0 مقدمة التحقيق
مفردات الألفاظ والتأويل أكثره يستعمل في الجمل» فالتفسير إما أن يستعمل في غريب الألفاظ كالبحيرة والسائبة
والوصيلة أو في تبيين المراد وشرحه كقوله تعالل: ؤوأقيموا الصلاة وآنوا الزكاة". وإما في كلام مضمّن بقصة لا
جحود الباري خاصة. والإيمان المستعمل في التصديق المطلق تارة. وفي تصديق دين الحق تارة» وإما لفظ مشترك
بين معان مختلفة نحو لفظ (وجد) المستعمل في الجد والوجد والوجود.
قام دليل مقطوع به فصحيح» وإلا فنفسير بالرأي» وهو المنهي عنه. والتأويل ترجيح أحد المحتملات بدون القطع
والشهادة على الله؛ وعلى هذا فالنسبة بينهما التبلين .
قال أبو طالب التعلبي : بياذ وضع اللفظ» إما حقيقة أو مجازاً كتفسير الصراط بالطريق؛ والصيب
بالمطر» والتأويل تفسير باطن اللفظ مأخوذ من الأَوْلِ وهو الرجوع لعاقبة الأمر فالتأويل إخبار عن حقيقة المراد؛ والتفسير
إخبار عن دليل المراد. لان اللفظ يكشف عن المراد والكاشف دليل مثاله قوله تعالى : ؤإن ربك لبالمرصاد»"). .
تفسيره أنه من الرصد يقال رصدته : رقبته؛ والمرصاد مفعال منه» وتأويله التحذير من التهاون بأمر الله والغفلة عن الأهية
والاستعداد للعرض عليه؛ وقواطع الأدلة تقتضي بيان المراد منه على خلاف وضع اللفظ في اللغة وعلى هذا فالنسبة
قال البغوي ووافقه الكواشي : التأويل هو صرف الآية إلى معنى مختمل يوافق ما قبلها وما بعدهاء غير مخالف
للكتاب والسنة من طريق الاستنباط» والتفسير هو الكلام في أسباب نزول الآية وشأنها وقصتها بتصرف وعلى هذا فالنسبة
قال بعضهم: التفسير ما يتعلق بالرواية والتأويل ما يتعلق بالدراية» وعلى هذا فالنسبة بينهما التباين »
التفسير هو تيان المعاني التي تستفاد من وضع العبارة والتأويل هو بيان المعاني التي تستفاد بطريق الإشارة
التباين. وهذا هو المشهور عند المتأخرين وقد نبه إلى هذا الرأي الأخير العلامة الألوسي في مقدمة
تفسيره حيث قال بعد أن استعرض بعض أقوال العلماء في هذا الموضوع: وعندي أنه إن كان المراد الفرق بينهما
بحسب العرف فكل الأقوال فيه ما سمعتها وما لم تسمعها ‏ مخالف للعرف اليوم إذ قد تعورف من غير نكير: أن
التأويل إشارة قدسية ومعارف سبحانية تنكشف من سجف العبارات للسالكين وتنهل من سحب الغيب على قلوب
العارفين والتفسير غير ذلك.
فلا أراك ترضى إلا أن في كل كشف إرجاعاً» وفي كل إرجاع كشفا فافهم .
هذه هي أهم الأقوال في الفرق بين التفسير والتأويل!*.
(1) سورة التوية //ا* ية البقرة /188 . (1) سورة الفجر /16
(9) الإتقان 13/4 وما بعدهاء تفسير البغوي 18/1 روح المعاني 5/1» مقدمة التفسير للراغب 4*3 وما بعدهاء التفسير والمفسرون للذهي
‎4١‏ وما بعدهاء بصائر ذوي التمبيز 85/1

مقدمة التحقيق *
التفسير المعتد به عند جمهور العلماء ‏ سلفاً وخلفاً ‏ ينقسم إلى قسمين:
الأول: التفسير بالمأثور.
الثاني : التفسير بالرأي السديد والاجتهاد الصحيح المبني على العلوم والمعارف التي سقناها آنقاً .
