مقدمة المعتني
الذي يطير به الإسلام إلى القلوب» والمدُ الساري في تغذية الأرواح والنقوس» والنظامٌ الكامل الكافل
الإنسان» في هذه الدنياء ثم في الآخرة في أعالي
ولكن من المؤسف أن نقول: إن هذا الدستور الذ:
يَكُمُ بين دفتيه ما يريده الله تعالى للمسلم من
اءة إهداءٍ للأموات في
ولا يقصد بقراءة القرآن المطلوبة إصدارٌ الأصوات بالمدّ والكُنّة والإخفاء والإظهار فحسب» بل إن
غير الفهم والتَدبُرٌ وإعمال العقل والفكر» ولا نذهب بعيداً؛ فهؤلاء الجن أنفسهم لم تت لهم الإيمان
والكافرون أنفسهم أدركوا قدرة القرآن على التأثير في سامعه؛ فقد وَصَف الله تعالى موقفت
الكافرين العرب» وخوفهم من سماع القرآن الكريم المؤثّر برقعة أدائه العربي وقوة أسلويه» مَل الي
الأداء؛ وضبط الشكل؛ وسلامة المشافهة؛ وقد لا الإنسان أثناء القراءة فرصة للانصراف إلى
ا الإتقان في علوم القران
وسلامة المشافهة؛ لكننا ندعو إلى إعادة النظر بالطريقة؛ حتى تصل إلى مرحلة التأمل والتفكّر والتدبر
التي تترافق مع القراءة.
إنني أدعو القائمين على برامج تحفيظ القرآن الكريم إلى أن يُعيدوا النظر في أسلوب الحفظ
إن سالم بن معقل؛ مولى أبي حذيفة ات: ١١ه) في غزوة أحد؛ لما رأى العدو قد أحاط من كل
جانب ثبت وغرس حربته» وأبى أن يتزحزح من مكانه وقال: «بئس حاملٌ القرآن أنا إن أو:
فكان نموذجاً للقرآن الكريم عندما ينطلق قذيفة حية لأداء رسالة الهدى والنور.
وأشهد لو أن العربية كانت تعيش على ألسنة العرب اليوم آيام شبابها ؛ إذاً لكان للقرآن أثرٌ فريد في
في حياتهاء فانحظ في أسباب الكيد لثقافتها العربية وذاتيتها الإسلامية؛ عن طريق إبعادها عن سلطان
هذا الكتاب وحَججبها عن أسباب التأثر به.
إن هذا القرآن هو ما
؟]» ما شانه نقصٌ ولا شابته زيادة منذ نزل إلى يوم الناس هذاء فهو بحفظ الله مصونٌ من أهواء
في هداياته خلاصة كافية لهاء إن ترس [الأعلى : 14-18]
وفي هذا الكتاب الكريم دعواتٌ صارخة للتدبر فيه وفي الكون والإنسان والحياة؛ ففي سورة
َ توجيه للعناية بهذا الكائن الحي من أجل توفير الغذاء للبشر كافة؛ وفي سورة النساء مَلْمٌَْ
المودة والرحمة والسكينة.
وفي سورة الأنعام حت لدراسة عالم الحيوان والعناية بالأنعام.
وفي سورة النحل تأكيد على العناية بعالم الحشرات» ودورها في إنتاج الغذاء الشافي الضروري
وفي سورة العنكبوت إشارة إلى امتلاك القوة ١| وعدم الاغترار بمظاهر القوة» وفي سورة
القول: إن فيها دراسة أسباب نشوء الحضارة التي ازدهرت واشتهرت ببناء السدود التي تعد بالمثات+؛
والتي شيدت في الجزيرة العربية للاستفادة من مواسم الأمطار لتخزينها والاستفادة منها في التنمية
الزراعية الضرورية لتحقيق التنمية الشاملة من أجل الكفاية وتعميم الرخاء والرقا؛
وفي سورة الشورى تأكيد على دور الشورى والتشاور في ازدهار التشريع والقانون؛ وفي سورة
الحديد عناية بالمعادن الثمينة: وصناعة الخلائط والسبائك النادرة ذات المواصفات المتينة.
وفي سورة الدخان إشارة لدراسة تأثير الدخان في الغلاف الجوي»
وفي السُور الكريمة: البروج والنجم والقمر والشمس والفجر والليل والضحى دعوةٌ لدراسة
دراسة للعلوم الحربية والعسكرية؛ وفي سورة اقرأ والقلم دعوة للعلم والتعليم والبحث العلمي والعناية
بأدوات الكت
لا عجب أن تكثر الدراسات حول هذا الكتاب الخالد حتى لا تُحصى» وأن تفيض القرائح
وبعد: فهذا هو كتاب «الإثقان في علوم القرآن؛ للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله
تعالى» المتوفى سنة (411ه)» أكرِمتُ بخدمته رجاء أن أدلي بدلوي في خدمة هذا الكتاب الكريم»
كي لا نُحْرَمّ من الأجر في قوله عليه الصلاة والسلام فيما رواء عثمان بن عفان مرفوعاً: «خيركم من
تعلم القرآن وعلمه»!"".
