- رحمهم الله - ولذا يجهرون بها فى الصلاة وقالوا: قد أثبتها السلف فى الصحف مع الأمر
وأربع عشرة آية من كتاب الله». !"9 ولنا حديث أبى هريرة!" قال: سمعت النبى عليه السلام يقول:
تكن من الفاتحة لا تكون من غيرها إجماعاء والحديث مذكور فى «صحاح المصابيح»!")» وما ذكروا
لا يضرنا؛ لأن التسمية آية من القرآن أنزلت للفصل بين السور عندنا. ذكره فخر الإسلام فى
وتعلقت الباء بمحذوف تقديره: باسم الله أقرأ أو أتلو؛ لآن الذى يتلو التسمية مقروء؛ كما أن
)١( الشافعى: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شاف الإمام المطلبى» القرشىء صاحب
المذهب المشهور» المجمع على إمامته وعلو قدره فى الفقه والعلم والعمل» ؤهو أول من أفرد لعلم الأصولء
تلميذ مالك بن أنس» شيخ أحمد بن حنبل» ذاع صيته وطال ذكره لقوة ذهنه» وحدة عقله» حفظ القرآن
وتوقى سنة © ١٠ه.
تهذيب التهذيب ٠١/٠ -
المذهب يعرض آراء المذاهب فى المسألة الفقهية» ثم يتتصر لمذهبه الحنفى .
الرسول - كَل - بهزّة كان يحمل أولادها.
تهذيب التهذيب 479/1 - 87 .
(0) يقصد كتاب «مصابيح السنة» للإمام البغخوى (ت: ١01ه).
المشهور «المبسوط فى القراءات العشرة» ولد عام 7408 هء وتوفى عام .78١ غاية النهاية 449/1 .
المحذوف متأخرا؛ لأن الأهم من الفعل والمتعلق به هو المتعلق به وكانوا يبدءون بأسماء آلهتهم
فيقولون: باسم اللات وباسم العزى. فوجب أن يقصد الموحد معنى اختصاص اسم الله - عز
وجل - بالابتداء وذا بتقديمه وتأخير الفعل» وإنما قدم الفعل فى (افرأً باسم ربّك10). لأنها أول
سورة نزلت - فى قول -» وكان الأمر بالقراءة أهم فكان تقديم الفعل أوقع؛ ويجوز أن يحمل اقرأ
ياسم ربك مفعول اقراً الذى بعده» واسم الله يتعلق بالقراءة تعلق الدهن بالإنبات فى قوله «إتنبت
بالدهني("). على معنى متبركا باسم الله أقرأ. ففيه تعليم عباده كيف يتبركون باسمه» وكيف
يعظمونه» وبنيت الباء على الكسر لأنها تلازم الحرفية والجر فكسرت لتشابه حركتها عملهاء والاسم
من الأسماء التى بنوا أوائلها على السكون كالابن والابنة وغيرهما فإذا نطقوا بها مبتدثين زادوا جمزة
تفاديا عن الابتداء بالساكن تعذراء وإذا وقعت فى الدرج”" . لم يفتقر إلى زيادة شىء» ومنهم من
لم يزدها واستغتى عنها بتحريك الساكن فقال: سم وسم. وهو من الأسماء المحذوفة الأعجاز كيد
ربك . لأنه اجتمع فيها أى فى التسمية مع أنها تسقط فى اللفظ لكثرة الاستعمال وطولت الباء
عوضاً عن حذفهاء وقال عمر بن عبدالعزيز ل لكاتبه: طول الباء وأظهر السينات ودور الميم. والله
أصله الإله ونظيره الناس أصله الأناس حذفت الهمزة وعوض منها حرف التعريف» والإله من
أسماء الأجناس يقع على كل معبود بحق أو باطل» ثم غلب على المعبود بالحقء كما أن النجم
اسم لكل كوكب» ثم غلب على الثرياء وأما الله بحذف الهمزة فمختص بالمعبود بالحق لم
لا تقول: شىء زجل وتقول الله واحد صمد؛ ولأن صفاته تعالى لابد لها من موصوف تجرى عليه ؛
(7) سورة «المؤمنون»» الآية .)١(
() فى الدرج: أى فى درج الكلام مثل قولنا : : عمر بن الخطاب بإسقاط همزة ابن (المعجم الوسيط
() هو أمير المؤمنين» وخامس الخلقاء الراشدين: عمر بن عبدالعزيز بن مروان بن الحكمء القرشىء
الأموى» أعدل خلفاء بنى أمية» وأكثرهم ورعاً وعلماً وعدلاء طلب العلم صغيراً كان منعماً قبل الخلافة؛
ولكنه آثر الزهد والتقشف بعد توليه إياهاء ويكفيه ما قاله البخارى: «قال مالك»؛ وابن عيينة: عمر بن
عبدالعزيز إمام» .
