الاق ير .
عتوانه. وهو - باختصار - يلخص حكمة الحكماء ويعرض خبرة الخبراء. فمن
هو هذا الذي يحدثكم عن تجربته وعن حبه لكم وللحياة وللإنجاز غبر مقدمة
واحدة لكتاب؟1
عمري الآن 49 عاماء وأظن أن هذا العمر يؤهل الإنسان لكي يفكر ويعيش
في هذا العالم أقل بكثير من القديم. وكان في المجلة تحقيق عن الحدس وعلاقته
ٍ (الإدارة والنجاح) فقد أجريت الاختبار
ل : لمهم أن يعرف الذي نشرته المجلة على نفسي فوجدتني
ام َ أحصل على 12 درجة من 14. وهذا يعني
بما يكفي لكي يتراخى ويبدو أن الاختبار دقيق وصحيح. فعلى
النجاح مطلب الجميصظ
الحقيقة الجلية - في الظاهر - وأنتم تعرفون هذاء هي أن النجاح مطلب الجميع.
الناس جميعا ودون استثناء يتمنون النجاح. ولكنهم قلة من يحققون أحلامهم
ويلبون أمنياتهم. كل العقلاء وبدون استثناء يعرفون أن أمامهم واحدا من
خيارين ؛
العيب قيل الشميه
الأفضل. وسيماً لتكون جملاً.
أرى أن إجابة هذا السؤال يمكن أن تريح ولا عجوراً لتكون
التدريب والاستشارات والتعليم المستمر لتكون رحيما. ولا
والنشر الإداري. عرفت خلالها الآلاف من مشهورا لتكون عظيما.
الملديرين والموظفين ؛ الفاشلين والتاجحين. ولا غنياً لتكون سعيداً.
ومع إن مهمتي تتلخص في تغيير الناس» ولا متعلماً لتكون
وحفز الفاشلين على النجاح ودفع تح
غسيم الصمادي
أنجح بمفردي في تغيير إنسان ونقله من إر
ونظراتهم لأنفسهم ولعملهم وعالمهم؛ فلم أفلح.
العيب قيل الذمي
نحن لا نستطيع أن نجبر الناس على أن ينجحوا. نستطيع أن نتفاعل معهم
ونمد لهم يد العون ونحدثهم عن تجارينا. وأن نقرأ عليهم أسماء وقصص
على النجاح. فالإكراه - حتى في النجاح - هو في حد ذاته فشل. والحقيقة
الجلية في عالم الإدارة - وهي موضوع هذا الكتاب - هو أنه من الأسهل لنا
أو علينا أن نعظ الآخرين ونطلب منهم فهمنا وفهم أنفسهم. والاستماع إلينا
وتغيير عاداتهم. دون أن نتمكن نحن - في الغالب - من وعظ أنفسنا وتعديل
سلوكنا. وفهم أبسط أفكارنا وتفسير أبرز هواجسنا.
الخيال أقوى من الواقص
«عندما تستهداف لا تبين لي بعد كتابة هذا الكتاب أن قصص
شي.. فإنك ستحصل الإدارة أعمق من نظرياتها. وأن الحديف
القصص كما يرويها المديرون أصدق تعبيرا
1 نسيم الصمادي 5 .
طروحاتهم ونظرياتهم. فنحن كمديرين أو أناس عاديين نتمنى النجاح ونتحدث
تقدم هذه القصص روايات ونماذج وأمثلة من حيوات وحقائق الآخرين. فهي
رؤية سنضافورية
في هذه اللحظة - أواصل كتابة مقدمة الكتاب والطائرة على بعد عشرين دقيقة
من مطار دبي. مرت المضيفة النحيلة التي لا تشبه الفتاة المثالية الجميلة التي
اللضيفة ابتسمت على أية حال وأنا أطلب منها بعض الماء. فالكلمات تصنع
الاتصالات "وتحرك الانفعالات وأحيانا تصنع العلاقات. ابتسمت الضيفة
وتسمرت في مكانها. ونظرت فوق رأسها لتقرأ رقم المقعد الذي يحدد مكاني
على الطائرة. فكيف لها أن تحضر الماء إن لم تعرف أين يجلس عميلها. الذي
لا بد من تحديد المكان الذي أنت فيه؛ والهدف الذي تسعى إليه. لكي تعرف
في ذلك العام حدث شيء لم أذكره لأحد إلا بعد مرور عشرين عاما. ريما لم
يكن للحدث المبكر عنه معنى. فالأهداف تكتسب مشروعيتها من إنجازها لا
من الحديث عنها. الأهداف التي لا تتعدى نطاق الأماني. هي أحلام يقظة لا
حوافز دافعة للحركة والذهاب إلى آخر العالم بحثا عن الذهب في غياهب
الماء. ففكرت في أن نجاح شركة الطيران هذه له أسبابه. لأن (السبب قبل
يعززها النظام لا تخطىء أهدافها.
