له مسببات لابد من الأخذ
عليه ٠ أخرجه البخارى في مواضع من كتايه : في العلم (3) باب من يرد الله به خيراً
يفقهه في الدين (17) ج 1-14/1؟ . وأخرجه مسلم في الزكاة )1١( باب النهي عن
المسألة (79) ج 9/فالا- ١لا رقم 48 ورقم ٠٠١
0 ده تيكتا لل 41 باب تيا ١ في فضل الفقه على العيادة (14) ج 00/8
ليث م8١
لين امقلمة التجميع ٠: ونسبه البيهقي إلى الشافعي , انظر : مناقب الشافعي :189/7
بها لتحصيل تلك النعمة وبقائها . ومن تلك الأسباب
١ - القراءة » وهي أول أمْرٍأمَالله به نبيه قن : « أقرأً باسم
ربك الذي خلق +"
"- السير في الأرض بحنا عن العلم وسعيا لتلقيه من أهل الذكر
« أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو
آذان يسمعون بها فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى
7 اختيار الأوقات والأماكن ؛ فمعرفة الوقت وما يصلح له أمرمهم
لكي يستطيع طالب العلم الإفادة ؛ كذلك اختيار المكان
المناسب بحيث يكون بعيداً عن الملهيات
4 - عدم الاستحياء في السؤال عما يجهله ؛ فقد قيل : لا ينال
العلم مستح ولا متكبر ''؛ وقال ابن شهاب الزهري : العلم
خزانة مفاتيحها المسألة '؟؛ وسئل ابن عباس رضي الله عنهما
بم أدركت العلم فقال ؛ بلسان سؤول وقلب عقول ١ه"
1: سورة العلق : آية )١(
29: (؟) سورة الجج : آية
() جامع بيان العلم : 167و ف161-16.
8) تعليم المتعلم طربق التعليم ؛ 167