إيراد الأحكام الفقهة المستبطة من الحديث» وعزوها إلى أهلها من
الصحابة والتابعين والأئمة المشهود لهم بالعلم والتّقوى والورع .
الأحكام والمعول عليه في دين الإسلام.
ولذلك؛ فهو أولى ما صُرفت فيه نفائس الأوقات» وأعلى ما شمر بإدراكه
والتمكُن فيه أصحاب الانفس الزاكيات» وبادر إلى الاهتمام به المسارعون إلى
الخيرات» وسابق إلى التحلّي به مستبقو الخيرات» وقد تظاهر على ما ذكرت
المشقة شُفَّةٌ من جديد العمر» وصرت في الليل والنهار سميره» حتى أسر إليُّ
سر وضميره. فأطلعني على حوره المقصورات في الخيام؛ وكشف لي عن
واقتناص أجل شوارده» وتبيين بدائع فوائده» وتزيين فرائدة
والقصد من هذا التقييد الانتظام في سلك أحد طرفي متّصل بصدر النبوة»
والدخول في زمرة قوم جِدُوا في إقامة الدين واجتهدوا في إحياء سنة خاتم
ولكن حسبي أني أحبّهم في الله؛ طمعاً في موعود الله على لسان رسول الله
قي «المرء مع من أحب"؛ ولأني رأيت أعلام العلم السُنّي عادت إلى
)١( متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه؛ قال الحافظ الذهبي في دسي أعلام النبلاء؛
١( / #*1): دوقد تواتر قوله عليه السلام : المره مع من أحب».
لرينم» ين الغلم إلا الاسم + + حتى صرتُ أتمثّل بقول أبي الحسن بن المفضّل
ببَيْتٍ فل شاع في كُلْ مجلس
صلاح أهل الزمان» لكن لا ندع الدعاء. لعل الله أن يلطف وأن يصلحناء
بين يديك أعي القارى»؛ والموسوم ب «إيقاظ الهمم المنتقى من جامع العلوم
وأرجو الله أن يتقبّله بقبول حسن ؛ فهو حسبي ونعم الوكيل » عليه توكّلت وإليه
897-85 انظر «الإفادات والإنشادات» للشاطبي (ص )١(
800 / ١١( من نفائس قالات الحافظ الذهبي في «السيره )1(
١ - اسمه وكنيته ولقبه ونسيته : هو الإمام الجليل الحافظ النقاد زين الدين
عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالرحمن بن الحسن بن محمد بن أبي البركات
مسعود السّلامي البغدادي مولداً الحنبلي مذهباً الدمشقي إقامة ووفاة؛ ويكنى
ولادته ونشأته: ولد في بغداد سنة (37لاه)ء ونشأ في أسرة علميّة
عريقة في العلم والفضل والصلاح» وكان لأبيه الدور الأكبر في توجيهه نحر
العلم النافع .
© شيوخه: تلق العلم على أكابر علماء الأمة في عصره
تلقى العلم عن : ابن قيم الجوزية؛ وزين الدين العراقي ؛ وابن القيب؛ ومحمد
ابن إسماعيل الخبازء وداود بن إبراهيم العطار» وابن قاضي الجبل» وأحمد بن
عبدالهادي الحنبلي . وسمع بمكة من الفخر عثمان بن يوسف النويري . وفي
القدس سمع من الحافظ العلاثي . وفي مصر سمع من: صدر الدين أبي الفتح
الميدومي » وناصر الدين بن الملوك.
؛ المناصب العلمية التي تولأها : أقبل ابن رجب رحمه الله على العلم
حلقة الثلاثاء في جامع بني أمية بعد وفاة ابن قاضي الجبل رحمه الله سنة
٠ تلاميذه: أقبل طلاب العلم على الحافظ ابن رجب رحمه الله؛
الحديث رواية ودراية ؛ لأنه صرف معظم وقته فيه حتى صار لا يعرف إلا به؛ ولم
ومن أشهر تلاميذه: أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن علي الحنبلي
المعروف بابن الرسام؛ وأبو الفضل أحمد بن نصر بن أحمد مفتي الديار
المقرىء» وزين الدين عبدالرحمُن بن سليمان بن أبي الكرم الشهير بأبي شعر+؛
وأبو ذر الزركشي ؛ والقاضي علاء الدين بن اللحام البعلي + وأحمد بن سيف
الدين الحموي.