الرحلة الأولى
كانت الرحلة الأولى في حياتي. بحثا عن السبب قبل الذهب. فقد كنت أعرف
السبب؛ ولا أعرف الذهب. كنتب في منتصف العام الدراسي. في الصف الأول
اللحظة الحاسمة أعرف ما أريد.
العيب قيل العمبه
في داخلي نقطة تحول لم أدرك أبعادها في ذلك الحين. ولكنها كانت قوية
اللحظة الجميلة والطائرة تندقع للهبوط على مدارج مطار دبي. والساعة تقترب
من السابعة من مساء يوم 8 ديسمبر 2003.
الإنسان من حالة التواكل إلى حالة التوكل. يحتاج دائما إلى لحظة أو نقطة
أنه أصبح قادرا على أن يكون ويعيش مستقلا وفرديا ووحيدا. في حين أن
3 ا ] مرحلة التحول من الاعتماد الطلق على
«الجودة ليست مجرد الآخر, إلى التفاعل الكامل مع العالم. هي
سا الحياة من أجل الآخر. وهي نفس المرحلة
أجندته الشخصية إلى رؤيته العالمية. فلا
ولهذا في تقديري سبب طبيعي ومنطقي. فالناس - معظم الناس - يعيشون
ويموتون في الرحلتين الأولى والثانية. إما معتمدين كلية على الآخرين. أو
مستقلين تماما عنهم. قليلون هم الذين يبلغون ذروة العطاء فيخرجون من
أجنداتهم ويعيشون من أجل غاية تتجاوز حدود نفوسهم وأجسادهم. أما
هي العلاقة بين التحول من التواكل إلى التوكل. وبين العمل دون هدف أو أمل.
على مهاراتهم ومعارفهم وأساليبهم ونظرياتهم دون أهدافهم. فالإنسان يوجد
ليمارس وجوده. وفي نهاية الطاف يأخن. فيستمتع بممارستة لوجوده. حتى
يصبح لعمله مبنى ولحياته معنى. فإذا ما اقتصر أحدنا على العمل والإنتاج؛
يصبح إنسانا غير كامل الإنسانية. يقطع حياته بالطول والعرض, ويجوب كل
أرجاء الأرض. وهو يبحث عن (الذهب قبل السبب). فمهما قطع من مسافات
وحقق من إنجازات. لا يشعر إلا بدبيب جسده وغياب روحه.
هبطت الطائرة في مطار دبي. وتوقفت عن الكتابة. لكن الرحلة لم تتوقف.
رحلة أخرى لم تكن متوقعة. الرحلة رقم 801 من دبي إلى عدن. ثم من عدن
ديسمبر 2003, وها هو عام جديد على
بعد بضعة أيام. اللْ2000
مقدمة الكتاب والحديف عما تجود به خارجنا. وعقلا واحدا
النفس من خواطر وأفكار. فقد لننظر داخلنا. وأذنين
استهلكتني الأيام التسعة عشر الفاصلة .| لتسيع كثيراً. ولساناً واحداً
بين الرحلتين. وغرقت في تفاصيل لنقول قليلاً. وشفتين
لكن درسا جديدا برز من بين تلابيب واحداً لنقطب نادراً.
هم الذي ينجزون. وأرى أن قدرة
الإنسان على الالتزام والإنجاز هي مإ نيجه اعرد 1
بيننا وبين مطار عدن ساعتان. ودرجة
الحرارة خارج الطائرة هي بالتأكيد تحت الصفر. أما حرارتي أنا فهي مرتفعة.
رحلتي لولا التزامي مع عميل جديد يستحق ما هو أكثر من أداء الواجب.
فالعميل يستحق أيضا التضحية والالتزام الناتج عن الاحترام. والاحترام هنا
يعني احترام النفس والآخرر
ريما تكون هذه هي المرة الأولى التي أطير فيها فوق الربع الخالي. تبدو كثبان
الرمال ممتدة بتناسق نمطي عجيب. والرمال الناعمة فيما بين الكثبان تبدو
ويدين لنساعد الجميع.
