المصالح ودرء المفاسد لذا فإني جعلت بين يدي شرحي على بلوغ المرام
هذه المقدمات الأربع لتكون أمام قارىء هذا الشرح فتريه كيف أخذت
الأحكام من أصولها واستنبطت المسائل من مصدرها. فيدرك طرق الاستنباط
وسبل السير إلى الاجتهاد فإن إدراكه ذلك يزيده طمأنينة إلى صحة الحكم
ويدرّبه على الإقدام إلى أخذ المسائل من أصولها ولتكون هذه المقدمات بداية
الطريق إلى سلوك باب الترجيح بين المساثل المتعارضة والاجتهاد في إصابة
الحتى في الأحكام المختلفة.
والاستفادة منها خالصاً لوجه الكريم ومقرباً لديه في جنات النعيم وصلى الله
المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على خاتم المرسلين نبينا
محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين . وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذه رسالة مختصرة ومقدمة مفيدة في أصول الحديث.
من - مصطلح علم الحديث توخيت فيها تسهيل مبادىء هذا الأصل
فقربته من طالب العلم ليقطف أزهاره ويجني بواكير ثماره بيسر وسهولة ولا
حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
مصطلع علم الحديث
تعريفه: هو علم يعرف به حال الراوي والمروي من حيث القبول
فائدته: معرفة ما يقبل وما يرد من الأحاديث بتمييز الصحيح من السقيم +
استمداده: يستمد هذا العلم مادته من أحوال متن الحديث وأحوال رواته
وروايته وتتبع تلك الأحوال.
تعريفات
الحديث والخبر مترادفان فهما ما نسب إلى النبي يه من قول أو
فعل أو تقرير.
الإسناد والسند: مترادفان: فهما سلسلة الرجال الموصلة إلى المتن.
تقسيم الحديث باعتبار طرقه
الحديث قسمان: متواتر وأحاد:
المتواتر: ما وصل بطرق ليس لها عدد معين فهو ما رواه عدد كثير تحيل
آحاد: هو الحديث الذي وصل إلينا بطرق محصورة معينة.
أقسام الآحاد
غريب: ما انفرد بروايته راو واحد ولو في طبقة واحدة من طبقات السند .
مشهور: ومستفيض: مترادفان فهما ما رواه ثلاثة فأكثر في كل طبقة
ما لم يبلغ حد التواتر.
تقسيم الحديث من حيث القبول
ينقسم إلى أربعة أقسام:
١ - الصحيح لذاته: هو ما اتصل سنده بنقل عدل تام الضبط عن مثله
حتى نهاية السند وأن يخلو من الشذوذ والعلة.
ضبطاً وينجبر ذلك بتعدد الطرق.
خفيف الضبط ولا يوجد ما يجبر ذلك القصور.
؛ الحسن لغيره: هو الحديث الضعيف الذي انجبر ضعفه بتعدد الطرق
حتى ترجح جانب قبوله.
أنواع الأحاديث المردودة
يقابل الأحاديث المقبولة الأحاديث المردودة وهي ما قصرت عن
رتبة الحسن بفقد شرط فأكثر من شروطه ويتفاوت هذا الضعف من حيث شدته
وخفته والحديث الضعيف أقسام كثيرة نذكر المشهور منها.
ضعف الحديث من حيث فقد العدالة
المختلط : هو الراوي الذي طرأ عليه سوء الحفظ بكبر سنه أو ذهاب
بصره أو لفقد كتبه فما حدث قبل الاختلاط قبل وما لم يتميز يتوقف فيه.
المبهم: هو أن يكون الراوي مجهولاً.
المتروك+ هما رواء راو معروف بالكذب في كلام الناس.
ضعف الحديث من حيث فقد الاتصال
المنقطع: هو ما سقط من رواته راو واحد قبل الصحابي في موضع
المعضل: هوما سقط من إسناده راويان فأكثر على التوالي في أي مكان
المرسل: هو ما رواه التابعي عن النبي و8
المدلس: وهو قسمان : تدليس الإسناد بأن يوهم بأنه سمع من شيخه
الثاني : تدليس الشيوخ بأن يروي عن شيخ فيسميه بما لا يعرف به حتى
ضعف الحديث من حيث وجود
الشذوذ أو العلة
المعلل : هوما يكون فيه علة خفية قادحة في صحته مع أن ظاهره السلامة
وسبب العلة وهم راويه.