وكتب التفسير بالمأثور منها ما هو خالص فيه؛ ومنها ما فيه زيادة توجيه الأقوال والآراء؛ والتفسير بالرأي
والاجتهاد لا ينفك عن المأثور في الجملة» أيآً كانت ألوانه واتجاهاته.
من هنا رأينا أن نبين لك هذين القسمين وأشهر الكتب المصنفة فيهما .
القسم الأول
التفسير بالمأثور
منقول» فالتفسير بالمأثور» يشمل ما جاء في القرآن نفسه من البيان والتفصيل لبعض آياته» وما نقل عن الرسول بق وما
نقل عن الصحابة رضي الله عنهم وما نقل عن التابعين» من كل ما هو بيان وتوضيح مراد الله تعالى من نصوص كتابه
الكريم» مثال ما جاء في القرآن قوله سبحانه: ؤوكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من
الفجر»"'» فإن كلمة (من الفجر) بيان وشرح للمراد من كلمة (الخيط الأبيض) التي قبلها -
وقوله تعالى : للئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضاً حسناً لأكفرن
للثاني .
إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون» وأيد تفسيره هذا بقوله تعالى : (إن الشرك لظلم عظيم!" وفسر قل
(5) سورة المائدة ‎١/‏ (0) صورة البقرة / 48
(1) سورة المائدة /* (4) سورة المائدة /17. (1) صورة لقمان /17

8 'مقدمة التحقيق
وأصدق الحديث كتاب الله تعالى . وأما الثاني فلن خير الهدي هدي سيدنا محمد بل ووظيفته البيان والشرح مع أنا
نقطع بعصمته وتوفيقه قال تعالى : ؤوأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم""
بقي القسم الثالث وهو بيان القرآن بما صح وروده عن الصحابة رضوان الله عليهم : قال الحاكم في المستدرك
(إن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل له حكم المرفوع) كذلك أطلق الحاكم.
المفسرون من الصحابة
قال السيوطي : اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة: الخلفاء الأربعة وابن مسعود» وابن عباس» وأبيّ بن كعب؛
بير» وإليك ترجمة موجزة لكل واحد منهم .
وزيد بن ثابت؛ وأبو موسى الأشعري؛ وعبد الله بن |
أولا: عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم التيمي » أبو بكر بن أبي فحافة الصديق»
أول الرجال إسلاماء ورفيق سيد المرسلين في هجرته. شهد المشاهد وكان من أفضل الصحابة؛ وكان أبيض أشقر
إلى رسول الله و8؛ توفي سنة ثلاث عشرة؛ عن ثلاث وستين سنة ودفن بالحجرة النبوية9).
ثانياً : عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العُزى العدوي» أبو حفص المدني؛ أحد فقهاء الصحابة؛ ثاني الخلفاء
الراشدين» وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة؛ وأول من سمي أمير المؤمنين. شهد بدراً والمشاهد إلا تبوك. وولى
أمر الامة بعد أبي بكر رضي الله عنهما. وفتح في أيامه عدة أمصار. أسلم بعد أربعين رجلاً. عن ابن عمر مرفوعاً:«إن
الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه» ولما دفن قال ابن مسعود: ذهب اليوم بتسعة أعشار العلم. استشهد في آ:
ثلاث وعشرين ودفن في أول سنة أربع وعشرين» وهو ابن ثلاث وستين» وصلى عليه صُهَيْب؛ ودفن في الحجرة النبوية
ومناقبه جمة
ثالا: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي أبو عمرو المدني ذو النورين» وأمير
المؤمنين؛ ومجهز جيش العسرة؛ واحد العشرة. واحد الستة هاجر الهجرتين. غاب عن بدر لتمريض ابنة النبي قَلةِ
يحي الليل كله بركعة. قتل في سابع ذي الحجة يوم الجمعة سنة خمس وثلاثين. قال عبد الله بن سلام: لقد فتح
الناس على أنفسهم بقتل عثمان باب فتنة لا يغلق إلى يوم القيامة. رضي الله عنه().
