التطور التاريخي لعقود الزواج في الإسلام دراسة مقارنة
الوصف
- سلسلة في تاريخ العرب والإسلام التطور التاريخي لعقود الزواج في الإسلام دراسة مقارنة من الأحوال الشخصية
كتاب مفيد ومختصر جداً من 30 صفحة عن تطور عقود الزواج من العصر الجاهلي إلى العصر الحديث، اعتمد فيه المؤلف على أوراق البردى التاريخية التي سجلت عليها عقود الزواج، وعلى بعض المراجع الأخرى
تحدث عن المرأة المتحضرة في الجاهلية وقبولها أو رفضها المتقدم لخطبتها
ثم تحدث عن المهر والصداق والفرق بينهما، والشهود وهل يُعتبروا من شروط صحة الزواج
وعرض بعض النماذج لعقود زواج قديمة تمتد لعدة قرون
ثم ختم الدراسة بتاريخ تسجيل عقود الزواج في المحاكم الشرعية في مصر في عهد الدولة العثمانية، وسبب اتخاذهم لهذا ا
والله حسبنا وهو ولى التوفيق +
دكتور أحمد الشسامى
مدينة المهندسين / العجوزة
الخميس ١١ شعبان 1463 م
الموافق © يونيه هذا م
التطور التاريخى لعقود الزواج فى الاسلام
القسم الأول
القواعد القانونية التى تحكم تصرغاته ؛ وعقوده ومعاملاته +
وعلى أساسها تسير حياة أفراد هذا المجتمع فى الجوانب الشخصية +
مثل الزواج ؛ أو الطلاق ؛ أو الدية ؛ أو العقوبات أو غير ذلك مما يسنه
تلك التقاليد مجتمع ومجتمع آخر فى شعب واحد فعادات
وتقاليد أهل الحضر تختلف عن مثيلتها عند أهل القرى أو سكان الصحراء +
وقد يرجع هذا الاختلاف لأسباب بيئية
اقتصادية ؛ أو سياسية ؛ أو لغير ذلك من الأسباب ٠ وسوف أتعرض
فى هذا البحث لأهمية العرف والعادة والتقاليد فى المسائل المتصلة بالزواج
عند العرب قبل الاسلام وبعده ؛ والطرق التى كان يتم بها ؛ ومتى
عقود هذا الزواج ومتى اتخذت كوثيقة قانونية وما هى الأسباب التى
أو اجتماعية ؛ أو دينية أو
وربما يسأل سائل : ما هو العرف وما هى العادة ؟ وهل تأخذ الشرائع
والجواب ان العرف فى رأى الفقهاء هو الأمر الذى اطمانت اليه
العقل ولم ينكره أصحاب الذوق السليم فى المجتمم 9 وهو فى رأى علماء
العقل أو الغريزة أو الصدفة والاتفاق ؟ والحنفية يقرون العرف ويجعلون
الثابت به كالثابت من النص ؛ ويعتمدون على ما ورد فى الأثر « ما رآء
المسلمون حسنا غهو عند الله حسن » ويقولون كذلك :
والعرف فى الشرع له اعتبار لذا عليه الحكم قد يدار
وقد ورد لفظ العرف فى القرآن الكريم فى قوله تعالى « خذ العفو
وأمر بالعرف » !© وتفسير الفقهاء لهذه الآية : كل ما شهدت به العادة
والعاذة مع وجود غارق بسيط بينهما » فالعرف مقيد وخاص ؛ والعادة
أشياء من العرف والعادات التى كانت موجودة عند العرب قبل الاسلام
وأبطلت أشياء أخرى +
الأخلاق فقد كان العرب فى جاهليتهم بل وشعوب أخرى * يحرمون
على الرجل أن يتزوج بأمه ؛ وبنته وأخته ؛ وعمته » وخالته » وبنت الأخ +
وبنت الأخت » فجاء الاسلام وأقرهم على هذا العرف ؛ وأيد هذا
لا يجمعون بين الأختين ؛ فأقر الاسلام هذا العرف « وأن تجمعوا بين
الأختين إلا ما قد سلف » ”9 وكانوا يكرهون زواج أكبر الأبناء بزوجة
ولذلك سموه زواج المقت ؛ وأطلقوا على الابن الذى يولد نتيجة هذا
الزواج ( المقتى ) !9 فاقر الاسلام هذا العرف » « ولا تنكقوا ما نكح