اشتقاق لهذا الاسم عند الخليل "١! والزجاج!"؟ ومحمد بن الحسن”!". والحسين بن الفضل(؟)
وقيل: معنى الاشتقاق أن ينتظم الصيغتين فصاعداً معنى واحد وصيغة هذا الاسم وصيغة قولهم:
«أله» إذا تحير ينتظمهما معنى التحير والدهشة؛ وذلك أن الأوهام تتحير فى معرفة المعبود» ويدهش
المؤمنين ؛ ولذا قدم الرحمن» وإن كان أبلغ» والقياس الترقى من الأدنى إلى الأعلى» يقال: فلان
() الخليل بن أحمدء الأزدى» القراهيدى» ويقال: الباهلى» أبو عبد الله البصرى» عالم غزير العلى
كأنه بحر غزير» يشهد له التاريخ أنه صاحب السبق فى علوم كثيرة؛ فهو صاحب علم العروض بلا منازع
ومعجم «العين» هو أول المعاجم» وهو كذلك ذا باع طويل فى علوم اللغة بفروعها المختلفة» كانت وفاته
ستة ١769 هء» وقيل غير ذلك .
تهذيب التهذيب (1/حف 1)
() هو أبو إسحاق» إبراهيم بن السرى بن سهل» علم من أعلام العربية» لا يقل قدراً عن الخليل بن
أحمد فى علوم اللغة .
ولد عام 741ه؛ وتوفى عام ١71ه. الأعلام (40/1).
(؟) هو محمد بن الحسن بن فرقدء آبو عبدالله الشيبانى مولاهم» كان إماماً فى الفقه والأصول» وقد
الروايات للموطاٍ عن مالك , بن أنسء ولد عام ١7١هء _ومات عام 4ه
الأعلام (1/ 00 8).
القرآنت ولد عام 8/ا١ه ومات عام 187ه.
الأعلام 7 1
(0) سورة «لقمان»» الآية (11).
() من أقوال أهل الصرف والاشتقاق: كل زيادة فى المبنى تؤدى إلى زيادة فى المعنى .
عالم ذو فنون تحرير ؛ لأنه كالعلم لما لم يوصف به غير الله؛ ورحمة الله : إنعامه على عباده؛
ومن زعم أن الشرط وجود فعلى صرفه إذ ليس له فعلى» والأول الوجه.
وكفراً والعدول عن النصب إلى الر 0 للدلالة على ثبات المعنى واستقراره» والخبر لله
واللام متعلق بمحذوف أى: واجب أو ثابت» وقيل: الحمد والمدح أخوانء وهو الثناء والنداء على
الشكر فعلى النعمة خاصة» وهو بالقلب واللسان والجوارح ' قال:
أفادتكم النعماء منى ثلاثة . يدى ولسانى والضمير المحجبا
الشعنء م شكر الله عبد لم يحمده»(؟. وجعله رأس الشكر؛ ؛ لان ذكر النعمة باللسان أشيع لها من
الاعتقاد وآداب الجوارح خفاء عمل القلب وما فى عمل الجوارح من الاحتمال. ٠ ونشيضصض الحمد:
الذم؛ ونقيض الشكر: الكمقران . وقيل: المدح 3 ثناء على ما هو له من أوصاف الكمال, ككوته. باقيا :
قادراً عالما أبديا أزليا + والشكر ثناء على ما هو مته من أوصاف الأفضال» والحمد يشملهماء والالف
واللام فيه للاستغراق عندثا خلافاً للمعتزلة!؟). ولذا قرن باسم الله ؛ لأنه اسم ذات فيستجمع
وأصعبهم على الدعوة الإسلامية» تصدى له أبو بكر الصديق - رضى الله عنه - فى حروب المرتدين حتى
| انتصر عليف وقتل عام 7اهاء وكان من المعمرين.