رابعاً: علي بن أبي طالب بن عبد الطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي"". .. . . روى عنه أولاده الحمن
والحسين ومحمد وفاطمة وعمر وابن عباس والأحتف وأمم.
4 ‏سورة الانشفاق /لا يه‎ )١(
() وقد تقدم (ه) انظر ترجمته في الخلاصة 118/1

مقدمة التحقيق 9
قال السيوطي : وأما الخلفاء فأكثر من روي عنه منهم علي بن أبي طالب والرواية عن الثلاثة ندرة جدآً؛ ويرى
أولاً: تقدم وفاتهم .
ثانياً: اشتغالهم بالحروب والفتوحات الإسلامية.
علي فروي عنه الكثير. وقد روى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال: شهدت عليآً يخطب وهو يقول:
(سلوني فوالله لا تسألونني عن شيء إلا أخبرتكم ؛ وسلوني عن كتاب الله» فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم : أبليل نزلت أم
ينهار ام في سهل أم في جبل).
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر
وبطن» وإن علي بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن .
وأخرج أيضاً من طريق
خامساً: عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن مخزوم!') بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم
ابن سعد بن هذيل. الهذلي أبو عبد الرحمن الكوفي أحد السابقين الأولين. وصاحب النعلين؛ شهد بدرا والمشاهاء
وروى ثمائماثة حديث وثمانية وأربعين حديثاً .
تلقن من النبي َي سبعين سورة. قال علقمة: كان يشبه النبي 8 في هديه وسمته. قال أبو نعيم : مات بالمدينة
سنة النتين وثلاثين عن بضع وستين سنة.
قال أبو مسعود الأنصاري: ما أعلم النبي 8 ترك أحداً أعلم بكتاب الله من هذا القائم يعني ابن مسعود قال
السيوطي : وأما ابن مسعود فروي عنه أكثر مما روي عن علي وقد أخرج ابن جرير وغيره عنه أنه قال: (والذي لا إله
المطايا لأتيته)
وأخرج أبو نعيم عن أبي البختري قال: قالوا لعلي : أخبرنا عن ابن مسعود قال: علم القرآن والسئة ثم انتهى+
سادساً: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد" مناف الهاشمي أبو العباس المكي ثم المدني
ثم الطائفي ابن عم النبي بي وصاحبه وحبر الأمة وفقيهها وترجمان القرآن. وروى خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن
عباس قال: مسح النبي و8 رأسي ودعا لي بالحكمة.
‎)١(‏ وانظر ترجمته في الخلاصة 44/7؛ وأسد الغابة 3848/7 تهذيب الأسماء واللغات ‎3788/1/١‏ - 140 تذكرة الحفاظ ‎»71/١‏ العبر
‎3١‏ طبقات القراء 468/1» تهذيب التهذيب 17/3 - 38 الإصابة 304/1؛ شذرات الذهب 78/1
()وانظر ترجمته في الخلاصة 14/1 *1, وطبقات ابن سعد 365/7 التاريخ الكبيره/*» الجرح والتعديل 113/8 الحلية 714/1
تاريخ بغداد 197/1. أسد الغابة 748/7؛ تهذيب الأسماء واللغات 1174/1/1 ؛ وفيات الأعيان 37/7 تذكرة الحفاظ ‎+77//١‏
‏العبر 6/1لا» الإصابة 770/7

مقدمة التحقيق
قال السيوطي : وأما ابن عباس فهو ترجمان القرآن الذي دعا له النبي فَيةٍ: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن عمر قال: دعا رسول الله فيةٍ لعبد الله بن عباس فقال: (اللهم بارك فيه وانشر
وأخرج من طريق عبد المؤمن بن خالد عن عبد الله بن بريدة عن ابن عباس قال: انتهيت إلى الني فيه وعنده
وأخرج من طريق عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن مجاهد قال: قال ابن عباس: قال لي رسول الله
ف: (نعم ترجمان القرآن أنت).
وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال: (نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس).
وأخرج أبو نعيم عن مجاهد قال: كان ابن عباس يسمى البحر لكثرة علمه.
