تقديم
والفارسية» وغيرها. وذلك استناداً إلى المعاجم المتوفرة لديناء
تاسعاً: خرجنا جميع الآيات القرآنية الكريمة على المعجم المفهرس لألفاظ
القرآن الكريم +
عاشراً: اجتهدنا في ضبط أسماء الأشخاص والمواضع التي أوردها على
أمهات المعاجم والمراجع التي توفرت لناء وأشرنا إلى الضبط المختلف أو
ثاني عشر: أضفنا عناوين فرعية للكتاب وضعناها بين معكوفين وأخيراً نرجو
أن يكون عملنا هذا خالصاً لوجهه تعالى» ولله الكمال وحده؛ وهو ولي التوفيق .
إبراهيم شمس الدين
ترجمة المؤلف
هو عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان بن أبي بكر بن
إبراهيم بن محمد المقدسي الشافعي المعروف بأبي شامة؛ لأنه كان به شا
حاجبه الأيسرء وكان يلقب بشهاب الدين ويكنى بأبي القاسم محمد .
ولد أبو شامة في الثالث والعشرين من ربيع الثاني سنة 044ه الموافق
العاشر من شهر كانون الثاني 7١7١م بدمث حي متواضع من أحيائها يعرف
بدرب الفواخير+؛ القريب من الباب الشرقي» في أسرة متواضعة لا تكاد تتميز بتفوق
الأسرة هو أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي القاسم علي الطوسي؛ المقرئ
الصوفي. إمام صخرة بيت المقدس؛ قتل على يد الصليبيين» فيمن قتل» بعد
فتحهم للقدس سنة 147ه/ 44١٠م وأصبح من الشهداء الذين تزار قبورهم»؛
ويلاحظ أن أبا شامة يتشكك في أن هذا الشهيد هو مؤسس أسرته؛ ويظهر هذا
أحيائها قريباً من الباب الشرقي.
ولم يظهر لأحدٍ من أفراد أسرة أبي شامة؛ بعد هذاء نشاط ذو شأن يحدثنا
عنه أبو شامة أكثر من واحد منها هو عبد الرحمن ب ي بكر بن محمد؛ الذي
اشتغل بتعليم الصبيان في مكتب؛ بباب الجامع الشامي؛ حتى توفي سئة 108 بعد
أن عمر تسعين عاماا؟ أما إسماعيل والد أبي شامة» الذي توفي سنة 178ه؛ فقد
أنجب ولدين: إبراهيم في سنة ١04ه وعبد الرحمن «أبا شامة» سئة 084ه.
)١( أبو شامة: المذيّل على الروضتين (وقد طبع خطأ باسم الذيل) صلا
8 ترجمة المؤلف
ويبدو أن والد أبي شامة وأخاه إبراهيم لم يحظيا بدرجة عالية من الثقافة؛ كما
«عليك بالعلم» انظر إلى منزلة أخيك؛ فتظر فإذا هو في رأس جيل والوالد
ويورد أبو شامة في الترجمة التي كتبها لنفسه» كثيراً من الرؤى التي رآها
أعلى مكان من المئذنة عند هلالها وهي تؤذن. فقصصت رؤياها على من يجيد
التعبير عن الرؤيا فقال: تلدين ذكراً ينتشر ذكره في الأرض بالعلم والخيرء
ورأى أبو شامة. في صفر سنة 174ه كأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد
أقبل إلى الشام منجداً لأهله على الفرنج؛ وكان له به خصوصية من إفضاء أمره إليه
العزيز بن عبد السلام داخل باب الرحمة بالبيت المقدس وقد أراد فتحه؛ وثمٌ من
الآخرة من السنة نفسها كأن المسلمين في صلاة الجمعة في حر شديد وهو خائف
له أن يسقي من ذلك القليب ويسكب في الحوض حتى يشرب منه الناس إذا
انصرفوا من الصلاة. فاستقى شخص قبله لا يعرفه دلواً ودلوين. ثم أخذ الدلو مته
فاستقى دلاء كثيرة لم يعرف عددها وسكب في الحوض .