الأعلام (7/ 773 |
الأول: أن الرفع هو أشرف العلامات الإعرابية وأرفعها كما يقول النحاة؛ و لذلك جاء فى سورة الفتح ٠
الثانى : أن القول بإضمار فعل محذوف فيه تكليف. وقضية الذكر والحذف من القضايا الشائكفتء وما لا ِ
يحتاج إلى تكلف أولى ما بحاج؛ كما أن ن الرفع ؛ يدل على الثبات والإستقرار كما ذكر المؤلفء رحمه الله .
ْ (4) المعتزلة: فرقة من فرق الإسلاء؛ مؤنسها واصل بن ٠ عطاء ) -مه: ١لآااهاء وهو من تلاميذ
وكذلك:مرتكب الكبيرة فى منزلة بين الكفر والإيمانء وغير ذلك» وبالرغم من مخالفتهم لمنهج<
صفات الكمال» وهو بناء على مسألة خلق الأفعال وقد حققته فى مواضع. «ربً العالمين>. الرب
رجل من هوازن. تقول: ربه يربه ربا فهو رب» ويجوز أن يكون وصفا بالمصدر للمبالغة كما وصف
مثواى04". قال: قال ارجع إلى ربك 04)؛ وقال الواسطى: هو الخالق ابتداء والمربى غذاء والغافر
انتهاء. وهو اسم الله الأعظمء والعالم كل ما علم به الخالق من الأجسام والجواهر والأعراض» أو
كل موجود سوى الله تعالى سمى به؛ لأنه علم على وجوده. وإنما جمع بالواو والنون - مع أنه .
يختص بصفات العقلاء أو ما فى حكمها من الأعلم - ما فيه من معنى الموصفية وهى الدلالة على
معنى العلم.
كانت منها لما أعادهما؛ لخلو الإعادة عن الإفادة (5).
ومن العلماء من فسقهمء ومنهم من كفرهم .
الملل والنحل .)٠43/77(
بدر كاقراً» وأسلم هو بعد الفتحء وكان من المؤلفة» وشهد اليرموك. كان من أشراف قريش فى الجاهلية
تهذيب التهذيب (07/7). |
عا دير سفيان» صخر بن حرب بن أمية بن عبد منافء والد معاوية» ووالد أم المؤمنين «أم
. كان داهية من دواهى العربء وكان رئيس المشركين يوم أحدء وزعيم الأحزاب يوم الختدق» أسلم
زمن ب وله مواقف مشهورة فى الجاهلية والإسلام كانت ولادته قبل عام الفيل بعشر ستين» واختلف
فى سنة وقاته» وخلاصته: أنه توفى بعد عام ٠ 7ه بقليل.
تهذيب التهذيب (627/7ف 5:5).
(5) يحاول الإمام التسقى رحمه الله - هنا أن ينتصر لمذهبه الحنفى القائل بأن البسملة ليت آية من
الفاتحة» ولكن رد عليه بأن التكرار هنا للمبالغة والتأكيد على رحمة الله التى وسعت كل شىء؛ وبدليل قوله
تهذيب التهذيب (75/7 .)٠١
أى: كما تفعل تجازى وهذه إضافة اسم الفاعل إلى الظرف على طريق الاتساع كقولهم» يا سارق
وحده» وإنما ساغ وقوعه صفة للمعرفة مع أن إضافة اسم الفاعل إضافة غير حقيقية؛ لأنه أريد به
الثواب والعقاب بعد الدلالة على اختصاص الحمد به فى قوله: «الحمد لله*؛ دليل على أن من
٠ حإيَاكَ تعبد وَإيَّاكَ تستعين» (إيا) عتد الخليل وسيبويه!؛): اسم مضمرء والكاف حرف خطاب
عند سيبويه ولا محل له من الإعراب» وعند الخليل هو اسم مضمر أضيف إيا إليه؛ لأنه يشبه
المظهر لتقدمه على الفعل والفاعل» وقال الكوفيون: إياك بكمالها اسم وتقديم المفعول لقصد
الاختصاص» والمعنى: تخصك بالعبادة وهى أقصى غاية الخضوع والتذلل» ونخصك بطلب المعونة
دأحد أئمة القراءة والتجويد فى بغداد» إلى جانب علو كعبه فى اللغة وعلومهاء تميز بأنه أخذ كل علم
على أيدى جهابذته؛ فأخذ القراءات عن حمزة الزياتء واحذ علوم اللغة عن الخليل بن أحمدء
ولد سنة 9١١هء وتوفى سنة بضع وثمانين ومائة؛ على خلاف.
تهذيب التهذيب (؛/ بخ ٠8 ).