وأخرج عن ابن الحنفية قال: كان ابن عباس حبر هذه الأمة.
وأخرج عن الحسن قال: إن ابن عباس كان من القرآن بمنزل كان عمر يقول: (ذاكم فتى الكهول إن له لساناً
وأخرج من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رجا أناه يسأله عن (السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما)
سابعاً: أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيدة بن يزيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي أبو
المنذر المدني' سيد القراء كتب الوحي وشهد بدرآً وما بعدها له ماثة وأربعة وستون حديثاً .
وكان ربعة نحيفآً أبيض الرأس واللحية؛ وقد أمر الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام أن يقرأ عليه رضي الله
عنه. وكان ممن جمع القرآن وله مناقب جمة رحمه الله تعالى .
وتوفي سنة عشرين أو اثنتين وعشرين أو ثلاثين أو اثنتين وثلاثين أو ثلاث وثلاثين. وقال بعضهم: صلى عليه
عثمان رضي الله عنه.
قال أنس بن مالك: جمع القرآن على عهد رسول الله 8ق أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب؛ ومعاذ بن
وقال ابن عباس : قال أبي لعمر بن الخطاب: إني تا
‎)١(‏ وانظر ترجمته في الطبقات لابن سعد 54/7/73 حلية الأولياء 78*/1- 763» أسد الغابة ‎»31/١‏ تهذيب الأسماء واللغات
‎»1٠١ - ٠١/1١‏ تذكرة الحفاظ 13/1 العبر 77/1. طبقات القراء ‎»731/١‏ تهذيب التهذيب: 187/1 الإصابة 316/1 شذرات
الذهب 77/1 77. الخلاصة 77/1- 7+

مقدمة التحقيق 1
وعن أنس قال: قال رسول الله 38 : أقرأ أمتي أبيّ.
قال السيوطي : وأما أبي بن كعب فعنه نسخة كبيرة يرويها أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية
:زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو النجاري المدني""" كاتب الوحي وأحد نجباء الأنصار
شهد بيعة الرضوان وقرأ على النبي ك. وجمع القرآن في عهد الصديق وولي قسم غنائم اليرموك. قال يحيى بن
سعيد: لما مات زيد قال أبو هريرة: مات حبر الأمة توفي سنة خمس وأربعين وقيل سنة ثمان وقيل: سنة إحدى
قال أنس: جمع القرآن على عهد رسول الله في أربعة كلهم من الأنصار: أب ومعاذ وزيد بن ثابت وأبو زيد. وعن
أنس عن النبي 8 (أفرض أمتي زيد بن ثابت) وعن الشعبي قال: غلب زيد الناس على اثنتين: الفرائض والقرآن.
ويروى عن زيد قال: أجازني رسول الله ل يوم الخندق وكساني قبطية. وعن الشعبي قال: القضاة أربعة: عمر وعلي
وزيد وابن مسعود.
تاسعاً: أبو موسى الأشعري": عبد الله بن قيس بن سليمان بن ضار الأشعري أبو موسى هاجر إلى الحبشة
وعمل على زبيد وعدن» وولي الكوفة لعمر والبصرة؛ وفتح على يده تستر وعدة أمصار.
وأربعين وقيل غير ذلك .
وقال الشعبي : يؤخذ العلم عن ستة: عمر وعبد الله وزيد يشبه علمهم بعضه بعضاً وكان علي وأبي وأبو
وعن صفوان بن سليم قال: لم يكن يفتي في المسجد زمن رسول الله فَيةٍ غير هؤلاء: عمر وعلي ومعاذ وأبي
عاشراً: عبد الله بن الزبيرا"" بن العوام الأسدي المكي الدني؛ أول مولود في الإسلام وفارس قريش» شهد
1١7/ ‏سورة البقرة‎ )١(
‎)١(‏ انظر الخلاصة ‎,7080/١‏ وطبقات ابن سعد 358/7. أسد الغابة 778/7» العبر ‎057/١‏ طبقات القراء 143/1» تهذيب التهذيب
*/44, الإصابة 41/4. شذرات الذهب 4/1 37
‏(؟) وانظر ترجمته في الخلاصة 84/7 وطبقات ابن سعد 744/7- 745 105/4 11/16 أسد الغابة 317/7 العبر 051/1 طبقات
القراء 441/1 -447, تهذيب التهذيب 344/5 الإصابة 8/7 14» التاريخ الكبير 77/8 - 77» الجرح والتعديل 178/5
‏(8) انظر ترجمته في الخلاصة 53/7؛ والتاريخ الكبير 36/5» الجرح والتعديل 57/5؛ مروج الذهب 173/7 وما بعدهاء الحلية
١/714؛‏ أسد الغابة 747/7؛ تهذيب الأسماء واللغات ١/113/1؛‏ وقيات الأعيان 1/7ا: الإصابة 704/7 تهذيب التهذيب
‏8 شذرات الذهب 004/1 8م

يل مقدمة التحقيق.
