عصير الكتب
منتدى مجلة الإبتسامة
الود الطّوري
بغرباء عليهم: إنهم أولنك هم الذين يخلقون الود الفوري ويكونون
الصدقات من أول لحظة؛ فالمرء متهم يجلس في إحدى الحافلات بجوار
ويقوم بزيارة له لأول مرة وسرعان ما يبدا في التعامل معه وكأنهما
صديقان مَعًا طول عمريهما.
على خلق شعورالمودة في الآخرين بسرعة؛ بينما المجموعة الثانية التي
يصعب التعرف عليها على الفور يتعثرون في انسجامهم مع العالم؛ فبينما
يقومون هم بالتمهيد لزرع المودة؛ يكون الآخر؛ من القادرين على خلق المودة
الفورية؛ قد فاز بصفقة العمل وأخذها لنفسه.
من الضرورة أن يكون لديك الاعتقاد بآن الطرف الآخر سوف يحبك؛
وأن تكون على قناعة كاملة بأن الطرف الآخر سيكون ودودًا معك فلا
تشعر بالخوف من الناس. ولا تكن في موقف الدفاع عن نفسك متهم.
الخوف أكير المعوقات:
يشكل الخوف واحدًا من أكبر المعوقات في عملية التعرف على الناس
بسرعة. والتعامل على أسس من الود؛ فإنك تخشى ألا يحبك الطرف
عليها ويطاردهاء ولن يستطيع الناس الاقتراب منك: ذلك لأنك بعيد عنهم
وأن لها تأثيرها على الأطراف المقابلة: فإتهم يبدأون في الانسحاب عنا هم
وليس ما هو أصدق في ميدان العلاقات الإنسانية من هذا الأمر, إن
كان موقفك الأساسي هو أن الآخرين لن يكونوا ودودين معك أو أنهم لن
أما إن كان الموقف الأساسي لك هو أن معظم التاس ودودون. وأنهم يريدون
أن يكونوا ودودين تجاهك. فإن ما ستخرج به معهم سوف يثبت لك صدق
تغلب على خشيتك من أن يقوم الطرف الآخر بصدك قم بالمخاطرة
تميل جميعها إلى أن تكون في جانبك. وعليك أن تتذكر أن معظم الناس
يكون السبب في أن الطرف الآخر لا يظهر دائمًا مودته ووده قد يرجع إلى
خشيته من أن تقوم برده أو صده عنك. لتكن المبادرة من جانبك ولا تنتظر
دليلاً على الصداقة من الطرف الآخر بدا بالتحرك الأول؛ والنتيجة أنك
ستراه قد بدأ في التأمل والاهتمام.
في مواقف العلاقات الإنسانية ليس مفيدًا لك أن تبدي تلهفك
متلهف إلى حد الموت للحصول على ما تريده.
فهناك ميل طبيعي قوي لدى الطرف الآخر لصد عمل يشعر أنك
شديد اللهفة على القيام به؛ وتقوم الغريزة لديه بدفعه إلى القيام بتصعيب
انطباعًا بأنك تريد إتمام هذا العمل بصورة مبالغ فيها.
لا تتسول الصداقيٌ:
عندما يأتي أحدهم لكي يتسول الصداقة. فالميل الطبيعي هو
الابتعاد عنه: ولا يرجع ذلك إلى بعض السمات في الطبيعة الإنسانية؛
ولكن الى نفس القانون النفسي الذي نتحدث عنه؛ فالشخص اللحوح
يشعر بالخوف إلى حد الموت من أن الطرف الآخر لن يحبه أو من آنه لن
ينفد له ما يريده؛ وبدلاً من أن يقول لنفسه «أعرف أن الطرف الآخر سوف
يحبني» يقول لها «إنني أخشى كثيرًا من ألا يحبني» وهو نفس الشعور
الذي يتسرب إلى الطرف الآخر هو أن الشخص اللحوح لا يبدي الثقة في
وتيست الوسيلة هي أن تين نفسك كي تلفت نظر الطرف
الآخر وتدفعه إلى الإسراع نحوك: إن ما عليك هو أن تسترخي وتدرك
أنه سوف يصبح ودودًا ويتصرف بحكمة. ووقتها ستكون هادنًا ومتماسكًا
عند تعاملك معه؛ والشيء الذي يستطيع أن يقوم به الشخص اللحوح
مبتسمًاء؛ فالابتسامة استرخاء؛ والابتسامة تظهر الثقة؛ توضح أنك تدرك
أن الطرف الآخر سوف يأتي كما هو متوقع منه أن يفعل.
إذا مر بخاطرك ذلك النوع من الناس الذين من السهل التعرف بهم
وتعرفهم بالفعل: فسوف تجد أنهم وبلا استثناء؛ من كبار المبتسمين. إن
الابتسامة الحقيقية المخلصة تقوم مقام السحر في خلق شعور المودة في
ماذا تقول الابتسام؟
الابتسامة الطيبة الخالصة تقول أشياء عديدة للطرف الآخر, إن ما
تقوله ليس مجرد «إنني أحبك وآتي إليك كصديق»؛ ولكنها تقول أيضًا
وهناك شيء آخر هام تقوله الابتسامة وهو «أنك تستحق الابتسام
بطريظة ما أنه يقوم بالابتسام لناء وبطريقة أعمق فإن الابتسامة تسجل
لنا الإحساس المريح المفاجئ الذي يمكننا من الاستمتاع به؛ إنه يبتسم
لك؛ لأن ابتسامتنا قد خلقت الشعور لديه بأنه جدير بالابتسام له؛ بما
فردية خاصة لا يتمتع بها الكل.
