مناظرات ابن تيمية لأهل الملل والتحل
كتب ورسائل شيخ الإسلام ابن تيمية؛ وكذا في كتب التاريخ والتراجم»
فتحتاج إلى استخراج وترتيب» مع شيء من الدراسة والتعليق »
مجادلة ومناظرة المخالفين» فإن مناظرات ابن تيمية لمخالفيه أكثر أهمية
وأعظم نفعاً. كما سيظهر إن شاء الله تعالئ » لا سيما مع هذا الانفتاح
الهائل» والتواصل الدائم الذي يعيشه العالم الآن؛ فقد أظهر ذلك انتشاراً
لمختلف العقائد والأفكار؛ وأوقع الكثير في المناظرات والمحاورات+؛
فإبراز هذه المناظرات يعطي نماذج متميزة؛ وتطبيقات عملية محكمة في
لقد قمت ولله الحمد والمنة باستقراء وتتبع مؤلفات شيخ الإسلام؛
واستخراج وجمع هذه المناظرات ثم تصنيفهاء وقد تعذر ترتيب أكثرها
«مناظرات ابن تيمية لأهل الملل والّحل» باعتبار أن الملل هي سائر
الإسلام في غير موضع» كقوله : «وهذه الفرقة الناجية أهل السئة؛ وهم
وسط في النحل» كما أن ملة الإسلام وسط في الملل»(1) .
فيتضمن البحث مناظرات ابن تيمية للتصارئ؛ ومناظراته لطوائف
مناظرات ابن تيمية لأهل الملل والتحل
نتسب إلى الإسلام. كاهل الاتحاد
ا » والاحيمدية !أ والرافقسة !"أ وثقاة
مناظرة ابن تيمية للأحمدية» ومناظرته بشأن العقيدة الواسطية .
وأسوق بعد إيراد مناظرة كل ظائفة. جملة من التحريرات
والتقريرات المستفادة ومن كلام شيخ الإسلام؛ لما يتحقق فيهاما
الكليات للكفوي ص 26
أنظر: مجموع الفتاوئ لابن ليمية 7
(3) الاحمدية : طريفقة صوفية تلب إلى أحمد
البطائع بالعراق. وهذه الطريقة لا تنك عن محذثات متنوعة؛ كاتخاذ الخرقة
انظر : سير أعلام النبلاء 177/91
(©) الرافضة من
مناظرات ابن تيمية لأهل الملل والنحل
ونشير في مطلع هذا البحث إلئ ما تحلى به شيخ الإسلام من براعة
النسق التالي:
أ براعة ابن تيمية في المناظرات: قير شيخ الإسلام ابن تيمية بدراية
حتئ قال عنه ابن الزملكاني !"0 : «لا يُعرف أنه ناظر أحداً نانقطع
الدالة على المسألة التي يوردها منه؛ ولا أشد استحضاراً لون
الكتاب والسنن نصب عينيه» وعلئ طرف لسانه» بعبارة ر؛ 0
مفتوحة؛ وإفحام للمخالف»(9.
)١( هو محمد ين علي الانصاري الشافعي» شيخ الشائعية بالشام؛ كان معجاً اين
عليه؛ توفي سنة لاه
البداية لابن كثبر 171/18 وشذرات الذهب لابن العماد 1/8/5
(1) العقود الدرية لابن عبد الهادي ص ١7 وانظر ص /ا5+
(©) هو أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي» الإمام؛ الحافظ» المؤرخ»
ولد سنة 1/7اه؛ بدمشقء له رحلات في طلب العلم؛ وصاحب مؤلفات
سنة 44 لاه
ية 4/ »٠٠0 والبدر الطالع ص ؟/ 1٠١
(؟) ذيل تاريخ الإسلام للذهبي؛ نقلاً عن الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن نيمية
مناظرات ابن تيمية [أهل الملل والنحل
ابن يِ والضتعح من
الفلاسفة والجهمية وسائر أهل الأهواء والبدع؛ وما لا يوصف ولا يعبر
كتبه؛ مع أقرانه وغيرهم ؛ في سائر أنواع العلوم ما تفسيق العبارة
ب مشروعية المناظرة وأهميتها عند ابن تيمية: فرّر شيخ الإسلام
مشروعية المناظرة وأهميتها؛ وبين أن ذلك حال السلف السابقين» فقال
«وأما جنس المناظرة بالحق فقد تكون واجبة تارة؛ ومستحبة
وقال في موطن آخر : «حض الله على المناظرة والملشاورة»
)١( العقود الذر
(1) أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي الحنبلي» مقرئ» فقيه؛
اص 49 يتصرف
انظر : الدرر الكامثة ؟/ 471 البدر الطالع ؟/ 1١4
(©) العقود الدرية ض 797
مناظرات ابن تيمية لأهل الملل والنحل
لاستخراج الصواب في الدنيا والآخرة» حيث يقول لمن رضي دينهم :
فكان أئمة الإسلام ممشثلين لامر المليك العلآم؛ ويجادلون أهل
الأهواء المضلة؛ حتئ يردّوهم إلئ سواء الملة؛ كمجادلة ابن عباس رضي
)١( تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل ١ /١ 5 بصرف يسيرء
مناظرات ابن تيمية لأهل الملل والتحل 0
يصعب عليه معرفته لضعف علمه بأدلة الحق. مثل من يكون قليل العلم
بالآثار النبوية الدالة على ما أخبر به من الحق. أو لضعف عقله؛ لكونه
بالحجة أفاده ذلك؛ إما معرفة با
بالباطل وبقيت همته على النظر في الحق وطلبه؟(0 .