كيف تقلد كلام الله. ورأت امرأة كبيرة كأن جماعة صالحين اجتمعوا بمسجد قرية
سواء وهي قرية من قرى غوطة دمشق؛ وكأنهم سألوا ما شأنهم . قالوا:
وجاءه رجل يستفتيه وهو بالمجلس الكبير الذي للكتب؛ في صدر الإيوان
مة المؤلف
ورأى الصلاح الصوفي أول ليلة من جمادى الآ
سنة 188ه كأن أبا شامة
الغيب لا يراه بل يسمع صوته يقول: الشيخ أبو شامة نبي هذا الوقت
ورأى أخاه الشيخ برهان ال إسحاق إبراهيم بن إسماعيل»؛ وهو أسنّ
من أبي شامة بنحو تسع سنين» وكان من الصالحين» كأن أبا شامة متمسك يحبل
البيت المقدس والمسجد الأقصى . فقال له ذلك الإنسان: من بنى هذا المسجد
العلم
شامة يخبرنا أنه سطرها في مذيّلة تحدثاً ا بنعم الله تعالى كما أمر سبحانه في قوله
فتعجب أبوه من ذلك؛ كما كان يتعجب من ولع أبي شامة بالتردد على المكتب وسعيه
في طلب العلم وحرصه على القراءة على خلاف المعروف من عادة الصبيان”"" ثم لم
يلبث أبو شامة أن بدأ دراسة القراءات السبع» والفقه والعربية والحديث . وبعد أن أتقن
يستكمل ثقافته الدينية وايحوز بذلك سنة العلم وفرضه».
وإذا تتبعنا شامة في مرحلة طلبه العلم؛ ثم فيما أعقب هذه
١ ترجمة المؤلف
مختصرة؛ يذكرها أبو شامة بين حين وآخر فتلقي بصيصاً من الضوء على حياته؛
أي سنة 117ه. وقد
بعد هذا إشارة إلى أنه أتم دراسة علم القراءات ف
يفهم من هذا أن صلته بهذه المدرسة انقطعت منذ نجح في إتمام دراسته لهذا الفرع من
القدس سنة 774ه بصحبة الفقيه عز الدين بن عبد السلام؛ وزار مصر سئة 118ه
ٍٍ شامة إلا إشارة مقتضبة في سئة 4 17ه+ وأخريات في
سنوات 344 0758 294 7م وكلها إشارات غير مباشرة وردت في أثناء تسجيله
لبعض الحوادث أو الوفيات. ومن الممكن الاستدلال بها على أنه كان يقيم في هذه
السنوات في المدرسة العادلية بدمشق . ونحن لا ندري إذا كان أبو شامة قد استمر مقيماً
في هذه المدرسة بعد سنة 107ه حتى انتقل منها سنة 8 17ه إلى المدرسة الركنية عندما
ويبدو أن إقامة أبي شامة بهذه المدرسة الأخيرة بين سنتي 374 187ه كانت
لم يقطعها إلا مدة انصرافه إلى بساتينه الخاصة . هذا الغموض الذي يحيط بحياة أبي شامة
يشير إلى أن الاختيار وقع عليه؛ سنة 5 717ه ليكون أحد المعذلين بدمشق”'". ويذكر أن
ثائبه في الصلاة ة بالمدرسة العادلية؛ الشيخ شمس الدين محمود النابلسي؛ توفي سنة
مي" . وقد ناب الشيخ النابلسي عن أبي شامة في مناسبتين لم يحذّد تاريخهما ؛
الأولى مدة مرضه» والثانية في المدة القي انصرف فيها أبو شامة عن المدرسة إلى بساتينه
)١( المعذل أو العدذل اصطلاح يلقب به من يثق به القاضي ويطمتن إلى شهادته فيعينه لمعاونته في
أعماله ومنها تسجيل الأحكام انظر: القلقشندي: صبح الأعشى في صناعة الإنشاء.