البوموك وبويع بعد موت يزيد» وغلب على اليمن والحجاز والعراق وخراسان وكان فصيحاً شريفاً شجاعاً لسناً
أطلس. قتل بمكة سنة ثلاث وسبعين» ومولده بعد الهجرة بعشرين شهراً.
وعن الزهري عن أنس أن عثمان أمر زيداً وابن الزبير وسعيد بن العاص» وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام
فنسخوا المصاحف وقال: إذا اختلفتم أنتم وزيد في شيء فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم .
قال السيوطي رحمه الله : وقد ورد عن جماعة من الصحابة غير هؤلاءاليسير من التفسير » كانس وأبي هريرة وابن
عمر وجابر وأبي موسى الاشعري وورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص أشياء تتعلق بالقصص وأخبار الفتن والآخرة
التابعون والتفسير بالمأثور
قال الحافظ شيخ الإسلام ابن تيمية: أعلم الناس بالتفسير أهل مكة. لأنهم أصحاب ابن عباس كمجاهد
وعطاء بن أبي رباح؛ وعكرمة مولى ابن عباس وسعيد بن جبير وطاوس وغيرهم وكذلك في الكوفة أصحاب ابن
مسعود. وعلماء أهل المدينة في التفسير» مثل زيد بن أسلم الذي أخذ عنه ابنه عبد الرحمن بن زيد ومالك بن
هذاء وقد اشتهر بالتفسير من التابعين:
أولاً: مجاهد بن جبر مولى السائب بن أبي السائب أبو الحجاج المكي المقرىء الإمام المفسر”"؛ قال مجاهد:
عرضت على ابن عباس .القرآن ثلاثي
قال سفيان الثوري : خذوا التفسير من أربعة: مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة والضحاك.
وقال خصيف: كان أعلمهم بالتفسير مجاهد.
وقال الثوري : إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به
ابن معين وأبو زرعة .
‏وطبقات ابن سعد 437/5؛ الحلية 174/7؛ طبقات الفقهاء للشيرازي 34 تهذيب‎ 011 - ٠١/7 ‏وانظر ترجمته في الخلاصة‎ )©(
‏الأسماء واللغات القسم الأول من الجزء الثاني 87, تذكرة الحفاظ 81/1. العبر 1138/1» البداية والنهاية 174/4 ؛ تهذيب التهذيب‎
310/8 ‏انظر الإثقان‎ )5(

ثانياً: سعيد بن جبير الوالبي مولاهم الكوفي الفقيه أحد الأعلام(') وقال اللالكائي : ثقة إمام حجة. قال عبد
الملك بن أبي سليمان: كان يختم في كل ليلتين. قال ميمون بن مهران: مات سعيد وما على ظهر الأرض أحد إلا
وهو محتاج إلى علمه. قتل سنة خمس وتسعين كهلاٌ قتله الحجاج فما أمهل بعده. قال خلف بن خليفة عن أبيه شهدت
مقتل ابن جبير» فلما بان الرأس قال: لا إله إلا الله لا إله إلا اللهء فلما قالها الثالثة لم يتمها رضي الله عنه.
قال السيوطي : قال سفيان الثوري : خذوا التفسير عن أربعة: عن سعيد بن جبيرء ومجاهد وعكرمة والضحاك .
