شديد العقاب > وقال تعالى : 9 فليحذر الذين يخالفون عن
أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب ألم > .
وإذا علم أن إعفاء اللحية ثابت عن الني تَيْْمْ من قوله وفعله
سنن الأنبياء والمرسلين وهديم وقد قال الله تعالى : فج أولفك
الذين هدى الله فبهداهم اقتده » والأمر في هذه الآية الكريمة
عام لجميع الأمة لأنهم تبع لنبيهم مد تَ . وقد ثبت عن الني
َي أنه قال : ٠ أنا أشبه ولد إبراهم به »
أبي هريرة رضي الله عنه ؛ وفي الصحيحين وغيرهما عن ابن عباس
أن إبراهم عليه الصلاة والسلام كان ذا لحية عظهة تشبه لحية
رسول الله ِت , وقد قال الله تمالى : « ثم أوحينا إليك أن
اتبع ملة إبراهيم حنيفاً وقال تعالى : ج قل صدق الله
فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا » وقال تعالى : 3 ومن يرغب
عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه > وفي هذه الآية الكريمة
دليل على أن من رغب عن إعفاء اللحية ففيه من سقه النفس
بقدر ما رغب عنه من ملة إبراهم .
وقد روى البيهقي في « دلائل النبوة » عن هشام بن العاص
الأموي قال : بعثت أنا ورجل آخر إلى هرقل صاحب الروم
تدعوه إلى الإسلام - فذكر القصة بطولها وفيها أن هرقل أرامم
صور الأنبياء في خرق من حرير فذكر في صفة نوح عليه الصلاة
والسلام أنه كان حسن اللحية . وفي صفة إبراهم عليه الصلاة
والسلام أنه كان أبيض اللحية . وفي صفة إسحاق عليه الصلاة
والسلام أنه كان خفيف العارضين . وفي صفة يعقوب عليه الصلاة
والسلام أنه كان يشبه أباه إسحاق , وفي صفة عيسى عليه الصلاة
والسلام أنه كان شديد سواد اللحية ؛ قال ابن كثير : إستاده
لابأى به . وقد رواه أبو نعم الأصبهاني في ٠ دلائل النبوة » من
طريق أخرى وقال في صفة موسى غليه الصلاة والسلام : إنه كث
اللحية . وقال في صفة هارون عليه الصلاة والسلام : إنه كان
يشبه موسى . وقد جاء في بعض الروايات في حديث الإدراء أن
رسول الله يتم رأى هارون في السماء الخامسة وقال في نعته :
« دلائل النبوة » من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
وقد أخبر الله تعالى عن هارون أنه قال لأخيه موسى : 3 ياابن
كان ذا لحية طويلة يفكن موسى من الأخذ بها . وفي هذه الآية
الكريمة وماذكر قبلها من صفات الأنبياء اللتقدمين أبلغ رد على
من زيم أن اللحية رمز عربي وليست من الإسلام في شيء ٠
والأنبياء كلهم على دين الإسلام وإن اختلفت شرائعهم ومناهجهم +
وقد كان أهل الكتابين في زمن الجاهلية يعفون لحام متابمة لما
كان عليه الأنبياء المتقدمون . وكذلك كان العرب في زمن الجاهلية
الصلاة والسلام مع أشياء تمسكوا بها من أفعال الحج وغيره » ولم
تق حاق اللهى معروفاً في زمن الجاهلية إلا عن المجوس وقد
أمر النبي بيثم أمته بمخالفتهم ونام عن التشبه بهم والتزبي يزيم ٠
ذلك صاحب المقال الباطل ؛ وإنما هو سنة من سنن الأنبيا
والرسلين وصفة من صفات التتسكين بالسئة من المسامين ؛ وأما
حلق اللحية وقصها فهو رمز للمجوس ولن يتشبه بهم من المساين
يبالفون في إعفاء اللحى فإن ذلك معدود من تشبههم بالمسامين إما
قصداً وإما اتفاقاً وهم في هذه الحالة أحسن من المجوس الذين
يحلقون اللحى ويثلون بها ويخالفون هدي الأنبياء المرسلين .