ترجمة المؤلف 1
وعندما بلغ أبو شامة الستين من عمره تولى التدريس في المدرسة الركنية سنة
وظيفة الإقراء بالتربة الأشرفية . واستمر يشغل هاتين الوظيفتين حتى توفي سنة 118ه.
للمرة الأولى 7ه. وهذه الوظيفة كا لمتقلدها الإشراف على إدارة
المدرسة» إشرافاً كاملاً يشمل الأوقاف المخصصة لها. والمتتبع لحياة العلماء في
الأوقاف المخصّصة لها بعد اجتياز مرحلة الطلب. بل أننا نجد كثيراً من هؤلاء
العلماء يجمعون بين التدريس والإشراف على عدد كبير من الأوقاف يديرونها
ويدبّرون شؤونهاء ووسيلة بعضهم إلى هذا التقرب من الأمراء الواقفين؛ أو من
السلاطين الحاكمين.
كما يمكن القطع أن أبا شامة كان يشغل وظيفة صغير في
8ه ؛ عندما اختير واحداً من عدول دمشق؛ ثم أم الصلاة في المدرسة العادلية
التي كان يقيم بها في دمشق مدة لا تحديدهاء كما لا نعرف تاريخ بدئها أو
نهايتهاء ويستثنى من هذه المدة الفترة التي انقطع فيها عن الإمامة؛ عندما خرج إلى
هذا الغمرض الذي يحيط بالجانب المادي من حياة أبي شامة لا يعني في
حال من الأحوال أنه كان شخصية مغمورة في الحياة الحكومية؛ كما لا يدل على
نقص في كفاءته جعل رجال الدولة يصرفون النظر عن إسناد بعض المناصب الهامة
إليه؛ بل إننا نجد في حديث أبو شامة عن بعض أساتذته الذين أعرضوا عن التزلف
العلم كالشيخ فخر الدين أبو منصور ابن عساكر. ويرى طريقه في فتاوى المسلمين
وحاجة الناس إليه وسماع الحديث النبوي عليه؛ وهو يمر من مقصورة الصحابة
رضي الله عنهم» إلى تحت قبة النسر لسماع الحديث» إلى المدرسة التقوية!"؟.
لإلقاء دروس الفقه؛ ويرى إقبال الناس عليه وترددهم إليه؛ مع حسن سمته
7 ترجمة المؤلف
واقتصاده في لباسه؛ فيستحسن طريقته ويتمنى رتبته في العلم ونشره له وانتفاع
الناس بفتاويه .
كما صحب أبو شامة أستاذه علم الدين السخاوي”'' ما يقرب من
بين سنتي 314 147ه؛ وقد كان السخاوي هذا «زاهد في صحبة رجال
عظيم.. انوا يزدحمون في الجامع لأجل القراءة ولا يصح لواحد منهم نوبة
المقابر. وفي هذه الزيارة لفت نظر أبي شامة إلى بيت كتب على قبر الفقيه ابن
الشاغوري يقول:
ماكنت تقرب سلطاناًالتخدمه لكن غنيت بسلطان السلاطين
ثلاثين سنة
وتتلمّذ أبو شامة كذلك على عر الدين بن عبد السلام الذي أخرج من دمشق
شخصيته وخوف سلطانها منه؛ فذهب إلى مصر وأقام بها حتى
ن بن عبد السلام هذا «شيخ المسلمين والإسلام
وسلاطة لسان» والسبب المباشر لإخراجه من دمشق أنه أسقط اسم الصالح
ساعد ابن عبد السلام في هذه الخطوة الشيخ جمال الدين بن الحاجب إمام
المالكية. وعندما وصل إلى مصر تنحى له العلماء عن أماكنهم؛ وتأدب معه الشيخ
زكي الدين بن عبد العظيم المنذري وامتنع عن ١ افتاء من أجله وتقديراً له وقال:
ليس لها إلا عزّ الدين. وفي سنة ٠17ه توفي ابن عبد السلام في مصر فخرج
عز الدين الناس في شأني بما أراد لأطاعوه مبادرين» ٠