حقيقة ان العرب عرفت أنواعا أخرى من الزواج مثل نكاح الاستبضاع !©
ونكاح الخدن © وزواج المتمة 9" وزواج الشثار "" وتعدد
الزوجات © وقد حرمت الشريعة الاسلامية هذه الأنواع من الزواج
بسلا بيد
لمضارها الاجتماعية والخلقية واختلاط الأنساب وعدم مواءمة هذه
الأنواع من التكاح الى الفطرة السليمة +
ويبدو لنا أن هذه الأنواع من الزواج لم تكن شائعة بين العرب ولم
يقدم عليها الا الشباب المتهور الذى لا يخلو منهم عصر ولا قطر ؛ وكانت
هذه الأنواع من الزواج غير مستحبة عند العرب ولا مرضيا عنها من
العدل بين الزوجات ؛ ومع كل هذه الشروط والقيود نجد أن الاسلام
بحث على الاكتفاء بزوجة واحدة ؛ يتضح لنا ذلك فى قوله تعالى « وإن
كانت هذه هى أنواع الزواج عند العزب فى جاعليتهم ؛ ما هو
نظام هذا الزواج أو ما هى الطريقة التى كان يتم بها ؟
نستطيع أن نستخلص من رواية ام المؤمنين عائشة ( رض ) أن
جموعا من العرب كانت تتبع نفس النظام الذى ساد فى الدولة الاسلامية +
دون استشارتها فى كثير من الأحيان بل دون استشارة الزوج المرتقب
كذلك ؛ فولى الزوجة ووكيل الزوج وغالبا يكونا الوالدان يتفقان على
المكروهة سائدة حتى وقتنا الحالى فى غير قليل من مجتمعات شبه الجز:
العربية وفى بعض مدن وقرى البلاد العربية عامّة رغم متافاتما
للشريعة الاسلامية الغراء فعن رسول الله ( ص ) أنه قال : « لا تنكح
الأيم حتى تستأمر ؛ ولا البكر حتى تستأذن » قالوا يا رسول الله وكيف
اذنها ؟ قال : أن تسكت 040 +
ومع أ نهذه العادة كانت هى السائدة الا أن بعض القبائل المتحضرة
تقول لا » الا فى حالات نادرة ؛ وكانت تلج عادة الى الصمت والى تفويض
والدها يفعل ما يشاء 09 +
ومن البنات اللاثى استثشرن عند الزواج هند بنت عتبة ؛ فقد
الحارث بن عوف الملقب « بسيد العرب » الى أوس ليخطب احدى بناته
وكان له ثلاث بنات "١9 فعرض أمر الخطبة على كل من الكبرى والوسطى
برفض أختيها فقالت : لكنى والله للجميلة وجها + الصناع يدا » الرقيقة
خلقا » الحسبية آبا » غان طلقنى غلا أخلف الله عليه بخير + غزوجها أبوها
ومنهن من رغضت وأعلنت ذلك صراحة مثل الخنساء !" فعتدما
تقدم لها دريد بن الصمه :
معاذ الله أن يرضعنى!"" حبركى . قصير الشبر من جشم بن بكر
ولهذا يمكن القول بأن المرآة المتحضرة فى شبه الجزيرة العربية لم
تكن مجبرة على الزواج » بل كان لها حرية الاختيار فى القبول أو الرفض
وكان أمرها بيدا +
يبتغيه ما طبعوا عليه من التفاخر بالاحساب والاعتزاز بالأشساب وكانوا
يؤثرون الحراثر على السبايا ؛ حرصا على شرف أولادهم وابعاذا للعار
عنهم » بل كان كبراؤهم يترفعون عن الاقتران بالسبايا حتى أصبح من
مفاخر الرجل أن تكون أمه حرة ية + وكاتوا يقولوّن
العرق دساس » وقد رغب الاسلام فى الاقتران بالحرائر الا عند الضرورة »
يتبين ذلك فى قوله تعالى 3 ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات
فى هذه العجالة الموجزة قدمت مفهوم العرف والعادة فقها واجتماعا +
وأنواع الزواج الذى عرفه العرب » وموقف الشريعة من هذه الجوانب
كلها ؛ وانتقل الآن الى عقود الزواج +
