[سورة البينة » الآية 8] +
لمصالح العباد في عاجلتهم وآجلتهم فما خرج عن هذين
الأصلين فهو البدعة ؛ ولله در الإمام مالك رحمه الله
فكثيراً ما كان ينشد :
وكلما طال العهد بالمسلمين تجلِّت غربة الإسلام +
والتبس الحق بالباطل واختلطت الأمور واستحكمت
البدع والخرافات وحار الناس في أمر دينهم ؛ فإذا البدعة
الغريب عن شريعة الإسلام ولا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم .
«وقد عرفنا من تاريخ الأديان والشرائع أن التحريف
الابتداعي قد أصاب الأمة من جهات ثلاث :
آداب وأحكام ن
-١ من جهة العقيدة : ومنها دخل الشرك ؛ وعبادة
غير الله ؛ من دعاء واستعانة واستغاثة ولجوء إلى غيره
فيما لا يجوز صرفه إلى الله تعالى ٠
١ ومن جهة العبادة : ومنها دخل التغيير بالزيادة أو
النقص والتغيير في الكيفية ٠
٠ ومن وجهة الحلال والحرام : ومنها حرم الحلال
واحتيل فحلل الحرام +
وإذا أحصينا أسباب ذلك وجدنا أن أسباب البدع
كثيرة يصعب حصرها أو تعدادها ومن أهم هذه
١-القول في الدين بغير علم ٠
7_ممارسة الجاهل لأمور التعليم والفتوى ٠
٠ الجهل بالسنة ومكانتها في التشريع وعدم التمييز
بين الأحاديث الصحيحة وغيرها الضعيفة والموضوعة .
؟ اتباع الهوى والشهوات والتسليم لغير العصوم
صلى الله عليه وسلم +
_ اتباع المتشابه ابتغاء الفتنة من المبتدعين وابتغاء
ويتساءل المسلم الحريص الغيور على دينه كيف
الطريق إلى الله ؟ وكيف الطريق إلى السنة ؟
ولا أجد إجابة أشفى مما أجاب به أبو علي الحسن بن
علي الجوزجاني حيث قال : «الطرق إلى الله كثير:
وأوضح الطرق وأبعدها عن الب : اتباع السئة قولا
)١( ينظر : «الكشاف الفريد عن معاول الهدم ونفائض التوحيد»
ج؟/ ١١6 0116 :117 11١ تأليف خالد علي الحاج » ط . الثانية
8ه قطر
(1) ينظر : «الأمر بالاتباع والنهي عن الابتدا. للسيوطي ص 3+9 تحقيق
مصطفى عاشور_ مطبعة القرآن بمصر 1887م
آداب وأحكام زيارة المدينة المنورة
الطريق إلى السنة ؟ فقال : مجانبة البدع واتباع ما أجمع
عليه الصدر الأول من علماء الإسلام ولزوم طريق
إذا تقرر هذا :
كان التنبيه على المنكر وأطر الناس على اتباع الح أمر
واجب على المسلمين عامة وعلى العلماء بخاصة .
نعم : يجب نشر العلم النافع : علم التوحيد وإصلاح
العقيدة والقضاء على العقائد الفاسدة والادعاءات الباطلة
والعادات والتقاليد البالية التي شوهت معالم الدين
وزيفت حقائقه ومعتقداته واستميل بها قلوب كثير من
العوام والجهال .
نعم : يجب أن ننهج في أمور ديننا ودنيانا على هدي
من الكتاب والسنة وآثار سلف هذه الأمة فإن في ذ لك
النجاة والفوز في الدنيا والآخرة .
ي- آداب وأحكام زيارة المدية المنورة
نعم : يجب أن ندافع عن عقيدة التوحيد الخالص
لننفي عنها عبث العابثين ومكائد الضالين وتحريف
المبتدعين وأباطيل الملحدين لنكون في مأمن من غوائل
هذه الآفات الكاسدة والضلالات الفتاكة وغيرها من
معاول الهدم والتخريب التي شوهت جمال الإسلام
وحضارته وحالت دون تقدم المسلمين.
أن أقدم هذه الصفحات المتواضعة تحت عنوان :
آداب وأحكام زيارة المدينة المنورة
ومن الأسباب التي جعلتني أكتب في هذا الموضوع
هو الادعاء بأن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم تال
بها الحاجات وهي الغاية القصوى التي شمر إليها المحبون
وتنافس فيها المتنافسون ولمثلها فليعمل العاملون» وهذه
العبارات تحمل إطراءٌ ومبالغة تتجاوز الحا الشرعي كما
سنقف على إيضاح ذلك إن شاء الله ؛ وقد ترتب على
آداب وأحكام زيارة المدينة
هذا الاطراء والمبالغة أن فشة من المسلمين أصبح معظم
قصدهم من الحج زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم »
المفهوم على بعض المنتسبين للعلم فقرروه في كتبهم
ومناسكهم ؛ بل وردد بعض العلماء هذه العبارات
على جلالة قدرهم ورسوخ قدمهم في العلم كابن حجر
حذر السلف الصالح من زلة العالم وجعلوها من الأمور
التي تهدم الدين ؛ فإنه رما ظهرت فتطير في الناس كل
مطار فيعدونها ديناً وهي ضد الدين فتكون الزلة حجة في
الدين .
روى الدارمي عن زياد بن حدير قال قال لي عمر هل
تعرف ما يهدم الإسلام ؟ قال : قلت: لا قال : يهدمه
زلة العالم»؛ وجدال المنافق بالكتاب ؛ وحكم الأئمة
آداب وأحكام زيار الدينة النورة
المضلين!" - عافانا الله وإياهم وغفر زلتهم وتجاوز عنهم
وعاملهم بقصدهم ونيتهم إنه على كل شيء قدير .
تحريراً في غرة ذو القعدة 15415ه .
بمدينة الرياض +
وكتبه راجي عفو ربه المنان
. 11 «سنن الدارمي» ج١ مقدمة (ص١1ا) باب )١(
إن شد الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم»
لم يعرفه السلف في كتبهم ولم يكتبوه في مؤلفاتهم ؛ بل
هو تعبير غريب لايعرفه السلف الصالح وإما هو محضص
المبالغة والتكلف والاطراء المتجاوز للحد الشرعي . وليس
في شيء من دواوين المسلمين التي يعتمد عليها موضوع
وإنما تكلم بذلك من تكلم من بعض المتأخرين ؛ وحسبنا
ومعلوم أن الذاهب إلى هناك إغا يصل إلى مسجده
صلى الله عليه وسلم والمسجد نفسه يشرع إتيانه سواء كان
القبر هناك أو لم يكن » ثم يأتي إلى القبر فيزوره زيارة
شرعية كما يزور عامة قبور المسلمين في بلدان الإسلام
للاعتبار والدعاء لهم بدون سفر إليها أو قصد لها +
آداب وأحكام زيارة
وعلى من أراد أن يعرف دين الإسلام أن يتأمل
النصوص الثابتة ليعرف ماكان عليه السلف الصالح ومن
سار على نهجهم وماقاله أئمة المسلمين ؛ حتى لايحرف
المسجوعة المنمقة والكلمات المستنكرة المردودة +
البرهان .
وسلم بشد الرحل إليه مندوب أو واجب وأنها الغاية
القصوى وهي من أعظم القربات وأرجى الطاعات. . .
ذلك؟ هل هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
والأئمة من التابعين وأتباعهم؟ أم هم أناس جانبوا العلم
والتحقيق واكتفوا بما يأخذون عن مشائخهم ومايكتبون