+ عقيدته : سلك ابن رجب رحمه الله منهج السلف في مسائل الإيمان
ب؛ مثل: دبيان فضل علم السلف على الخلف»»
ولكن في مصنفاته مسحة صوفية + عصمه الله من الانحدار في مزالقهاء بما اتاه
الله من علم أثري غزير. ومنهج سلفي واضح
١7 - مذهبه في الفروع: اتبع رحمه الله في الفقه مذهب الإمام الميجل
أحمد بن حنبل رحمه الله ؛ وهو معدود من كبار علماء اء المذهب المتضلعين
الفقهية التي تدل على تبخره في دقائق الفقه : حيث قال الحافظ ابن حجر في
«الدرره: «أجاد فيه» : وقال ابن قاضي شهبة وابن مفلح : «يدل على معرفة تامة
في المذهب». وفي «كشف الظنون»: «وهو كتاب من عجائب الدهرء حتى إنه
استكشر عليه؛ وزعم بعضهم أنه وجد قواعد مبددة لشيخ الإسلام ابن تيمية
وقد أولع الحافظ ابن رجب رحمه الله بمقالات شيخ الإسلام ابن تيميةء
فكان يفتي بهاء ويرجع إلى مؤلفاته؛ وذلك أنه تتلمذ على يد ابن قيم الجوزية
التلميذ البار لشيخ الإسلام رحمهم الله جميعاً؛ وعلى الرغم من ذلك؛ لم يكن
رحمه الله مقلداً متعصباً» بل كان ينتح وبصحح ويرجح ويتبع الدليل
8 - مصنفاته : يعد الحافظ ابن رجب رحمه الله من أقدر علماء عصره
على التصنيف» وأشهرهم فيه؛ فله تصانيف عديدة وتأليف مفيدة في التفسير
والحديث والفقه والتاريخ والرقاق؛ منها:
التفسير وعلوم القرآن: «تفسير سورة الإخلاص»؛ «تفسير سورة
الفاتحة»» «تفسير سورة النصر»» «إعراب البسملة»» «الاستغناء بالقرآن».
الحديث وعلومه: «شرح جامع الترمذي»؛ «شرح علل الترمذي»»
«فتح الباري بشرح صحيح البخاري», «جامع العلوم والحكم في شرح خمسين
حديثا من جوامع الكلم» وهو أصل هذا الكتاب -؛ مجموعة رسائل تتضمن كل
منها شرح حديث متقرد. ومنها: «شرح حديث: ما ذثبان جائعان أرسلا اف
غنم . . .0 «اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملا الأعلى»؛ «نور
الاقتباس في مشكاة وصية النبي لابن عباس»»؛ «غاية النفع في شرح حديث
تمثيل المؤمن بخامة الزرع»» «كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة»
وغيرها كثير.
الفقه: «الاستخراج في أحكام الخراج»» «القواعد الفقهية»» «كتاب
أحكام الخواتيم وما يتعلّق بهاء.
التراجم والسير: «الذيل على طبقات الحنابلة». «مختصر سيرة عمر
ابن عبدالعزيز»» «سيرة عبدالملك بن عمر بن عبدالعزيزه» .
الرقائق والمواعظ: «لطائف المعارف فيما لمواسم العام من
الوظائف»؛ «التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار»ه» «الفرق بين
النصيحة والتعييره» «أحوال أهل القبور».
4 وفاته: توفي الحافظ ابن رجب رحمه الله ليلة الاثنين رابع رمضان سنة
(4لاه) في دمشق بأرض يقال لها: الحميرية» ببستان كان استأجره؛ وصلي
عليه من الغدء ودفن بمقبرة الباب الصغير إلى جانب قبر الشيخ أبي الفرج
٠ مصادر ترجمته: «الأعلام» للزركلي (* / 148) «إنباء الغمر
بأنباء العمره ابن حجر (© / 178 - 176). «البدر الطالع» الشوكاني ١( /
8 «تاريخ ابن قاضي شهبة» (ص 4/88 - 484)» «الرد الوافر» ابن ناصر
الدين الدمشقي (ص 106 -7١1)؛ «الرسالة المستظرفة» الكتاني (ص
١١ «الدارس في تاريخ المدارس» النعيمي (3 / 1/76 «الدرر
الكامنة» ابن حجر (7 / )77-77١ «ذيل طبقات الحفاظ» السيوطي (ص
071). «السحب الوابلة» ابن حميد النجدي (ق ١18-117 - مخطوط مكتبة
«الشهادة الزكية» مرعي الكرمي (ص 44 - 90)؛ «فهرس الفهارس» عبدالحي
الكتاني / 171), «لحظ الألحاظ» ابن فهد المكي (ص +)١87 - ١80
«معجم المؤلفين الدمشقيين» صلاح الدين المنجد (رص 114-118)» «معجم
المؤلفين» عمر رضا كحالة (ه / 118). «المقصد الأرشد» إبراهيم بن محماد
ابن مفلح (ق 16١ - مخطوط الحرم المكي الشريف)؛ «منادمة الأطلال»
عبدالقادر بن بدران (ص 7؟1)+
أشار الخطابي المتوفى سنة (88*ه) رحمه الله في كتابه «غريب
ساتلى الحافظ ابن الصلاح المتوفى سنة (147ه) رحمه الله مجلساً
سمّاه: «الأحاديث الكليّة»؛ جمع فيه ستة وعشرين حديثاً مما وصف أن مدار
الدين عليها .