تهذيب التهذيب (4/81/71 -4/84). ٍ
(7) هذا جزء من حديث نبيوى شريف يقول فيه رسولنا كل -: «البر لايبلى» والذنب لا ينسىء
والديان لا يموت» اعمل ما شئت كما تدين تدان». |
عام 185/8ه وكانت وفاته حوالى عام 18 هء على خلاف فى ذلك.
الأعلام (81/5).
الغيية ومن الغيبة إلى التكلم كقوله تعالى حت ذا كنتم فى الْفلك وجرين بهم بريح طيبة»().
تطاول ليلك بالأثمد ونام الخلى ولم ترقد
وبات وباتت له ليلة كليلة ذى العائر الأرمد
وذلك من نبأ جاءنى | وخبرتة عن أبى الأسود
الكلام إذا انتقل من أسلوب إلى أسلوب أدخل فى القبول عند السامع وأحسن تطرية لنشاطه وأملاً
لاستلذاذ إصغائه» وقد تختص مواقعه بفوائد ولطائف قلما تتضح إلا للحذاق المهرة والعلماء التحارير
وقليل ماهمء وتما اختص به هذا الموضع أنه لمأ ١ ذكر الحقيق بالحمد والثناء وأجرى عليه تلك
الصفات العظام تعلق العلم بمعلوم عظيم الشأن حقيق بالثناء وغاية الخضوع والاستعانة فى المهماتء
فخوطب ذلك المعلوم المتميز بتلك الصفات اكيزو إياك يا من هذه صفاته نعبد ونستعين لا غيرك .
وقدمت العبادة على الاستعانة؛ لأن تقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة أقرب إلى الإجابة. أو لنظم
الأى كما قدم الرحمن» وإن كان الأبلغ لا يقدم. وأطلقت الاستعانة لتتناول كل مستعان فيه؛
ويجوز أن يراد الاستعانة به وبتوفيقه على أداء العبادات ويكون قوله: «اهدنا* بيانا للمطلوب من
إليك أى: اثبت على ما أنت عليه أو اهدنا فى الاستقبال كما هديتنا فى الحال» وهدى يتعدى
من قلب السين صادا لتجانس الطاء فى الإطباق لأن الصاد والضاد والطاء والظاء من حروف
حمزة!"؟» والسين قراءة ابن كثير”"؟ فى كل القرآنء وهى الأصل فى الكلمة والباقون بالصاد
(©) امرؤ القيس من أشهر شعراء العصر الجاهلى» وممن قالوا الشعر فى جميع الأغراض» وله ديوان
شعر مطبوع ومحقق . ِ ل
(3) إمام أهل القراءات» حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات القارىء» أبو عمارة الكوفى» التيمى»
عالمال ورعاّ صالحاء صدوقا ولكن سىء الحفظ فى الحديث» ولذلك لم يوثقه أكثر أمل الحديث. ولد
سنة 480هاء وتوفى سنة 197ه. تهذيب التهذيب (19/7٠ء .)٠١
الخالصة وهى لغة قريش وهى الثابتة فى المصحف الإمام!ا). ويذكر ويؤنث كالطريق والسبيل»
والمراد به: طريق الحقء وهو ملة الإسلام. |
ؤإصراط الذين أنعمت عليهم» بدل من الصراط؛ وهو فى حكم تكرير العامل وفائدته التأكيد
والإشعار بأن الصراط المستقيم تفسيره ٠ صراط المسلمين؛ ليكون ذلك شهادة لصراط المسلمين
الاستقاسة حي يج وجه وآكدم وهم المؤمتون أو الأنبياء عليهم السلام - أو قوم موسى قبل أن
ب" هم الذين سلموا من غضب الله والضلال» أوصفة للذين» يعنى : أنهم جمعوا بين النعمة
المطلقة وهى نعمة الإيمان وبين السلامة من غضب الله والضلال» وإنما ساغ وقوعه صفة للذين -.