وقال قتادة: كان أعلم التابعين أربعة؛ كان عطاء بن أبي رباح أعلمهم بالمناسك؛ وكان سعيد بن جبير أعلمهم
بالتفسيرء وكان عكرمة أعلمهم بالسير؛ وكان الحسن أعلمهم بالحلال والحرام"؟.
ثالغا: عكرمة البربري”" مول ابن عباس أبوعبد الله أحد الأثمة الأعلام . قال الشعبي : ما بقي أحد أعلم بكتاب
الله من عكرمة رموه بغير نوع من البدعة. قال العجلي
حاتم والنسائي . ومن القدماء أيوب السختياني قال مصعب: مات سنة خمس ومائة.
قال السيوطي : قال الشعبي : ما بقي أحد أعلم بكتاب الله من عكرمة. وقال سماك بن حرب: سمعت
وقال عكرمة: كان ابن عباس يجعل في رجلي الكبل» ويعلمني القرآن والسنن» وأخرج ابن أبي حاتم عن
سماك قال: قال عكرمة: كل شيء أحدثكم في القرآن فهو عن ابن عباس" .
رابعاً: الحسن بن أبي الحسن" البصري مولى أم سلمة والربيع بنت النضر أو زيد بن ثابت أبو سعيد الإمام
وكان الحسن شجاعاً من أشجع أهل زمانه؛ وكان عرض زند؛ شيرآً. قال ابن علية: مات سنة عشر ومائة قيل : ولد سنة
إحدى وعشرين بقيتا من خلافة عمر. قال أبو زرعة: كل شيء قال الحسن : قال رسول الله في وجدت له أصالل
ملياً خلا أربعة أحاديث.
ثقة بريء مما يرميه الناس به. ووثقه أحمد؛ وابن معين وأبو
خامساً: عطاء بن أبي رباح القرشي(؛ مولاهم أبو محمد الجندي اليماني+ نزيل مكة واحد الفقهاء والأثمة.
‎)١(‏ انظر ترجمته في الخلاصة 374/1 - 775, طبقات ابن سعد 107/7 تاريخ البخاري 431/7 الحلية 777/8» طبقات الفقهاء
للشيرازي 87؛ تهذيب الأسماء واللغات القسم الأول من الجزه الأول 713 : وفيات الأعيان 77/1/7» تذكرة الحفاظ ١/1/1؛‏ العبر
1 + البداية والنهاية 043/4 48» شذرات الذهب ‎1١8/1‏
‏() انظر الإتقان 111/46 ,
‏(©) انظر ترجمته في الخلاصة 140/7 طبقات ابن سعد 787/0 مقدمة فتح الباري 4 114 طبقات الشيرازي *7ا» حلية الأولياء
‎731/٠‏ 717؛ تهذيب الأسماء واللغات 1/1/ +74 » وفيات الأعيان 118/7 , تذكرة الحفاظ 40/1, ميزان الاعتدال 47/7؛ العبر
‎101١‏ تهذيب التهذيب 773/17 طبقات المفسرين 780/1؛ شذرات الذهب 110/1
‏(4) انظر الإتقان 111/4
‏(9) انظر ترجمته في الخلاصة ‎710/١‏ 311» طبقات ابن سعد 103/1 تاريخ البخاري 144/7؛ الحلية 171/7» طبقات الفقهاء
للشيرازي 87؛ تهذيب الأسماء واللغات 0111/1/1 وفيات الأعيان 14/7» تذكرة الحفاظ١/17»‏ البداية والنهاية 177/4 + 338+
طبقات الحفاظ للسيوطي 78؛ شذرات الذهب 171/1
‏() انظر ترجمته في الخلاصة 730/7 وطبقات ابن سعد 179//5؛ تاريخ البخاري 4326/7 طبقات الشيرازي 14» وفيات الأعيات
11/7 ميزان الاعتدال 7/8, العبر 181/1؛ تهذيب التهذيب 144/7 طبقات الحفاظ 704 شذرات الذهب 147/1

ن مقدمة التحقيق
قال ابن سعد : كان ثقة عالماً كثير الحديث» انتهت إليه الفتوى بمكة وقال أبو حنيفة: ما لقيت أفضل من عطاء .