القاتم والأحمر في سبيل ذلك.
التحريف أو التغيير أو التبديل!!
: مف مد كنف يدوي اا(
عقب الحديث مباشرة؛ وبعد وضعه بين معقوفتين.
9 وكان الاعتماد على ما يلي:
أ مسند أحمد: ترقيم مؤمسة الرسالة.
مه الإتقان في علوم لقان
9 نقلتٌ حكم العلماء على الحديث» قد أصرح باسمهم وقد لا أصرح» إلا ما كان من المصنف
شرحته بإيجاز قدر ما يغدو المعنى واضحاً.
لا عزوت أقوال العلماء إلى مواضعها في الكتب بالجزء والصفحة إن كان الكتاب أكثر من جزء+؛
8 ترجمت للأعلام مبيناً اسمه ولقبه ومكانته العلمية وسنة وفاته؛ مع ذكر المرجع أو المصدر لمن
4 جعلت فهرساً للأعلام في آخر الكتاب.
٠ ترجمت للمصنف السيوطي رحمه الله تعالى ترجمة مختصرةً» مع ذكر المراجع والمصادر
الثالث عشر من ربيع الأول 1678ه مصطقى شيخ مسطفى
الموفق (1) نيسان 097 ٠1م
ب البخاري: ترقيم فؤاد عبد الباقي المشهور.
ج -مسلم: ترقيم طبعة دار السلام والفيحاء المتسلسل.
الترمذي وأبو داود وأبو ماجه: ترقيم دار السلام والفيحاء.
ه - النسائي إن كان في «الكبرى» ترقيم مؤسسة الرسالة؛ وإن كان في «المجتيى» فترقيم دار السلام والفيحاء» وباقي
المراجع الحديثة على ما هو معروف عند المشتغلين بهذا الفن.
مصنة ه22
ترجمة جلال الدين السيوطي
هو عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين» الإمام الحافظ المؤرخ الأديب؛ من أسيوط مصرء
يتيماً فحفظ القرآن وله دون ثمان سنين» ولزم مشايخٌ كباراً منهم البلقيني والحافظ المناوي+
للقي ؛ وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر
رزقه الله اللَبَخْرِ في التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبد؛
بلغت آثاره فيما عذٍّ المستشرق بروكلمان (416) مصنفاً؛ وذكر الأستاذ جميل بك العظم (5176)
غ رتبةٌ عاليةً في ضبط المذهب الشافعي+ وتخريجه وجمع الأقوال
من أشهر هذه المصنفات:
«الإتقان في علوم القرآن» وهو كتابنا هذا -» «الذّر المنثور في التفسير بالمأثور»؛ «تفسير
الجلالين»؛ «تدريب الراوي»؛ «الأشباه والنظائر في الفقه»؛ و«الأشباه والنظائر في النحو»؛ «جمع
الجوامع»: «طبقات المفسرين»؛ «إسعاف المبطأ في رجال الموطأ»» «حسن المحاضرة».
شبهة وردّها:
كانت في أمانة الحافظ ابن حجر العسقلاني» وكان بها نحٌ من أربعة آلاف مجلد.
وقال عنها ابن حجر : إن الكتب التي بها - وهي
بالقاهرة» وهي من جمع البرهان ابن جماعة في طول عمره+ فاشتراها محمود الأستادار من تركته بعد
فيه الإتقان
كر مصادرها من كتبهم.