والطريق إلى معرفة حال الحديث وكشف العلة هو جمع طرق الحديث
والنظر في اختلاف رواته وضبطهم.
والعلة قد تكون في المتن وقد تكون في السند وهو أكثر.
المضطرب : هو الذي يروى على أشكال متعارضة ولا يمكن التوفيق بينها
وتكون متساوية في القوة.
والاضطراب قد يكون في المتن وقد يكون في السند وهو أكثر.
أقسام الحديث باعتبار من
أضيف إليه
المرفوع: هو ما أضيف إلى النبي قي من قول أو فعل أو تقرير سواء
كان أو منقطعا.
المقطوع هوغير المنقطع لان المقطوع من صفات المتن والمنقطع من
صفات السند.
من أنواع الكتب في علم الحديث
الجامع : هو كتاب جمع فيه مؤلفه أقسام الحديث في العقائد والأحكام
والآداب والتفسير والسير والمناقب وغير ذلك مثل صحيح البخاري.
المسند: ما جمع فيه مؤلفه الأحاديث على ترتيب الصحابة فكل أحاديث
صحابي جمعت وحدها. بقطع النظر عن مواضيعها وأشهر المسانيد مسند
الإمام أحمد.
السنن : هو كتاب جمعت فيه الأحاديث على ترتيب أبواب الفقه مثل سنن
المعجم: كتاب جمعت فيه الأحاديث على ترتيب الشيوخ إما على
حسب حروف الهجاء وإما على حسب وفاة الشيخ أوغير ذلك مثل (المعاجم
الثلاثة للطبراني).
المستدرك: كتاب جمع فيه مافات صاحب كتاب آخر ويكون على شرطه
مثل مستدرك الحاكم على الصحيحين.
العلل : كتاب جمع فيه الأحاديث المعلولة مع بيان عللها مثل كتاب العلل
للدارقطني والعلل للترمذي .
الجزء : هو كتاب جمع فيه أحاديث رجل واحد أو مسألة واحدة مثل جزء
(القراءة خلف الإمام) للبخاري.
الأربعون: كتاب جمع أربعين حديثاً من باب واحد أو من أبواب شتى
وأشهرها الأربعون للنووي .
من أخرج لهم المؤلف في بلوغ المرام
١ - الإمام أبوعبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني البغدادي أحد الأئمة
الأربعة توفي عام 141 ه .
الإمام أبوعيد الله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي مولاهم صاحب
الصحيح توفي 167 ه .
الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري منسوب إلى
إحدى مدن خراسان صاحب الصحيح توفي 161 ه.
؛ الإمام أبوداود سليمان بن الاشعث الأزدي السجستاني (مدينة بخراسان)
صاحب السنن توفي 17/6 ه .
٠ الإمام أبوعيسى محمد بن عيسى الترمذي نسبة إلى ترمذ بخراسان بقرب
نهر جيحون توفي 17/4 ه .
١ - الإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي نسبة إلى مدينة نسأ
بخراسان صاحب السنن توفي 107ه .
الإمام أبوعبد الله محمد بن يزيد القزويني نسبة إلى قزوين مدينة بالعراق
واشتهر بابن ماجه توفي 177 ه .
+ - الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس الأصبحي نسبة إلى ذي أصبح أحد
ملوك اليمن أحد الأثمة الأربعة وعالم المدينة 4 ه.
4 - الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي القرشي المطلبي عالم
قريش أحد الأئمة الأربعة توفي 104 ه .
٠ الإمام أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي العبسي بالولاء
صاحب المصنف توفي 1736 ها .
١١ - الإمام أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري إمام
الأئمة توفي اسنة ١11ه.
١ الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي نسبة إلى بيهق بلدة بقرب
نيسابور شيخ خراسان صاحب مؤلفات كثيرة مفيدة توفي 468 ه .
- الإمام أبوعبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري اشتهر بلقب الحاكم ١٠