وهو معرفة وغير لا يتعرف بالإضافة - لأنه إذا وقع بين متضادين وكانا معرفتين تعرف بالإضافة
نحو عجبت من الحركة غير السكون» والمنعم عليهم والمغضوب عليهم متضادان؛ ولأن. الذين قريب
من النكرة» لأنه لم يرد به قوم بأعيانهم» وغير المغضوب عليهم قريب من المعرفة للتخصيص
الحاصل له بإضافته؛ فكل واحد منهما فيه إبهام من وجه واختصاص من وجه فاستوياء (عليهم
الأولى محلها التصب على المفعولية»؛ ومحل الثانية الرفع على الفاعلية. وغعضب الله : إرادة الانتقام
«اقعل5(8). وهو مبنى وفيه لغتان: مد ألفه وقصرها - وهو الأصل - والمد بإشباع الهمزة قال:
يا رب لا تسلبنى حبها أبدا | ويرحم الله عيداً قال آمينا ٠
وقال: أمين فزاد الله ما بيننا بعداء قال عليه السلام: «لقننى جبريل «آمين» عند فراغى من قراءة
فاتحة الكتاب» وقال: إنه كالختم على الكتاب»!* وليس من القرآن بدليل أنه لم يثبت فى
تهذيب التهذيب (177/9ت 178).
() المصحف .الإمام: : هو الملصحف الذى جمع عليه عثمان بن عفان المسلمين» وأمر الناس أ أن يقرؤوا به
دون غيره؛ درءاً للفرقة والاختلاف بين المسلمين .
١ سورة البقرة مدنية وهى مائتان وست أو سبع وثمانون آية ا
بسم الله الرحمن الرحيم ض
على أول حروف قال» والألف تدل على أوسط حروف قال واللام تدل على الحرف الأخير منه؛
وكذلك ما آشبههاء والدليل على أنها أسماء أن كلا منها يدل على معنى فى نفسه ويتصرف فيها
بالإمالة والتفخيم وبالتعريف والتتكير والجمع والتصغير» وهى معربة؛ وإنما سكنت سكون زيد
وغيره من الأسماء حيث لا يمسها إعراب لفقد مقتضيه؛ وقيل: إنها مبنية كالأصوات نحو غاق فى
حكاية صوت الغراب» ثم الجمهور على أنها أسماء السورء وقال ابن عباس - رضى الله عنهما -:
من المتشابه الذى لا يعلم تأويله إلا الله وما سميت معجمة إلا لإعجامها وإبهامها؛ وقيل: ورود
هذه الأسماء على نمط التعديد كالإيقاظ لمن تحدى بالقرآن وكالتحريك للنظر فى أن هذا المتلو عليهم
- وقد عجزوا عنه عن آخرهم - كلام منظوم من عين ما ينظمون منه كلامهم؛ ليؤديهم النظر إلى أن
يستيقنوا إن لم تتساقط مقدرتهم دونه ولم يظهر عجزهم عن أن يأتوا بمثله بعد المراجعات المتطاولة
وهم أمراء الكلام إلا لأنه ليس من كلام البشر. وأنه كلام خالق القوى والقدرء وهذا القول من
الخلاقة بالقبول بمتزل» وقيل: إنما وردت السور مصدرة بذلك؛ ليكون أول ما يقرع الأسماء مستقلاً
بوجه من الإغراب وتقدمة من دلائل الإعجاز. وذلك أن النطق بالحروف أنفسها كانت العزب فيه
مستوية الأقدام الأميون متهم وأهل الكتاب» بخلاف النطق بأسامى الحروف فإنه كان مختصا بمن
خط وقرأً وخالط أهل الكتاب وتعلم منهم» وكان مستبعداً من الأمى التكلم بها استبعاد الخط
المذكورة فى القرآن التى لم تكن قريش ومن يضاهيهم فى شىء من الإحاطة بها فى أن ذلك حاصل
له من جهة الوحى وشاهد لصحة نبوته. واعلم أن المذكور فى الفواتح نصف أسامى حروف
الملعجم: وهى الألف واللام والميم والصاد والراء والكاف والهاء والياء والعين والطاء والسين والحاء
والقاف والنون فى تسع وعشرين سورة على عدد حروف المعجم» وهى مشتملة على أنصاف أجناس
)١( هو الصحابى الجليل القدرء العالى المكانة: عبدالله بن مسعود بن غافل بن حبيب» أبو عبدالرحمن
الهذلى» من السابقين إلى الإسلام» هاجر الهجرتين» شهد المشاهد كلها مع رسول الله كم وكان ملازماً
له؛ حتى إنه لقب ب: صاحب نعل رسول الله كُتليٍ وهو من أجل علماء الصحابة؛ حتى قيل: لا إجماع
يدون ابن مسعود.
كانت وفاته على الأرجح - سنة "لاف عن نيف وستين سنة.
تهذيب التهذيب (311/7 718).