ما يزيد على (600) حديث عن أم المؤمنين عائشة» فقررت العزم
مرويات بعض الصحابة والتابعين في التفسير- ممن هم أقل علماً
بيان فضلها بإظهاره ونشره شجى وغصة في حلق كل رافضي بليد أو
زنديق عنيد» فبيان فضل الصحابة نوع من أنواع العبادة ومسلك من
مسالك الريادة؛ وقد اعتمدت من كتب التفسير بالمأثور تفاسير كل من : ابن
جرير الطبري (ت 7٠١ ه) وابن أبي حاتم (ت 377 ه) والحسين بن
مسعود البغوي (ت 016 ه) وأبي الفرج عبدالرحمن ابن الجوزي
(ت 943 ه) ومحمد بن أحمد القرطبي (ت 131ه) وعلي البغدادي
الشهير بالخازن (ت 778 ه) والحافظ ابن كثير القرشي الدمشقي
(ت 77/4 ه) والحافظ جلال الدين السيوطي (ت 41١ ه) ومحمد بن
علي الشوكاني (ت ١7660 ه).
وإن كان بعض هذه التفاسير يعد من كتب التفسير بالرأي غير
كثيراً في تفسير الخازن ويليه القرطبي في جامعه.
وقد التزمت أن لا أورد عن عائشة إلا ما ذكره أهل التفسير بالأثر
في تفاسيرهم أو ذكر في كتب السنة عنها مقروناً بالآية - مما لم يذكره
وأبين في البداية من أورد الحديث في تفسير الآية من المفسرين
بالأثر ثم أعقب ذلك بتخريجه من كتب السنة وأبين درجته إن كان
أحد من أهل العلم على صحته كالترمذي وابن خزيمة وابن حبان
أحدهما وقد تلقتهما الأمة بالقبول فالبحث في أسانيدهما تصحيحاً أو
تضعيفاً أراه من الغلو وتضييع للجهد والوقت بدون فائدة» وربما يكون
من الابتداع في الدين المخالف لإجماع المسلمين؛ وهم أهل
بالنظر إلى إسناده أو بمجموع طرقه كما هو معلوم عند أهل العلم.
مرسلة غير متصلة ولكن بالتتبع ثبت أن عامة بلاغاته موصولة صحيحة.
وبعض أهل العلم قد يورد الحديث الضعيف في كتابه ولا ينص
يقول السيوطي في جمع الجوامع: (كل ما كان لابن عدي في
الكامل أو العقيلي في الضعفاء أو الخطيب أو ابن عساكر في تاريخه
أو الحكيم الترمذي في نوادر الأصول أو الحاكم في تاريخه أو ابن
الجارود أو الديلمي في مسند الفردوس - فهو ضعيف فليكتفى بالعزو
لا تسلم له هذه الكلمة العامة التي أطلقها وإنما هي في غالب ما في
هذه الكتب لا في جميع ما حوته وهي على بعضها أصدق منها على
البعض الآخر.
وقد يجد القارىء أنني قد أحلت في تخريج بعض الأحاديث
بالواسطة وخاصة من مجمع الزوائد للهيثمي؛ وذلك لعدم وجود كثير
من الكتب التي عزا ليها كمسند البزار والمعجم الأوسط للطبراني وقد
رجعت إلى الأجزاء التي خرجت منهما أثناء كتابتي للبحث وملها
الجامع لشعب الإيمان للبيهقي وبعض الكتب والأجزاء الحديثية
وفي التخريج إن روي الحديث أو الأثر مسنداً عن غير عائشة
وقبل البداءة بالتفسير عقدت عنواناً ل (فضل تعلم القرآن) ذكرت
فيه بعض الأحاديث عن عائشة.
وفي الختام لا أدعي لنفسي أنتي أوفيت البحث حقه ولا أحكمته
من جميع جوانبه حتى لا يجد الناقد فيه منقذاًء ولا المتتبع إليه
مدخلا. لا أقول هذا لأن طبيعة البشر - وأنا واحد منهم - النقص
وجل وإن أخطات نفسي والشيطان؛ وأناشد كل قارىء أو باحث
يجد فيه خطأ أو زلا تنبيهي إلى ذلك» فالدين النصيحة والله لا يضيع
أجر من أحسن عملً؛ وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وأصحابه
وكتبه راجي عفو ربه المنان
سعود بن عبداله الفنيسان
عائشة رضي الله عنها
هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق خليفة
رسول الله كِلة» وأمها أم رومان بنت عامربن عويمر بن عبد شمس
أمها أم رومان وتزوجها رسول الله يي في شوال قبل الهجرة بعد وفاة أم
المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها - ببضعة عشر شهرا - وهي
بنت ستء ودخل بها في شوال بعد منصرفه من غزوة بدر وهي ابنة
تعد بحتى أفقه نساء الأمة. بلغت مروياتها عن رسول الله كَل
البخاري ب (4) حديثاً ومسلم ب (18) حدثاً. والباقي في الصحاح
(*) للتوسع في ترجمتها يراجع: الطبقات الكبرى لابن سعد (8/8ة - 641
الاستيعاب لابن عبد البر (83/4)؛ وأسد الغابة لابن الأثير (/184/1)؛
وتذكرة الحفاظ للذهبي .)77/١( وسير أعلام النبلاء (6/7؟١ - +)٠١٠
والإصابة لابن حجر (84/4)؛ وشذرات الذهب لابن العماد (4/1 و
١ - 17)؛ وفضائل الصحابة للإمام أحمد (838/7).؛ والهيثمي في مجمع
الزوائد (778/4 - .)14١
والسنن والمعاجم» والمسانيد. وعدها ابن حزم في المرتبة الرابعة من
بين الصحابة المكثرين للرواية".