علوم القران
19 «المزهر في علوم اللغة وأنواعها» 314/1). وانظر مصادر ترجمة السيوطي في : «الضوء اللامع» للسخاوي 38/40
*7؛ «شذرات الذهب» (4/ 81 - 88): وفي حسن المحاضرة» (188/1) ترجمة له من إنشائه؛ «الكراكب السائرة
بأعيان المئة العاشرة» لنجم الذين الغزي (379/1)؛ «البدر الطالع» للشوكاني (1/ 718 028)؛ «هدية العارفين»
(1/ 474 844): «الأعلام» (0/ 701 0707؛ مقدمة «تدريب الراوي» للاستاذ عبد الوهاب عبد اللطيف؛ مقدمة
«الأشباه والنظائر» في الفقه للأستاذ محمد المعتصم بالله البغدادي. وللأستاذ الدكتور يديع اللحام: دالإء
محدثاً؛ (أطروحة دكتوراه)؛ وللدكتور محمد يوسف شريجي : «الإمام السيوطي مفسراً» (أطروحة دكتوراة)»
مقدمة المؤلقف
قال الشيخ الإمام العالم العلامة+ الخَبر البحر الفهّامة؛ المحقق المدقّقٌ الحجة» الحافظ المجتهد شيخ
الإسلام والمسلمين؛ وارث علوم سيد المرسلين» جلال الدين» أوحدٌ المجتهدين» أبو الفضل عبد الرحمن
ابن سيدنا الشيخ المرحوم كمال الدين» عالم المسلمين أبو المناقب أبو بكر السيوطي الشافعي*
الحمدٌ للدٍ الذي أنزل على عبده الكتاب؛ تبصرةٌ لأولي الألباب» وأودعه من فنون العلوم والحكم
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
لعظمته الرَّفَابُّ
وألتهد ان سيدنا محمد عبد ورسوله المبجوث من أتترم القعرب واشرف الشِّحاب» إلى عير أة.
خطأ القول من صوابه» والبيانيٌ يهتدي به إلى ححسن النظام؛ ويعتبر مسالك البلاغة في صوعٌ الكلام»
وفيه من القصص والأخبار ما يذكّر أولي الأبصار» ومن المواعظ والأمثال ما يزدجر به أولو الفكر
هذا مع فصاحة لفظ» وبلاغة أسلوب» تبه العقول وتسّب القلوب» وإعجاز نظم لا يقير عليه إلا
لام الغيوب.
نه الإتقان في علوم القران
خلاصة الوجود علامة الزمان» فخر العصر وعين الأوان: أبا عبد الله محبي الدين ١١ ي!'' مد الله
صغير الحجم دا وحاصل ما فيه بابان
الأول: في ذكر معنى التفسير والتأويل والقرآن والسُورة والآية.
وبعدهما خاتمة في آداب العالم والمتعلم.
ثم أوتفني شيخنا شيخ مشايخ الإسلام قاضي القضاة وخلاصة الأنام حامل لواء المُذهبٍ المُطلبِيْ
في أجله؛ وأسبغ عليه ث
(ضي الله عنه مخاطبةٌ لبعض خلفاء بني العبَّاس» فيها ذكر بعض
أنواع القرآن؛ يحصّل منها لمقصدنا الاقتباس. وقد صنّف في علوم الحديث جماعةٌ في القديم
المنيف [العالي]؛ ويتحصر في أمور:
الكافيجي: محمد بن سليمات من كبار العلماء بالمعقولات؛ لازم السيوطئ أكثر من (14) عاماًلات: 874 ه).
#شذرات اذهب 17/7
الذهبة 153/7
مقدمة مه
الأمر الخامس: المعاني المتعلقة بالأحكام؛ وهو أربعة عشر نوعاً: العامٌ الباقي على عمومه؛
فهذا نهاية ما حصر من الأنواع.
هذا آخر ما ذكره القاضي جلال الدين في الخُطبة» ثم تكلم في كل نوع منها بكلام مختصّر يحتاج
أما بعد: فإنَ العلوم وإن كثر عددها» وانتشر في الخافقين [شرق الأرض وغربها مَدَمّا؛ فغايتها
وإن مما أهمل المتقدمون تدوينّه حتى تحلى في آخر الزمان بأحسن زينة علمّ التفسير الذي هو
كمصطلح الحديث. فلم يدوَنه أحدٌ لا في القديم ولا في الحديث؛ حتى جاء شيخ الإسلام وعمدةٌ
الأنام؛ علامة العصر؛ قاضي القضاة جلال الدين البُلقِيتيَ رحمه الله تعالى» فعمل فيه كتابّه: «مواقع
فظهر لي استخراجٌ أنواع لم + وزيادة مهمات لم يستوفٍ الكلام عليهاء
إلى وضع كتاب في هذا العلم» وأجمع به إن شاء الله تعالى شواردّه؛ وأضمٌ إليه فوا
سلكه فرائده؛ لأكون في إيجاد هذا العلم ثاني اثنين+ وواحداً في جمع الشتيت منه كألف | أن افيح
ومصيّراً في التفسيرٍ والحديثٍ في استكمال التقاسيم |! مامه "' وفاحء ولع بدر
فهرست الأنواع بعد المقمة:
(1) «النهاية في غريب الحديث» /١ 8+ وابن الأثير : المبارك بن أبي الكرم (ت: 3073 ه). «وفيات الأعيان» 41/4
(© الكتامة: غطاء زهر التخيل ونحوه من الأشجار. والور: هو الزهر. «مختار الصحاح؟: كم ون