هناك آراء مختلفة فى تعريف عقد الزواج ؛ هل هو عقد تملك المتعة
قصدا !9 أو بقصد تمليك منافع البضع "" آو بقصد متعة التلذذ ؛ ولكن
ما آميل اليه هو أنه عقد يراد به حل استمتاع كل من الزوجين بالآخر
على الوجه الذى فرضه الشرع 90 +
وهذا التعريف الأخير يتفق مع أحدث التعاريف لعقود الزواج ف
القوانين العصرية +
هل عرف العرب قبل الاسلام عقودا للزواج مكتوبة ؟ وهل عرفتها
مصر كذلك ؟ ومتى عرف المسلمون الأوائل هذه العقود ؟ وما هى الطريقة
التى كان يتم بها الزواج فى الجاهلية ؛ وف بداية عصر الاسلام ؟ وهل
كانت هناك صيغة معلومة ثابته لتحرير هذه العقود كما هو معروف الآن ؟ -
حيث تعد وثائق عقود الزواج من قبل الحكومة ( وزارة العدل ) *
ويؤكد علماء القانون فى الدول الاسلامية على أن عقد الزواج فى
الشريعة هو عقد مدنى صرف ذو طابع علنى بالنظر لخطورته ؛ وهو عقد
رسمى شرعى بصريح القانون المنظم للأحوال الشخصية ؛ ولعلة عقده
على يد قاضى المنطقة أو الماذون الشرعى المصرح له بهذا الأمر ء وتتسجيله
فى سجلات المحكمة ومصلحة التوثيق التابعة للشهر المقارى +
وقد سارت التشريعات فى معظم دول العالم على هذا النمط تقريبا +
واعتبرت عقد الزواج عقدا مدنيا » وكانت فرنسا من أوامل الدول الأوربية
التى أخذت بهذا النظام فى دستور سنة 1781 م ( المادة #؟ الكتاب
الثانى ) » وقد أوجبت هذه التشريعات تسجيل عقد الزواج فى مكاتب
التوثيق التابعة لبلدية الحى المنعقد فيه الزواج ء أو فى سجلات الكنيسة
وان كانت بعض الدول الأوربية لا تنظر الى سجلات الكنيسة الا باعتبارها
جوائب روحية بعيدة عن التقنين التشريعى المدنى للدولة 990 +
التطور الذى حدث فى صياغتها وما هو عدد الشهود على هذا العقد +
هذه الوظيغة ؟ هذه أسئلة تدور بفكر الباحث وساتناولها بالرد والتوضيح
واحدة بعد الأخرى ٠ غفى عصر ما قبل الاسلام وبدايته كان الزواج
مشافهة فلم يعرف العرب عقود الزواج المكتوبة وكان الزواج يتفق عليه
بين ولى الزوجة وكان فى الأغلب أبوها وبين وكيل الزوج وكان فه
الأغلب كذلك آبوه وق حالات نادرة جدا كان الزوج يتولى بنفسه اتمام
اجراءات الزواج مع ولى الزوجة ؛ ولكنه لا يتم الا فى حضور عدد من
الأهل والأصدقاء فى حفل يقام لهذا الزواج » هذا الحفل
نهاية القرن الثانى وأوائل القرن الثالث المجريين ( + + ) اليلاديين
واستمرت الى وقت قريب فى بعض مجتمعات البدو الرحل فى البلدان
وسوف يظل هذا الرأى هو الراجح عندنا حتى يتمكن أحد الشتغلين
بالآثار أو التاريخ أو بالفقه من أن يقدم للباحثين فى هذا المجال أدللة
مادية يستندون اليها فى تغيير وجهة نظرهم +
ونحن نستدل على عدم وجود عقود زواج مكتوبة فى الفترة التى نحن
بصددها من الأمثلة الآتية :
١ - زواج محمد بن عبد الله ( ص ) قبل الرسالة من خديجة بنت
خوياد وعدم وجود عقد زواج تحت ايدى الباحثين ؛ أو عدم الاأشارة
اليه من قريب أو بعيد يؤكد لنا أن الزواج كان يتم فى بلاد العرب فى هذه
الفترة طبقا للعرف والعادة التى جرت بين مجتمعات هذه المنطقة » وماذكرته
عن زواج محمد ( ص ) بأم المؤمنين خديجة يسرى على جميع زوجاته اللاثى