طالت صحبة أبي شامة لهذين العالمين الجليلين؛ ولأمثالهما من أئمة
الزاهدين فتأثر بهم واتخذهم قدوة؛ ومثلاً؛ فعزف عن المناصب الحكومية؛ وترقع
عن التكالب على أموال الأوقاف؛ وانصرف مدة. كما المحناء إلى بساتينه الخاصة
يفلحها بنفسه ويعتمد عليها وحدها في حياته حتى أغنى بيته وتمكن من إسعاد أهله
والتفسير وعلوم فنون العريّة وأنه صحبه من شعبان سئة 114ه. وقد توفي السخاوي سنة 147
أيها العاذل الذي إن تحرى
لاتلمني على الفلاحة واعلم
إذبهاصار منزلي اغلال
قال خيراً ونال بالنصح أجرا
إنهامن أحل أحب وأثرى
مععيالمنبعدما كان فقرا
وفي هذه القصيدة يوجه حديثه إلى طالب العلم مندّداً بتكالب العلماء على
التزلف إلى ذوي السلطان
لاتهنه بالاتكال على الوق
فترى قاضي القضاة ومن يذ
قاصداًقريةفيصغي إليه
طالب العلمء إن للعلم ذكرا
يد ونذل من العلوم يرا
وقد أطنب كتاب التراجم في مدح صفات أبي شامة الطيبة؛ من تواضع وأخلاق
حميدة واطراح للتكلف وحرص على الاجتهاد في الأحكام المختلف فيها فلا يفتي إلا
بما يراه أقرب إلى الحق وإن كان خلاف مذهبه الشافعي تبعاً للأدلة. وجب للعزلة
والانفراد؛. عزوف عن التردد إلى أبواب أهل الدنيا متجنباً المزاحمة على المناصب لا
الثوبواللقمةوالعافية لقانعمنعيشهكافيه
وله أيضاً:
أنافيعزالقناعة راقفلفيكل اه
ربق مهايعقيير فين قارشا
ترجمة المؤلف
ولا نجد في مؤلفي التراجم من يشذ عن هذا الإجماع في تقدير شخصية
أبا شامة كان كثير البغض من العلماء والأكابر والصلحاء والطعن عليهم والتنقيص
بهم؛ وذكر مساوئ الناس وثلب أعراضهم»؛ ولم يكن بمثابة من لا يقال فيه فقدح
وصدور هذا الطعن من معاصر لأبي شامة يحملنا على الوقوف عند قوله
لنتبين وجه الصحة فيه؛ وهذا ما يق أن نحاول معرفة نوع الصلة التي كانت بين
من قادة الحتابلة وابناً لإمام من أئمتهم في بعلبك وهو الشيخ محمد الحنبلي
اليونيني الذي توفي سنة 107ه. وقد ذكر أبو شامة نبأ وفاته في المذيّل ضمن
مليثاً بالخطأ الفاحش»؛ فحمل هذا أبا شامة على تأليف كتاب خاص يفند به مزاعم
الحنبلي». ولم يكن الحنابلة عندئذٍ على علاقة بأئمة المذاهب الأخرى في
عساكر بأنه «كان لا يمر قرب صفوف الحنابلة حتى لا يأثموا بسبهم له» ويعلل هذا
صراحة بالبغض العنيف الذي يكنه الحنابلة للشافعية ذلك البغض الذي يكفينا
للتدليل عليه أن نذكر أن زكي الدين بن رواحة أنشأ مدرستين في دمشق وحلب؛
من المحتمل أن اليونيني ني تأثر في العبارات التي تحدث. بها عن أبي شامة بعاملين
مذهبه. وا نيهما البغض الشخصي الذي أحس به اليونيني نحو أبي شامة الذي أّف
ويبدو أن حياة أبي شامة في مجموعهاء كانت سهلة مطمثنة+ وأنه لم يعترضه من
الصعوبات ما يعكر صفوها أو يخرج بها عن هدوثها واستقرارها باستثناء حادثتين أشار
(9) يذكر أبو شامة أن اليونيني صف أوراقاً فيما يتعلق بإسراء النبي كَل ليلة المعرا المعراج وأخطأ فيه