وقال ابن عباس وقد سثل عن شيء يا أهل مكة تجتمعون علي وعندكم عطاء. وقال: إنه حجٌ أكثر من سبعين حجة.
قال حماد بن سلمة: حججت سنة مات عطاء سنة أربع عشرة وماثة.
سادساً: محمد بن كعب القرظي' المدني ثم الكوفي أحد العلماء قال ابن عون: ما رأيت أحدآً أعلم بتأويل
القرآن من القرظي . وقال ابن سعد: كان ثقة ورعآً كثير الحديث قيل: مات سنة تسع عشرة وماثة. وقيل: سنة
ودخل على أبي بكر. قال عاصم الأحول: كان إذا اجتمع عليه أكثر من أربعة قام وتركهم؛ قال مغيرة: أول من أذن يما
عن حفصة بنت سيرين قالت: قال لي أبو العالية قرات القرآن على عمر رضي الله عنه ثلاث مرات.
وعن أبي خلدة؛ عن أبي العالية؛ قال كان ابن عباس يرفعني على السرير وقريش أسفل من السريرء فتغامزت
بي قريش» فقال ابن عباس: هكذا العلم يزيد الشريف شرفآ ويجلس المملوك على الأسرة.
ثامنا: الضحاك بن مزاحم الهلالي مولاهم الخراساني يكنى أبا القاسم كان من أوعية العلم؛ وليس بالمجود
لحديثه؛ وهو صدوق في نفسه قال سعيد بن جبير: لم يلق ابن عباس و١‏
حبان في جميع ما روى نظر» إنما اشتهر بالتفسير. قال أبو نعيم: مات سنة خمس ومائة!" .
تاسعاً: قتادة بن دعامة السدوسي أبو الخطاب") البصري الأكمه أحد الأثمة الاعلام حافظ مدلس قال ابن
خمسين مثل حميد قال حماد بن زيد: توفي سنة سبع عشرة وماثة؛ وقد احتج به أرباب الصحاح.
أحمدء وابن معين وأبو زرعة. وقال ابن
‎)١(‏ انظر ترجمته في الخلاصة 451/7 - 487 التاريخ الكبير 717/1 حلية الأولياء / 4717 البداية والنهاية 1517/4 ؛ تهذيب التهذيب
110/4, شذرات الذهب 136/1: الجرح والتعديل 31/8
‏() انظر ترجمته في الخلاصة 7730/1 731؛ طبقات ابن سعد 117/7 الحلية 717/7» طبقات الفقهاء للشيرازي 88 تهذيب
الأسماء واللغات ١/381/7؛‏ تذكرة الحفاظ 58/1. العبر 108/1» تهذيب التهذيب 788/7 طبقات الحفاظ للسيوطي 17+
طبقات المفسرين 171/1؛ شذرات الذهب ‎1١7/1‏
‏؟) انظر ترجمته في : الخلاصة 5/1؛ سير أعلام النبلاء 0-048/4 30 طبقات ابن سعد 300/5 374/1 تاريخ البخاري 8171/4
العبر 174/1 ميزان الاعتدال /375, المغني في الضعفاء ‎311/١‏ البداية والنهاية 177/4» تهذيب التهذيب 407/4 طبقات
المفسرين 713/1, شذرات الذهب 1714/1
‏(4) انظر ترجمته في الخلاصة 388/7, طبقات ابن سعد /174/1» التاريخ الكبير 185/7» التاريخ الصغير 387/1؛ الجرح والتعديل
»طبقات الشيرازي 88» معجم الأدباء 4/11 - ‎٠١‏ .تهذيب الأسماء واللغات51//1/1» وفيات الأعيان 4 /80» تذكرة الحفاظ
‎1١‏ ميزان الاعتدال ؟/ ه78 العبر 145/1 البداية والنهاية 317/4 318؛ تهذيب التهذيب 301/8؛ طبقات الحفاظ 61+
شذرات الذهب 1573/1