هناك سبب بسيط لعدم ابتسام العديد منا كثيرًا؛ وهو يتمثل في
علمونا أنه ليس من المستحب أن نكشف للناس عن أحاسيستا؛ وبالتالي
فإتنا لا تحاول أن تنكون صريحين؛ أو أن نظهر أحاسيسنا على وجوهناء
تعرف أبِدًا أن تبتسم بطريقة جذابة.
إن الكل يتمتع بابتسامة طيبة حبا الله بها الجميع؛ وهو شيء يملكه
مسألة التغلب على الخوف من إبداء مشاعرك الحقيقية التي؛ إن أطلقتها
خرجت معها الابتسامة من تلقاء نفسهاء ذلك أنتك إن شعرت بالمودة
وكل المطلوب مجرد ممارسة بسيطة للتعبير عن أحاسيسك؛ وكلما
من أناس متجهمة الوجه؛ عبوسة الملامح. قد استطاعت أن تنمي لديها
تقديم الابتسامة الجذابة لمجرد ممارستها اليومية إطلاق المشاعر؛ وأنت
تخجل من وعيك الذاتي لسماحك لوجهك أن يقول «صاحبي كم أنا
سعيد للقائك».
إن كان الشك لا يزال في خاطرك من أن الثناء والعرفان بالجميل
يتمتعان بشيء فهما أقرب إلى القوة السحرية, دعني إِذَا أسالك هذا السؤال:
ذلك نفسه ما يحدث عندما تبدآً في منح السعادة والضياء للآخرين عن
طريق القيام بالثناء عليهم؛ وبتوجيه الشكر إليهم ؛ فكلما زاد قدرالسعادة
ومرة أخرى أقول إن العلم يعجز عن تفسير ذلك:؛ في الوقت الذي
يعرف فيه علماء النفس والأطباء النفسيون أن ذلك صحيح.
تجد وصفة مؤكدة سوى أن تبدأ في البحث عن الأشياء الطيبة الموجودة
في الآخرين والتي تستطيع أن تقوم بمدحها فيهم والثناء عليها؛ ابد في
البحث عن الأشياء الطيبة في حياتك مما تكون شاكرًا لها بالفعل.
كما أن البحث المتعمد عن الأشياء الطيبة في الآخرين له آثر المعجزة
على أنفسنا ذاتهاء إن ذلك يبعد عقولنا عن التفكير في أنفسنا ويدفعنا إلى
الوعي الأقل بذواتناء كما يضمن لنا عدم التخطيط في نظرتنا لأتفستاء
منذ سنوات حاول عدد من علماء النفس البحث في إمكانية الوصول
إلى قاعدة عامة تساعد الناس على الوصول إلى المزيد من راحة البال
أنها تحقق المعجزات بالفعل؛ أما الحروف التي تمثلها الوصفة فتعني :
«توقف عن تصيد الأخطاء».
واتضح أنَّ من أبرز السمات التي يتصف بها المصابون بالأمراض
العصبية وغير السعداء من البشر ويتميزون بها؛ هي كونهم من أصحاب
الانتقاد المكشوف؛ وأنهم ممن يبحتون بتعمد وإصرار عن أآخطاء الآخرين
وزلاتهم إلا أنهم عندما قاموا بتغيير موقفهم وبدأوا في البحث عن الأشياء
الطيبة الموجودة في المحيطين بهم من الناس والأشياء الطيبة المتوفرة في
لا يوجد إنسان كامل. ولا يخلو أي منا من شيء طيب فيه كما
ويدفعك إلى الغضب أو القلق: اعمل على البدء في العثور على شيء
يقوم بشد رأسك «وعضها »؛ فمن الممكن أنه يتمتع بأسنان رائعة لطيفة
إلى التحول إلى الأفضل فحسب بل أنك ستجد أن رأيك فيه قد أخذ في
إن الثناء على الشيء أو الحدث يخلق حافرًا للشخص الممدوح عليه
لكي يقوم بالمزيد من مثل هذا الشيء الذي جلب له الإطراء والثتاء؛
وعليك أن تتذكر آن الثناء يميل إلى مضاعفة وزيادة أي شيء يوجه إليه.
امدح أحدهم بسبب عمله وسوف تراه وقد عمد إلى مضاعفة عمله. امدحه
لسلوكه وسترى أن هذا السلوك قد تحسن أكثر وأكثر: ولكن امدحه
بالزهو وب «الانا »؛ وكم من ابن تم تدميره طول عمره بسبب ترديد آمه
المستمر له إنك أعظم وأروع إنسان في العالم.
والحقيقة أن هناك سببًا واحدًا يجعل معظمنا يبخل في تقديم المدح
إليه من فرط إحساسه بذاته؛ إن مدح تصرفات الشخص وسماته يعمل