ها فصل
وقد حك ابن حزم الإجماع على أن قص الشارب وإعفاء
اللحية فرض » وفيا حكاه من الإجاع أبلغ رد على من زيم أن
اللحية ليست من الإسلام في شيء ؛ وقد قال أبو عمر بن عبد البر
وشيخ الإسلام ابن تهية : يحرم حلق اللحية ؛ قال ابن عبد البر
بالنساء » وقد روى الإمام أحمد بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي
يتشبهون بالنساء والمترجلات من النساء المتشبهات بالرجال +
وروى الإمام أحمد أيضاً عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهها
قال : سمعت رسول الله يتم يقول : « ليس منا من تشبه بالرجال
من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال » والأحاديث في لعن
المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال
فصل
قال صاحب المقال الباطل : وكان للنبي بَثةٍ لحية ول يطلقها
بعد الإسلام ٠
والجواب أن يقال : إن الني يِه قد وفر لحيته وكانت كثة
أحمد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : « كان رول الله
كث اللحية » وقال ابن منظور في لسان العرب : لحية كشة
كثافة ؛ وقال ابن دريد لحية كثة كد
ة النبات انتهى +
وروى الإمام أحمد أيضاً والحاتم في فستدركه عن علي رضي الله
عنه قال : « كان رسول اللهيُتَضْخْم الرأس واللحية » قال الحائم +
صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهي في تلخيصه ؛ قال
الجوهري وابن منظور في لسان العرب : الضخم الغليظ من كل
شيء . وكذا قال صاحب القاموس ٠ والمراد بضخامة اللحية عظمها
لما رواه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد المسند بأسانيد جيدة عن
علي رضي الله عنه قال : ٠ كان رسئول الله يَْْْ عظم اللحية »
وروى الإمام أحمد ومسل عن جابر بن سمرة رضي الله عنيها قال :
« كان رسول الله يم كثير شعر اللحية » وروى النسائي عن
البراء رضي الله عله قال : « كان رسول الله يي كث اللحية +
وروى الترمذي في الشمائل والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب
الإيمان والآجري في كتاب الشريعة عن هند بن أبي هالة رضي الله
عنه قال : * كان رسول الله بك كث اللحية » وروى الحافظ أبو
نعم الأصبهاني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه نعت
رسول الله يك فذكر من صفته أنه كان كث اللحية ؛ وروى
الحا في مستدركه وصححه والبيهقي والآجري أن أم معبد
وفي هذه الأحاديث أبلغ رد على من افترى على رسول الله
م وزع أنه ل يطلق لحيته بعد الإسلام +
فصل
وز صاحب المقال الباطل أن اللحية لاتعني في الإسلام شيئاً
والجواب أن يقال : بل إن في إعفاء اللحية تمييزاً بين المسلم
الطيع لآب الرسول يَلِْمْ بإعفاء اللحية وبين العصاة المخالفين لأمر
الني عِلِْمْ بإعفاء اللحى ومخالفة امجوس الذين يحلقون لحام وقد
بازال البح لقي كال ردهي أمره أن
تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب ألم 4 .
فصل
وقال صاحب المقال الباطل : كل ما في الأمر أن الني كت
كان يكره رؤية اللحية الكثة ويتضايق منها فقال : « حفوا
والجواب أن يقال : أما قوله : إن النبي يَثْمْ كان يكره رؤية
اللحية الكثة ويتضايق منها » فهو من الافتراء على الني بٍَ وقد
من الشار» وقد كان الني تيم يأمر بإعفاء اللحية وتوفيرها
كره النظر إلى المجوسيين اللذين دخلا عليه وقد حلقا لحاما
وأعفيا شواريها وأنه أنكر عليها . فهل يقول عاقل بعد هذا إن
الني يَُثْ كان يكره رؤية اللحية الكثة ويتضايق منها ؛ كلاً
لايقول ذلك من له أدنى مسكة من عقل . وما كان الني عَم
يأمر بإعفاء اللحية وتوفيرها وهو مع ذلك يكره رؤية اللحية