أخذ الإمام النووي المتوفى سئة (1776ه) رحمه الله هذه الأحاديث
التي جمعها ابن الصلاح وزاد عليها تمام اثنين وأربعين حديثاً؛ وسمى كتابه
اشتهرت هذه الأربعون النووية؛ وكثر حفظهاء ونفع الله بهاء وتولى
شرحها طائفة من أهل العلم؛ منهم : أبو العباس أحمد بن فرح الإشبيلي
المتوفى سنة (144ه) رحمه الله؛ ابن دقيق العيد المتوفى سنة (7 ٠ لاه) رحمه
الله نجم الدين سليمان بن عبدالقوي الحنبلي المتوفى سنة (١٠لاه) رحمه
الله جمال الدين يوسف بن الحسن التبريزي المتوفى سنة (804ه) رحمه
(41ه) رحمه الله؛ علي القاري المتوفى سنة (1116ه) رحمه الله.
ضمُ الحافظ ابن رجب رحمه الله إلى الأربعين النووية ثمانية أحاديث»
طبع هذا الشرح في الهند في بلذة آمرتسر دون تاريخ» وصحّحها
عبدالغني وعبدالواحد الغزنويين.
ثم قامت مكتبة البابي الحلبي في مصر سنة (747١ه) بتصوير الطبعة
ثم انتشرت هذه الطبعة؛ وهي مليئة بالأخطاء المطبعية والتصحيفا.
نشر الشيخ أحمد شاكر ثمانية أحاديث من هذا الشرح في أربع رسائل»
مقتصراً على تحقيق النص» مع تعليقات لغوية وحديثية من رأس القلم.
- وقام الشيخ محمد الأحمدي أبو النور بتحقيق هذا الشرح» معتمداً
على نسخ في دار الكتب المصرية. فأصدر سنة (7/8١ه) جزءين فيهما
وكانت عندي رغبة قديمة في إحياء لهذا الشرح بصورة علمية منضبطة
كانت ثمار دراسة تفصيلية لهذا الشرح عندما شرحته لبعض إخواننا من طلاب
العلم على مدار ثلاث سنوات.
واستقرٌ الأمر على تهذيب هُذا الشرح وانتقاء فوائده وطرح بعض الأمور
التي لا تسمن ولا تغني من جوع؛ فبدات في العمل على تحقيق هذه الرغبة
حتى وفق الله ويسر إتمام الكتاب.
وبينما كان الكتاب في مرحلة صف الحروف؛ صدرت له طبعتان في
الأردن: الأولى: طبع عئيسة الرسالة بتحقيق شعيب الأرناؤوط وإبراهيم
باجس. والثانية: طبعة دار الفرقان باعتناء محمد بن عبدالرزاق الرعود؛ ومن
المعلوم أن الدارين جاران في عمان!!
وبمقارنة سريعة أن الطبعة التي صدرت عن مؤسسة الرسالة أجدى
من الطبعة القي صدرت عن دار الفرقان» ووجه هذه الجدوى أمور عدة:
أولها: أن طبعة مؤسسة الرسالة اعتمد محققاها على نسخ خطية عدة؛
بخلاف دار الفرقان القي اعتمد محفّقها على المطبوع المتداؤل
والثاني : أن الأول من محققي طبعة مؤسسة الرسالة له قدم في هذا الفن+؛
أعني : التحقيق .
وقد أنعمت النظر في طبعة مؤسسة الرسالة؛ فوجدت عدة ملاحظات
ينبغي الوقوف عليها:
١ - وجود سقط فيها: ومن أمثلته:
٠ أ-(١ / 170): سقط بمقدار سطرين بدايتهما في السطر(4)؛ وهوقول
ب - ١( / 817): سقط تفسير النووي لمعنى الحلال والحرام في
ات -(9 / :)©١١ سقط بمقدار خمسة أسطر وهو تعليق على الحديث
عظم لطف الله تعالى ؛ وتأمّل هذه الألفاظ» وقوله : «وعنده إلى الاعتناء
بهاء وقوله : «كاملة»؛ للتأكيد وشدة الاعتناء بها وقال في السيئة التي هم بهاثم
- أخطاء في عزو الأحاديث لرواتها؛ مثاله:
أ-(١/ ١48 / حاشية #): جعل حديث «نهى النبي يَيةٍ عن أكل الصيد