عامرا بالحياة والمشاهدين. وعندما نفكر في إعمار النفوس والعقول. لا يهمنا
أن تكون الأرباع خالية. ما دامت النفوس صافية والعقول ممتلتة.
ولكن من الهم أن نعرف السبب الحقيقي.
.0 سير هندما تحلق الأفكار
أ .لا يبدا العمل الحقيقي أ
نلعب, ولا يبدا اللعب
أواصل الكتابة على متن هذه الرحلة أيضاء
فقد قرأت عام 1994 أو 1995 كتاب “أحذية
العمل الستة" لرائد الابتكار "إدوارد دي
الست في مقدمة الكتاب يقول "دي
بونو" أن فكرة الكتاب ظلت تراوده أياما
نسيم الصمادي حول, “فلسفة ليجو"
وشهورا. حتى وجد نفسه مسافرا في رحلة
إعجابي بالكتاب هو المكان الذي كتب فيه. فتعبير "الأفكار المحلقة" ليس مجازيا
فقط؛ بل هو تصوير نفسي دقيق لأحاسيس الإنسان وهو يطير محلقا بعيد
عن الأرض والواقع. والإنسان عندما يكتب محلقا في طائرة؛ يكون أقرب إلى
خالقه وأصدق مع نفسه.
دخلت الطائرة في غيوم هي أقرب إلى الضباب أو الرذاذ من الغيوم التي نعرفها
الرحلة لم تزل في بدايتها.
لا يختلف اثنان على أن عجلون هى أجمل مدن الأردن. ولكنها متحفظة
لأسر الجبال الشاهقة التي تحرمها من الإنطلاق بسرعة. فتبدو حركتها سكونا
أعود إلى عجلون الآن. لأروي الحكاية. وهي عودة إلى ثلف قرن مضى وزمن
انقضى. كان شتاء باردا جدا. وفي أيام الطفولة والفقر كانت الشتاءات أبرد
يكفي من ملابس الشتاء لكي ننعم بالدفء على سفوح جبال شاهقة في الليالي
في أجازة الربيع من ذلك العام. أعلنت مدرستي عن رحلة إلى عمان. هي أول
رحلة في حياتي. ولكم أن تتصورا ماذا تعني (عمان) العاصمة لصبي في
بضعة أشهر.
الرحلة من عجلون إلى عمان لم تكن تقاس بالمسافات. في هذه الأيام أقطعها
كانت أصعب من عبور الربع الخالي. فلم أكن أملك إلا بضعة قروش لا تكفي
مصروفا لذلك الأسبوع. فما بالكم بمصاريف رحلة إلى عمان. ولكن - وكما
جادا إلى تحقيق "أسطورته الذاتية" يتآمر العالم معه في سبيل تحقيقها.
كان سفري في تلك الرحلة أشبه ما يكون بالحلم. فطفقت أجوب شوارع عجلون
الأسى وربما الجوع بادية على وجهي.؛ بادرني قائلا ؛ "يبدو إنك لم تنجح في
التي تواجهني. ولكني أريد أن أذهب مع المدرسة في رحلة إلى عمان. تخيل
أنهم سيذهبون إلى الجامعة - كانت في الأردن جامعة وحيدة وجديدة - وإلى
الإذاعة.- كتت أتطلع قبل أشهر إلى دخول المدرسة الثانوية. فما بالك بدخول
وبكيت. وانطلقت في صباح اليوم التالي مع غيري من تلاميذ صفيء في الرحلة
أشنجارها بغابات عجلون. وأكثر ما أثار
3 8 ا 7 عجبي الطلاب الأنيقون. والطالبات
«يمكننا فعلا تحقيق الجميلات يحملون كتبا ضخمة. بدا لي
الجودة الشاملة. أما كل كتاب منها أكبر من كل كتب الصف
الجودة الكاملة فلا الأول الثانوي مجتمعة. فقلت لنفسي :
تتحقق. لأنها عملية "من العيب أن أشكو من صعوبة الدراسة
0 03 7 في الدرسة,؛ وهؤلاء يدرسون ويمتحنون
أستطيع”. وعندما رأيت مكتبة الجامعة
لي أحد الطلاب أنها فعلا مليئة بالكتب. تساءلت إن كان بإمكان الإنسان أن
تجهيزاتها. وكان أكثر ما شدني. أجهزة استقبال الأخبار التي لم أكن سمعت بها
هم فقدوني, وبعد وقت لا أدري إن طال أم قصر. ناداني أحد العاملين في
كان الباب الزجاجي العريض شفافا ونظيفا وعنيفا. والجو في الخارج ضبابيا