أخذت العلم عن أبيها أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعن
عمربن الخطاب وفاطمة بنت رسول الله وغيرهم» وأخذ عنها العلم
من الصحابة: عبدالله بن عباس وابن عمر وعبدالله بن الزبير وأخوه
عروة بن الزبير ومن التابعين جمع غفير كمولاها ذكوان وعبدالله بن أبي
مليكة ومولاتها أم ذرة وابني أخيها محمد: عبدالله والقاسم وابن أخيها
عبدالرحمن وابن سيرين ومسروق ومطرف بن الشخير ومقسم مولى بن
- وإبراهيم التيمي وخالد بن سعدان وزيد بن أسلم وسالم بن أي الجعد
قال لها عروة بن الزبير ذات يوم: يا أمتاه لا أعجب من فقهك
أقول زوجة رسول الله وابنة أبي بكر ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام
الناس أقول ابنة أبي بكر وكان أعلم الناسء ولكن أعجب من علمك
فضربت على منكبيه وقالت: أي عرية - تصغير عروة : إن
رسول الله كل كان يسقم عند آخر عمره وكانت تقدم عليه وفود العرب
من كل وجه فتنعت له الأنعات وكنت أعالجها له. وقال مرة: لقد
بقضاء ولا طب منهاء وربما حفظت القصيد: بيتاً أو أكثر من أول
سماعها. وكانت أعلم الناس بالمواريث خاصة وأفعال الرسول الخاصة
176 انظر جوامع السيرة ص )١(
بنت زمعة وتزوجهما في آن واحد ؛ فتزوج عائشة وهي بنت ست ودخل
بها وهي بنت تسع» وتفرد بسودة وحدها قرابة ثلاث سنوات» قال
الذهبي: خطبتها له خولة بنت حكيم لما رات ما نزل به من الشدة
فذكرت ذلك له فقال: أوتصلح له وهي ابنة أخيه!؟ فقال
ما أخلف وعدا قط. وأتى أبو بكر المطعم ابن عدي فقال: ما تقول
في أمر هذه الجارية؟ يعني عائشة فأقبل المطعم إلى امرأته يقول ما
0 فقام أبو بكر من عندهما وليس في نفسه عن الموعد
ثم قال لخولة: قولي لرسول الله 8 فليات فجاء فملكها على
جيه ب حي م وتحدث عائشة عن نفسها فتقول:
تزوجني رسول الله يي متوفى خديجة وأنا ابنة ست وأدخلت عليه وأنا
وصنعنني ثم أتين بي إليه وكنت ألعب بالبنات تعني اللعب - فيجيء
باب حجرتي والحبشة يلعبون بالحراب في المسجد وإنه ليسترني
وفي هذا - علاوة على حسن خلقه قم فائدة تربوية وهي أن
تكون بصحبة ولي أمرها وأن تكون محتشمة في لباس يسترها عن
الناس ألا ترى رسول الله - وهي معه - كان يسترها برداءه» وقولها
الأبوين وأولياء الشاب أو الشابة حديثشة السن أن يعاملوها بما لا
يعاملون به الرجال والنساء البالغات.
«فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام».
-١ نزلت براءتها من السماء في قصة حادثة الإفك.
نزل جبريل عليه السلام بصورتها من السماء في خرقة من حرير
4 - وقبض رسول الله فك ورأسه في حجرها.
٠ وقبر في بيتها.
الناس إليه بعد أبيها.
4- واستأذن نساءه أن يُمرّض في بيتها فأذن له.
-٠ وكان الناس يتقصدون في هداياهم لرسول الله يوم عائشة
ورحمة الله جزاه من زائر ودخيل فنعم الصاحب ونعم الدخيل».
١٠ سابقها الرسول مرتين فسبقته في المرة الأولى وسبقها في الثانية
وأخرج أبو داود في السئن عن النعمان بن بشير قال: استأذن أبو
الرجل وبينك؛ ثم استاذن أبو بكر مرة أخرى فسمع تضاحكهما فقال:
بنت جحش بغير استئذان وهي غضبى ثم خاطبت الرسول قائلة:
أحسبك إذا قلبت لك بنية أبي بكر فريعتها - تقول عائشة - ثم أقبلت
أبي بكر.
ولما اجتمعت أمهات المؤمنين وقد أصابتهن الغيرة من محبة
سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف
الجواب منه دال على أن فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر
: وقول الحافظ الذهبي هذا يعض عليه بالنواجذ فإني لم
الحديث الصحيح أن جبريل عليه السلام أتاه بصورتها. وكانت
الأول بكت حتى تبل ثيابها بدموعهاء ولما وقف علي بن أبي طالب