تزوجين بعد ظهور الاسلام +
© زواج على بن أبى طالب من غاطمة ( رض ) بنت رسول الله *
وعدم وجود عقد زواج مكتوب ؛ فعندما كلم على" رسول الله فى أمصر
هذا الزواج » دخل الرسول على ابنته خاطمة وقال لها : أى بنية ! ان ابن
+ غخرج من عندها واجتمع المسلمون اليه ثم قال : يا على ! أخطب لنفسك
غقال على : الحمد لله الذى لا يموت » وهذا رسول الله زوجنى ابنته خاطمة
+ ١ ما تقول يا رسول الله ؟ قال أشهدكم أنى قد زوجته
انما دخر:
أما فى مصر غالبعض ا" يذكر ان عقود الزواج عرفت منذ فج
التاريخ ؛ ويستدلون على ذلك بأن أول عقد زواج عثر عليه يرجم تاريخه
ة » ونقلته بع التشريعات الأخرى » باهر أو الصداق © وق
القديمة +
وحقيقة ان ما وصل الينا من عقود الزواج الاسلامية كان عن طريق
الجهد الذى بذله بعض المستشرقين الذين شغْلوا أنفسهم بدراسة جوائب
الى أوراق البردى العربية باعتبارها وثائق وسجلات تلك العصور >
وقد تمكن بعضهم من نشر وثائق بردية ذات قيمة كبيرة من النواحى
فى الاسلام + غلدينا
ة معظمها مكتوب على ورق
بردى ؛ وقليل مدون على ورق مشرقى عمنوموه:1164 أو على رق غزال »
أو جلد حيوان ؛ وكلها تنتمى الى مصر مركز صناعة البردى منذ غجر
» ومصدر الاشماع الفكرى الذى كانت تصدره مع المادة الوحيدة
تابة التى عرفها العالم حيتذاك وهى البردى +
وأقدم عقد زواج تحت آيدى الباحثين يرجع تاريخه الى نهاية القرن
الثانى الهجرى 9" وما يؤخذ على هذا العقد من ناحية النقد العلمى »
عدم تدوين السنة التى كتب فيها ؛ ومن المرجح عندى ان جروهمان الحقة
من العصور الزمنية خصائصه ومميزاته الكتابية المعلومة للمشتغلين بوثائق
البردى ٠ وف دار الكتب والوثائق بالقاهرة مجموعة من عقود الزواج ©
ترجع الى عصور زمنية مختلفة تنحصر غيما بين القرن الثالث والقرن
الخامس الهجريين :
يتميز كل عصر بفكره وفلسفه حياته, والمسلمون الأوائل خلفوا تراثاً فكرياً وتربوياً ينبغي أن نعتز به, لأنه يعكس صورة الماضي, وبالتالي يضيء لنا طريق...
حذمة مقالات متنوعة ومختلفة تناقش قضايا عصريه نشرت في موقع الإسلام اليوم على مدار سنتين يربطها رباط فكري.
مقالات مختلفة تعرض أساليب التفكير التي...
مؤلف هذا الكتاب برتراند رسل. وقد اصبح كتابا كلاسيكياً فيما بعد وترجم الى معظم لغات العالم نظراً الى ضخامته وأهميته وصدرت عنه طبعة جديدة مؤخراً....
عدد المشاهدات : 1259
25
2
كنت نائبا لرئيس المخابرات عبد الفتاح أبو الفضل الكاتب يتناول العديد من الجوانب السرية في حياة الرئيس .الكاتب اتسم بالعديد من المميزات التي جعلت...
التراث الشعبي ثروة كبيرة من الآداب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافة المادية والفنون التشكيلية والموسيقية خاصة القديم من الحضار...
في الواجهة الخلفية لهذا الكتاب "الرمال العربية" تظهر صورة للمؤلف الرحالة البريطاني "ويلفرد ثيسجر "و الذي أطلق عليه أصدقاءه البدو اسم " مبارك بن...
آخر كتاب للدكتور لويس عوض ختم المؤلف حياته الحافلة بالكتابة عن الثورة الفرنسية - 1789 - بمناسبة ذكرى مرور مائتى عام على قيامها. ويدل هذا الكتاب عل...