ال/ لأخل مجحب
(9) انظر الجراب الصحيح 690/1
وصحح النووي إسناده في رياض الصالحين ح (1*44)
مناظرات ابن تيمية [أهل الملل والنحل
آيات القتال» وأين منشعة الهجو من منفعة إقامة الدلائل والبراهين علئى
حجة الإسلام؛ وإبطال حجج الكفار من المشركين وأهل الكتاب؟10
وعظم شأن مناظرة المخالفين ودحض شبهاتهم فقال: كل من لم
يناظر أهل الإلحاد والبدع منا تقطع دابرهم لم يكن أعطئ الإسلام
حقه. ولا وفئ بموجب العلم والإيمان. ولاحصل بكلامه شفاء
خلاصة ما سبق أن المناظرة مشروعة!”"» كما هو حال السلف
الصالح» وقد تكون مناظرة الكفار ومجاهدتهم باللسان أولئ من الجهاد
باليد؛ كما أن القيام بها و إظهار الحجة فيها من حقوق الإسلام
ج - أحوال المناظرات عدد ابن تيمية: بين شيخ الإسلام أن
4/1 الجواب الصحيح )١(
(7)الدرء /١ 017 7؛ وانظر : التسعينية 777/1
() وما يحسن ذكره هاهنا أن نورد تقرير مشروعية المناظرة كما سطره ابن القيم
ضمن فوائد قصة وفد نجران بقوله: «جواز مجادلة أهل الكتاب و مناظرتهم» بل
استحباب ذلك؛ بل وجوبه إذا ظهرت مصلحته من إسلام من يُرجئ إسلامه
مناظرات ابن تيمية لأهل الملل والتحل
إليهاء أمكن الاعتصام بالكتاب والسنة؛ وا
كتاب الله وسنة رسوله ؛ بل هذا هو الواجب مطلقاً
أن يتكلم مع ذلك» ويبيّن الحق الذي جاء به الرسول بالاقيسة العقلية
والامثال المضروبة» فهذه طريقة الكتاب والسنة وسلف الآمةة!".
- اوإذا كان المتكلم في مقام الإجابة لمن عارضه بالعقل؛ وادّعئ أن
فإذا أخذ النافي يذكر ألفاظاً مجملة. . فهنا يستفصل السائل ويقول له
وبين شيخ الإسلام أن من امتنع عن التكلم بالالفاظ المجملة نفياً
وإثباتاً في هذا المقام قد ينسب إلى العجز والانقطاع» وإن تكلم بهادون
ولما قرر شيخ الإسلام مشروعية المناظرة وأحوالهاء ذكر جملة من
(4) انظر الدره 775/1
مناظرات ابن تيمية [أهل الملل والتحل
الأحوال التي ينهئ السلف فيها عن المناظرة فقال: «وقدينهون عن
المجادلة والمناظرة؛ إذا كان المناظر ضعيف العلم بالحجة وجواب الشبهة؛
بينة بنفسهاء؛ ضرورية؛ وجحدها الخصم كان
القدرة 10
وبهذا يتبين أن المناظرة المشروعة لها أحوال» منها : إن كان في مقام
دفع من يلزمه ببدعة فعليه أن يجيب إلا إلى نصوص الوحيين» كما في
مناظرة الإمام احمد للجهمية (".
الاتحاد ووحدة الوجود. كما سياتي إن شاء الله وإن كان في مقام
مقدمات معروفة؛
3730/1 انظر الدرء )(